شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 00:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-14-2010, 03:26 PM

هالة الأقرع
<aهالة الأقرع
تاريخ التسجيل: 10-04-2010
مجموع المشاركات: 463

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة

    الأستاذ عاطف عمر و الجميع

    تحية طيبة مِلؤها التقدير

    و الإحترام



    كان قد طلبها مني الأستاذ عاطف عمر حول ما يتعلق بموضوعه الهام ابناء المغتربين تطير عيشتهم أو في ذبحهم قرباناً لضمور الخيال

    على هذا الرابط

    أبناء المغتربين تطير عيشتهم.. أو.. في ( ذبحهم قرباناً لضمور الخيال.... )


    سأتحدث من واقع تجربة و اسمح لي إن كان حديثي مُستفاضاً للغاية

    نشأنا في أحضان الأسرة و هي الأساس

    و الأسرة تبقى هي الأسرة بمبادئها و قيمها سواءً كانت في الوطنِ أو في المهجر

    لن يختلف الأمر إلا أن بعض الظروف قد تختلف بطبيعة حالِ الغربة

    ما يتوفر لنا هنا يتوفر الآن للكثيرين من أبناء الطبقة الغنيّة في السودان و أصدقك القول بأنهم

    يتمتعون بمزايا تفوق مزايانا هنا

    فكلمة مغترب تدفع الكثير من الضرائبِ المعنويةِ القاتلة في بلاد الغربة قبل الضرائبِ المادية

    ظروف العيش ما باتت كسابق العهد

    لكن هذا لا يمنع بتاتاً أن المستويات المعيشية تختلفُ من فئةٍ لأخرى

    و تركيبات الأسرة في حد ذاتها تختلف فهنالك من لا حمل لهم سوى الأسرة

    و ما حِملُ الأسرة بهين

    و هنالك من يتحمل نفقات الكثيرين في الوطنِ على عاتقه

    معاناة لو أنهم يعلمونها و يفهمونها و يقدرونها و يعلمون أننا لا نتميز

    عنهم و إن كان بالمسمى المرير (مُغترب )

    و كما يُقال ( الإغتراب خشِم بيوت)


    و بعد كلِ هذهِ الهموم

    يبقى الهم الأكبر

    هم التعليم لهولاء الأبناء

    غربةٌ لنا في الوطن ( هكذا دوماً أُسميها)

    و غربةٌ لهم رُبما تتجدد من جديد من أجلِ توفير

    العيش الكريمِ لنا هناك

    من هنا

    حملنا الكثير من القيم و الكثير من التصورات الجميلة

    التي نخرج بها دوماً من الإجازات الصيفية

    و التي نتحرقُ شوقاً لها


    صدقني كنتُ دوماً ما أحسب السنوات التي ستمضي علي و أنا

    أنتظرُ عام 2004 العام الذي سأذهب فيه إلى السودان

    لم أفكر بأمرِ الجامعة كتفكيري بكوني سأعيشُ زمناً طويلاً في وطني!

    و مرت السنوات

    و في كل سنةٍ تنقضي أزدادُ فرحاً و لهفة

    إلى أن جاء اليوم الموعود

    كان يوماً كئيباً و لا يوصف

    لكن الأمل كان كبيراً جداً

    فأنا ذاهبةٌ لوطني و فيه سأنالُ شهادةً للمستقبل


    بدأت المعاناةُ الحقيقة منذ اليومِ الأول

    فألمُ الفراق يفوق كل الآلام


    أذكر أن والدي قبل مغادرتي سلمني في يدي

    مئتي دولار لأحولها في مطار الخرطوم

    و كانت المرة الأولى التي أمسك فيها النقود لأصرفها

    فيها و أنفق على نفسي لوحدي


    وصلت مطار الخرطوم في تمام الساعة الرابعة عصراً

    كنتُ وحدي من أقفُ في السير أنتظر أمتعتي

    و وحدي من ذهبتُ لأحول النقود لأول مرة

    و ما إن خرجت حتى تلقاني أبناء عمتي

    أكملت أسبوعاً معهم

    و أكملت كل الإجراءات اللازمة لدخولي إلى الجامعة

    و إلى السكن الداخلي

    كانت صدمتي كبيرة جداً جداً جداً !!

    نعم كبيرةً جداً فلم أتوقع أن تُقابلني المديرة بهذهِ الصورة

    بعد أن استكملت كل لوزام الدخول و أدخلت أمتعتي

    ذهبت إلى الجامعة و ما إن عدت ظهراً

    و دخلت صوب غرفتي

    أُفاجأ بالمديرة تناديني ( تعالي إنتي هنا ياااااااااا اللابسة عادي)

    جئتُ و أنا أرتجف

    إنتي الدخلك هنا منو ؟؟!!

    دخلتني واحدة قبيل !

    منو دي

    و الله ما بعرف ؟!

    أمشي هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى دي ناديها لي و تعالي

    ربنا الكريم ذو الرحمة قبل أن أتحرك بحثاً عن تلك المشرفة التي سمحت لي بالدخول

    و هي المشرفة المباشرة جائت في اللحظة

    من هنا لا أذكر ما حدث فقد دخلتُ في حالةِ أخرى

    و سُمح لي بالذهاب إلى غرفتي

    الآن و أنا أكتب أشعر بالغصة رغم مرور ما يقارب الستة أعوام على هذا الموقف !!

    سئمتُ من الوضع و سئمتُ من هذا التعامل العسكري الفظ فالمديرة حينها كانت مفي رُتبة المقدم

    وجدتُ الكثير من الفتيات في وضعي تماماً

    كنا نسمى ب (ش .ع) أي شهادة عربية

    و كان السؤال الأول بعد السؤال عن الإسم

    إنتي شهادة عربية ؟!!

    لالا أنا شهادة سودانية بس إمتحنتا من قطر

    مااااااااااا برضو شهادة عربية !

    لم أكن مطلقاً لأشعر بالغضب من هذه الكلمة (ش. ع)

    حتى أن صديقتي المقربة كانت تقول لي دوماً هوي يااااااااااااااا (ش.ع)

    أو هالة دي ش .ع

    على العكسِ تماماً أفتخر بكوني ش.ع فيما وجدته في دولة قطر

    و ما حملته من هناك إلى هنا

    الطريفُ في الأمرِ حقاً أن البعض كان يظن أنني لستُ ب (ش.ع)

    و الأمرُ الأشدُ طرافة أن هنالك الكثير من الفتيات اللواتي يعشن داخل السودان

    و كانت الشكوك تحوم حولهن بأنهن (ش.ع) !!

    من حيث الهيئة و الحديث و التصرفات


    حتى كشفن الهوية و أنهن( ش.س)


    شهادة سودانية

    لم يكن الجو الجامعي الذي عشت فيه و تعايشت معه غريباً علي

    فمعظمنا أتى من الخارج و معظمنا من الطبقة الغنية

    إلا أن النظرة أيضاً تأتي أننا (ش.ع)

    و بأننا مساكين

    الغريب في الأمر حقاً أنك حينما تجيب بأنني شهادة عربية تجد الطرف الآخر يفاجئك بقوله :

    أهااااااااااااااااا و من ثم تلمح في عينيه أفكاراً أخرى أين كانت هذه الأفكار


    صدقاً أقول كلمة لمن يلقي بكل شئ على أبناء المغتربين :

    أن الخطأ وارد و لسنا بالملائكة لكننا و أنتم سواء

    حتى في الخطأ

    فالأخطاء التي تقع يقترفها الجميع

    رُبما يُسلط الضوء علينا باعتبارنا قدمنا من كوكبٍ آخر

    فتبقى كل الحركات و السكنات تحت المجهر


    إصطدمت بالكثير من الصخور التي لم أجدها إلا هناك

    برغم أنها كانت فترةً ممتعةً برغم كل شئ

    إلا أنني عانيتُ مراراً و تكراراً


    كانت المشرفة المباشرة لنا

    تُلقي ببعضِ اللومِ أحياناً على فئتنا بأننا مُرفهون


    حيث أنها من يتلقى الطلبات الآتية من المطاعم الفاخرة

    و من ثم تستدعي الطالبات كي يحملن ما لذ و طاب

    من المأكولات مع العلم بأن الطلبات

    تتساوى فيها ال (ش.ع) و ال (ش.س) في سكنٍ كسكني الداخلي و و الله كانت

    طالبات الشهادة السودانية أكثرُ من يطلب من المطاعم الخارجية على العشاء



    شخصياً كنت قليلة الطلبات لا لشئ سوى انها مهلكة حقاً

    لم يكن بُخلاً فقط هو رأفة بمن يتكبدون المشاق كي

    يوفروا لي كل المتطلبات


    لم يقصر والدي معي و كان يحثني على ألا أحرم نفسي


    لم أكن أحرمها و إنما كنت أحاول أن أوازن بين الاساسي و الكمالي لا أكثر


    و لا أعيب على زميلاتي مطلقاً فالطعام نحن وحدنا من يشتريه

    في ظرفنا هذا

    كما الآخرين كنا نشتري المأكولات السودانية من الخالة

    التي تحضر لنا الطعام

    و كنا بعض الأحيان نعد بعض المأكولات حينما يتوفر لنا الوقت

    و كنا نأكل ( البوش) و بشراهة


    و لكلٍ منا تفكيرٌ و مزاج و قناعة و لهن كامل الحق

    في متعتهن كما يُحببن

    في الداخليات الأخرى يختلف الوضع و لم أجربها مُطلقاً

    فهنا وضعٌ به بعض الترفيه و المستوى جيد و إن إختلف باختلاف الأسعار

    أما هنالك فحتى الترفيه لا يصل إلى المستوى المطلوب و إن كان بزيادة السعر

    من خلال حديثي قصدت أن أبين أننا كما الآخرين بشر

    و لن نختلف إلا في كوننا وجدنا أنفسنا في وضعٍ آخر حتمته علينا

    ظروف الحياة و متطلباتها

    ينظر البعض إلينا بأن كل ما توفر لنا هو أحد الذنوب

    التي نواجه بها إن بدر شئٌ ما


    عانيتُ كثيراً حتى في الشارعِ العام

    في المصالحِ العامة

    نعم نحنٌ شعبٌ رائع لكننا لسنا بالملائكة

    كذلك الأمر في دولة قطر


    صدقاً هنا لم أتعود على الخشونة في التعامل مطلقاً

    و إن وجدت فبالقدر المعقول

    أما هنالك

    فالوضع يختلف بعض الشئ و لا اقصد التعميم مُطلقاً

    فما معنى أن أدخل إلى أحد المحلات في السوق الشعبي لأشتري

    لوالدتي بعض الأشياء

    تخرجني صديقتي قائلة :

    تعالي نشوف حتة تانية !

    شعرتُ بالإحراج من الرجل الذي رحب بنا فقلث له :

    لو ما لقينا شئ بنجيك تاني

    فقال لي :

    ماااااا تجو تاني تجو تاني ليه و كان يستشيط غضباً !!

    ضحكت في سِرّي


    و ما معنى أن يشخط فيك البائع حينما تطلب منه

    أن يمنحك البضاعة التي أعجبتك

    حدث معي هذا الموقف في إجازتي الأخيرة

    لكنني من الغضب لم أتمالك نفسي و صمت هو عني

    و منحني ما أريد

    كنت أتوقع أنني في السكن الداخلي على وجه الخصوص

    سأجد في شخص المديرة الأم التي تحنو على بناتها

    و اصطدمتُ من اليوم الأول بالواقع المرير

    المضحك المبكي أنه بعد ما حدث تلتقني بكل سرور

    لتستلم مني هديةً كانت قد أُرسلت لها معي

    لا أقصد أن أسيئ لها فهي كذلك قدمت لنا الكثير رغم كل شئ

    لكنني وضعتُ حدوداً للجميع معي في كل التعاملات

    حتى أسلم من شهرهم و يسلموا من بُغضي

    فكانت العلاقة تسير باتزان في حدود الرسميات

    و الرسميات فقط إلا من أراد أن يزيح الستار قليلاً

    فلا بأس لكن مني أنا لا إلا السنة و إلا السلام و الوداع

    حين العودة و حين المغادرة ..

    مضت أربعٌ من السنوات

    و أنا أكثرُ صلابةً مما قد مضى

    في كل عامٍ أكونُ هالةً أخرى

    من القوة مع ثبات الأساسيات

    تعلمتُ الكثير و الكثير هنالك

    حتى أنني بدأتُ الكتابة و أنا في نهاية العام

    الثالث الجامعي

    و عن طريق الصُدفة أثناء دراستي

    مع زميلاتي في المكتبة نتيجة إنفعال

    معين و من بعدها واليتُ الكتابة

    أحب أنني تعلمتُ الكثير و الكثير

    و أضافت لي حياتي الإعتيادية بُعداً

    آخر على حياتي الجديدة هناك

    إلى يومنا هذا لم تبارحني بعد


    شهادة من ش . ع سابقة

    أرجو أن تنال حسن القبول

    كل الود و الإحترام

    (عدل بواسطة هالة الأقرع on 10-14-2010, 03:27 PM)
    (عدل بواسطة هالة الأقرع on 10-14-2010, 03:31 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة هالة الأقرع10-14-10, 03:26 PM
  Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة الشفيع وراق عبد الرحمن10-14-10, 03:59 PM
    Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة بكري عباس علي10-14-10, 05:01 PM
      Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة هالة الأقرع10-15-10, 09:35 PM
    Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة هالة الأقرع10-15-10, 09:32 PM
  Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة عاطف عمر10-14-10, 05:10 PM
    Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة بشير حسـن بشـير10-14-10, 05:24 PM
      Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة هجو الأقرع10-14-10, 10:12 PM
        Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة حمور زيادة10-15-10, 10:06 AM
          Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة هالة الأقرع10-22-10, 05:57 PM
        Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة هالة الأقرع10-19-10, 08:07 PM
      Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة هالة الأقرع10-19-10, 08:04 PM
    Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة هالة الأقرع10-15-10, 09:47 PM
      Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة خالد المحرب10-15-10, 10:18 PM
        Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة هالة الأقرع10-22-10, 06:11 PM
  Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة عاطف عمر10-16-10, 10:41 AM
    Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة الطيب شيقوق10-19-10, 08:18 PM
      Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة هالة الأقرع10-22-10, 06:18 PM
    Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة هالة الأقرع10-22-10, 06:16 PM
  Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة عاطف عمر10-22-10, 09:06 PM
    Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة هالة الأقرع10-24-10, 10:33 PM
      Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة هالة الأقرع10-24-10, 10:38 PM
        Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة هالة الأقرع10-24-10, 10:57 PM
          Re: شهادتي للأستاذ عاطف عمر من تجربة سابقة هجو الأقرع10-24-10, 11:41 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de