|
عيد ميلاد مجيد .... سناء جعفر تسال " انتو مكرمسين وين .. ومروسين وين ؟"
|
Quote: وقالوا بكرة الكريسماس .. أو ذكرى ميلاد السيد المسيح ( عليه سلام الله ) .. وبعدو بأسبوع رأس السنة الميلادية الجديدة 2011م وكل سنة وانتو بألف خير .. وكل سنة وأصحابي المسيحيين بألف خير وعافية .. وكل سنة وهم جزء أساسي ولا يمكن الاستغناء عنه في قطعة نسيج بلدنا .. كل سنة وهم طيبين وتامين ولامين .. الكريسماس عيد ارتبط عند الغرب بالبرد والثلوج .. وبابا نويل .. وارتبط عندنا ( كسودانيين ) وقبل سنوات طويلة تزيد عن العقدين بقليل .. بحفلات النوادي وتنافسا في اجتذاب اكبر عدد من الحضور .. النادي الارمني .. النادي السوري .. النادي القبطي .. النادي الكاثوليكي .. وحتى نادي الأسرة كان بعمل حفلتين واحدة في الكريسماس والثانية في رأس السنة .. الوقت داك كانت الدنيا لسة بخيرا .. وكان البرد لسة بزور السودان .. وكانت الناس بتعرف تستمتع وتضحك وتنبسط بغض النظر عن مستواها المادي أو الاجتماعي أو السلطوي .. وكان حق حجز التربيزة بتلم من بدري .. والبنات بيدبرن روحن عشان يلمن حق الكوافير وخياطة فستان السهرة وشراية الجزمة الانجليزية .. وكانت الحفلات لوش الصباح .. والأفراح متاحة للجميع .. والنفوس متطايبة .. من زمان ( والى الآن ) ما بعتبر نفسي من هواة مشي الحفلات .. لكن بستمتع بالحكايات لمن يجوا يحكوها لي الناس المشو .. ولمن كانوا الناس يسالوني السؤال التقليدي : مكرمسة وين ؟! .. مرووسة وين ؟! .. بجاوب بالرد التقليدي جداً : ( بطانية كلّب .. ديسكو الناموسة ) .. وفعلا كنت بتدسى تحت بطانيتي من بدري .. أتفرج التلفزيون .. وأهش الباعوض الفقري البصّر يستعرض قدراته في الطيران جنب اضاني مباشرة .. اها واغتربنا .. وجينا لبلد إذا ما لقت مناسبة تحتفل بيها .. بتقوم تخلق مناسبات من عندها .. وتحتفل بتطرف غريب .. وأنا ما زلت متمسكة برفضي للحفلات .. رفضي ما نابع من منطلق عقائدي .. لكن ما بمشي لأني بعاني من مشكلة مع الزحمة والضجيج البصاحب الحفلات .. شئ كدة قريب للفوبيا وأظن محتاج علاج نفسي عشان اقدر أتخلص منه .. لكن السنة دي في دبرسة حاصلة .. دبرسة من النوع البخليني ممكن أجازف وامشي مكان مزدحم بالبشر والضجيج .. ومن هسة قعدت أفكر لو قررت اكرمس وارووس .. امشي وين ؟؟ .. امشي وين ؟؟ .. غايتو رسلو لي في ايميلي إعلان لحفلة مصطفى السني في ابوظبي .. حقو امشي .. منها برنامج ومنها كمان أشوف شجرة الكريسماس العملوها هناك وكلفت (11 مليون دولار ) !!! وحسب المعلومة المأخوذة من احد المواقع الإماراتية ... ( عمد فندق قصر الإمارات إلى وضع شجرة يبلغ ارتفاعها 13 مترا، تزينها المجوهرات والفضة والذهب، والكرات الملونة، والأضواء البيضاء، وتبلغ كلفتها نحو 11 مليون دولار. والشجرة اصطناعية، لكن المجوهرات حقيقية، إذ إن هناك 181 قطعة من المجوهرات، بما في ذلك الألماس والزمرد والياقوت واللؤلؤ ) .. وسمحة المقدرة .. والله ما حاسدين ولا حتى بغرانين .. لكن الزول ما بملك الا انه يشعر بالحسرة لمن يقارن بين ناس بتنفق حداااااااااشر مليون دولار عشان تزين شجرة .. وناس بتعافر عشان تواكب الطفرة السعرية الحصلت في رطل السكر القفز فجاة ووصل لمبلغ 180 جنيه في بلد فيها مصنع من اكبر مصانع السكر في إفريقيا .. وناس بتكابد عشان توفر حق كم كيس عيش بعد ما نقص وزنه وعدده وزادت قيمته .. وناس بتجاهد عشان تقدر توفر حق كيلو لحمة بعد سعرا الطار السما في بلد يقال انها بتملك اكبر ثروة حيوانية .. وبعد شوية حتبقى اكبر مستهلك ( لمرقة ماجي ) .. واهو غايتو شايفة التلفزيون السوداني بدعم الاتجاه دة بدعايات سمجة وعبيطة عن العدس البديل البروتيني الامثل للحم .. والماجي بتاعت الفرك ولسة ياما حنشوف .. الظاهر بعد شوية الغالبية العظمي من الشعب السودان حتشرب الشاي بالبلح وتاكل ملاح ام شعيفة .. انا شكلي كدة طلعت برة الموضوع .. نرجع لمرجوعنا والكرمسة والترويس .. طيب لو قامت عليّ حالةالفوبيا في آخر لحظة وقررت التزم حدود بيتي واعتزل الصخب .. شنو البدايل المتاحة لي ؟! .. اقعد اقاصر المنتديات السودانية في النت .. اوجع قلبي بالحال الذي آل اليه بعض قومي .. واقرا كلام الناس البتهوى تبادل أقذع أنواع السباب .. والاتهامات المبذولة بسخاء بين المناضلين والمتنوضلين والمعارضين والمتعارضين .. الأكاذيب المفضوحة والمستترة ... شيل الحال ودق الطار .. ونظريات الأجندات الخفية والمؤامرات .. واوراق التوت التي تسقط كل يوم لتظهر عوراتنا .. وسيل الفيدوهات الغريبة البقت تظهر كل يوم من اللامكان وتزيد وجعنا وقرفنا وحسرتنا على حال بلدنا وناسنا وروحنا ... ولا اقعد اقاصر القنوات السودانية ( لغاية الان ما قادرة احدد ليه في المناسبات الزي دي تحديداً بعترينا احنا المقيمين خارج الوطن كم هائل من الحنين لكل ما يذكرنا به ؟! ) عسى ولعل اصادف برنامج سمح .. ولا غنا سمح .. ولا أي شئ سمح ..وانا اجتهد قدر الامكان اني ما اصادف واحد من فطاحلة ساسة السودان وهو بنظّر عن سياسات الحكومة والانفصال الوشيك ونذر الحرب القادمة ولب لب لب لب ... ونهائي ما بتطرق لموضوع الفساد العم القرى والحضر ولا لمحاولات اصلاح حال البلاد والعباد المساكين الروحهم طلعت وزيتهم اتعصر ودمهم نشف .. ولا اقعد اقاصر كمية الكتب المردومة جنب سريري ومنتظرة بصبر اني افض بكارتا واستكشف اعماقا ؟! .. ولا ارجع لعادتي القديمة .. واتدمدم تحت بطانيتي من بدري وانا مشتهية صوت باعوضة يطن في اضاني ويذكرني بالايام الخوالي ؟! .. غايتو لغاية الان كل الاحتمالات واردة .. اها انتو مكرمسين وين .. ومروسين وين ؟ |
|
|
|
|
|
|
|
|
|