|
منقو قل: لا عاش من يفصلنا/هل يفقد السودان رقمه المميز/بقلم المستشار القانوني البشرى عبدالحميد
|
هل يفقد السودان رقمه المميز؟.. ذكريات مع صديقي منقو زمبيري
يمر السودان بأخطر منعطفاته التاريخية هذه الأيام في ظل العد التنازلي المتسارع نحو الاستفتاء على مصير جنوب السودان. وأنا أفكر حول مستقبل السودان في ظل هذه الظروف الحرجة، وكيف سيكون شعور حكامنا الذين قادوا الوطن إلى الهوة السحيقة إذا ما تفتت الوطن؟! ترددت في ذهني خواطر وذكريات كثيرة بينها ذكريات مع عمنا الأستاذ الجليل عبد اللطيف عبد الرحمن محمد خير،[/green] عليه رحمة الله، مما أثار في نفسي شجوناً من الذكريات معه، ومع رفيقة دربه الخالة آمنة أبوشيبة وأفراد أسرتهم الكريمة.
فبوصفي احد أفراد تلك الأسرة الممتدة أتيحت لى فرص كثيرة لمجالسة الأستاذ عبداللطيف، والاستفادة من علمه الغزير، فقد كان، رحمه الله، طيبا حلو المعشر يؤثرك بحديثه الشجى عن العلاقات الأسرية، وتجربته الثرة في المجالات المختلفة، ويحدثك حديث العالم في كل شأن، لذا داومت على زيارته ومجالسته خاصة في السبعينيات من القرن الماضي عندما كان يقيم في منزل ناس مضوي في بري المحس ثم في المنزل الحكومي في الخرطوم غرب التي انتقل منها على ما أذكر لمنزل الأسرة في أركويت.
كلما جلست إلى الأستاذ ورغم فارق السن كان يفتح لي قلبه الكبير ليحكى ذكرياته وتجاربه بدءاً من عمله مدرساً في الأربعينيات بمدرسة السير الأولية مع الشيخ عبدالرازق، الذى كان يعمل ناظراً بالمدرسة وذكرياته مع أبناء عمومته جدنا الشيخ محمد أحمد عبدالحميد، ووالدنا الشيخ عبدالحميد محمد، وإخوانهم وكذلك علاقته الأسرية وصداقاته الخاصة بآل الملك ممثلاً في الشيخ الزبير حمد الملك ومحمد حمد الملك وغيرهم ، إضافة لعلاقاته الممتدة مع أهل المنطقة كبيرهم وصغيرهم . وكان حديثه الشجي يمتد إلى فترات عمله، وتنقله في عدة مدارس وأيامه في بخت الرضا ودور المثقفين في الحركة الوطنية وأندية الخريجين وعن فترات عمله في التربية والتعليم ووزارة الشباب وحكومة الولاية الشمالية وغيرها من المواقع. ولعل الأمر المهم الذي أود الإشارة إليه هنا هي المناسبة التي [B]ألف فيها العم عبداللطيف قصيدته المشهورة منقو زمبيرى ( منقو قل لا عاش من يفصلنا قل معي لا عاش من يفصلنا)، التي بدا الكثيرون في أقوالهم وكتاباتهم في الآونة الأخيرة في ظل الظروف الحرجة التي يمر بها الوطن رغم عدم معرفة الكثيرين لمناسبتها . زار استاذنا الجليل مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية مستشفياً في العام 1992م حيث كان يقيم مع الأخ الاستاذ محمد ابراهيم زوج ابنته وصال، وكنت استمتع بمجالسته كلما سنحت الفرصة . دخلت عليه ذات مرة وأنا أحمل فى يدي مجموعة من الصحف، تناول من بينها صحيفة الشرق الأوسط، وكان أول ما وقع عليه نظره خبر توقيع اتفاقية فرانكفورت بين الحكومة والحركة الشعبية على تقرير المصير لجنوب السودان بواسطة كل من علي الحاج ولام أكول. فجأة لاحظت انفعاله بشكل غير طبيعي تغيرت فيه ملامح وجهه وهو يتساءل: هل يعقل أن يتجرد الناس من وطنيتهم ويكونوا في قمة عدم المسؤولية!! ومتسائلاً كيف يجرؤ سوداني شماليا كان أم جنوبيا ويتحدث عن تقرير المصير لوطن قرر مصيره وطرد المستعمر بعد كفاح مرير اشترك فيه السودانيون بمختلف مكوناتهم ، موضحاً أن الحديث عن تقرير المصير لا شك فيه خيانة للوطن وأن هناك أكثر من طريق غير ذلك لحل قضية الجنوب، وأن الذي يجمع بين السودانيين أكثر من الذي يفرق.
في هذا اللقاء سرد الأستاذ ذكرياته وتجاربه مع الإخوة الجنوبيين، وجاء حديثه عن المناسبة التي قيلت فيها قصيدة منقو في هذا السياق، إذ ذكر لي أن القصيدة قيلت في بداية الأربعينيات في خضم وزخم الحركة الوطنية، حينما كان الحس الوطني عالياً، وقد توحدت فيه إرادة أبناء السودان من شماليين وجنوبيين لطرد المستعمر، الذي ظل يعمل جاهداً للتفريق بين أبناء الوطن الواحد.
في ظل تلك الظروف تقرر نقل زميلهم الأستاذ منقو زمبيرى الذي كان يعمل معهم في بخت الرضا إلى ملكال، وبهذه المناسبة أقام زملاء منقو حفل وداع له في نادي الخريجين بالدويم، وفي ذلك الاحتفال أجهش منقو بالبكاء متالماً من فراق الشمال وأهله وزملاء دربه في العمل، ومستنكراً ذلك الوضع ، وهو يقول له: أخوي عبد اللطيف لمتين الجماعة ديل يششتوا فينا ونحن نتفرج، ويمكن الليلة آخر يوم وتاني ما نتلاقى.
ونتيجة للأثر البالغ لهذا الموقف جادت قريحة الأستاذ بتلك القصيدة الوطنية الرفيعة التي ارتجلها في لحظتها ( منقو قل لا عاش من يفصلنا قل معى لا عاش من يفصلنا) . هكذا كان أستاذنا عبد اللطيف وجيله من أبناء الوطن قمة في التفاني والوطنية وحب خالص متبادل بين الجميع بمختلف أعراقهم وثقافاتهم ودياناتهم، وحرص على تحرير الوطن ووحدته طردوا المستعمر، وتركوا لنا وطناً موحداً مساحته مليون ميل مربع ذلكم الرقم المميز لنختلف فيما بيننا، وليقوم كل من الشريكين بالعمل على تغييب الرأي الوطني والسير قدماً نحو تقسيم السودان، وتحقيق ما عجز عنه المستعمر . وكما قال صديقي الهادي عبدالله عبدالكريم فإن الانفصال سيكون كارثة على الوطن إذا تحقق وأقل شيء سنفقده هو ذاك الرقم المميز مساحة المليون ميل مربع.
ربما يقول قائل إن إسقاط إحداث ومواقف تاريخية ترجع للقرن الماضي على ما يجري اليوم هو أمر غير عادل، ولكننا نقول إنه كان في إمكان الشريكين استثمار الفترة الانتقالية بشكل إيجابي لمصلحة الوطن بدلاً من المناورات وإقصاء الآخر. كان من الممكن خلق واقع جديد يحقق آمال وتطلعات الجميع، من خلال تقديم تنازلات سياسية ترفع من قيمتهم، وتحقق الوحدة الجاذبة التي أصبحت حلماً، فالمؤتمر الوطني وقياداته يهمهم المحافظة على ما تحقق من مكتسبات حزبية وشخصية تمكيناً في السلطة والمال دون رغبة أو استعداد للاستماع للرأي الآخر، وكأن شعارهم (فليذهب السودان ولتبقى السلطة والجاه). وفي المقابل تعاملت الحركة الشعبية أيضا مع الشمال حكومة ومعارضة بميكافيلية واضحة لا تخطئها العين لتحقيق أهدافها السياسية وفي ظل ما تجده من دعم أجنبي، فإنها تعيش حالة نشوة قد لا تدوم بعد الاستفتاء في ظل التعقيدات المحلية والإقليمية والدولية. إننا نأمل أن تحدث المعجزة ليستمر السودان موحداً، لذا نوجه نداءنا لشريكي الحكم أن يستجيبا لصوت العقل وأن يفتحا قلبيهما وعقليهما ليجتمعا مع القوى السياسية دون استثناء في سبيل خلاص الوطن ، وإلا فان لعنة تقسيم الوطن وتفريق أبنائه ستظل تلاحقهم ما بقى شبر من وطن اسمه السودان، وسيظل الوطنيون من أبناء السودان جنوبيين وشماليين يرددون ( قل معى لا عاش من يفصلنا ) وعلى حكام اليوم من الشريكين أفرادا وجماعات تحمل المسؤولية التاريخية فيما سيحيق بالوطن، وما سيلاحقهم من لعنات إن لم يستجيبوا لنداء الوطن، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
المستشار البشرى عبدالحميد الرياض
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: منقو قل: لا عاش من يفصلنا/هل يفقد السودان رقمه المميز/بقلم المستشار القانوني البشرى عبدالحم (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: في ظل تلك الظروف تقرر نقل زميلهم الأستاذ منقو زمبيرى الذي كان يعمل معهم في بخت الرضا إلى ملكال، وبهذه المناسبة أقام زملاء منقو حفل وداع له في نادي الخريجين بالدويم، وفي ذلك الاحتفال أجهش منقو بالبكاء متالماً من فراق الشمال وأهله وزملاء دربه في العمل، ومستنكراً ذلك الوضع ، وهو يقول له: أخوي عبد اللطيف لمتين الجماعة ديل يششتوا فينا ونحن نتفرج، ويمكن الليلة آخر يوم وتاني ما نتلاقى. |
الاستاذ/محمد عبدالجليل تحياتي واحتراماتي
واقدم لك اسفي البالغ على عدم لقياك في اوبتك الاخيرة ولو قلت لك العذر لاستقبحته :)
شكرا للاستاذ/البشرى عبدالحميد الذي حرر هذه القصيدة من حمولات كثيرة اقحمت عليها اقحاما وقد ظن بها الكثيرون الظنون باعتبارها دعاية اعلامية من الشمال لاستغفال الجنوبين ودغدغة مشاعرهم وفرض الوحدة عليهم بقوة العاطفة وانا واحد من الناس لأول مرة اقف على حقيقة القصيدة وقصد الشاعر .
وقد علت قيمتها عندي الان اكثر مما كانت عليه بالنسبة لي في الماضي
فشكر لك وشكرا لسعادة المستشار وللشاعر العظيم عبداللطيف وللاسف فقد عاش من يفصلهما ومقدر له ان يعيش كمان وكمان شفت كيف يا عم منقو؟!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: منقو قل: لا عاش من يفصلنا/هل يفقد السودان رقمه المميز/بقلم المستشار القانوني البشرى عبدالحم (Re: Ahmed Yousif Abu Harira)
|
الاخ - أحمد يوسف أبو حريرة - تحياتي لك
عدت من السودان وفي القلب ما فيه، كان العشم أن نلتقي ونفرغ مع بعضنا بعض ما يؤرق وهو كثير .. وطبيعي أن تمد ظروف راهن السودان "لسانهاً" لكل من يريد أن يسترق لحظـة يجتمع فيها الناس بلا ململة ليتجاذبوا الكلام عفو الخاطر ذلك زمن مضى ..
كنا في بعض الوقت نردد مع الفنان يوسف فتاكي:
سوداني .. بلدنا وكلنا أخوان
كانت حلماً وأمنية أنيقة بلا أرض تقوم عليها ولا إرادة جدية لإنفاذها حتى أصبحنا على استفتاء لا يتوقع أن يكون مجرد إنفصال .. بل له ما بعده ولا زالت حكمتنا تتوكأ على إرادة كل واجب موجب لديها مستحيل!
ومثلك وجدت فيما كتب الاستاذ/ بشرى .. حجرا يلقى في بركة الفشل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: منقو قل: لا عاش من يفصلنا/هل يفقد السودان رقمه المميز/بقلم المستشار القانوني البشرى عبدالحم (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: حانت ساعة جني الحصاد المر لأجيال ورثت وطناً كبيرا طويلا عريضا فسمحت بأن يبدأ بالتآكل من أطرافه وها قد حانت لحظة التقسيم |
ولم لا يفعلها أحدهم - كما فعلها قادة الانقاذ قبلاً - حتى ولو كان من بينهم أو واحداً منهم ، ويستولي على السلطة بليلٍ ويعطل الدستور ، ويكمم الأفواه و يلغي كافة الاتفاقيات والمعاهدات ، بما فيها نيفاشا ، ويحل الحكومة ويضع كل مسؤوليها في السجن ، ويبقى الوطن سليما دون تقسيم .. ونبدأ من جديد من خانة الصفر .. ونعيد الاسطوانة الخالدة : منقو قل لا عاش من يفصلنا ؟!
هل يا ترى أنا واهمٌ أم تراه حلماً صار بعيد المنال ؟ وهو بقاء الوطن دون تآكل من أطرافه ، ودون تقسيم ؟!
دعونا نحلم .. فقط نحلم .. وهل هذا كثيرٌ علينا ؟ بعدما طارت كل الأمنيات مع عصافير الوحدة الطاردة ؟!
خليني أحلم مرة يوم .. يوم مرة ؟!
مودتي ،
( ليمو )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: منقو قل: لا عاش من يفصلنا/هل يفقد السودان رقمه المميز/بقلم المستشار القانوني البشرى عبدالحم (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
أيها الأستاذ الجليل:
عبد اللطيف عبد الرحمن محمد خير
أصبحناعلى مرمى 19 يوماً من إستفتاء سيفضي إلى أن لا تلاقيا، وقلوبنا شتى فهنالك من يتمزق حسرة وفينا من يتنفس ويفرك يديه إنبساطاً وفريق الأغلبيـــة (الصامتة) يتحسر على إمكانية وطن وعد تلاشت ربما إلى الأبد ..
وهنالك من بقتلهم الرعب بالاحتمـــالات البيئسة التي يمكن أن يفض لها الإنفصال
أما الفريق الأهم وهو فريق القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني التي كان ينتظــر أن تنشط جهد طاقتها وأكثر ولكن غالبـــها فاغرة أفواهها إنتظار لوقوع الفأس علـــى رأس الوطن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: منقو قل: لا عاش من يفصلنا/هل يفقد السودان رقمه المميز/بقلم المستشار القانوني البشرى عبدالحم (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
إننا نأمل أن تحدث المعجزة ليستمر السودان موحداً، لذا نوجه نداءنا لشريكي الحكم أن يستجيبا لصوت العقل وأن يفتحا قلبيهما وعقليهما ليجتمعا مع القوى السياسية دون استثناء في سبيل خلاص الوطن ، وإلا فان لعنة تقسيم الوطن وتفريق أبنائه ستظل تلاحقهم ما بقى شبر من وطن اسمه السودان، وسيظل الوطنيون من أبناء السودان جنوبيين وشماليين يرددون ( قل معى لا عاش من يفصلنا ) وعلى حكام اليوم من الشريكين أفرادا وجماعات تحمل المسؤولية التاريخية فيما سيحيق بالوطن، وما سيلاحقهم من لعنات إن لم يستجيبوا لنداء الوطن، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: منقو قل: لا عاش من يفصلنا/هل يفقد السودان رقمه المميز/بقلم المستشار القانوني البشرى عبدالحم (Re: يوسف السماني يوسف)
|
كتب الصديق / يوسف السماني:
لن تحدث معجزة ياودعبدالجليل السودان قسم منذ 89 . بل قل الي كم سيقسم الشمال ؟؟؟؟؟ ================================================================================
كتب نزار قباني عندما رأى بيروت تتهاوى .. وتسللت مجموعة لتطلق عليه رصاصة الرحمة في قلب رفيقة دربه: بلقيس
فكتب: بيروت يا وجعي ويا وجع القصيدة:
بلقيس لا تتغيبي عني فإن الشمس بعدك لا تضيء على السواحل . . سأقول في التحقيق : إن اللص أصبح يرتدي ثوب المقاتل وأقول في التحقيق : إن القائد الموهوب أصبح كالمقاول ..
----------------------------------- -----------------------------------
لن أقرأ التاريخ بعد اليوم إن أصابعي اشتعلت .. وأثوابي تغطيها الدماء .. ها نحن ندخل عصرنا الحجري نرجع كل يومٍ ، ألف عامٍ للوراء ...
==================================== ورغم ذا يا صديقي فالأمل معقود بحدوث معجزة على يد القوى الحية التي تبحث عن الوطـــن (تفتش ليهو في التاريخ وفي الضل الـ"نقص" ما زاد) ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: منقو قل: لا عاش من يفصلنا/هل يفقد السودان رقمه المميز/بقلم المستشار القانوني البشرى عبدالحم (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب أحمد يوسف أبوحريرة:
شكرا للاستاذ/البشرى عبدالحميد الذي حرر هذه القصيدة من حمولات كثيرة اقحمت عليها اقحاما وقد ظن بها الكثيرون الظنون باعتبارها دعاية اعلامية من الشمال لاستغفال الجنوبين ودغدغة مشاعرهم وفرض الوحدة عليهم بقوة العاطفة وانا واحد من الناس لأول مرة اقف على حقيقة القصيدة وقصد الشاعر .
وقد علت قيمتها عندي الان اكثر مما كانت عليه بالنسبة لي في الماضي
فشكر لك وشكرا لسعادة المستشار وللشاعر العظيم عبداللطيف وللاسف فقد عاش من يفصلهما ومقدر له ان يعيش كمان وكمان شفت كيف يا عم منقو؟!!
| |
|
|
|
|
|
|
|