|
الوطن فوق الجميع
|
الوطن فوق الجميع في الوقت التي تمر به البلاد بمرحلة خطيرة في تطبيق اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب التي تتعلق بتقرير مصير جنوب السودان وإقرار السلام في دارفور التي تشهد حربـاً أهلية مستمرة منذ العام 2003 لا شك بأن السودان في هذا الوقت الحرج يمر بمنعطف خطير، ربما يؤدي به في نهاية المطاف، إلى تفكيك وتفتيت السودان وتنتقل عدواه إلى ولايات أخرى. كنا نتوقع في هذه المرحل الخطيرة أن يتصافى كل أهل السودان شماله وجنوبه وشرقه وغربه ويقدموا بعض التنازلات وأن يضعوا في حساباتهم أن السودان جسداً واحداً لا يقبل التقسيم وتبقى الوحدة عنواناً للمحبة والسلام. بعد الأحداث الأخيرة التي خلفتها مباراة القمة بين المريخ والهلال في نهائي كأس السودان لقد أدنا هذه التصرفات من الطرفين وهنا لا أريد أن أخوض في من هو مخطئ ومن هو مصيب. ما قام به مجموعة من لاعبي الهلال برفع مذكرة جماعية للاتحاد العام لكرة القدم معلنين فيها اعتزالهم اللعب الدولي تضامناً مع كابتن الفريق هيثم مصطفى بسب الإساءات التي بدرت من بعض مشجعي المريخ فلا شك أن جميع الرياضيين بمختلف ألوانهم وانتماءاتهم الرياضية يرفضون هذا التصرفات غير الأخلاقية التي حدثت لهيثم مصطفى وزميله راجي عبدالعاطي الذي لم يسلم أيضا من إساءات بعض الجماهير الزرقاء. رئيس نادي وفاق سطيف الجزائري عبد الحكيم سرار سبق أن تعرض في أحدى المباريات التي يخوضها فريقه إلى وابل من السب والشتم طال روح والدته التي لم يمر على وفاتها 20 يوماً فكرة القدم لعبة شعبية فيها السب والشتم والقذف والتشهير الذي لم يسلم منه الحكام خلال إدارة المباريات والمهاجمين عند إضاعة الأهداف السهلة وحراس المرمى عند ولوج مرماهم أهداف سهلة ورؤساء الأندية والمدربين عندما تخفق فرقهم في تحقيق بطولات ومهما حدث من مشاحنات واحتكاكات يجب أن لا تصل إلى حد القذف والإساءات الجارحة التي لا يقرها ديننا الحنيف. اللاعب في المنتخب الوطني هو جندي من جنود الوطن يؤدي ضريبة لا تقل أهمية عن ضريبة الشرطي أو الجندي أو رجل الأمن فالتهرب من ضريبة الوطن أمر غير مقبول لا يقل عن الفرار من يوم الزحف الذي يعد من الموبقات السبع وهي (الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) ما قام به لاعبو نادي الهلال الدوليون بالمنتخب الوطني ظاهرة غير مسبوقة والأولي من نوعها في تاريخ الكرة السودانية بتقديم مذكرة لاتحاد كرة القدم معلنين فيها اعتزالهم اللعب الدولي مع المنتخب وتحديداً بكري المدينة وعبداللطيف بويا لاعبا الهلال اللذان أمتنعا عن السفر مع المنتخب إلى دورة سيكافا فالإعتزال عن اللعب الدولي له ظروف تتمثل في عدم تفرغ اللاعب بسب الدراسة أو كبر سن اللاعب عندما يشعر أنه لا يقدر على اللعب المتواصل وخاصة المنافسات الدولية مع المنتخب فيكتفي أن يختتم مشواره باللعب المحلي مع ناديه وهذه الشروط لا تنطبق علي بكري المدينة وبويا. يجب علينا في المرحلة أن نقف وقفة رجل واحد، لا يوجد بها من هو خاسر بل وان الجميع كاسب من أجل الوقوف مع الوطن الذي يتعرض للشتات كيف يكون لنا دولة ونحن شطرين شمالاً وجنوبا. يجب على الإتحاد العام أن يصدر حزمة من القرارات الرادعة بشطب أي لاعب من سجلات اتحاد كرة القدم السوداني يمتنع عن اللعب للمنتخب الوطني بدون عذر مقبول وفي نفس الوقت معاقبة الذين حرضوهم سواء كانوا لاعبين أو أداريين يتم منعهم عن ممارسة أي عمل رياضي في أي نادي أو إتحاد يتبع للاتحاد العام السوداني لكرة القدم مدى الحياة فهؤلاء يسيئون لوطن بأكمله والوطن فوق الجميع ولا صوت يعلو الوطن. وختاماً لا ننسى دور الإعلام الرياضي في تعميق الأحداث الأخيرة بتأجيج المدرجات واقصد إعلام الأندية الأحادي الميول والنهج والتفكير وللأسف الشديد أصبح المشجع البسيط ربيب فكر هذا الإعلام إن خسر فريقه صوروا له الخسارة أنها مؤامرة وإذا أحتسب حكم ضربة جزاء قاتلة قالوا أنه مرتشي وإن تحدث محلل في البرامج الرياضية بكلام لا يعجبهم قالوا إنه حاقد على ناديهم هذا هو نهج إعلامنا الرياضي الذي أصبح من دعاة الفرقة والشتات والمسؤول الأول والأخير عن تمزيق أواصر الإخوة والمحبة بين الرياضيين بدلاً من أن تقربهم في تنافس شريف، الكرة الآن في ملعب المجلس القومي للصحافة.
|
|
|
|
|
|