الحاج وراق متشائمٌ على المدى القصير ويُحدِّث عن إضطراباتٍ وخوض في الدم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-08-2024, 11:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-20-2010, 07:53 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحاج وراق متشائمٌ على المدى القصير ويُحدِّث عن إضطراباتٍ وخوض في الدم

    وكيف تتوقع مآلات الأمور ؟

    =أنا متشائم على المدى القصير ،وستحدث إضطرابات فى السودان ونخوض فى الدم وسنتشتت فى الملاجىء والشتات ،ولكننى متفائل على المدى الطويل أن السودان لن يتبعثر ،وعاجلا أم آجلا ستنهض من هذا الركام قوى جديدة بديلة تتضافر مع قوى واسعة جدا من السودانيين ،وستوحد السودان الذى قدره أن يبقى موحدا ،وهذه المسألة سيكتشفها أناس كثيرون جدا لكن عبر الخيبات والهزائم والإنكسارات ،لكنهك سيكتشفون الحقيقة الجوهرية هى أن السودانيين مرتبطين ببعضهم البعض ،وأنه لايمكن أن تفصلهم بالبساطة المتوهمة .
                  

11-20-2010, 07:57 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق متشائمٌ على المدى القصير ويُحدِّث عن إضطراباتٍ وخوض في الدم (Re: مؤيد شريف)

    لايزال أ.وراق موقنا بإمكانية تحقق الوحدة ..
    وأخاله الوحيد في ذلك
    بعد أن صار الإنصال واقعا يمشي بين الناس ولا تُخطئه عين ...
                  

11-20-2010, 08:00 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق متشائمٌ على المدى القصير ويُحدِّث عن إضطراباتٍ وخوض في الدم (Re: مؤيد شريف)

    ::
    ::

    كيف تقيم سياسات المؤتمر الوطنى ...وماالذى يعوزه لإخراج البلد من المأزق الراهن ؟

    =أتصور أن لدى المؤتمر الوطنى معيقات للإصلاح ،أولها الحمولة الأيدولوجية الزائدة ،والآن من يتأمل الأوضاع فى السودان يراه يتجه إلى الغرق نتيجة الحمولة الأيديولوجية الزائدة للمؤتمر الوطنى ،وطبعا من الواضح أنك إذا كنت تريد الحفاظ على وحدة السودان فلابد أن يكون ذلك بدولة علمانية ديمقراطية ،وغير ممكن فى بلد متعدد الأديان أن تحفظ وحدتها على أساس دولة دينية ،ولا أحد يريد من المؤتمر الوطني الانتحار سياسيا ،لكن كان ممكنا فى إطار خلفياتهم الإسلامية أن يقدموا على بعض التعديلات التى تحاط بإجماع وطنى وتكفل لهم التراجع مع الحفاظ على ماء الوجه ،ومايعيق إصلاح المؤتمر الوطنى ثانيا هو فوبيا الانقسام لديه ،لأنك إذا أردت الإصلاح فلابد أن تختار ،ويمكن أن تخسر لتكسب ،ولكنهم إثر تجربة الإنشقاق مع الترابى أصبح عندهم فوبيا من الإنشقاق ،والآن الإصلاح لابد أن يكلف إنشقاقا فى داخل السلطة الحاكمة ،وهذا الإنشقاق له تكلفة لكن له أيضا مكسب ،وثالث معوقات إصلاح المؤتمر الوطنى أن قياداته وكوادره قد تم استيعابهم بشكل كبير جدا فى إطر الدولة ،وأغلبهم موظفين فى الدولة ومصالحهم مرتبطة بها ،ولذا فإن الصدع بالرأى المخالف أصبحت فيه تعقيدات كبيرة متعلقة بهذه المصالح ،ورابعا متعلق بطبيعة القيادة ،وأن العناصر الإصلاحية نفسها داخل النظام هى عناصر إعتادت على العمل المكتبى وصراعات المكاتب وتخشى الصراعات السياسية المكشوفة ،وطبعا أية صراعات سياسية لايمكن أن تكون داخل الغرف المغلقة وتستلزم التوجه لمجاميع واسعة ،ولكن طبيعة قيادات المؤتمر الوطنى تفضل دائما المعارك فى المكاتب المغلقة والتى دائما تنتصر فيها معادلات السلطة وليس معادلات مصالح الشعب ،وهذا يجعل العناصر الإصلاحية داخل المؤتمر الوطنى بإستمرار ضعيفة .

    -قلت معادلة تحفظ ماء الوجه ...هل هذا مازال ممكنا للحفاظ على وحدة السودان وسلامه ؟

    =نعم مازال ممكنا .

    -رغم كل التعقيدات القائمة وتوجه الجنوب للإنفصال بقوة ؟

    =نعم مازال ممكنا لو وجدوا الشجاعة المعنوية للإقرار بأن هناك أزمة فى البلد ،وأن هذه الأزمة لايمكن أن تحل ثنائيا ولا جزئيا ،ولايمكن حلها بنفس المناهج والطرائق التى أدت إلى خلق الأزمة نفسها .

    -وكيف ترى الوضع فى الجنوب ...كيف تحول أشد دعاة الوحدة إلى مطالبين بالإنفصال ؟

    =هو رد فعل طبيعى جدا للسياسات البغيضة والمقيتة بالخرطوم ،لكن هذه المشاعر الإنفصالية فى الجنوب فى رأيى مؤقتة ،لأنها ستصطدم بالطبيعة الفاشية للنظام فى الخرطوم ،وسيجدون أن إنفصال الجنوب ليس بالساطة التى يتصورها البعض منهم .
                  

11-20-2010, 08:11 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق متشائمٌ على المدى القصير ويُحدِّث عن إضطراباتٍ وخوض في الدم (Re: مؤيد شريف)

    الحواركاملا :
    لناشط والكاتب والمفكر السودانى الحاج وراق :

    السودان معرض لهزات كبيرة وإبتلاءات ...ولكن قدره أن يبقى موحدا ولايمكن تقسيمه وبعثرته بالبساطة المتوهمة

    سياسات الخرطوم البغيضة دفعت الجنوبيين والمجتمع الدولى دفعا لتفضيل خيار الإنفصال

    الحمولة الأيدولوجية الزائدة للمؤتمر الوطنى تعرقل الحفاظ على وحدة السودان

    أزمة السودان لايمكن حلها ثنائيا ولاجزئيا ولابنفس المناهج التى خلقتها

    المجتمع الدولى يرتكب جريمة بحق الشعب السودانى بتفادى الديمقراطية... وسيكتشف إستحالة حدوث إنفصال سلس

    المؤمرات الخارجية لاتنتصر إلا حينما تتهيأ لها الشروط الداخلية ..وأوضاع السودان تفتح الأبواب لتدخل كل قوى الشر



    أجرت الحوار
    أسماء الحسينى
    [email protected]

    الحاج وراق كاتب ومفكر وناشط سياسى سودانى ،له العديد من الكتابات والرؤى والمشاركات والمواقف فى الحياة السودانية فى مختلف مناحيها ،وقد أطلق مؤخرا من خارج السودان موقعا إليكترونيا بإسم "حريات"،كما فاز بجائزة من منظمة "هيومان رايتس ووتش "تمنح سنويا للإعلاميين الملاحقين فى بلدانهم ،وفى الحوار التالى يؤكد وراق أن أزمة السودان لايمكن حلها ثنائيا ولاجزئيا ولابنفس المناهج التى خلقتها ،وأن المجتمع الدولى يرتكب جريمة بحق الشعب السودانى بتفادى تعزيزالديمقراطية بالسودان وأنه سيكتشف إستحالة حدوث إنفصال سلس ،ويوضح أن المؤمرات الخارجية لاتنتصر إلا حينما تتهيأ لها الشروط الداخلية ،مشيرا إلى أن أوضاع السودان تفتح الأبواب لتدخل كل قوى الشر،ورغم أنه يرى أن السودان معرض لهزات كبيرة وإبتلاءات ،ولكنه بدا واثقا وهو يؤكد أن قدره أن يبقى موحدا وأنه لايمكن تقسيمه وبعثرته بالبساطة المتوهمة لدى بعض الأطراف السودانية والإقليمية والدولية .


    -سألته :أطلقت مع ناشطين آخرين موقعا إعلاميا إليكترونيا جديدا تحت إسم "حريات"...لماذا؟
    =شعار الموقع "تجرأ لتعرف لتتحرر "،وهو موقع يتبنى أن المعرفة نفسها تحتاج إلى شجاعة معنوية ،وهذه الشجاعة هدفها النهائى تحرر الإنسان ،والموقع مبنى على أن القضية الأساسية التى تواجه السودان الآن هى قضية الحريات العامة ،وأننا إذا أردنا ضمان وحدة السودان لابد أن نعمل مركزا جاذبا ،وأهم عنصر فى جاذبية هذا المركز هو كفالته وضمانته لحقوق الإنسان ،ورغم أن الحريات هى قيمة فى ذاتها فهى أساس فى وحدة السودان الآن ،وفى بلد غالبية أبناؤه فقراء وموارده تهدر بالفساد والتبديد يكون من غير الممكن حفظ موارد البلد وتنميتها إلا بحريات تكفل الرقابة والمساءلة للحكم ،ولذلك فإن الحريات هى أيضا أساس فى التنمية .
    -ولماذا الموقع من خارج السودان ؟
    =الموقع انطلق من حقيقة واضحة جدا ،أكدتها تجربتنا الملموسة ،وهى أن الوضع فى السودان الآن لايقبل أى إستقلالية ،لا حزبا مستقلا ولا منظمات مجتمع مدنى مستقلة ولاصحافة مستقلة ولاشخصا مستقلا ،وقد ظللنا نجرب منذ عام 2000محاولة تأسيس مجتمع مدنى مستقل أو سياسة مستقلة ،وفى النهاية اصطدمنا بالحقيقة الجوهرية ،وهى أن حكم الإنقاذ هو محاولة لإحتكار شامل مطلق لايقبل إستقلالية .
    -لكن ألا ترى فى السودان الآن صحفا مستقلة داخل السودان ؟
    =لاتوجد صحافة مستقلة فى السودان ،هناك صحفيون وكتاب مستقلون يكابدون مر المكابدة الآن ،وبتدشيننا الموقع الجديد فتحنا لهم نافذة ورئة ليتنفسوا عبرها .
    -لو سئلت عن مصدر تمويل الموقع ؟
    =هناك ديمقراطيين سودانيين فى جميع أنحاء العالم وهم حلفاء لنا ،وقد ساندونا .
    -وماذا عن الجائزة التى منحتها لك منظمة "هيومان رايتس ووتش "مؤخرا؟
    =هى جائزة تمنح سنويا للكتاب والصحفيين يتعرضون للملاحقة من أنظمتهم السياسية ،وهى فى جزء منها إعتراف معنوى بهم إضافة إلى مساعدتهم ماديا ،ولولا هذه المساعدة المادية لكان أبنائى قد تضوروا من الجوع ،ولذلك أشعر بإمتنان عالى جدا لهذه الجائزة التى تبلغ قيمتها بضع آلاف من الدولارات ،لكنها أقامت أودى .
    -هل نلت الجائزة بسبب القضية المرفوعة ضدك بسبب مقالك الأخير ؟
    =كلا ...هى تعطى للشخص على مجموعة من الممارسات التى توصل لإستنتاج أنه يتعرض لملاحقة وتضييق سياسى .
    -سبق أن أصدرت جريدة "الحرية "ثم "أجراس الحرية " ثم مشاركا أساسيا فى صحيفة "الصحافة "ومؤخرا من مؤسسى قناة "إيبونى "...هل رغم ذلك ترى تقييدا على حرية الممارسة الإعلامية داخل السودان ؟
    =بدون شك كل هذه التجارب تم تحطيمها بشكل مخطط ومنهجى ،لأنهم لايسمحون بصحافة أو إعلام مستقل .
    -رغم أن بعضها موجود ومستمر حتى الآن ،ويستدل بها على وجود حريات داخل السودان ؟
    =حتى لواستمر بعضها فإنه لايستمر بذات التوجه والرؤية التى بنى عليها عند تأسيسه .
    -لماذا خرجت من السودان ..هل خوفا من الملاحقة الجنائية والسجن ومصادرة الحرية ؟
    =أولا من ناحية تقييد الحرية ،فقد كنت مختفيا منذ عام 1989 وحتى عام 1999،فمن أجل الحفاظ على إستقرار بعض المراكز الديمقراطية فى مواجهة النظام اختفيت لمدة عشر سنوات ،والإختفاء مثل السجن ،حيث تسجن نفسك بنفسك ،وبالنسبة لشخص فقير مثلى الحياة ليست مليئة بالمباهج والرفاه والمتع التى يأسى الشخص على فقدها إذا دخل السجن ،وحقيقة لم تكن مشكلتى السجن فى حد ذاته ،وقد سجنت واعتقلت وعذبت على فترات متفاوتة فى عهد الإنقاذ ،ولكننى كنت أدرك أنهم يرغبون فى الحد من نشاطى فى فترة مصيرية فى تاريخ الشعب السودانى ومصيره ،وهى فترة ماقبل إستفتاء تقرير المصير فى جنوب السودان ،ولذلك قصدت ألا أسجن خلال هذه الفترة حتى تكون لدى فاعلية وتأثير فى الأحداث ،وهذا ما أحققه الآن عبر الصحيفة الإليكترونية .
    -هل ترى أن مثل هذه الصحيفة يمكن أن تكون مؤثرة فى الأوضاع الحالية المعقدة فى السودان ؟
    =للصحافة والإعلام تأثير فى الرأى العام ،لكنه أثر محدود ،ولكن هذا الأثر المحدود قطعا أفضل من ألا يكون لديك أى تأثير .
    -ألديك أمل أن يكون موقعك مؤثرا فى ظل عشرات أو مئات المواقع والمدونات السودانية ؟
    =المنابر الإليكترونية الديمقراطية السودانية محدودة للغاية ،وهذا فقر شديد ،ولذلك سنسد ثغرة ،وهناك حاجة شديدة لذلك ،وقد اخترنا العمل من خارج السودان ،لأننا نريد مخاطبة السودانيين فى داخل السودان وخارجه ،ولأننا لن نخضع لقيود النظام السودانى أو سقوفه لحرية التعبير .
    -وماذا بعد أن منعت السلطات السودانية بثه داخل السودان ؟
    =مازلنا نستطيع مخاطبة أكثر من 5 مليون سودانى خارج السودان فى المهاجر ،ونستطيع كذلك مخاطبة جنوب السودان لأنه غير خاضع للسيطرة الإليكترونية للخرطوم ،فضلا عن أننا نستطيع الوصول للناس فى الخرطوم بوسائل شتى ستظهر فى الوقت المناسب .
    -هل ستكون أبواب منبركم مفتوحة للجميع ؟
    =ستكون أبوابه مفتوحة للجميع ،لكل الديمقراطيين السودانيين بشتى إنتماءاتهم وتواجهاتهم ولكل داع للديمقراطية ،ومعنا أشخاص فى الداخل ومن أغلب المهاجر .
    -إنطلاق موقعكم جاء متزامنا مع إنطلاق الجبهة السودانية المعارضة العريضة فى لندن ...أولا أسألك عن علاقتك بها ؟وهل موقعكم هو منبر لها ؟
    =أنا أؤيد الجبهة العريضة المعارضة بإعتبارها عملا معارضا للنظام ،لكننى لست عضوا بها ،لأننى أصنف دورى بإعتبارى ديمقراطيا مستقلا ،ديمقراطى بمعنى أن لدى إنحياز ضد الشمولية وضد الإنقاذ ،ومساند لكل القوى المعارضة الديمقراطية ،لكننى أساندهم من موقعى الديمقراطى المستقل ،وليس من موقع الإنتماء الحزبى الضيق ،فأنا بعد تجارب كثيرة للإنتماء الحزبى أفضل الآن أن أكون فاعلا من موقع ديمقراطى مستقل ،وليس من موقع حزبى .
    -مازال البعض يتحدث عنك وكأنك أحد زعماء الحزب الشيوعى فى السودان أو كأنك زعيم حركة "حق "؟
    =أنا تركت الحزب الشيوعى منذ عام 1995 ،كما تركت حركة "حق "منذ سنوات ،ولم أعد سياسيا حزبيا ،وعندما أقول أننى ديمقراطى فهذا يعنى أننى أسعى لقيام نظام ديمقراطى تعددى فى السودان وعلاقات ديمقراطية بين قوميات وأقوام السودان وشعوبه وبديمقراطية فى العلاقات الإقتصادية والعائلة ،والآن لاتستهوينى السياسة الحزبية ،ولذلك أؤيد الجبهة العريضة لأنها ضد حكم الإنقاذ ،ولكننى أخشى عليها أنها بدلا من تركيز العداء للإنقاذ والمؤتمر الوطنى قد يركزون على التناقضات الثانوية بين القوى المعارضة ،وهذا سيكون إختيار لأولويات خاطئة يربك المعارضة ويشوشها بدلا من أن يضيف إضافة إيجابية .
    -هل تتوقع لهذه الجبهة أن تنجح فى ظل دعوتها لإسقاط النظام ؟
    =الآن الغالبية الساحقة من السودانيين يعتقد أنه سيستعيد الديمقراطية بالضغط على حكم الإنقاذ والمؤتمر الوطنى ،وقسم آخريعتقد أنه يمكن أن يستعيد الديمقراطية بالضغط على الإنقاذ بما فى ذلك الضغط العسكرى ،وقسم ثالث من السودانيين يعتقد أنه سيتعيد الديمقراطية بإسقاط الإنقاذ ،بالنسبة لى أنا بغض النظر عن التكتيك سواء التفاوض أو الضغط أو الإسقاط ،فكل هذا مطلوب ،والمهم فعلا هو إستعادة الديمقراطية ،ولهذا أنا أؤيد كل حركة أو حزب تريد إستعادة الديمقراطية ،بغض النظر عن وسائلها ،سواء بإسقاط حكم الإنقاذ أو التفاوض معه أو بالضغط العسكرى عليه .
    -هل ترى الظروف الدولية مواتية لمثل هذه الحلول العسكرية فى السودان ؟
    =الوضع الدولى يركز الآن على قضية الإستفتاء وجنوب السودان ويجعلها أسبقية قصوى ،وربما لايريد تأييد أى أولويات أخرى ،وهم يحاولون تفادى الديمقراطية فى السودان ،ويعتبرون أن الأفضل هو التركيز على الإستفتاء وحل سلمى لقضية دارفور ،والحلول المطروحة لقضية دارفور بدون محاسبة غير مقبولة ،بعد الإبادة الجماعية التى تمت بالإقليم والضحايا الذين سقطوا وهم فى أقل تقدير أكثر من 50 ألف ضحية و20 %من سكان السودان أصبحوا فى معسكرات النزوح واللجوء ،أى أن التكلفة كانت باهظة جدا ،فهل تتم بعد كل ذلك تسوية لقضية دارفور بحيث تجرى الأوضاع كما كانت فى السابق ،أم أن الكارثة الإنسانية التى حدثت فى دارفور تستحق فى أقل تقدير أن نضمن عدم تكرار ماحدث ،بضمان إحترام حقوق الإنسان وبعمل تغييرات هيكلية دستورية ومؤسسية تضمن ألا يتكرر ماجرى ،ولذلك أعتقد أن تركيز المجتمع الدولى على دفن ماجرى فى دارفور بدون تبصر ولاهدى ولانور ،سيجعل مما حدث فى دارفور يتكرر فى مناطق أخرى بالسودان إن لم يتكرر فى دارفور نفسها ،إذن اقل مايجب عمله للوفاء لضحايا المجزرة فى دارفور أن نضمن إحترام حقوق الإنسان فى السودان .
    -هناك حديث جرى فى الغرب يراجع عدد الضحايا فى دارفور وأنه لايصل لمئات الآلاف ....هل ماحدث بالفعل كان إبادة ؟
    =نحن نتحدث الآن بعد قبول المحكمة الجنائية بتهمة الإبادة ،ولذلك فإن النقاش الآن ليس نظريا بل هو نقاش قانونى ،بعد أن تم قبول تهمة الإبادة بما يعنى حدوثها فى دارفور ،والدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وزير الخارجية السودانى سابقا ومستشار الرئيس حاليا قال فى تصريح رسمى إن عدد القتلى فى دارفور خمسة آلاف قتيل ،والرئيس عمر البشير قال إن القتلى فى الإقليم عشرة آلاف فقط ،ولوكان القتلى خمسة آلاف فهم أكثر من قتلى إجتياح إسرائيل لغزة ،وتجدر الإشارة هنا إلى تقرير الجامعة العربية الذى وثق للجرائم فى دارفور قبل أن يوضع فى الأدراج ،وأيضا إلى تقرير اللجنة التى شكلتها الحكومة السودانية نفسها برئاسة دفع الله الحاج يوسف ،وحينما تقر الحكومة السودانية نفسها أن أبناء دارفور الموجودين فى معسكرات اللجوء والنزوح هم 2 مليون و600 ألف دارفورى فيمكن تصور حجم الكارثة التى جرت فى دارفور بحجم النازحين ،أى رعب قاد 2 مليون و600 ألف سودانى أن يغادروا قراهم ليذهبوا إلى معسكرات النزوح واللجوء,
    -الحكومة السودانية تقول مامصلحتى فى كل ماحدث بدارفور ،وفى العالم العربى كله هناك إحساس بأن هناك أيدى خفية تحرك مايجرى فى السودان كله وخاصة مايجرى فى دارفور ،والذى تزامن مع ظهور البترول ومحاولة تقسيم السودان ..كيف ترى ذلك ؟
    =بشكل عام إذا إعتبرنا أن فى دارفور بترول فإنه يتطلب إستقرارا سياسيا لإستخراجه وتصديره ،ولايتطلب إثارة نزاعات ،والبترول السودانى الذى اكتشف فى الجنوب ترفض الولايات المتحدة الإستثمار فيه رغم الإلحاح الشديد من قبل الحكومة السودانية ،وطبعا هذا لايلغى أن هناك مؤمرات ...لكن السؤال الذى لايطرح فى العالم العربى والإسلامى هو لماذا فى أوقات محددة تنتصر المؤمرات الخارجية ،وفى أوقات أخرى تفشل ،وهذا يعنى أن المؤمرات الخارجية تنتصر حينما تتهيأ الشروط الداخلية لإنتصارها ،وتفشل حينما لاتتحقق لها الشروط الداخلية ،ومعنى ذلك أن شروطا وأوضاعا داخلية هى التى تجعل البلد قابلا للتآمر ،ومرات كثيرة يضخم البعض من حجم المؤمرات الخارجية ،وآخرون يهونون من حجمها وتأثيرها ،وأنا شخصيا أعتقد أن العامل الحاسم هو الأوضاع الداخلية ،وهذا لايلغى أن هناك تدخلات خارجية ،لكننا يجب أن نحسن أوضاعنا الداخلية حتى لايضر بنا التآمر الخارجى ،لكن الأوضاع الداخلية فى السودان هى أوضاع داعية لكل التدخلات ،ولكل قوى الشر لكى تضر بالشعب السودانى .
    -هل من بين هذه القوى إسرائيل ؟
    =مؤكد .
    -هل كانت موجودة وراء قضية دارفور وستكون موجودة فى الجنوب مستقبلا وحاليا ؟
    =إذا حسبنا بحسابات مصالح إسرائيل ،فربما يكون من مصلحتها تقسيم السودان ،وكثير من التحليلات تقود إلى هذا الإستنتاج ،وبشكل عام تريد إسرائيل تقسيم المنطقة ككل إلى وحدات صغيرة حتى تكون مسيطرة وقوة أكثر فاعلية ،ولكن فى الحقيقة أنك لاتقسم فقط لأن هناك قوة إقليمية ترغب فى تقسيمك ،والحقيقة أن السودان سيتم تقسيمه بسبب رئيسى وحاسم وهو سوء إدارة التنوع فى السودان ،وهذا الأمر مسئولة عنه بالأساس السلطة الحاكمة الآن فى الخرطوم لأنها خلقت أوضاعا منفرة حتى للشماليين العرب والمسلمين ،وكثير من الشماليين صوتوا ضد هذه الأوضاع بأرجلهم وخرجوا من السودان إحتجاجا على هذه الأوضاع ،فمابالك بشخص غير شمالى وغير عربى وغير مسلم ،أما فيما يتعلق بدارفور فإن إسرائيل لم تكن طرفا فى المشكلة حقيقة ،ولكن بعد إنفجار قضية دارفور فإن إسرائيل لتقديرات خاصة بها إنحازت لها ،لأنه لأول مرة كان الضحايا فى دارفور هم أفارقة والمعتدون من قبائل عربية ،وأصبح لإسرائيل مصلحة فى أن تنحاز وتظهر ماجرى فى دارفور ،وبالنسبة للضحايا فى دارفور هل يمكن أن نجرمهم لأن إسرائيل وقفت معهم ،وللأمانة أقول أن هذا الموضوع لايستدعى تجريم أهل دارفور ،بل يستدعى إدانة الدول العربية والرأى العام العربى والإسلامى الذى لم يتعاطف مع قضيتهم ،ومن الأشياء المؤسفة التى فوجئت بها خلال حضورى لإجتماع لجنة حقوق الإنسان بجنيف أن ممثل الحكومة الإيرانية دافع عن الحكومة السودانية فيما يتعلق بمأساة دارفور ،وأيدت جميع الدول العربية الخرطوم أو وقفت متفرجة على الحياد ،وفى المقابل كانت إسرائيل الدولة الأكثر صراحة فى إدانة ماجرى ،وأنا أستغرب :ألا يتساءل الرأى العام العربى لماذا ضحايا دارفور هم أكثر من الضحايا الفلسطينيين منذ إندلاع الصراع العربى الإسرائيلى ...ألم يفكروا أن هذه القضية تستحق التضامن والتعاطف معها ....هذا شىء غريب بحق ،وهذا الأمر يستدعى الكثير من المراجعات بالنسبة لى شخصيا ...فما بالك بضحايا دارفور ،وهذه المسألة بصراحة يجب أن تستصرخ الرأى العام المصرى والعربى لضرورة الإهتمام باللاجئين من دارفور الموجودين فى مصر ،ومصر بقدرتها على التأثير يمكن أن تحرك الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى والأمم المتحدة ،بحيث يقدموا إعانات للاجئين الموجودين فى مصر من الجنوب ودارفور الموجودين فى مصر ،لأنه عار علينا جميعا كعرب ومسلمين أن يستمر ذهاب السودانيين إلى إسرائيل .
    -وكيف ترى الوضع الحالى فى السودان على ضوء حق تقرير المصير المرتقب بعد أسابيع قليلة ؟
    =على المدى القصير والمتوسط أرى السودان ذاهبا إلى الحرب ،وأعنى بالمدى القصير يناير ،والمدى المتوسط العام القادم كله ،أرجح أن تذهب البلد لحرب ،وأعتقد أن واحدة من الأخطاء الكبرى التى يرتكبها المجتمع الدولى تجاه الشعب السودانى هو محاولة تفادى الديمقراطية متصورا أن هناك إمكانية لإنفصال سلس أو سلمى ،ولن يكون ذلك فى إعتقادى ممكنا ،وستكتشف كثير من الدوائر الدولية أن السودان ليس تشيكوسوفاكيا وأن الحدود فيه سترسم بالدم ،وحتى إذا حدث غير مانتوقع وتم إنفصال سلس فإن تجربة يوغوسلافيا وصربيا والبوسنة تؤكد وفقا لدراسات وأبحاث علمية أنه إذا قسم بلد فإن كل جزء منه سيسعى لتأكيد هويته ،لذلك حتى إذا حدث إنفصال سلمى فإن الشمال سيسعى لتأكيد هويته أكثر ،ولذلك سيكون هناك نظام حكم بالشمال أكثر تطرفا من التطرف القائم الآن فى الخرطوم ،وذلك سيقود إلى طالبان أخرى ،ولن يقود كما يتصور البعض إلى شمال يريد أن يتوحد مع مصر كما ترى بعض التصورات الساذجة ،بل سيكون شمالا معاديا لمصر وأكثر تطرفا ضدها ،لأنه سيسعى حينذاك إلى تأكيد هوية أصولية موجودة أصلا ،وكانت من الأسباب التى تحول دون مزيد من تطرفه وتطابقه مع مشروعه الأصلى وجود سودانيين آخرين غير مسلمين وغير عرب ،وحينما نخرج منه هؤلاء سيصبح نظاما يطيح فى كامل المنطقة ،على عكس من يرى أنه سيكون أكثر إقترابا من مصر ،وهذا النظام سيهدد وقتها الإستقرار والأمن الإقليمى ،وسيستخدم ورقة المسلمين فى جنوب السودان والمسلمين فى إثيوبيا ،ويهدد أمن وإستقرار مصر وأريتريا وإثيوبيا وأوغندا وكينيا وتشاد .
    -تركز على قضية الديمقراطية فى السودان ؟
    =نعم وغياب الديمقراطية فى السودان سيكلف المجتمع الدولى طالبان أخرى فى قلب أفريقيا ،بكل تداعيات ذلك على مجمل الأوضاع فى أفريقيا ،ولذلك فإن الديمقراطية الآن ليست مصلحة للشعب السودانى فقط ،بل مصلحة لإستقرار قلب أفريقيا ،ولذا فإن هذه التصورات الدولية الساذجة ستؤدى إلى حدوث إنفصال وعدم إستقرار ورعاية للإرهاب ،وكل الأشباح التى يخشى المجتمع الدولى منها ستأتى بها كل محاولات تفادى الديمقراطية فى السودان ،فهم يريدون للشمال أن يظل كما هو بعد أن يتم فصل الجنوب منه وهذا لن يحدث،وهذا الموضوع ستكون له آثار خطيرة جدا ،والآن يجب أن تنصت الآذان فى المجتمع الدولى جيدا بعد حديث وزير الإعلام السودانى كمال عبيد عن عدم أحقية الجنوبيين فى الشمال لأى شىء حتى الحقنة ،والذى هو مقدمة للتطهير العرقى فى السودان .
    -كيف تقيم سياسات المؤتمر الوطنى ...وماالذى يعوزه لإخراج البلد من المأزق الراهن ؟
    =أتصور أن لدى المؤتمر الوطنى معيقات للإصلاح ،أولها الحمولة الأيدولوجية الزائدة ،والآن من يتأمل الأوضاع فى السودان يراه يتجه إلى الغرق نتيجة الحمولة الأيدولوجية الزائدة للمؤتمر الوطنى ،وطبعا من الواضح أنك إذا كنت تريد الحفاظ على وحدة السودان فلابد أن يكون ذلك بدولة علمانية ديمقراطية ،وغير ممكن فى بلد متعدد الأديان أن تحفظ وحدتها على أساس دولة دينية ،ولا أحد يريد من المؤتمر الوطنى الإنتحار سياسيا ،لكن كان ممكنا فى إطار خلفياتهم الإسلامية أن يقدموا على بعض التعديلات التى تحاط بإجماع وطنى وتكفل لهم التراجع مع الحفاظ على ماء الوجه ،ومايعيق إصلاح المؤتمر الوطنى ثانيا هو فوبيا الإنقسام لديه ،لأنك إذا أردت الإصلاح فلابد أن تختار ،ويمكن أن تخسر لتكسب ،ولكنهم إثر تجربة الإنشقاق مع الترابى أصبح عندهم فوبيا من الإنشقاق ،والآن الإصلاح لابد أن يكلف إنشقاقا فى داخل السلطة الحاكمة ،وهذا الإنشقاق له تكلفة لكن له أيضا مكسب ،وثالث معوقات إصلاح المؤتمر الوطنى أن قياداته وكوادره قد تم إستيعابهم بشكل كبير جدا فى إطر الدولة ،وأغلبهم موظفين فى الدولة ومصالحهم مرتبطة بها ،ولذا فإن الصدع بالرأى المخالف أصبحت فيه تعقيدات كبيرة متعلقة بهذه المصالح ،ورابعا متعلق بطبيعة القيادة ،وأن العناصر الإصلاحية نفسها داخل النظام هى عناصر إعتادت على العمل المكتبى وصراعات المكاتب وتخشى الصراعات السياسية المكشوفة ،وطبعا أية صراعات سياسية لايمكن أن تكون داخل الغرف المغلقة وتستلزم التوجه لمجاميع واسعة ،ولكن طبيعة قيادات المؤتمر الوطنى تفضل دائما المعارك فى المكاتب المغلقة والتى دائما تنتصر فيها معادلات السلطة وليس معادلات مصالح الشعب ،وهذا يجعل العناصر الإصلاحية داخل المؤتمر الوطنى بإستمرار ضعيفة .
    -قلت معادلة تحفظ ماء الوجه ...هل هذا مازال ممكنا للحفاظ على وحدة السودان وسلامه ؟
    =نعم مازال ممكنا .
    -رغم كل التعقيدات القائمة وتوجه الجنوب للإنفصال بقوة ؟
    =نعم مازال ممكنا لو وجدوا الشجاعة المعنوية للإقرار بأن هناك أزمة فى البلد ،وأن هذه الأزمة لايمكن أن تحل ثنائيا ولا جزئيا ،ولايمكن حلها بنفس المناهج والطرائق التى أدت إلى خلق الأزمة نفسها .
    -هل ترى قضية المحكمة الجنائية الدولية جزء من تعقيد الأزمة فى السودان ؟
    =بالعكس تماما أرى المحكمة الجنائية هى تطور إنسانى وأخلاقى هام وبالغ ،وأنها أحد المطالب الضرورية للشعوب الأفريقية ،وفى رأيى أن واحدة من أهم عناصر الإصلاح هى التخلص من الرئيس البشير ،الذى أصبح عبئا على حزبه المؤتمر الوطنى وعبئا على الوطن ،وقد أضافت المحكمة الجنائية مسببات إضافية للتخلص من هذا العبء ،ولو أن هناك عناصر إصلاحية حقا فى المؤتمر الوطنى لايمكن أن تتعامل مع ماجرى فى دارفور كنزهة أو كشأن ######## ،وما جرى فى دارفور يتطلب تكلفة ،وأن يتحمل رأس النظام المسئولية الأخلاقية والمعنوية حتى لولم يتحمل المسئولية القانونية ،حتى إذا لم يحاكم يجب أن يتنحى ،أى فى إطار صفقة يمكن أن يتحمل المسئولية الأخلاقية والمعنوية وأن يتم إستخدام المادة 16 التى تنص على تأجيل المحاكمة .
    -وكيف ترى الوضع فى الجنوب ...كيف تحول أشد دعاة الوحدة إلى مطالبين بالإنفصال ؟
    =هو رد فعل طبيعى جدا للسياسات البغيضة والمقيتة بالخرطوم ،لكن هذه المشاعر الإنفصالية فى الجنوب فى رأيى مؤقتة ،لأنها ستصطدم بالطبيعة الفاشية للنظام فى الخرطوم ،وسيجدون أن إنفصال الجنوب ليس بالساطة التى يتصورها البعض منهم .
    -تقصد أن المؤتمر الوطنى سيعمل على عرقلة الإستفتاء ؟
    =مؤكد تماما ...فى النهاية المؤتمر الوطنى فى الخرطوم لن يستطيع إجراء إستفتاء فى الجنوب إلا تحت سلطة تابعة له ،ولذلك فإما أن يلغى الإستفتاء أو ينظم إنقلابا على سلطة الحركة الشعبية فى الجنوب ويأتى بسلطة تابعة له يجرى تحتها الإستفتاء ،ومن أجل هذا إما أن يعمل على تخريب الأوضاع أمنيا بحيث لاتسمح بالإستفتاء ،أو يتنصل بشكل واضح من الإستفتاء ،أو يطالب بتأجيله إلى أن يخرب الأوضاع فى الجنوب .
    -الرئيس الأمريكى أوباما قال إن تأجيل الإستفتاء سيؤدى إلى ملايين القتلى ؟
    =أعتقد أن أية محاولة لتفادى الإصلاح الديمقراطى فى الخرطوم ستؤدى إلى ملايين القتلى فى السودان ،والموضوع ليس فقط الإستفتاء أو الإنفصال .
    -تطالب بالإصلاح الديمقراطى فى الخرطوم ...هل يمكن إقناع الجنوبيين به الآن ،وقد أصبحوا تواقين على مايبدو لمغادرة هذا السودان الموحد ؟
    =الحقيقة أن غالبية الجنوبيين يفهمون دواعى الإرتباط بين الشمال والجنوب ،وأبسط الأشياء هى أن البترول جنوبى ووسائل تصديره شمالية ،والإستقرار متبادل بين الشطرين والمصالح الإقتصادية وغيرها ،وأعتقد أن الجنوبيين دفعوا دفعا لتبنى الإنفصال ،وكذلك المجتمع الدولى دفع دفعا لتبنى هذا الخيار .
    -كيف ؟
    =إذا وجدت سلطة فى الخرطوم ليس لديها الحد الأدنى من المرونة السياسية أو الفكرية لعمل الإصلاحات المطلوبة ،يتبقى الخيار الوحيد المطروح لك هو الإنفصال ،لذلك دفع الجنوبيين دفعا للإنفصال رغم أن مصلحتهم ليست فى الإنفصال ،وسرعان ماسيكتشفون عاجلا أم آجلا أن معركتهم ليست وحدهم مع السلطة فى الخرطوم والمؤتمر الوطنى ،وأن هذه معركة يشاركهم فيها أبناء دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق والديمقراطيون فى الشمال ،وسرعان ماسيعيد الجنوبيون أطروحة الراحل الدكتور جون قرنق نفسها السودان الجديد الذى يسع السودانيين كلهم ،ولذلك أعتقد أن هناك مصالح جوهرية تربط أجزاء السودان مع بعضه البعض ،وأظن أن مشاعر الإنفصال هذه مؤقتة وستنقشع بمجرد إكتشاف الطبيعة الفاشية فى المؤتمر الوطنى وإختبارها .
    -وكيف تتوقع مآلات الأمور ؟
    =أنا متشائم على المدى القصير ،وستحدث إضطرابات فى السودان ونخوض فى الدم وسنتشتت فى الملاجىء والشتات ،ولكننى متفائل على المدى الطويل أن السودان لن يتبعثر ،وعاجلا أم آحلا ستنهض من هذا الركام قوى جديدة بديلة تتضافر مع قوى واسعة جدا من السودانيين ،وستوحد السودان الذى قدره أن يبقى موحدا ،وهذه المسألة سيكتشفها أناس كثيرون جدا لكن عبر الخيبات والهزائم والإنكسارات ،لكنهك سيكتشفون الحقيقة الجوهرية هى أن السودانيين مرتبطين ببعضهم البعض ،وأنه لايمكن أن تفصلهم بالبساطة المتوهمة .
    -رغم كل الحديث عن الإختلافات والمشاعر السلبية ؟
    =نعم رغم كل ذلك ،لأن المصالح تربط بين السودانيين ،ويمكن أن يبنى سودان يسع السودانيين كلهم ،ورغم كل ذلك فستأتى لحظة يكتشف السودانيون مصالحهم الجوهرية .
    -قابلت الرئيس البشير مرة قبل سنوات فى إطار محاولات الوفاق الوطنى ...ماذا قلت له يومها ولماذا أخفقت محاولات الوفاق ؟
    =قابلته يومها لدعوته لإجتماع القوى السياسية السودانية مع الحكومة للوصول إلى إجماع وطنى ،وقد باءت هذه المحاولة بالفشل الذريع ،لأن النظام ليس لديه أى إستعداد لتقديم أى تنازلات ،حتى لو تنازلات ########ة ،وهو مصر على إحتكار السلطة إحتكارا مطلقا ،وفى ذلك الوقت أنا قلت للرئيس البشير أنت ضابط مظلات ،وضابط المظلات يخترق خلف خطوط العدو ،والبلد الآن تحتاج إلى أى إختراق سياسى .
    -ماذا قال الرئيس ؟
    =قال لى إن شاء الله ..إن شاء الله ،وحتى هذه اللحظة لم يحدث أى إختراق سياسى أساسى ،حتى إتفاقية نيفاشا للسلام التى عبرت عن إختراق سياسى حقيقى تم الإلتفاف عليها وإغراقها فى المؤمرات الصغيرة والدسائس والمكائد ،وأحيطت بأجواء من التعبئة ونفسية الحرب والحرب النفسية ،مما أضاع كل مكتسباتها ،والآن البشير غير مؤهل لقيادة المرحلة الجديدة ،والمطلوب الآن أن يتنحى ،وأن تبحث البلد عن برنامج للإجماع الوطنى يلبى مصالح جميع اقوام السودان فى الجنوب ودارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وإلى آخره ،ويخفف غائلة الفقر فى البلد ويكفل إحترام حقوق الإنسان ،وبرنامج الإجماع الوطنى هذا يتطلب حكومة إجماع وطنى تتطلب بدورها رئيسا تجمع عليه جميع القوى السياسية ،والأفضل أن يأتى هذا الرئيس من الأقوام المهمشة ،خاصة من جنوب السودان ،أو أى رئيس آخر مجمع عليه ،وهذا هو المخرج ،وإذا لم يصل إليه الناس سلما سيصلون إليه بالهزات والكوارث ،وحربا أم سلما تشق الضرورات التاريخية طريقها

    نقلا عن سودانيزاونلاين:
    http://www.sudaneseonline.com/ar4/publish/article_2247.shtml


    التعديل:
    لنقل الحوار كاملا من مصدر جديد بعد أن نُبهت للإختصارات الواردة عن المصدر الاول..

    (عدل بواسطة مؤيد شريف on 11-21-2010, 12:32 PM)

                  

11-20-2010, 08:59 PM

عوض محمد احمد

تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 5566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق متشائمٌ على المدى القصير ويُحدِّث عن إضطراباتٍ وخوض في الدم (Re: مؤيد شريف)

    كلام من دهب
    فقط اخشى انه قد انزل للمكان الخطا, حيث يبدو ان امزجة قراء المنبر قد تغيرت, و تغيرت كثيرا
                  

11-20-2010, 09:03 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق متشائمٌ على المدى القصير ويُحدِّث عن إضطراباتٍ وخوض في الدم (Re: عوض محمد احمد)

    *
                  

11-20-2010, 10:48 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق متشائمٌ على المدى القصير ويُحدِّث عن إضطراباتٍ وخوض في الدم (Re: حمور زيادة)

    فوق
                  

11-21-2010, 00:57 AM

حسن حماد محمد
<aحسن حماد محمد
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 3451

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق متشائمٌ على المدى القصير ويُحدِّث عن إضطراباتٍ وخوض في الدم (Re: مؤيد شريف)

    الأخ مؤيد سلامات

    Quote: أنا متشائم على المدى القصير ،وستحدث إضطرابات فى السودان ونخوض فى الدم وسنتشتت فى الملاجىء والشتات


    ستحدث !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

    آلاف البشر فقدوا حياتهم فى دارفور وما زالوا كل يوم

    ملايين من السودانيين خارج الوطن منذ عشرات السنين ولا أمل فى العودة

    موت ومرض وجهل فى كل أصقاع السودان

    وبرضو تقولى ستحدث ، ستحدث ، ستحدث

    والله السودانيين منتظرين القيامة تقوم ويشوفوا موقعهم من الاعراب شنو

    لكن لا حياة ولا حتى أمل فى حياة كريمة فى أى موقع من السودان

    والكثيرون يتحدثون عن السودان وكأنما السودان هو الخرطوم

    وحتى الخرطوم يقتلها الفقر والجهل والمرض والعطش وجيوش من العطالة

    والمرتشين والحرامية حتى أصبح الواحد لا يثق حتى فى أخوه المن دمو

    اضطرابات كميات والآن ولا حياة لمن تنادى

    الوطن يتمزق ولا حياة لمن تنادى

    الحديث الآن ليس عن الجنوب فهذا دولة قائمة بذاتها ومنذ سنوات

    ولكن بدأ الحديث عالياً الآن عن جبال النوبة والنيل الأزرق وجنوب كردفان وهذا هو الجنوب الآن ولديه قضية مع المركز

    ويملك قانوناً حق الاختيار فى أى اتجاه يسير (ولتقرأوا اتفاقية نيفاشا جيداً)

    وحتماً سيسعى للانفصال وسوف يجد دعم من الدولة التى تجاور السودان من ناحية حدوده الجنوبية

    لقد اثبتت شعوب الهامش بأنها على درجة عالية من الذكاء وتعلمت كيف تدير المعركة

    والبركة فيك يا دانفورث الفضل يرجع ليك يا الخدر عينيك
                  

11-21-2010, 08:47 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20364

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق متشائمٌ على المدى القصير ويُحدِّث عن إضطراباتٍ وخوض في الدم (Re: حسن حماد محمد)

    ان تشائم الاستاذ وراق على المدى ..القصير, فليظل كذلك فيما يخص المدى البعيد
    دوران العجله لا يفضى الا للتسارع
                  

11-21-2010, 12:45 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق متشائمٌ على المدى القصير ويُحدِّث عن إضطراباتٍ وخوض في الدم (Re: محمد حيدر المشرف)

    ::::::::::::::::::::::::::::
    هل ترى قضية المحكمة الجنائية الدولية جزء من تعقيد الأزمة فى السودان ؟
    =بالعكس تماما أرى المحكمة الجنائية هى تطور إنسانى وأخلاقى هام وبالغ ،وأنها أحد المطالب الضرورية للشعوب الأفريقية ،وفى رأيى أن واحدة من أهم عناصر الإصلاح هى التخلص من الرئيس البشير ،الذى أصبح عبئا على حزبه المؤتمر الوطنى وعبئا على الوطن ،وقد أضافت المحكمة الجنائية مسببات إضافية للتخلص من هذا العبء ،ولو أن هناك عناصر إصلاحية حقا فى المؤتمر الوطنى لايمكن أن تتعامل مع ماجرى فى دارفور كنزهة أو كشأن ######## ،وما جرى فى دارفور يتطلب تكلفة ،وأن يتحمل رأس النظام المسئولية الأخلاقية والمعنوية حتى لولم يتحمل المسئولية القانونية ،حتى إذا لم يحاكم يجب أن يتنحى ،أى فى إطار صفقة يمكن أن يتحمل المسئولية الأخلاقية والمعنوية وأن يتم إستخدام المادة 16 التى تنص على تأجيل المحاكمة .
    ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

    هذا قول ما توقعت أن يُصدّره وراق يوما !!
    ليس من خصوص الديمقراطيين أو كل معارض البحث في مخارج ممكنة لنظام او لرأس نظام نُجمع كلنا على مسؤولياته القانونية \ الجنائية عن سنوات الدم في السودان !!
    فما الذي أراد وراق قوله إستبطانا؟
                  

11-21-2010, 01:12 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق متشائمٌ على المدى القصير ويُحدِّث عن إضطراباتٍ وخوض في الدم (Re: مؤيد شريف)

    :::::::::::::::::::::::::::
    -الرئيس الأمريكى أوباما قال إن تأجيل الإستفتاء سيؤدى إلى ملايين القتلى ؟
    =أعتقد أن أية محاولة لتفادى الإصلاح الديمقراطى فى الخرطوم ستؤدى إلى ملايين القتلى فى السودان ،والموضوع ليس فقط الإستفتاء أو الإنفصال .
    :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
    أما هذه فقراءة سليمة ومضبوطة
    والإصلاح السياسي لم يعد يعني الدخول في تفاوضات جديدة وتساومات أخرى مع النظام تُطيل من أمد تحكمه في الأمور وتُضيف شرعية زائفة تعوزه..
    إنما يبدأ الإصلاح يوم نُجمع على ضرورة إزالة النظام عاجلا ودون تردد...
    هذه هي البداية للإصلاح المفهومة الان لدى قطاعات واسعة متسعة من الوطنيين ...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de