|
تجمع القوى الوطنية الحديثة وأفق عصر الإستنارة
|
إقتباس ضروري :- يقول الكاتب عبد العزيز حسين الصاوي في مقاله الهام : معاً نحو عصر تنوير سوداني:- في هذا السياق جاءت اولي خطوات التصعيد النوعي لعملية الاستنزاف ( الاستناري- الديموقراطي ) الاستناقراطي/ ( الديموقراطي-الاستناري ) الديمواستناري بالشروع في سد منبعه الاول وهو النظام التعليمي الحديث بالتدخل الدكتاتوري فيه بدء بتعديل السلم التعليمي ثم المناهج لاحقا. وعندما بدأت الازمة الاقتصادية والمعيشيه أواخر السبعينيات ممثلة بتدهور قيمة الجنيه السوداني والتضخم المالي في إطار محاولة القيادة المايويه اضفاء مشروعية تنموية ثم دينيه علي سلطتها، اكتملت مجموعة العوامل التي شكلت ظاهرة التراجع التحديثي الاستناقراطي وأطلقت ديناميكيتها: ذوبان الطبقة الوسطي، الحامل الاجتماعي لعملية التحديث في خضم تدهور الاقتصاد وتحريره غير المرشد ديموقراطيا، التوسع الافقي الكبير للمنظومة التعليميه علي حساب نوعية التعليم من حيث المناهج واساليب التدريس ثم ترييف المدن تحت وطأة الحروب الاهليه وانهيار الهياكل الاقتصادية الزراعية- البدوية بدء بمجاعة دار فور.. وذلك بالاضافة الي العوامل الثانويه مثل الهجرة المدينية الي الخارج. كما شكلت الافرازات المتكاثفه لهذه التطورات مادة تغذية دسمه للاسلام السياسي فتحول من وليد شرعي للتقلص المضطرد لمساحة التنوير في العقل النخبوي السوداني لحساب الظلاميه والديموقراطيه لحساب الشموليه، الي اداة فعاله لتعزيزهذه الظاهره المدمره وتعميق جذورها في الاوساط النخبويه : من " الاخوان المسلمون" / جبهة الميثاق الاسلامي، كتنظيم صفوي محدود خارج المجال الطلابي الي الجبهه القوميه الاسلاميه كتنظيم اوسع كثيرا بكل المعاني. فالمكاسب الانتخابية التي حققتها الجبهة في انتخابات عام 1986 ثم السهولة التي نجح بها انقلاب 89 والتوطد السريع والمتين لاركانه، كانت دليلا قويا علي حلول الاسلام السياسي محل اليسار من حيث قوة النفوذ وسط ( القوي الحديثه ) المدنية والنظاميه. وبطبيعة الحال أدي الانفراد بسلطة الدوله الي مضاعفة تأثير عوامل التراجع الديمواستناري مكتسبا درجاته القصوي وديناميكيته الكامله : توسع نطاق الحرب في الجنوب متخذة طابعا اهليا، وانفلت التضخم تداعيا اقتصاديا مريعا تدني بمتوسط عمر الانسان السوداني الي 45 عاما بينما أغلق المجال السياسي-الفكري تماما بمزيج من القمع المادي والمعنوي وتم التديين الكلي للمنظومة التعليميه والاعلاميه فتغلغل التدين السياسي والصوفي والسلفي في شراين المجتمع. بسبب هذا الاستنزاف الكلي تقريبا لحيوية القوي الاجتماعيه والسياسية الحديثه فأن اساليب وخطط العمل المجربة في ثورة اكتوبر 1964 وانتفاضة مارس / ابريل 1985 ( تنظيم النقابات كنموذج ) والمستحدثه ( العمل المسلح كنموذج) إفتقرت لنوعية العقليه وخبرة العمل العام والقاعدة الاجتماعية التي تتجاوب معها. وهي حقيقة تتضح ابعادها الكاملة حول درجة استنزاف هذه القوي اذا استعدنا للاذهان ان مستوي وحدة المعارضه بعد مؤتمر اسمرا عام 1995 في " التجمع الوطني الديموقراطي" كان متكاملا من جميع النواحي، اطرافا وبرنامجا. مايثبت قطعيا ان ضعف العمل المعارض لم ينجم، بصورة اساسيه، عن ضعف مستواه القيادي وانما عن التضاؤل المخيف في حيوية قوي التغيير الديموقراطي لاسيما وان الوجه الاخر لهذه الحقيقة المتجلي في انتشار الفهم التقليدي للاسلام، مصدر ( قوة ) إضافيه لنظام دكتاتورية يونيو 89 لم يتوفر لدكتاتورتي نوفمبر 58 ومايو 69. هذا هو التفسير الصحيح لانحسار قدرات المعارضه فهو مفروض عليها نتيجة ضعف قاعدتها مؤديا لتنازلات متسلسله كان اهمها قرار التجمع اعطاء الاولويه للحل السياسي في مؤتمر مصوع ( سبتمبر 2000 ) دون تنازلات مقابله من النظام رغم انشقاقه.. ثم تخلي التجمع عن شروطه المخففة لقبول التفاوض مع النظام حول الغاء الماده 9 من قانون الامن الوطني مع ان النظام لم يكتف بتجاهل مطالب المعارضه بل تصرف عكسها بتعديل القانون في اتجاه اكثر قمعيه ثم أعتقل سكرتارية التجمع في الداخل لعام كامل وجرمها دعائيا بالخيانة الوطنيه . وكان طبيعيا ان ينتهي الجمود في حركة التجمع الي تفككه كما ظهر في خروج حزب الامه منه عام 2000 وفي توقيع مذكرة التفاهم بين الحركة الشعبية والمؤتمر الشعبي دون استشارة التجمع في 2001. اما الاكثر دلالة من كل ذلك علي انحسار المعارضه بسبب انهيار ارضيتها في القوي الحديثه فهو هزال الاحتجاجات الشارعيه، اضرابات، مظاهرات الخ.. الخ.. رغم قوة المسببات التي قدمتها وتقدمها سياسات النظام الاقتصادية وتجاه الوحدة الوطنية وغيرها واجراءاته القمعيه الي حد استخدام الرصاص الحي ضد المظاهرات حتي في الحرم الجامعي. والشاهد عموما انه كانت هناك ولازالت علاقة عكسية بين تمادي النظام في سياساته الموجبة للاحتجاج والمعارضه ومستوي ردود الفعل الشارعية تجاهها ويكفي تدليلا علي ذلك المقارنة مع ردود الفعل الاقوي كثيرا تجاه سياسات الدكتاتورية النميريه وحتي مع ردود الفعل في السنوات الاولي لانقلاب الاسلاميين. )) http://sudaneseonline.com/index.php?option=com_content&view=a...1-13-58-32&Itemid=55
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
تجمع القوى الوطنية الحديثة وأفق عصر الإستنارة | صديق عبد الجبار | 10-01-10, 08:57 AM |
Re: تجمع القوى الوطنية الحديثة وأفق عصر الإستنارة | صديق عبد الجبار | 10-01-10, 09:12 AM |
Re: تجمع القوى الوطنية الحديثة وأفق عصر الإستنارة | صديق عبد الجبار | 10-01-10, 09:23 AM |
Re: تجمع القوى الوطنية الحديثة وأفق عصر الإستنارة | صديق عبد الجبار | 10-01-10, 09:32 AM |
Re: تجمع القوى الوطنية الحديثة وأفق عصر الإستنارة | Abdel Aati | 10-01-10, 09:36 AM |
Re: تجمع القوى الوطنية الحديثة وأفق عصر الإستنارة | Abdel Aati | 10-01-10, 09:36 AM |
Re: تجمع القوى الوطنية الحديثة وأفق عصر الإستنارة | صديق عبد الجبار | 10-01-10, 09:49 AM |
Re: تجمع القوى الوطنية الحديثة وأفق عصر الإستنارة | Abdel Aati | 10-01-10, 09:55 AM |
Re: تجمع القوى الوطنية الحديثة وأفق عصر الإستنارة | صديق عبد الجبار | 10-02-10, 09:40 AM |
Re: تجمع القوى الوطنية الحديثة وأفق عصر الإستنارة | صديق عبد الجبار | 10-01-10, 09:55 AM |
Re: تجمع القوى الوطنية الحديثة وأفق عصر الإستنارة | احمد ضحية | 10-05-10, 02:05 AM |
Re: تجمع القوى الوطنية الحديثة وأفق عصر الإستنارة | صديق عبد الجبار | 10-05-10, 10:56 PM |
Re: تجمع القوى الوطنية الحديثة وأفق عصر الإستنارة | Abdel Aati | 10-06-10, 08:59 AM |
Re: تجمع القوى الوطنية الحديثة وأفق عصر الإستنارة | صديق عبد الجبار | 10-06-10, 09:15 AM |
Re: تجمع القوى الوطنية الحديثة وأفق عصر الإستنارة | صديق عبد الجبار | 10-14-10, 08:32 AM |
Re: تجمع القوى الوطنية الحديثة وأفق عصر الإستنارة | صديق عبد الجبار | 11-03-10, 10:22 AM |
Re: تجمع القوى الوطنية الحديثة وأفق عصر الإستنارة | صديق عبد الجبار | 11-03-10, 06:05 PM |
Re: تجمع القوى الوطنية الحديثة وأفق عصر الإستنارة | يحي ابن عوف | 11-04-10, 00:12 AM |
Re: تجمع القوى الوطنية الحديثة وأفق عصر الإستنارة | صديق عبد الجبار | 11-04-10, 04:45 AM |
|
|
|