هشاشة الديانة المسيحية وضعف تأثيرها على العقل البشري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-23-2024, 02:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-06-2010, 11:02 PM

حاتم محمد
<aحاتم محمد
تاريخ التسجيل: 11-29-2010
مجموع المشاركات: 127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هشاشة الديانة المسيحية وضعف تأثيرها على العقل البشري

    مداخلة :
    للأخوة الكرام جميعاً
    ليس مهماً من أكون ؟ أو ماذا أكون ؟ المهم ماذا أقول !!
    للأخوة الذين أنتقدوني , لكم الشكر والتقدير على كل من قال كلمة في المواضيع السابقة لقد أفادتني كثيراً , وأضاف لي الكثير أيضاً , ولو كانت كلمة على سبيل الإستهزاء , وأعتذاري الشديد لمن لم أرد عليه , فالعتبى له .
    ولكم مني جميعاً جزيل الشكر والتقدير
    حاتم محمد
    الموضوع :
    في الحلقة السابقة تعرضنا لخطورة الدين الإسلامي على العقل البشري , وفي هذه المرة سنتناول الدين المسيحي وتأثيره على العقل البشري , وكالعادة نبدأ بخلاصة القول وهي ( أن الدين المسيحي يؤثر على العقل البشري وطريقة التفكير , على نحو طفيف جداً , بل هو النقيض المباشر للإسلام , فالدين المسيحي متأثر بالعقل البشري أكثر من تأثيره على العقل , كدين وعقيدة وسلوك , ... الخ ) .
    فالدين المسيحي , كدين هش تدين به الغالبية العظمى من سكان العالم اليوم , أي هو الديانة الأكثر انتشاراً من حيث العدد , أما من حيث الممارسة فهو أقلاها عدداً , وذلك ينبع من عدة أسباب متعلقة بالدين المسيحي الحالي , والذي يمكن أن نقول عنه بقايا المسيحية الحقيقية القديمة , فمسيحي اليوم لا علاقة لهم بالمسيحية من قريب أو بعيد , خاصةً الطائفة الكاثوليكية الأكثر انتشاراً في العالم الحديث , وحديثنا ليس من غثاء السيل , بل هو واقع معاش حالياً في مجتمعات مسيحية كثيرة خاصة ما يعرف بالعالم المسيحي قاطبةً , وعالم المسيحي الأوربي الحالي .

    العقيدة المسيحية والعقل البشري :-

    في الواقع لا توجد مسألة ألجمت الدين المسيحي وحيرته , بل أدت إلى انشقاقات داخلياً , أقوى من طبيعة السيد المسيح عليه السلام , أي من هو السيد المسيح عليه السلام , فهو الأساس التنظيري الأول والأضعف في العقيدة المسيحية الحالية والغابرة في زمان البعيد , اسمحوا لي عذراً أقول : نحن نحتاج لسرد تاريخي لبعض النقاط المهمة في تاريخ اللاهوت المسيحي لأن معظم القراء المسلمين لا يعلمون الكثير عن المسيحية :
    لعل مؤتمر اللاهوت المسيحي الذي أقيم في القرن الخامس الميلادي لتعريف طبيعة المسيح , كان أول المؤتمرات تم حول هذا الموضوع (وكانت نتيجة ذلك أن اجتمع المجمع المسيحي عام 451 ب م في خلقيدونية لتعريف (( طبيعيتي )) المسيح من خلال عقيدة الثالوث , حينها قبل الغرب عقيدة الثالوث , بينما رفضت كنائس الشرق هذه العقيدة , ونتج عن ذلك تكون الكنيسة القبطية في مصر إثيوبيا والكنائس (( اليعقوبية )) في سوريا وأرمينيا , وحدث انشقاق آخر في عام 1054 م تولد عن الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية- اليونانية في روسيا , رومانيا , بولندا , بلغاريا , وذلك عندما أضاف البابا النيقية التي تشير إلى أن الروح القدس ينبثق من الأب والابن ( المصدر دراسة صادرة عام 1990 م عن شهود يهوه تحت مسمى ( بحث الجنس البشري عن الله ) من الجزء المتعلق بالعالم المسيحي,)) فكل الطوائف اختلفت في تحديد طبيعة السيد المسيح منذ ذلك العهد , إلى أن جاء مارتن لوثر في ألمانيا ( 1483 – 1546 م ) , ليؤسس طائفة البروتستانت , نقيض الكنيسة الكاثوليكية , فمارتن لوثر , كان أحد الرهبان الذين احتجوا على صكوك الغفران , التي كانت تباع في الكنيسة , للأحياء والأموات على حد السواء , فقام بتعليق قضاياه 95 على باب الكنيسة في سنة 1517 م , وعندما حاولت كنيسة روما محاكمته وجد الدعم من حاكم ولايته الألمانية المنتخب , وكان يدعى فريدرك من سكسونيا , وقدم له ملجأ في قلعة ورتبرغ حيث قام بأهم عمل في مسيرة الكنيسة البروتستانتية , وهو ترجمة الكتاب المقدس من اللاتينية إلى لغة الشعب الألماني , وهو العمل الذي أسس قوة لحركة مارتن لوثر , عندها اطلع الشعب الألماني على الكتاب المقدس الذي تتبناه الكنيسة , ليكتشف الحقائق التي غابت بين هطرقات رجال الكنيسة , والشئ الآخر الذي قام به مارتن لوثر , أنه تزوج من راهبة سابقة تدعى كاثرينا فون بورا عام 1525 م , وهو الأمر الذي يناقض تعاليم الكاثوليكية كماً وكيفياً .
    عموماً فهذه المسألة الجوهرية كانت حجر عثرة في طريق الدين المسيحي , كدين متماسك وقوي , فالعقيدة تمثل الجانب الأقوى والأهم لأي دين في العالم , بحيث أن هدمها يعني انهيار الدين برمته , وهو ما حدث بالنسبة للمسيحية تماماً , تتلخص هذه مشاكل العقيدة المسيحية في اللاتي : -
    1- من هو السيد المسيح ( الأب , أم الابن , أم هو طبيعة مزدوجة )
    2- علاقة المسيح بالروح القدس
    3- هل المسيح يحمل طبيعة ثالوث ( الأب , الابن , الروح القدس ) , أم رسول ومعلم
    4- من هي مريم البتول عليها السلام ؟؟ , وموقعها من هذه العقيدة , هل هي الحاضن البيولوجي للإله , أم هي أم للإله , هل هي زوجة يوسف النجار , الذي سيكون أباً ليسوع , على نحو صريح وواضح أباً للإله .
    5- وهنالك قضية أقل أهمية تتعلق بالصليب ومنبعه ومقدمه من الأرض المقدسة , وموقعه من العقيدة المسيحية الحالية
    فهذه العقيدة المهزوزة , صنعت ديانة هشة التفاصيل والقوانين والشرائع , وهو الأمر الذي أدى إلى تولد الهرطقة المسيحية المشهورة في تاريخ العصور الوسطى , ومن ناحية أخرى نجد أن هذه الطبيعة المسيحية امتزجت بشرائع مسيحية غير واضحة التفاصيل أو الأحكام , فالشريعة المسيحية قامت في الأساس على الشريعة اليهودية – شريعة موسى – التي وردت في العهد القديم بالإنجيل , فالسيد المسيح ( يسوع ) عليه السلام عدل في تفاصيلها خمس نقاط جوهريه فقط هي :-
    1/ نسخ عيسى عليه السلام يوم السبت بيوم الأحد في التشريع المسيحي
    2/ نسخ حكم الطلاق بإلغائه , ومنعه البتة , بل حدد الزواج بامرأة واحدة فقط
    3/ حلل كل الأطعمة للمسيحيين بما فيه الخنزير
    4/ المسيحية لم تحرم الخمر , بقدر ما هي تحرم الإفراط في شرب الخمر
    5/ وهنالك مبدأ الطهارة , فالمسيحية تفترض نقاء القلب والضمير كشرط على الطهارة والنقاء وليست طهارة الجسد الخارجي فقط
    أما أهم مبدأ يحدد العقلية المسيحية , ويجعلها تتحرر من القيود العامة التي خلفتها العقيدة الهشة والمتناقضة في آن واحد , هو مبدأ المحبة للجميع كما ورد هذا النص في الإنجيل العهد الجديد :
    من إنجيل البروتستانت لعام 1995 م - إنجيل متى ( 34 ولكن لما سمع الفريسيون أن يسوع أفحم الصدوقيين , أجتمعوا معا , 35- سأله واحد منهم , وهو واحد من علماء الشريعة , يحاول أن يستدرجه : (( يا معلم , ماهي الوصية العظمى في الشريعة ؟ )) 36- فأجابه : (( أحب الرب إلهك بكل قبلك وكل نفسك وكل فكرك ! هذه هي الوصية العظمى الأولى . 39- والثانية مثلها : أحب قريبك كنفسك ! 40- بهاتين الوصيتين تتعلق الشريعة وكتب الأنبياء ! ) .
    فالوصية المشهورة التي يقوم عليها السلوك المسيحي الحالي هي المحبة العامة للجميع , وهذه المحبة العالية التي يوجبها الدين المسيحي , لا تدخل في الإطار العقلي بالنسبة للمسيحي , بل تظل كعامل مساعد للعقل , وليست جزءاً من السلوك اليومي بالنسبة للمسيحي , فالمسيحي مرتبط بالصلاة أثناء الطعام , وفي الأوقات التي يراها مناسبة في مكان خاص وخالٍ , بعيد عن العيون الأخرى , فيما عدا يوم الأحد , إذ عليه أن يذهب إلى الكنيسة على نحو دائم .
    مما سبق نلاحظ أن تأثير الدين المسيحي على العقل البشري ليس له تأثير قوي وواضح على طريقة التفكير , وخاصة وأن ماضي الكنيسة به من الشوائب المنفرة التي تجعل البدن يقشعر من هذا الماضي البعيد والقريب , حتى في أيامنا هذه عادت المسيحية سلوك ثانوي في أغلب الدول التي تدين بالمسيحية , خاصة ما يعرف بالكريم ( الصيام ) الذي يبدأ ليلاً لينتهي حوالي الساعة الثالثة ظهراً , أو الصيام عن أكل , كل ما هو روحي كاللحم واللبن ... الخ .
    فتأثير كل هذه السلوكيات على العقل البشري ليس بذاك العمق الذي يوجه طريقة التفكير ويجعلها تسيطر على الفرد مباشرةً , ومن ناحية عامة المسيحية كدين يمكن أن تتوقع فيها أي سلوك يخطر على بالك , فاليوم الكنيسة أجازت الطلاق وتمارسه على ملأ .
    التحرر والعقلية المسيحية:-
    من خلال ما تقدم , نستطيع أن نقر أن الديانة المسيحية بهذه العقيدة الهشة , والشريعة غير الواضحة ساعدت كثيراً على تحرر العقل البشري من القيود الدينية التي كان يتحجر بها , ولعل السيد إسحاق داروين كان له القدح المعلى في كسر الكنيسة إلى نصفين وإخراج العقل المسيحي من هذه الدائرة المغلقة , فالعقيدة المسيحية والإنجيل لا يجيبان على الأسئلة الحيوية التي تتعلق بالخلق والآخرة والبعث والحساب والعقاب .... الخ من هذه الأسئلة الفلسفية العميقة , وهذا الأمر جعل من السهل جداً الاحتكام إلى العقل , والخروج من دائرة الكنيسة والهرطقة المسيحية المنتشرة آنذاك .
    فمن نظرة عامة للكتاب المقدس ( الإنجيل ) نلاحظ جفافه من الأسئلة العقلية والمنطقية التي لا تمت بصلة للواقع , فالعقيدة المسيحية في العصور المظلمة كانت تؤمن مثلاً بما يعرف بمركزية الأرض على الكون , إلى أن جاء جاليلوا وضحت هذا المفهوم الكنسي , ففي ذلك الزمان كانت المسيحية هي ما تقر به الكنيسة , وليس الكتاب المقدس , وهو ما حاولت الكنيسة فرضه بقوة السلاح وصوت الجلاد , وعندما خرجت نظرية التطور قصمت الكنيسة النصف , وبدأ تعارض الكنيسة مع الواقع العقلي العام في ذلك الزمان , فأبسط العلوم كانت تعدها الكنيسة , هرطقة ومخالف لإيمان الكنيسة , وهو ما يؤدي إلى الحريق بالنار لتطهير الجسد من المس الشيطاني أو أخراج الشيطان من الجسد , كما كانت تؤمن الكنيسة في ذلك الوقت , لكن بعدما سقطت الكنيسة صريعة أما الحقائق العلمية الواضحة , فانهارت المسيحية معها – أي المسيحية التي كانت تنشرها الكنيسة في ذلك الوقت – وبعدها هزم العقل الدين المسيحي , وما يحدث في أوربا الآن خير دليل على هجر العقول للدين المسيحي تماماً .
    من هذه النقطة بدأ تحرر العقل من أثار الكنيسة المسيحية , ومواجهة الدين المسيحي مباشرةً , وكان السؤال الأول الذي طرحناه من قبل , بلا إجابة منطقية , من هو السيد المسيح ؟ من هو الله ؟ من هو الروح القدس ؟ ومن هي مريم البتول ؟ فهذه الأسئلة التي حددت قوة الدين وفلسفته , لم تجب الديانة المسيحية عنها من قبل , ولا من بعد .
    فثبات العقيدة ووضوحها يجعل العقل في محك قوي , أما تصديق الفكرة المعينة , وعدم اهتزازها أبداً , أو رفضها البتة , ولعل الدور الذي لعبه الفكر الماركسي الإلحادي الذي تغلغل في المسيحية بصورة قوية جداً , جعل من الله أداة سهله الإقصاء من العقيدة المسيحية , ولم يصمد الدين المسيحي أمام هذا الكم المنطقي الذي حارب الله مباشرةً بسبب العقيدة الهشة التي يتمتع بها .
    وأخيراً جاء سيجموند فرويد ووضع مدرسة التحليل النفسي , التي فسرت الله تماماً , وحولته إلى هاجس أو طوطم يجتاح الإنسان أثناء الحلم , فهبط الإله من سماءه إلى الأرض مباشرةً , لتتحول الكنيسة بعد عدد أعوام من الحرب العالمية الثانية إلى أماكن أثرية يزورها كبار السن في الآحاد .
    ثم جاءت العقبة الثانية في الفكر المسيحي التي أجهزت على ما تبقى في المعبد المسيحي , ما يعرف بثورة التحرر التي اجتاحت أوربا في الستينات , فهذه الثورة حررت الرابط الأسري من إطار الزوجة والزوج المقدسين مدى الحياة , ثم حولت الشارع الأوربي إلى مرتع عام لسلوك الشخصي والرغبات الذاتية , وجيل بعد جيل أصبحت المسيحية ماضٍ يرتبط بالكنيسة فقط , ولا علاقة له بالشارع العام , أي فصلت الدولة تماماً نهاية الأمر .
    ذكرنا أن الشريعة المسيحية ليس بها ثوابت غير التي ذكرناه عن التعديلات يسوع عليه السلام , فالدين المسيحي لا يحدد مواعيد معينة للصلاة غير تلك التي ترتبط بمواعيد الطعام ؟ ولا يحدد مواعيد ثابته للكريم ( الصيام ) , بل كل طائفة لها مواعيدها الخاصة , وأما الطامة الكبري التي منية بها العقل المسيحي , هي الكتاب المقدس الذي تترجم كل طائفة كما تراها يتوافق مع تعاليمها الخاصة , فهذه مقدمة ترجمة أحد الطوائف المسيحية التي ورد فيها (مقدمة إنجيل شهود يهوه لعام 2004 م :-
    ( كتب الكتاب المقدس أصلا بالعبرانية والارامية ( لغة قريبة من العبرانية ) واليونانية . وبما أن اناسا قليلين نسبيا يفهمون هذه اللغات اليوم , كان لابد من أن يترجم الكتاب المقدس بلغات عصرية لكي يتمكن الناس من كل الأمم أن يطلعوا على رسالته المانحة للحياة .
    تعتمد هذه الترجمة العربية الجديدة للكتاب المقدس على الطبعة الإنكليزية للكتاب المقدس ـــ ترجمة العالم الجديد الصادرة عام 1984 م . وهي تتضمن الأسفار العبرانية-الأرامية البالغ عددها 39 بالإضافة الى تنقيح للطبعة العربية للأسفار اليونانية المسيحية , بأسفارها ال27 , لقد صدرت عام 1998 م . وقد قررت (( لجنة ترجمة العالم الجديد للكتاب المقدس )) ان تطلق على هذين الجزءين من الأسفار المقدسة اسمين مأخوذين من اللغتين الرئيستين اللتين كتبا بهما بدلا من استعمال التسميتين الشائعتين (( العهد القديم )) و (( العهد الجديد )) والسبب هو أن الكتاب المقدس مؤلف واحد , ولا يوجد فيه جزء (( قديم )) أو عتيق الطراز . ورسالته هي نفسها من أول سفر في الجزء العبراني الى آخر سفر في الجزء اليوناني . ولمساعدة القارئ في دراسة لكامل الكتاب المقدس , أضيف أكثر من 125.000 مرجع هامشي وفهرس لكلمات الكتالب المقدس .
    بما أن الكتاب المقدس يبين مشيئة رب وسيد الكون , فمن العار والإهانة لجلاله وسلطانه ان يحذف او يخفى اسمه الفريد الذي يظهر بوضوح في النص العبراني نحو 7.000 مرة . لذلك فإن ابرز ما تتميز به هذه الترجمة هو رد الاسم الالهي الى مكانه في النص الكتاب المقدس . فقد استخدمت الصيغة العربية المتعارف عليها (( يهوه )) 6.973 مرة في الأسفار العبرانية و 237 مرة في الأسفار اليونانية المسيحية . ويمكن الأطلاع على دراسة حول هذا الموضوع في ملحق هذه الطبعة . )
    فكل هذه الاعتبارات تجعل من الصعب جداً سيطرت المسيحية على العقل البشري بسبب هذه التناقضات الكثيرة , حتى التعاليم العامة التي تقدمها المسيحية لتابعيها ليس فيها أي نوع من أنواع الردع أو الزجر , إن كان ذلك معنوياً أو مادياً , حتى أن المسيحية تتعامل بمصطلح ( الدين الباطل ) للإشارة للأديان الأخرى , ولا تتعامل معها بصورة مباشرة وحاسمة للأديان الأخرى كما يفعل الأسلام , وهذا ما جعل المسيحية اليوم تقبل مبدأ الطلاق وتقره أيضاً , بل جعلها خارج إطار الأحداث تماماً , إلى أن تحولت إلى مشاهد يلجأ له تابعوه داخل الحرم المقدس وما أن يخرجوا منه , لا تربطهم علاقة به سوى فكرة شخصية عن السيد المسيح .
    تأثير الدين المسيحي على طريقة التفكير :-
    لعل الجانب الإيجابي في العقيدة المسيحية , فيه أنها تخلق طريقة تفكير مسالمة جداً , أي أن المسيحي هو شخص مسالم في أغلب الأحيان , ولا يميل إلى العنف , وهذه أهم وصية للسيد المسيح وأشهر وصاياه على الأرض , وهذا السلوك المسيحي المحض تخلت عنه المسيحية من قبل في فترة من فترات التاريخ , ولكنها عادت له فيما بعد , في التعامل مع العقلية الراهنة للشعوب المسيحية , لا يوجد مسيحي صادق يميل للعنف بأي حال من الأحوال .
    هذا من ناحية عامة , وهنالك ناحية إيجابية أخرى في الدين المسيحي , تتعلق بجانب الشريعة , في المسيحية رفضت شريعة موسى القديمة وخلقت شريعة عامة تختص بقيصر , وهي القاعدة التي وضعها المسيح عليه السلام ( ما لله لله , وما لقيصر لقيصر ) لذلك لا يوجد في العقل المسيحي ما يعرف بقانون عقيدي أو تشريعي منصوص عليه بالنص في العهد الجديد إذا استثنيا تحريم الطلاق , حتى أن مبدأ الخطيئة يوجب طلب المغفرة والاعتراف فقط , كحادثة زنا البغي التي قال يسوع عليه السلام فيها :-
    من إنجيل البروتستانت لعام 1995 م , الآية 17 , من الإصحاح 5 , إنجيل متى ( 3- وأحضر إليه معلمو الشريعة والفرسيون امرأة ضبطت تزني , وأوقفوها في الوسط , 4- وقالوا له : (( يا معلم , هذه المرأة ضبطت وهي تزني . 5- وقد أوصانا موسى في شريعته بأعدام امثالها رجما بالحجارة , فما قولك أنت ؟ )) 6- سألوه ذلك لكي يحرجوه فيجدوا تهمة يحاكمونه بها . أما هو فانحنى وبدأ يكتب بأصبعه على الأرض . 7- ولكنهم ألحوا عليه بالسؤال , فاعتدل وقال لهم : (( من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر ! )) )
    ( 10- فاعتدل وقال لها : (( أين هم أيتها المرأة ؟ ألم يحكم عليك أحد منهم ؟ )) 11- أجابت : (( لا أحد يا سيد )) . فقال لها : (( وأنا لا أحكم عليك . أذهبي ولا تعودي تخطئين !)) )
    فكل هذه السلوكيات التي تحدثنا عنها تجعل من العقل المسيحي , عقل خالي من الثوابت والعقائد الراسخة , بحيث تجعله قادر على تقبل الفكر الجديد والتفاعل معه , وهو ما قلناه من قبل أن المسيحية دين هش التأثير على العقل البشري , بل يجعل العقل البشري يدور في حلقة إيمانية مفرغة , يمكن أن تملأ بنشاطات موازية , كالموسيقى والرسم والفن وغيره , أو تملأ بالعلم وتفرغ للعلوم , وفي نفس الوقت المسيحية كدين تجعل المتدين يتحرر من كثير من القيود العقلية التي تنتج من العادة اليومية للممارسة العبادة .
                  

العنوان الكاتب Date
هشاشة الديانة المسيحية وضعف تأثيرها على العقل البشري حاتم محمد12-06-10, 11:02 PM
  Re: هشاشة الديانة المسيحية وضعف تأثيرها على العقل البشري Elawad12-06-10, 11:10 PM
    Re: هشاشة الديانة المسيحية وضعف تأثيرها على العقل البشري منتصرمحمد زكى12-06-10, 11:52 PM
    Re: هشاشة الديانة المسيحية وضعف تأثيرها على العقل البشري محمد قرشي عباس12-07-10, 00:52 AM
      Re: هشاشة الديانة المسيحية وضعف تأثيرها على العقل البشري حاتم محمد12-07-10, 11:48 PM
        Re: هشاشة الديانة المسيحية وضعف تأثيرها على العقل البشري محمد قرشي عباس12-07-10, 11:59 PM
          Re: هشاشة الديانة المسيحية وضعف تأثيرها على العقل البشري Albino Akoon Ibrahim Akoon12-08-10, 04:44 AM
            Re: هشاشة الديانة المسيحية وضعف تأثيرها على العقل البشري عمار يس النور12-08-10, 08:40 AM
              Re: هشاشة الديانة المسيحية وضعف تأثيرها على العقل البشري Albino Akoon Ibrahim Akoon12-08-10, 09:19 AM
                Re: هشاشة الديانة المسيحية وضعف تأثيرها على العقل البشري وليد التلب12-08-10, 09:58 AM
                  Re: هشاشة الديانة المسيحية وضعف تأثيرها على العقل البشري Albino Akoon Ibrahim Akoon12-08-10, 10:18 AM
                  Re: هشاشة الديانة المسيحية وضعف تأثيرها على العقل البشري Albino Akoon Ibrahim Akoon12-08-10, 10:18 AM
                    Re: هشاشة الديانة المسيحية وضعف تأثيرها على العقل البشري علي الكرار هاشم12-08-10, 12:50 PM
                      Re: هشاشة الديانة المسيحية وضعف تأثيرها على العقل البشري ود الخليفه12-08-10, 01:05 PM
                        Re: هشاشة الديانة المسيحية وضعف تأثيرها على العقل البشري حاتم محمد12-09-10, 11:18 PM
                          Re: هشاشة الديانة المسيحية وضعف تأثيرها على العقل البشري محمد قرشي عباس12-10-10, 03:20 AM
                            Re: هشاشة الديانة المسيحية وضعف تأثيرها على العقل البشري Albino Akoon Ibrahim Akoon12-10-10, 05:19 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de