|
المؤتمر والحركة سعوا سوياً لتقسيم السودان
|
لا شك أن المؤتمر الوطني هو المسؤول الأول عن تقسيم السودان إلى دولتين منفصلتين إن لم تكن دويلات بسياساته الرعناء وتمسكه بكرسي الحكم الذي لا يريد أن يتزحزح عنه قيد أنملة، والمؤتمر سعى لتفتيت وحدة السودان على كل المستويات، سواء كانت وحدة اقتصادية أم سياسية أم ثقافية بتفتيت الكيانات القوية والمؤثرة وزرع الجواسيس في داخل المجتمع وأدخل البلاد في نفق مظلم.
وهنالك توافق غير معلن في تقاسم الأدوار بأن يظفر المؤتمر الوطني بحكم الشمال وتظفر الحركة الشعبية بحكم الجنوب، على أن يسهل كل طرف مهمة الآخر ولكن في المقابل الحركة الشعبية كذلك ساعدت المؤتمر الوطني، بل هي شريك له في أعماله.. أليست هي شريكة في الحكم؟؟ إن لم يعترفوا بأنهم شركاء فاعلون، فلماذا يرضون بالدنية ويسترخصوا نفسهم أمام عنجهية المؤتمر الوطني؟؟
وإذا كان المؤتمر الوطني وحكومته قد سعوا إلى تقسيم السودان منذ البيان الأول، فإن الحركة الشعبية تخلت عن كل مبادئها بعد رحيل القائد قرنق ولم تعمل على الوحدة الجاذبة كما تتهم المؤتمر الوطني بذلك ليل نهار، وتخلت عن فكر السودان الجديد كما تجاهلت الشمال والمهمشين الذين كانت تدعي تمثيلهم والذين كانوا جنوداً لها وتركت عبء التصدي للمؤتمر والحكومة للمعارضة الشمالية (على الرغم من تزايد مؤيديها في الشمال والشرق والغرب عقب اتفاقية نيفاشا). واستفرد الشريكان بكعكة الحكم متجاهلين كل القوى السياسية الأخرى التي سعى المؤتمر إلى تفكيكها وشرذمتها وأوصلها إلى حالة يرثى لها، كما أوصل الوطن بأكمله.
فالحركة الشعبية والمؤتمر الوطني لم يعملوا على أن تكون الوحدة جاذبة، بل عملوا على أن يكون الانفصال جاذباً، تتدثر الحكومة بالدبلوماسية في كثير من الأحيان وتسلط سفهائها، في حين تعلن الحركة صراحة ذلك على لسان قائدها وهذه مسؤولية تاريخية ويحق للشعب السوداني أن يعرف الحقائق عارية دون رتوش ودون تزييف. هذه مساحة واسعة حول الوحدة والانفصال والمسؤولية التاريخية
|
|
|
|
|
|