|
غايتو نحن السودانيين مغستنا ما بفشها الا الموت!
|
موتنا نحن وليس من تسببوا فى هلاكنا فهم سيستمرون فى التناسل والتكاثر كالنبت الشيطانى! نموت من الأسى كما يموت طائر البطريق حسب تعبير بابلو نيرودا يقتلنا الحزن ويبدو وكأنه موت طبيعى أشبه بالانسحاب من الحياة. الله وحده يعلم ما سيحدث لوجدان السودانيين بعد الانفصال والذى لا اشك ولو لحظة فيما سيحدث لعرى الكثيرين من إنفصام بسببه! ورئيسنا الهمام يقول سيبقى السودان موحدا فى الوجدان!
لا ادرى ماذا سيبقى لنا من ارث وتراث وموروث لنستصحبه فى الدفاع والمدافعة عن ما بقى! كل الغناء الوطنى والشعر والنثر والرسم والنحت والموسيقى وسائر الفنون وكل الذى قيل وكتب فى السودان سيبقى توصيفا يلاحقنا حتى يزهق ارواحنا يذكرنا بخيبتنا وخورنا وعجزنا!
ما ذا بقى لنا! سنتحول الى مسخ لا تاريخ ولا قيم له!
يقينا ان كثير من السودانيين سيشفون من داء هذا الحزن الوبيل بعد موتهم ولعلهم اول ما سيخبرون عنه احباؤهم الاحياء فى احلامهم ورؤاهم بشفاؤهم من هذاء الداء اللعين فما عادوا يعانون منهم بعد ان انتزعت منهم جنسيتهم والغيت بالوفاة!! وانا صبى كثيرا ما كنت ارى السودانيين وهم يعزفزن يافهواهم (يصفرون) وهم يسيرون ويعملون حتى العتالة وهم يحملون جوالات الملح واكياس الاسمنت وكانوا اسعد ما يكونون وهم يعملون الى ان ولج الترابى وانصاره السلطة فى عام 1977 /1978 وبدات المتاجرة بالدين وكان اول تخفيض للجنيه السودانى الذى كان يتجاوز الثلاثة دولارات فى قيمته! وبدات رحلة السقوط الى الهاوية الى اين تنتهى الله يعلم !فعلا انهم "يفوقون سوء الظن العريض" كلما أسأت الظن فيهم فاقوا قدرتك فى التوقع والخيال! جنى
|
|
|
|
|
|
|
|
|