|
|
 علي حاج الأمين يرشِّح حليوة ست الشّاي وزيرةً للثقافة .
|
نشر علي حاج الأمين رئيس القسم الثقافي بصحيفة أجراس الحريّة مقالةً من جزئين على ملف تعارف ثقافي
جاءت المقالة كرد على ما كتبه حسن موسى الكاتب بصحيفة الرائد عن وزير الثقافة السمؤال خلف الله الذي إختار يوم الثلاثاء يوماً لتجمُّع المثقفين.
إذا كان هذا ما يؤهله كوزير للثقافة
فلنرشح حليوه، ست الشاي لمنصبة
(1ـ2)
علي حاج الأمين
تمهيد:
الوزير المعني، هو (وزير الثقافة)، السمؤال خلف الله، الذي تم ترشيحه للمنصب كخلاص لتردي عمل الوزارة طوال السنوات الماضية وذلك وفق ما فهمناه من متحدثي إعلامهم الرسمي، حيث تم فصل الثقافة من بقية المسميات ـ الإعلام، والاتصالات- والشباب والرياضة ـ وخاصة أنها رافقت وزارة الثقافة كما الفشل الذي ظل يصاحب مسيرتها، وتزامن مجيئه مع كثير من الوعود التي قطعتها الحكومة بتحسين حال الوزارة؛ مما يعني أنها ستؤدي مهام ذات صلة بالثقافة، كما صاحب توليه كثير من الحديث الإعلامي الذي أطلقته وسائل الإعلام الرسمية ـ المملوكة للحكومة، حيث أكدت أنه الشخص المناسب، ووصفوا وزارته بالناجحة والمشرفة، ولكن علي حسب ما جاء في ملف تعارف ثقافي، وُصِف تمثيل وزارته في آخر مشاركة دولية لها، وهي (معرض الخرطوم الدولي للكتاب) بالمخزية وغير المشرفة، وذلك علي حد وصف الناشرين وزوار المعرض.
أما ست الشاي المعنية هنا، هي (حليوة)، التي تعمل علي بيع الشاي والزلابية في فترة المساء بجوار المركز الثقافي الألماني، ووفقا لإفادات البعض، فرواد المكان لم يشككوا يوما في نواياها ومقدراتها؛ خاصة أنها أصبحت ملاذا لكل من اعتاد الذهاب إليها من التشكيليين والشعراء والمغنيين والكتاب وغيرهم، ولقد افتتحت لهم العديد من المعارض التي أقاموها، وبعضهم أكد أنهم يلجئون لها لافتتاح المعارض؛ لأنهم يفتخرون بها وبمقدرتها وبما تؤديه من مهام، وربما لا يرجع مرد ذلك لكونهم يمارسون التمييز الإيجابي، باعتبارها ست شاي.
الرائد لا يكذب أهله:
نحن لم نكن نود بأي حال أن نُجرِي هكذا مقارنات، وخاصة أننا ندرك مقدرات حليوة في احتواء شريحة المثقفين ودعمهم، بعد أن عجزت وزارة الثقافة عن فعل ذلك، ولكن ما دفعنا للكتابة هو ما جاء علي إحدى أعمدة صحيفة الرائد يوم الثلاثاء الماضي، من حديثٍ حول قرارات الوزير وأدائه ومهامه، وخاصة أن ما قيل في صحيفتهم ـ لو كانوا جادين ـ يُعتبر مؤشراً لاستمرار تردي عمل الوزارة والعاملين فيها، وقبل الخوض في موضوع الكتابة، نشير إلي ما يعرفه القاريء، بأن الرائد صحيفة مملوكة للحكومة، وبالتالي كل ما يرد علي صفحاتها يُعبِّر عنهم ويمثلهم، وذلك لاعتبار ما تقوله عن نفسها.. بأنها لا تُكذِّب أهلها.
يوم الثقافة:
يقول الكاتب الصحفي (حسن موسى) في عموده (علاقات)، الذي جاء في تعريشة الرائد، تحت عنوان (يوم الثقافة): (من أجمل ما جاء به وزير الثقافة، هو جعل مساء كل ثلاثاء يوما مفتوحا للقاء المبدعين بمختلف تخصصاتهم الأدبيّة والفنيّة، وانتماءاتهم الفكرية، وجعل هذا اليوم بمثابة منتدى ثابت يشتمل علي عدة فقرات، أهمها هو الجانب الاجتماعي بجمع شمل المبدعين بحدائق الفنون الشعبية بأم درمان، والتعرف علي أحوال بعضهم، ومناقشة الهم الثقافي العام، وعلي تجارب المبدعين الذين لم يجدوا حظا في الأجهزة الإعلامية، إضافة إلي التفاكر حول إصلاح حال الثقافة في البلاد بتقديم المقترحات، وهذا يؤكد تطبيق وتعميق شعار "الثقافة تقود الحياة" بقدر كبير).
في مدخل حديث "علاقات"، أكد أنّ ما أوصى به الوزير هو "أجمل" ماجاء به، مما يعني إذا فهمنا منه أنّ أجمل قد تعني "أفضل"، فبقيّة المناشط التي أشرف عليها الوزير سابقا لم تكن مقنعة أو ذات فعالية قياسا بقراره الجميل هذا، وعليه سنبحث عن الجمال المتخيل "لعلاقات"، وهنا نتساءل عن سر يوم الثلاثاء، وعن الشعار الذي ترفعه الوزارة، فإذا كانت الوزارة تري وفق شعارها أن "الثقافة تقود الحياة" هل نفهم منهم أن الحياة تقاد كل يوم ثلاثاء !
وهل يعني أيضا أن الثقافة أصبحت تعني (الثلاثاء المركب الذي يشمل الونسة الاجتماعية والمقترحات والتوصيات وكل ما يخرج به المبدعين، ويصدق عليه الوزير، بحدائق الفنون الشعبية بأم درمان)، وهنا نشير إلي أن الثقافة كانت في السابق ـ أي قبل القرار- تعني في احد تعريفاتها: (الكل المركب الذي يشمل العادات والتقاليد والآداب والفنون والمعتقدات ووسائل كسب العيش).
مهما يكن من أمر فهنالك حديث لم ينتهي، أداره البعض، حول علاقة الثقافة بيوم الثلاثاء وذلك فيما يخُص صدور الملفات الثقافية فقط، فهنالك تبريرات بأن اختيار الثلاثاء يتيح فرصة ملاحقة نشاط وفعاليات المراكز الثقافية التي تقام في الغالب في بداية أو نهاية الأسبوع ! وأحيانا يبرر لها بالمبيعات، وهنالك من قال أن للأمر صلة بتوزيع الملفات داخل الصحيفة حيث يتم اختيار اليوم الذي يناسب طبيعة عمل كل ملف، مثل الملف الرياضي والاجتماعي، أو السياسي الذي يصدر في الغالب في بدايات الأسبوع بحجة أن السياسيين لا يمارسون في الغالب نشاطهم يوم الجمعة!، غير أنّ الأمر لا يخلوا في بعض الأحيان من (هكذا وجدنا أبائنا)، والتي قد تعني (ساااي)، ولكن مهما يكن من أمر فيوم الثلاثاء لا يعني بأي حال أنه مميز أو له أهمية ثقافية تميزه دون الأيام طالما أنه لم يُثبت ذلك، غير أن ثلاثاء الوزير تظل عندنا غير مبررة ومحل حيرة، وربما يكون هنالك خطة أو أهداف معينة يمكن أن يخدمها يوم الثلاثاء دون بقية الأيام، ولكن في هذا الحالة كان حري بـ "علاقات" عبر علاقاته أن يطلعنا بها؛ ولكن إلي حين أن نعرف مسوغه، نتمني أن لايكون الأمر مجرد مجاراة لما تورطت فيه الملفات الثقافية والصحف حينما أختار معظمهم يوم الثلاثاء مما حرم ذلك قارئ الملفات الثقافية من متابعتها نسبة لعد مقدرة شراء القارئ لكل الملفات كما أنه من الصعوبة بمكان قراءتها جميعا في يوم واحد، وسينطبق الحال علي يوم الوزير، فلو غاب المبدع في ذلك اليوم ستتوقف لديه الحياة وفق شعارهم، وما يهمنا أنه لا مفر سوى أن ينتظر الثلاثاء التي تليها.
وغير ذلك طالما أن الوزارة تري أن هنالك حوجة لتجمعات المثقفين، لماذا لا تخصص لهم دار ـ كما يرى التشكيلي عصام عبد الحفيظ وغيره من الذين سنصطحب حديثهم لاحقا ـ على أن تضم ذات الدار مسرح وصالات عرض ومكتبه وغيرها مما يحتاجها من سماهم "علاقات" بالمبدعين، فلو تم ذلك سيتواجد ذات المبدعين في كل أيام الاسبوع، وكل منهم يمارس نشاطه، وطالما أن هنالك حوجة لمقترحات، فهذا يعني أن هنالك ورش ستقام في ذات الدار وستأتي بالمقترحات والتوصيات.
وما يدعوا للسخرية حقا، هو ما قاله علاقات، بأن اليوم الذي خصصه الوزير، يهدف إلي (التعرُف علي تجارب المبدعين الذين لم يجدوا حظا في الأجهزة الإعلامية)، وهنا نسأل علاقات من هم الذين لم يجدوا حضورا داخل الإعلام، وهل يقصد الإعلام الذي يتبع للحكومة أم الوسائل الأخرى التي لا تتعدى أصابع اليد بعد أن فشلت الحكومة في فرض سيطرتها عليها، وهنا جدير بعلاقات أن يطلب من الحكومة أن توفر لهم وسائل الإعلام ليجنب المبدعين الذين سماهم بـ(غير المحظوظين) عناء الحكي في المناطق المقفولة، وليشاركوا حينها أخوانهم وأخواتهم المبدعين (المحظوظين) الذين وجدوا حظا وافرا داخل الوسائل الرسمية، وخاصة أن غير المحظوظين يدفعون ضرائب للدولة مقابل إبداعهم في المعارض أو المسارح أو الحفلات الموسيقية أو غيرها، غير أنها تكون في الغالب من نصيب المحظوظين أيضا.
نواصل
____
نقلاً عن ملف ثعارف ثقافي.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست