احتفال اعلان الفائزين بجائزة غادة للكتاب الشباب ـــــــــــــــــــــــــــــــــ صـــــور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-29-2024, 09:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-09-2010, 09:51 PM

انور التكينة
<aانور التكينة
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 3374

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
احتفال اعلان الفائزين بجائزة غادة للكتاب الشباب ـــــــــــــــــــــــــــــــــ صـــــور

    كلمة الاستاذ محمد على محسى


                  

12-09-2010, 09:59 PM

انور التكينة
<aانور التكينة
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 3374

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال اعلان الفائزين بجائزة غادة للكتاب الشباب ـــــــــــــــــــــــــــــــــ صـــــور (Re: انور التكينة)

    كلمة الاستاذ هشام المجمر







    جانب من الحضور


    (عدل بواسطة انور التكينة on 12-10-2010, 12:51 PM)

                  

12-09-2010, 10:08 PM

انور التكينة
<aانور التكينة
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 3374

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال اعلان الفائزين بجائزة غادة للكتاب الشباب ـــــــــــــــــــــــــــــــــ صـــــور (Re: انور التكينة)

    الاستاذة عائشة موسى - حرم الشاعر الراحل المقيم د. محمد عبد الحى - صاحبة مبادرة الجائزة تقدم تقرير لجنة التحكيم




    الدكتورة رجاء محمود ابوبكر - رئيس لجنة التحكيم


                  

12-09-2010, 10:22 PM

انور التكينة
<aانور التكينة
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 3374

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال اعلان الفائزين بجائزة غادة للكتاب الشباب ـــــــــــــــــــــــــــــــــ صـــــور (Re: انور التكينة)

    الاستاذ مجتبى محسى يقدم جائزة الفائزة بالمركز الاول امل عز الدين الطيب - 14 عاما - عن قصة ( زهور على قبر فاطمة )


    (عدل بواسطة انور التكينة on 12-10-2010, 12:55 PM)

                  

12-09-2010, 10:33 PM

انور التكينة
<aانور التكينة
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 3374

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احتفال اعلان الفائزين بجائزة غادة للكتاب الشباب ـــــــــــــــــــــــــــــــــ صـــــور (Re: انور التكينة)

    * الفائزة بالمركز الثانى : اجلال قسم السيد عمر - 16 عاما - عن قصيدة ( شكوى ) .
    * الفائزة بالمركز الثالث : أمنية هاشم احمد عمر - عن قصيدة ( قصة ضياع ) .

    -----------------------------------------------
    * لاسباب قاهرة ساستأنف رفع الصور لاحقا باذن الله ..
    * و الى ذلك الحين أرجو من المصور الفنان عصـــام عبد الحفيظ انزال لقطاته الفنانة من الحفل .
    -----------------------------------------------
                  

12-10-2010, 01:01 PM

انور التكينة
<aانور التكينة
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 3374

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تغطية متميزة و انفعال امين للزميل الزين بصحيفة الصحافة - عدد اليوم (Re: انور التكينة)

    بعد الرحيل ميلاد جديد
    غادة لحظة ان يتخير الحزن الابداع دموعا ..
    الخرطوم: الزين عثمان

    (يا ناس ... يا جماعة يا هوى ... أنا فخورة بغادة بنتي!) الحروف المرسومة علي جدار الموقع الالكتروني سودانيز اونلاين يزيينها توقيع والدة غادة (سهام طه المجمر) قد يبدوا الاحساس طبيعي فكل ام بابنتها معجبة ويبدوا الامر عاديا حينما تكون الابنة والابن يستحق هذا الاطراء . فغادة مجتبى محيسى كانت فتاة لم تبلغ السادسة عشرة من العمر، لكنها كانت نابغة، شاعرة وقاصة وكاتبة رائعة باللغتين الانجليزية والعربية، ذات عقل راجح ووعي مبكر. ولدت في الامارات في العام 1995م ثم انتقلت مع أسرتها الى الخرطوم لتصبح طالبة في احدى المدارس العالمية، في الاختبارات النهائية أحرزت درجة مشرفة فاحتفلت بها المدرسة، ولكن الاحتفال كان اخر المحطات لغادة فسرعان ما خطفها الموت من بين ذراعي والدها ولكن ان تكون المحطة الاخيرة هي اولي المحطات فتلك قصة ورواية اخري وبداية تجاوزت حالة الحزن المقيم فابرول التخرج المطرز بالحزن في تلك الامسية اكتسي لباس جديد غلفته فكرة ان يكون الحزن موسم للامل والعمل حملت لوائه الام المكلومة بعد رحيل غرة عينها فكرة تجعل غادة باقية في الدواخل دون انقطاع و(واليازة ) يتنافس علي جائزتها كل الشباب الذين كانوا يجب ان يمشوا معها او تمشي معهم في خطي الابداع لولا الرحيل من هنا جاءت فكرة جائزة غادة للكتاب الشباب .. غادة كانت كارتعاش الزهر في اليوم المطير، متوضئة بطهرها تجردت من عاديات الرياح المشتة ، حملت براءة تلك الأيام وارتحلت، ثم تسربت بانتظام وعدا في مسامات الحلم الشفيف لتحتكر ذلكم المكان العالي شفيعة لمن تحب، وشافعة تبقى على ذات الطهر والنقاء لا تنوشها الأيام وترفض أن تبقى ذكرى بل حضورا في ذاكرة الزمن العوافي، بكر أبيها كانت ، وفرحة أيام الغربة.. ذات صباح حملت أبرول التخرج والتفوق .. هرولت .. استعجلت الطريق إلى الجنة، أبوها كان وقتها يروض هدير عاصفة الأحزان، لم تلهب عينية الدموع الحارقة، وقد أبصرها بعينية محمولة على أكتاف الدعاء الصادق، تجيء مع كل نفحة علم عطره، , وحين قبلتها أمها سهام مودعة، أدركت أن هنالك عالما يولد من جديد، غادة تأتي فيه مع كل نسمة خير تهب، وكل عطاء وابداع يتجدد مع الأجيال ،وفي ذلك المنحنى عند انكسار ضوء الأحلام واختلاط الالآم والآمال ، نهضت جائزة غادة ، التي مازجت مابين الصبر والقدرة علي الانجاز من اجل تحقبق احلام الراحلة والتي تمثلت في ضرورة وجود مجمع سكني متكامل يكون مركز لاطفال الشوارع هكذا كانت تحلم اليافعة الحلم الذي حرك الجميع لتبني الفكرة التي اينعت امس الاول في قاعة الشارقة التي ضاقت بالحضور ولكنها اتسعت لكل الاحلام من خلال حفل توزيع الجوائز وبحضور اسرة الراحلة ممثلة في والدتها وجدها وصديقاتها واسرهم انطلقت الامسية بحديث الصديقات وهن يعدن ذكري الماضي من خلال القول (ما من امر كالذي مضي ) الا ان التحسر علي الراحلة لم يدم طويلة من خلال فتح كوة الامل للقادمون والعابرون في رحاب الابداع دون توقف ولم يقف الحزن امام انسياب الكلمات من والدة غادة في ليلة رحيل الغزالة وهي تضئ مجموعة من الشموع في الممر مؤكدة علي مضي الاسرة قدما في تحقيق احلام الراحلة قبل ان تترك المنصة لجد الراحلة الاقتصادي محمد علي المحسي الذي وصف حفيدته بالذكية والهينة لكنها حاسمة وشاعريتها نبيلة حضور الرائع محجوب شريف عبر كلماتها كان روعة اخري وهو الذي تحدث عن الاحلام والامال عن افراح بكرة برغم مرارة الفراق وهو يتبتب الامال كيما تنموا في وطنا حدادي ومدادي القاص بشري الفاضل قال ( رحلت غادة لانها كانت انقي منا جميعا ) غابت غادة ولم يغب النقاء الذي زين تلك الليلة نقاء عبرت عنه حروف اصدقاء غادة في الابداع الذين صاغوا من نقائها عبارات اكتست بالجمال وتزينت بالروعة هاهي امل عز الدين التي لم يتجاوز عمرها الثامنة عشر ربيعا تنثر ابداعها علي قبر غادة وتفوز بالجائزة الاولي (في ذات مساء كان يستحم في ضوء النهر ذلك الصبي الوسيم مع مجموعة من أقرانه لممارسة اللهو على سطح التل المخضر بأشجاره ومضى يهم الليل الى منتصفه فركنوا على على الرمل الرطب.. ونام الصبي وإبتعد عنه أصحابه ليواصلوااللعب وعند مداخل الفجر يمموا وجوههم شطر البيت وغاب عن ذكراهم أن لهم رفيقاً ينام هناك.. فذهبوا وتركوه وحيداً بعد أن فعل فيهم النسيان فعلته الموجعة) الا ان الفعل الحاضر في الليلة كان هو الذاكرة المتقدة بالابداع والفكرة التي سلبت الالباب وحولت الاحزان عند والدي غادة علي وحيدتهم الي افراحا اكتست بالامل ......


    عن الصحافة - عدد اليوم الجمعة
                  

12-10-2010, 01:05 PM

انور التكينة
<aانور التكينة
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 3374

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القصة الفائزة بالجائزة الاولى (Re: انور التكينة)


    القصة الفائزة بجائزة غادة مجتبى
    دموع على قبر فاطمة
    أمل عز الدين
    ميلاده كان في تلك القرية الصغيرة من ريف البطانه... لم يتجاوز عدد المنازل فيها عشرين منزلاً ... بنيت من الطين والقش على مساحة رملية ناعمة تظل صفراء جدباء معظم شهور السنة ، وفي فصل الأمطار تتحول الى بساط أخضر مفعم برائحة المطر راقصاً مع نسمات الخريف وهبوبه الليلي البارد..
    خارج القرية تتناثر الأشجار الشوكية هنا وهناك وعلى سفح تل رملي صغير نبتت مجموعة من الأشجار تتطاول بها العمر مكونة منتجعاً ممتداً من الظل الوارف الذي أتاح لرجال ونساء وصبيان القرية وصغارها منتزهاً في نهارات الأيام وأمسيات القمر التي يحلو معها الجلوس والأنس على سفح التل ، أما الصبيان والأطفال فكانت لهم بمثابة ميدان يمارسون فيه الجري ولعب الكرة وحتى مناسبات الأعراس كانت تقام هناك.
    في ذات مساء كان يستحم في ضوء النهر ذلك الصبي الوسيم مع مجموعة من أقرانه لممارسة اللهو على سطح التل المخضر بأشجاره ومضى يهم الليل الى منتصفه فركنوا على على الرمل الرطب.. ونام الصبي وإبتعد عنه أصحابه ليواصلوااللعب وعند مداخل الفجر يمموا وجوههم شطر البيت وغاب عن ذكراهم أن لهم رفيقاً ينام هناك.. فذهبوا وتركوه وحيداً بعد أن فعل فيهم النسيان فعلته الموجعة.
    جاء ضوء القمر متسللاً من تحت جلباب الليل والتل الناعم ينثر رماله فوق ثياب الصبي النائم ويعربد بها فوق وجهه المضئ بالنداءة والحسن .. وعند تلك الساعة الخارجة عن ذاكرة القرية وقف رجلان يركبان بعيران محملان ببعض الأمتعة .. وفي المكان الذي ينام فيه الصبي ، أناحا البعيرين وتوجه أحدهما ونادى عليه فصحي مزعوراً يفرك عينيه من النعاس ويمسح على ملابسه التسخة..
    فاق الصبي وإرتعد وسألهما من أنتما؟
    وتلفت ورأى المكان خالياً من أصحابه فنهض وتحرك صوب القرية فأمسك به أحد الرجلين وحاول أن يتخلص من قبضته ولكن فجأة وجد نفسه بين يدي زراعين قويتين حملتاه صوب أحد البعيرين وتقدم الرجل الثاني وربطه بحبل من رجليه ويديه ونهض البعيران وهرول بهما الرجلان الى الناحية المعاكسة لإتجاه القرية وكان الصبي يصرخ وينادي ( يا أخي .. يا أبوي .. يا محمد .. يا فاطمة أختي) وكان صراخه يذهب الى جوف الأرض الرملية السمراء ويغوص فيها كقطرات المطر ثم تسكن بلا مجيب أو مغيث وبكى الصبي.. وبكى حتى أصابته إغماءة طويلة أفاق منها ليجد الليل وقد تمدد فوق الأرض والقمر أطل في خجل والسكوت يرسم لوحة دامعة متكررة متكدرة يا جماعة أنا وين؟ انحنا ماشين وين ؟ الحلة وين ؟ يا أمي يا محمد يا أبوي يا فاطمة ولكن لا مجيب.. وعندما كثر نواحه صفعه الرجل وانتهره أسكت .. فسكت وحشر نفسه في خوف يمزق الصدر ويهشم الضلوع..
    سار الركب والصبي تحول لجزء من المتاع المحمول على البعيرين .. يصحو وينام والليل يغوص في أعماقه والبعيران يقطعان المسافة حتى بزوغ أفرج الذي كشف عن قرية جديدة مدفونة في وسط الصحراء تبدو كشبح نائم لا حركة ولا صوت إنسان يتحرك وعند أحد أطرافها أناخ الرجلان البعيران ثم فكا قيد الصبي وأدخلاه الى بيت صغير لا شئ فيه غير فرش عتيق من صوف الأغنام وطلبا منه أن يجلس عليه فجلس محتاراً وعقله قد تعطل تماماً فعجز عن تفسير ما يجري حوله..
    سكت وسكت واتكأ ثم نام ليصحو على صوت يناديه لتناول الغداء فرفض بعنف.. فرد عليه حامل الطعام قائلاً ( نحن سرقناك من أهلك وأنت الآن بعيداً عنهم ) الصبي يرد ( يعني ما حا أشوف أمي وأبوي وإخواني تاني) لم يرد عليه الرجل فعاد من جديد للبكاء..
    مضى الأسبوع الأول وجاء فوقه اسبوع ثاني وثالث ورابع ليجد الصبي نفسه وسط ثلة من الصبيان يرعون الابل والاغنام وفهم منهم أنهم من أسرتي هذين الرجلين ولكن لا أحد شاطره مأساته أو شرح له ما حدث له فكان ذلك ميلاد ( قناعة الغضة) بأنه دخل سجناً كبيراً وإن البكاء يجب أن ينطوي ويصبح ( حرماناً قاسياً) يتحرك في أحشاء الذكرى المدفونة .
    مضت الشهور بالصبي وانقطعت صلاته بأي شيئ غير تلك ( العلاقة الرعوية مع الابل والأغنام وفي النهارات ) ثم بلغ أشده وفتح عقله وقد ظهرت عليه الوسامة التي سرقت عيون النساء والفتيات ولكن لم يجد لهذا الاعجاب المتدفق ناحية في نفسه..
    أصبح جزءاً من تلك القرية واشتهر فيها بالشهامة والمروءة وتراكمت فيه سنين الزمان وكبر وأصبح شاباً ناضجاً يتسابق اليه شباب القرية بالصداقة وفتيات القرية بالتوادد.
    انطوت اليه عشرون عاماً وأصبح في حدود الخمسة وعشرون عاماً .. فجأة أخطره الرجل الذي خطفه بأنه يريد أن يزوجه لإبنته ، فرفض تحت حجة إنه تربى معها كل تلك السنوات وأصبح يراها كأنها أخته .. وكأنه يقول في نفسه كيف أتزوج إبنة من خطفني من أمي وأبي وإخوتي وأصر الخاطف على رأيه وأصر هو على رفضه فتركه لحاله وأغلق فمه على طلب الزواج.
    ومضى عامان آخران وفي أحد الأيام كان خارج القرية بمسافة بعيدة يرعى أغنامه واذا بسيارة عتيقة تقف أمامه وينزل منها رجل وإمرأة ويسألانه عن هذا المكان وأين هو فأجابهما أنه لا يدري وإنه منذ طفولته لا يعرف أين موقعه في هذه الدنيا.
    أجابه الرجل نحن باحثان نقوم بدراسة ميدانية لهذه المناطق .. سألهما : ما هي هذه المنطقة ؟ الرجل تبعد عن نهر النيل عند عطبرة بمسافة يوم ونصف بهذه السيارة أما الجمال فتستغرق عشرة أيام قال لهما: أنا جئت من قرية بعيدة لا أعرف أين الآن موقعهاوفي أي اتجاه هي ؟ سألاه ما اسمها ؟ أجاب (.......) ضحكا وردا عليه هذه قرية صغيرة تبعد من هنا ثلاثة أيام ، سألهما هل تعرفان إتجاهها أجاباه في اتجاه الجنوب ولكن السفر اليها يحتاج الى دليل .
    ركبا سيارتهما وودعاه وانطلقا في جوف الصحراء وهو ينظر اليهما من بعيد وقد سرح مع ذاكرته وارتحل معها الى قريته التي غابت عن بصره وتاهت منها خطواته وتحول بعدها الى مسافة مترامية بالحزن والذكرى لا يجد لها مركباً يعبر به الى ضفاف أفراحها الساكنة في عيون أمه واخواته ز عاد بأغنامه الى القرية وقضى ليله يفكر في وسيلة تصل به الى قريته الواقعة في اتجاه الجنوب ولكن حتى الاتجاهات بدأت أمامه لغزاً لا يستطيع فض تفاصيله فصرف تفكيره في الأمر وأسند رأسه الى الوسادة ونام نوماً عميقاً.
    هناك في قريته الأولى كان فقدانه قد أحدث زلزالاً في نفس كل فرد في قريته وتحرك الناس في كل اتجاه يبحثون عنه ويسألون ، فلا يجدون له أثراً وتحول بيت أسرته الى مأتم لا ينقطع والأم أسلمت نفسها لبكاء لا تكف عنه ليلا أو نهاراً والأب فقد الشهية للأكل والشرب فشحب لونه وداهمته نحافة قاتلة والأخ محمد دفن نفسه في حزن وبكاء يفتت قلب كل من يراه أما الأخت فاطمة الجميلة البيضاء اللون طويلة الشعر واسعة العينين فقد تحولت الى هيكل عظمي ذهبت معه ملامحها الحلوة وتحولت بالبكاء والحزن جثة ترقد على سريرها لا حراك فيها غير همهمة باسم أخيها المفقود...
    تعبت القرية من البحث وهجر أهلها القرية وأشجار التل الرملي وأمسيات القمر ليحل الحزن والبكاء مكان المرح والحبور أما الصبية فقد اختاروا البقاء في المنازل ولا أنس غير ذكرى رفيقهم الذي ابتلعه الغياب المفاجئ .. بعد أن قطعت القرية شوطاً طويلاً من الحزن .. أقنع أهلها أنفسهم بأن ابنهم المفقود قد أكله ذئب من ذئاب الصحراء ودفنه في جوفه للأبد .. فطوى كل منهم ألماً في بطنه واختار الصبر المر والتذكار الدامع .. أما الأسرة المكلومة فلم تجد غير بصيص أمل بعودة ابنها الغائب فكان الأمل رفيقاً لصبر سكن معهم وتوسدوه جرح لا يندمل.
    فاطمة الحلوة ما كانت لتعيش مع حزنها الكبير الذي أكل بقية عمرها فماتت بعد أن دفنت حياتها في شوق قاتل للذي أحبته لدرجة العشق ويوم أن وري جثمانها الثرى .. كانت كل قرية تبكي بأصوات مرتفعة مفجعة .. فالجمال دفن تحت الأرض وفرح العشاق ارتحل ز في ذلك الصباح الذي أعقب يوم ملاقاته للرجل والمراة صاحب السيارة نهض الشاب المخطوف وساق قطيع أغنامه وخرج الى المرعى كعادته كل يوم وبعيداً عن القرية وولى وجهه شطر الجنوب ومشى ومشى حتى مغيب الشمس وواصل المشي ليلاًوفي منتصف الليل رأى ناراً فاتجه صوبها ووجد عندها مجموعة من الرجال قد أخلدوا للنوم فشعروا به ونهضوا من نومهم فسلم عليهم فأجلسوه بينهم فسألوه عن وجهته فحكى كل القصة وبعد فراغه تحدث أحدهم وقال أنه سمع ان طفلا فقد من القرية قبل أكثر من عشرين عاماً فسأله عن مكان القرية فأخبره بها وعرفه بإتجاهها وانها تحتاج لمسيرة ثلاثة ايام بالابل ونصحه بأن يمكث ليلته معهم ويتحرك معهم في الصباح وقبل النصيحة وفي الصباح تحرك الجميع وبعد يومين من المسيرفارقهم واختار وجهته الى قريته وبعد مسير يوم كامل كان على مشارف القرية فبدأت له غريبة فقد توسعت واختفت معالمها القديمة في المشهد الجديد .. التقى أحدهم وسأله عن منزل اسرته وقاده اليه وفي خارجه صار يصرخ يا أمي يا أبوي يا فاطمة يا محمد فخرج الأب والأم ومحمد ولكن فاطمة لم تخرج وصرخت الأم وصرخ محمد ووقع الأب على الأرض مغمى عليه والأم ومحمد تعلقا في رقبته وغرقا في بكاء عميق وهو يصيح أين فاطمة وفي تلك اللحظة نهض الأب وتعلق برقبة ابنه وبكى ويحدثه بالخبر المفجع عن موت فاطمة ويسقط الابن على الارض يبكي ويصرخ وتتجمع كل القرية وتحاصر منزل الأسرة في مشهد مهيب اختلط فيه دموع ومشاعر الفرح بالبكاء والحزن .. نهض الأخ ومشى ناحية المقبرة وتبعته كل القرية وعلى حافة قبر فاطمة ونزلت دموعه على الأرض حتى روت جزءا من القبر ثم نهض وأمسك بأمه وأبيه وأخيه وقادهم الى البيت تتبعه كل القرية وحكى لعمومته كل الحكاية ومحمد الأخ أصبح ضابطاً في الشرطة فتحرك بقوة عسكرية ناحية القرية الثانية لاعتقال الخاطفين وهناك علم أنهما خرجا في إثر شاب هرب من القرية وفي الطريق لقيهما قطاع طرق وإشتبكوا معهما وقتلا في الطريق.
    جلس قليلاً في صيوان العزاء وأخبر أخيه بالخبر فبكى الأخ وعجب أخوه الشرطي وسأله هل تبكي أم تفرح؟ انا ابكي لأنهما ماتا بذنب أختي فاطمة وانا لست سيئا ً مثلهما وكنت أنوي أن أعود الى هناك لأعفو عنهما فالمهم عودتي ولقاء أسرتي وهذا أفضل عندي من كل الإنتقام وعموماً فهما ربياني حتى صرت رجلا يعتنيان بي أكثر منت ابناءهما وقد أحببت امرأةوسأتزوج منها وسيصبح بيني وبينهم رباطاً من الدم وقد تزوجها وعاش معها في بيت أبيه وحفتهما سعادة لا تشوبها تذكارات خطفه وشوقه لفاطمة أخته الراحلة فالعيون الجميلة هي ذاتها والشعر الأسود المسدول واللون المرتوي من ضوء القمر...
                  

12-10-2010, 06:01 PM

انور التكينة
<aانور التكينة
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 3374

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(Re: انور التكينة)

                  

12-10-2010, 06:23 PM

معاوية عوض الكريم
<aمعاوية عوض الكريم
تاريخ التسجيل: 07-02-2008
مجموع المشاركات: 5410

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: انور التكينة)

    شكرا .. شكرا
                  

12-10-2010, 07:35 PM

Mujtaba Mahasi

تاريخ التسجيل: 10-10-2010
مجموع المشاركات: 234

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: معاوية عوض الكريم)

    الاخ العزيز والصديق القديم أنور التكينه
    سلام وشوق
    لم نكن نعلم أنك كنت حضورا بهيا شرفنا ضمن الحشود التى فاضت بها جنبات قاعة الشارقه وحوشها وشارع الجامعه
    وغطت كاميرات القدير عبدالرحمن حسن كل الجبهات داخل وخارج المكان...
    مرحبا بك أنور ومرحبا باللقطات المحترفة التى تبين جمال تلك الامسية الخالده
    مرحبا بكم فى جمعية غاده الثقافية
    معا لنشر رسالة الجمعية ودعم واعلان نشاطها القادم ومواقع توزيع كتاب الجائزة ... كلها ... ستعلن عنها رئيس الجمعية (سهام) غذا فى برنامح (مساء جديد) .. قناة النيل الازرق .. السادسة والنصف مساء ..
    كونوا معنا
    كل من لم يشاهد حفل توزيع الجوائز يمكنه التابعة والحضور والمساهمة
    بكم أيها الرائعون يستمر هذا المشروع
    ويبنجح
    كثفوا الاعلان لحضور البرنامج
    شكرا أنور مرة أخرى
    مضت حوالى خمس سنوات لاخر لقاء جمعنا بعد أن نفذنا بنجاح كامل خطة الدعاية والاعلان لاطارات بيريلى (مدين للاطارات) .. ومعنا الصديق عصام عبدالحفيظ
    هل تذكر تكل الايام
    يا سلام
                  

12-11-2010, 09:41 AM

انور التكينة
<aانور التكينة
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 3374

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: Mujtaba Mahasi)

    Quote: معا لنشر رسالة الجمعية ودعم واعلان نشاطها القادم ومواقع توزيع كتاب الجائزة ... كلها ... ستعلن عنها رئيس الجمعية (سهام) غذا فى برنامح (مساء جديد) .. قناة النيل الازرق .. السادسة والنصف مساء ..
    كونوا معنا
    كل من لم يشاهد حفل توزيع الجوائز يمكنه التابعة والحضور والمساهمة


    شكرا لكلماتك الطيبة صديقى مجتبى ..
    تيلفونى فى البروفايل .. انتظر محادثة منك ..
                  

12-11-2010, 10:15 AM

مزمل خيرى
<aمزمل خيرى
تاريخ التسجيل: 03-29-2009
مجموع المشاركات: 5652

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: انور التكينة)

    فوق يابكرى عشان روح غادة !
    شكراً يا انور ...دائماً سباق ...
                  

12-11-2010, 05:07 PM

Mujtaba Mahasi

تاريخ التسجيل: 10-10-2010
مجموع المشاركات: 234

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: مزمل خيرى)

    لكل من فاته احتفال الجائزة
    تابعوا بعد قليل على قناة النيل الازرق
    ولمعرفة النشاط القادم للجمعية
    شكرا أنور وسأتصل قريبا
    يمكن متابعة البث على موقع قناة النيل الازرق على الانترنت
    كونوا معنا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de