مستشفى ربك.. تدهور مريع: صور
مستشفى ربك.. تدهور مريع وزير الصحة:البنيات التحتية بالولاية متهالكة ربك: تحقيق وتصوير: سلمى سلامة على مر السنوات ظلت الصحة في ولاية النيل الابيض تعيش حالة من «التخبط» الخدمي والاداري بسبب موجة التسيس التي اجتاحتها فأردت مستشفياتها التعليمية الى قاع التدهور المريع.. حيث باتت تفتقر الى أبسط مقومات الخدمة التي يمكن ان يقدمها مركز صحي في ولاية الخرطوم.. المستشفيات التعليمية في تلك الولاية تعيش حالة احتضار أن لم يكن تشييعاً الى مثواها الأخير.. عبر هذا الملف تابعنا بالكاميرا ما وصلت اليه مستشفى كوستي وها نحن نطويه بمحطة اخيرة وهي مستشفى ربك.. حيث لا فرق في الصورة وكأنه أهمال متفق عليه فإلى التحقيق!! شهادة طبيب الداخل لمستشفى ربك يلمح تكدس المواطنين تحت الاشجار في كل مكان به ظل وقد تلحظ ايضاً ان المباني بداخله شحيحة ومتهالكة بل قد توحى اليك انها بقايا آثار تاريخية. تحدثنا الى أحد الاطباء بداخلها فلم يتوان عن الرد بأن الاشكال الاساسي داخل مستشفى ربك هو بيئتها الصحية بسبب عدم مواكبة الزيادة في اعداد المرضى التي كان من المفترض ان تقابلها عمليات اصحاح بيئة.. فالحمامات طافحة. وقال ان هنالك مشكلة نواجهها بوقوع العبء العلاجي كله على المريض إبتداء من الباب حتى صرف الدواء حتى القفازات التي يستخدمها الطبيب للكشف يأتي بها المريض كما قال الطبيب الذي فضل حجب اسمه ان حوادث مستشفى ربك غير مقسمة لذا يتعذر فيها تقديم الخدمات ان المستشفى لا يعتبر وان صح القول انه ريفي. مستشفى ريفي المشاهد والصور التي كنا نتجول من خلالها ونوثقها بالكاميرا تحمل اكثر من علامة استفهام .. فما كان منا الى ان نتوجه بها الى المدير العام للمستشفى د. ابراهيم عبدالرحيم وبكل رحابة صدر تحدث الينا عندما أنشئ المستشفى كان ريفياً بمعنى ان مقوماته من كل النواحي ليست مقومات مستشفى تعليمي وعندما تم ترخيصه كمستشفى تعليمي لم تراع فيه المقومات المطلوبة لذلك من حيث العديد في الاطباء والكوادر المساعدة ولكن ما حدث هو أن الترفيع كان نظرياً يفتقد للتنمية الموازية لمواجهة الزيادة. ويواصل د. أحمد حديثه بأنه عندما تولى شئون ادارة المستشفى وجدها مثقلة بالديون وكان الدائنون يأتون اليه لاسترداد مبالغهم لذلك وصلت المستشفى اروقة المحاكم لذا كان من الصعب انجاز أي عمل جديد فوق «تل المديونية» .. هذا الى جانب مشكلة الصرف ودفع الاجور للعمالة المؤقتة وهي ما يقارب «50» عاملاً وكان في اساس الواقع الاستفادة من تلك المبالغ في صيانة العنابر.. ويضيف دكتور أحمد أن على كاهل المستشفى دفع ما يسمى أجراً اضافياً وهو في الاساس فصل أول من المفترض ان يتم دفعه من قبل وزارة المالية ولكن المستشفى هي التي تدفعه. مشكلات عديدة كان لسان دكتور أحمد يلهج بها وهو يفسر مآلاتها على تدني الاوضاع داخل المستشفى الذي طالته الاقلام في الصحف انتقاداً أكثر من مرة فمن تلك المشكلات هي مشكلة قرار مجانية العلاج للاطفال دون الخامسة والعمليات القيصرية ذلك القرار كان يفرخ من المشكلات الواحد تلو الآخر حتى تضخمت المسألة.. ويرى أحمد أن القرار في حد ذاته لم يكن المشكلة ولكنه كان من المفترض ان يقابله صرف من الدولة وهذا ما لم يحدث لذا كان هذا الشرخ في ميزانية المستشفى. في الانتظار على مقربة من باب مستشفى ربك وبالقاء نظرة على الجانب الايسر تشاهد مبنى تحت التشييد ظل لسنوات طويلة كما هو عليه. . أي ان العمل فيه متوقف سألنا دكتور أحمد عن سر هذا التوقف حيث بين لنا أن مبنى الحوادث كانت بداية العمل فيه قبل أكثر من ثلاث سنوات وتوقف العمل تماماً لاكثر من عام ونصف العام بسبب مشكلة التمويل.. حيث الشركة المنفذة طالبت بمستحقاتها ولكن حكومة الولاية لم تلتزم فتوقف العمل.. بالرغم من ان هذا المبنى سيحل مشكلة الاكتظاظ التي يعاني منها المستشفى.. ولوح أحمد لبارقة أمل لحل هذه المشكلة وهي وعد من وكيل وزارة الصحة الاتحادية لاكمال المبنى بمبلغ ستمائة ألف جنيه الى جانب تبرعات الوزير من أجل المبنى الذي سيباشر العمل فيه في القريب اذا تم الايفاء بالوعد. غير قابل للصيانة شبابيك العيادات في المستشفى ملقاة على الارض وحوائط المباني متهالكة والسقف والارضيات تشابه شوارع الاسفلت في مطباتها.. هذا الواقع هو مباني عيادات الاطباء و«فرنداتها» على هذه الصورة يعلق لنا د. أحمد ان الصيانة داخل مستشفي ربك غير مجدية باجماع كل من وزارة الصحة والادارة الهندسية نسبة لتهالك المباني لذا قررنا ان تكون المستشفى من برجين مبنى الحوادث الذي يضم قسم الحوادث واقسام الباطنية والجراحة وأما البرج الثاني مبنى مستشفى الشرطة حيث أبرم اتفاق بين وزارة الصحة ورئاسة الشرطة لاستغلال هذا المبنى كمستشفى للنساء والتوليد والاطفال على أن تقوم المستشفى بتقديم الخدمة لمنسوبي الشرطة وبهذا يبقى حل مشكلة المستشفى معلقة على قيام البرجين. الأيادي البيضاء عندما تعجز الجهات المسؤولة عن حل الاشكال فبلا شك أن هنالك أياد بيضاء تلبي نداء من يلجأ اليها تماماً كما فعل المدير العام لهذا المستشفى «ربك» وذلك عندما تولى ادارة المستشفى توجه بحسب قوله للمواطنين طالباً منهم دعم المستشفى أمثال «التيجاني تركي» وأحمد عبد الله مدير عام الهيئة السودانية للحج والعمرة حيث قاموا بحل معضلة «المراتب» .. أما عنبر الجراحة حريمات الذي كانت تفوح منه رائحة كريهة لا أحد يستطيع مقاومة البقاء فيه ولو لثوان فلصيانة هذا العنبر توجه المدير العام لاتحاد المغالق بربك برئاسة عثمان الخير الشهير «برحاب» وكانت استجابتهم سريعة وقد رأوا أن يقوموا بدفع مبلغ نقدي لصيانة العنبر المقصود ولكن دكتور أحمد رفض هذا الاتجاه وفضل ان يسلمهم مفتاح العنبر واجراء الصيانة بانفسهم تحسباً لضياع المبلغ اذا تم ايداعه خزانة المستشفى لانه سيذهب لحل الديون وسيبقى العنبر اسير الاهمال.. وبالفعل تسلم اتحاد المغالق مفاتيح عنبر الجراحة وقاموا بصيانة سقفه وحوائطه وارضياته واعادوه كما لو كان مفتتحاً جديداً في مستوصف خاص. حاجة ماسة!! قد يجد نداء اصلاح البنيات التحتية استجابة من أهل الخير ولكن هل سيستجيب أهل الخير لتوفير الكوادر وهذا ما لا يمكن عقله.. لان هذا الجانب هو من شأن وزارة الصحة وليس أهل الخير.. فمستشفى ربك يعاني من نقص حاد في الكوادر على ذمة المدير العام الذي قال ان المستشفى بها (16) اختصاصياً و(8) عموميين وهو من المفترض ان يكون هنالك (40) طبيباً عمومياً لسد الاحتياج وتعتبر هذه مشكلة كبيرة.. كما وصف المعدات الطبية داخل المستشفى بأنها ليست بالوضع المثالي وجزء منها متهالك وقال رغم الامكانيات الضعيفة قمنا باستجلاب معدات عملية وشراء ماكينة تخدير وتربيزة عملية وتحديث لمعينات العمل من ستائر وغيرها وكل ذلك من داخل المستشفى ولكن رغم هذا يبقى النقص. لان هذه المعدات لا ترضي الطموح للكادر الطبي وان المستشفى يحتاج لتحديث كامل لانه يستقبل حالات من (5) ولايات. العهد الجديد بهذه الافادة سجلنا خروجنا من مستشفى ربك دون ان نغلق الملف الذي فتحناه .. ملف الصحة في ولاية النيل الابيض الذي تشير اصابع الاتهام اليه ان اكبر عقباته هي الوزارة في سابق عهدها حيث وصفها البعض بأنها وزارة الترضيات السياسية بل بلغ الامر ببعض الاطباء في حال استمرار الوضع كما هو عليه «ترضيات السياسة» بتقديم استقالاتهم كحد فاصل على المهزلة فوسط تلك الاجواء المشحونة بالاتهامات «الرأي العام» التقت بوزير الصحة بولاية النيل الابيض الدكتور عبد الله عبدالكريم وهو جديد عهد بالمنصب جلسنا اليه ليبتدر حديثه بقوله إن الصحة بولاية النيل الابيض تفتقر للمؤسسات الصحية ونقص حاد في الكوادر والافتقار لوجود مستشفى مرجعي يشتمل على كل التخصصات الطبية وعلى هذا تم رفع تصور لوزارتي الصحة والمالية لانشاء مستشفى مرجعي. عند مجيئه للولاية وجد البنيات التحتية متهالكة وتحتاج لاعادة تأهيل. حديث دكتور عبدالله لـ (الرأي العام) حمل كثيراً من بارقات الامل حيث كشف عن عقد اتفاقية مع الشرطة ليؤول مستشفاها للوزارة بعد أن شرعت الوزارة في اعادة وتأهيل مبنى الطوارئ والاصابات الى جانب عقد اتفاقية اخرى مع السلاح الطبي والتأمين الصحي لاعادة تأهيل مستشفى كوستي بتمويل مقدر قد يصل الى اكثر من مليار.. وكشف عبدالله عن جهود لانشاء حوادث جديدة لاطفال بدعم من الخيرين ومركز لغسيل الكلى واتفاق آخر مع جهات خيرية لانشاء مركز تشخيصي . وقد حولت كل من «النساء والتوليد - الاطفال» بمستشفى كوستي الى السلاح الطبي مبيناً ان وزارته ستركز على جراحة العظام والمسالك البولية في الفترة القادمة بجانب تخصص المخ والاعصاب وانشاء مستشفيات مرجعية في مناطق التماس واستيعاب «250» طبيباً وقابلة وكادر تمريض. خارطة طريق لا يزال حديث دكتور عبدالله يحمل اشراقات في نفق الصحة المظلم حيث كشف ان وزارته وضعت خارطة صحية للخدمات بالتنسيق مع شركاء الصحة ومشروع كنانة وعسلاية وتم تكوين لجنة تختص بوضع السياسات العامة للوزارة ويتم عرض الخارطة الصحية للعمليات وستحدد الخارطة الشفخانات والمستشفيات والمراكز الصحية والمستشفيات المرجعية. وأكد عبدالله ان الفترة القادمة تشهد نقلة كبيرة إلاّ انها تحتاج الى وقت لتكتمل الصورة خاصة ان الوزارة ظلت لفترة طويلة تعاني من تدهور البنية التحتية. وقال ان الوزارة الآن طبقت نظام الادارة الذاتية للحوادث كما كشف عن اتجاه للبدء في فرز الحالات للمرضى في الحوادث واعادة تأهيل العناية المكثفة بمستشفى كوستي وصف عبدالله نظام الادارة الذاتية بانه سيسهم في حل تجويد الخدمة. وقال ان خطة الوزارة هي التوسع في تخصص العظام خاصة ان كثيراً من حوادث المرور في الطريق تتطلب وجود مستشفى تخصصي للعظام في مدينة القطينة لتخفيف الضغط على مستشفى الخرطوم وان هذه الجهود سترى النور بنهاية العام الحالي. أخيراً: بحديث الوزير نكون قد وصلنا لنهاية ملف الصحة في ولاية النيل الابيض ولكننا سنترك صفحاته مفتوحة لتكون لنا عودة لمعاينة ما رسمناه بالصورة والقلم وما ادلى به الوزير من اشراقات. http://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=800&id=63617

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]