حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-24-2024, 11:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-28-2010, 04:31 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات

    في كل مرة، كانت تترك الباب وراءها مواربا.

    الدقائق، الساعات، الأيام، وشهور الترقب الطويلة تقترب من العامين بعد أول لقاء لي بها، في ذلك المساء. لم يحدث بيننا شيء. أوصلتني بدهاء أنثى إلى تلك النقطة التي يصعب على المرء عندها المضي قدما أوالتراجع. كانت تضعني على نار الكانون. تقلبني مثل قطعة اللحم المُتبل بقصص غرامياتها في السابق، تصبّ على فراشي عصير ليمون الوعد، تبتسم بولع الجلاد القديم نفسه. وتختفي، فجأة. لكأنها لم تكن.

    أثناء ذلك، لا تني تشاركني الأنخاب، تجالسني مؤانسة، تمنحني إمكانية أن أكتشف مفاتيح قوامها المتناسق، وكلانا عار تماما، لكنها لم تمكنني أبدا من رؤية النبع بعين موضوعي الخاصّ لثانية واحدة. كنت أواصل السير، متأرجحا على حافة اليأس والأمل. كانت تؤمن برغم حداثة سنها بحكمة أن الرجال إذا ما قضوا وطرهم يقلعون في وقت مبكر صوب مصبّات أخرى، ولا عزاء.

    أعترف أنني كنت مذنبة. كنت أعلم بعمق شعورك نحوي لحظة أن تركتك حائرا متسائلا. أتمنى أن تكون محتفظا به. لا لشيء سوى أنني ظللت أشعر بقوة تجاه ما يوحدني بك. إنني راغبة أن أكون لك. أجدني في أشد الندم للطريقة التي ظللت أعاملك بها. كل شيء في طريقه لأن يتغير. إنني مهيأة الآن لبدء حياتي معك. كيف لا!، وقد ظللت تُعلِّمني أشياء لم أكن أعلم بها. أتطلع بكياني كله لأن أكون زوجة لك وأمّا لأطفالك.

    كان لا بد للنهر من أن يشق طريقه باندفاع المنابع، حِيل الالتفاف حول العقبات، مهارة القفز فوق الهضاب الصغيرة، الولع بخلخلة الصخور الصماء، وحكمة الوصول إلى مصبّه البعيد بسماحة روح المنتصر بأقلّ قدر من الأضرار، أوالخسائر. هكذا، ظللت أطفيء ما اندلع من بركان الشهوة المتأجج داخل قمقمه بعلاقات عابرة. ولم يتبق من صبر السالكين سوى القليل. لعل ذلك ما أرادت هي منذ البداية وخططت له بل ونفذت أدق تفاصيله بلهفة سفينة تتهادى أخيرا بين صخور الشطء الطحلبية صوب مرفأها الأحبّ ظافرة آمنة. بدأتُ أهبط في تلك الأيام إلى شارع سيرجنت. شارع العاهرات الشهير في وسط المدينة. أتمعن في وجوه بائعات اللذة على جانبي الشارع. أختار ما يبدو لي بين أنفاس الخمر الثقيلة أكثرهن نضارة وبعدا من شِراك تلك الأدواء القاتلة. هناك كشفت نفسي عن مواهب دفينة في مساومة عاهرة على ما بين فخذيها بسماحة روح ضلت طريقها من عصر الأنقياء. أتفق معها على مبلغ معلوم. أحيانا، أبذل الوعد صدقة خالصة بكأس من الفودكا أوالويسكي. وكن يدركن جيدا أن ما يحدث أمر لا علاقة له بالصدقات. أعمال الخير في المدينة تسير على قدم وساق. الكنائس تفتح أبوابها في وجه السائلين. طعم لقمة العمل أكثر حلاوة. الكأس الواحدة قد تجلب كأسا أخرى فيضيع عليهن سوق الليلة بأكمله. ثم نسير بعدها معا مغذّيين الخطى مثل غريبين حقيقيين صوب أكثر الأشياء في هذا العالم ألفة وسعة في الدفء وحميمية بل ومعرفة راسخة وهياما وحبا. إنه السرير.

    لا نكاد على طول الطريق نتبادل كلمة واحدة.

    لا ملاطفة، لا إيماءة غزل، لا لمسة طفيفة، لا فواتح لشهية، ولا رغبة في معرفة شفرات الغرام السرية للآخر. ذلك أن الأسواق مناطق خالية من العواطف. بين البائع والشاري "يفتح الله أويستر". هناك دائما أمران لا ثالث لهما: الحاجة والسلعة في ميزان القوة الشرائية أوالربح. بعضهن كن ######ات. لا يتحركن قبل أن يقبضن على السعر مقدما. شرفهن الكلمة ولا خداع. أخريات في عِداد عامِلات في أسواق الأوراق المالية. يدلفن إلى الشقة وراءك مباشرة، قبل أن تُغلق أنت الباب جيدا، يكن قد ارتمين على أقرب سرير، أعينهن تقلب في عتمة الغرفة، بحثا عن أسهم زبون محتمل على ناصية قريبة وأخرى من شارع سيرجنت نفسه. لم يكن يخلعن ما عليهن من ثياب سوى ما كان ضرورة لإنهاء التعاقد بأسرع وقت. قبل حضورهن، حسب الراسخين في شؤون الدعارة، عليك أن تخفي جيدا ما زاد ثمنه وخفّ حمله. يعرفن جيدا طريق العودة بمفردهن. البنطال، بيت المحفظة، ذلك أول ما تهرع إليه يداك، حين يتم كل شيء. يذهبن فتجلس تفكر وقد زال عنك وجع الاحتقان إلى حين أن كليكما لم يكن منذ بداية التعاقد وحتى نهايته قد ألقى ولو مجرد نظرة متروية إلى وجه الآخر.





    يتبع:

    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 11-28-2010, 06:14 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس11-28-10, 04:31 PM
  Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس11-28-10, 04:55 PM
    Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات Abdalla Gaafar11-28-10, 06:59 PM
      Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس11-28-10, 08:48 PM
        Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس11-29-10, 04:21 AM
          Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس11-29-10, 09:22 AM
            Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس11-29-10, 09:39 AM
              Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس11-29-10, 09:56 AM
                Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس12-01-10, 00:04 AM
                  Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس12-01-10, 07:23 AM
                    Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس12-01-10, 11:17 PM
                      Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس12-02-10, 08:24 AM
                        Re: حامد عثمان، الشهير بوليم، يقتله الظمأ بين ينابيع العابرات عبد الحميد البرنس12-02-10, 05:53 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de