الناظر علي نمر آخر عمـالقة الإدارة الأهلية بالسودان ـــ بقلم البخيت النعيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 12:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-09-2010, 03:04 PM

wagdi salih
<awagdi salih
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 161

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الناظر علي نمر آخر عمـالقة الإدارة الأهلية بالسودان ـــ بقلم البخيت النعيم

    رحيـــل آخر عمـالقة الإدارة الأهلية بالسودان الناظر علي نمر علي الجله
    بقلم: البخيت النعيم عمر
    توطئة:
    فقدت الأمة العربية والأفريقية والسودان أحد مرجعيات النظام الأهلي والأعراف وأحد جيل الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار حتى جلائه ويسجل التاريخ له أنه من دعاة الحرية والديمقراطية وهو مهدوي الفكرة وقومي الرؤية تجاه قضايا الأمة العربية والأفريقية فبرحيله فجعت كردفان ومناطق التمازج والتماس ولف الحزن ديار المسيرية وتنادى الأهالي من كل فج من ربوع السودان ومن قطر والسعودية وتنادى رأس الدولة عمر البشير والوزراء والولاه ورموز القوى السياسية والإدارات الأهلية وأهل المتصوفة لكي يودعوا الزعيم التاريخي علي نمر في منطقة الأزهري بالخرطوم وبمطار الخرطوم فصلوا عليه ويتقدمهم الإمام أحمد المهدي حفيد الإمام محمد أحمد المهدي ثم حملت الطائرة العسكرية الخاصة جسمانه الطاهر وبداخلها أفراد من أسرته وعشيرته على رأسها الفريق مهدي بابو ومهندس حسن علي ومكي والدرديري وكامل بابو ومحمد الدرديري وجمال نمر واللواء فضل الله برمة وعبد الرسول النور وآخرون حيث نزلت الطائرة بمطار أم الديار المجلد وهي عاصمة المسيرية ومركز النظارة والريادة حيث استقبلت جماهير الولاية والقطاع الغربي وحشود ووفود من ديار حمر والرزيقات ودينكا نقوك الزعيم الفارس الذي ترجل علي نمر كان المشهد غير مسبوقاً موكب التشييع من المطار إلى حي النظار ومن ثم تحرك الموكب المهيب الحزين تتخلله صلوات وتراتيل وكلمات وأشعار عنه وصوت النحاس الذي يضربه علي الغالي ومجموعته والذي يعلن الفجيعة والمصاب الجلل تحرك الموكب صوب مقابر المدينة لكي تودع الجماهير قائدها وملهمها العبقري الناظر علي نمر ليرقد بجوار أخيه المرحوم الناظر بابو نمر وجده علي الجلة ويخاطبها كل من الفريق مهدي بابو وعبد الرسول النور والصادق بابو.

    من هو علي نمر؟
    الناظر علي نمر هو سليل عائلة جذورها ضاربة في التاريخ والعروبة والثورة والوطنية فهو حفيد الأمير علي الجلة قائد الثورة المهدية وأحد أبطالها الذين كانوا مع الخليفة عبد الله التعايشي في أم درمان وغيرها وبعد ذلك عاد مع عشيرته وأهله المسيرية لكي يستقر في المجلد ويبني مجده ويكون أحد نظار القبيلة ثم تولى ابنه نمر علي الجلة النظارة ثم بابو نمر ناظر عموم المسيرية والذي ولد عام 1910م وتقلد النظارة عام 1925م والذي كان يسمونه حكيم العرب لرجاحة عقله ورأيه وكان خبيراً بأنساب القبائل والهجرات العربية للسودان خاصة قبائل جهينة.
    ومعروف عنه هو الذي وحد المسيرية الحمر والزرق عام 1943م وكان عضواً في المجلس الاستشاري في شمال السودان وعضو الجمعية التشريعية وعمل من أجل توحيد الصف الوطني في مؤتمر جوبا 1947م ووقف ضد المشروع الانفصالي لجنوب السودان والذي كانت تقوده الحكومة البريطانية.
    توفي الناظر بابو نمر عام 1982م حيث أجمعت قبيلة المسيرية وبايعت الناظر علي نمر لكي يكون ناظر عموم المسيرية الحمر ولد الناظر علي نمر عام 1922م بالمجلد واستلم ناظر عموم قبائل المسيرية الحمر عام 1937م وقد كان بينه وأخيه بابو نمر علاقة تكاملية ومضرب مثل للأخوة والمحنة وقد تميز الناظر علي نمر بقوة الشخصية والشجاعة والكرم الحاتمي والذي يعتبر من أهم صفاته كانت أبواب داره مفتوحة لكل أهل البادية والدستوريين والزوار.
    كان يجسد الاستقلالية في كل مفردات حياته الإدارية والقضائية والاجتماعية والسياسية كان يجد الأهالي فيه الأمل والرؤية والأصالة والجسارة وقد تعلمنا من جيله عزة النفس والكرامة وقوة الشكيمة والمروءة.
    قدم الناظر علي نمر تضحيات كبيرة من أجل الوطن وأهله فقد منح الجميع وقته وجهده وفكره الإداري والإرشادي والدعوي وداعماً للفقراء وأهل البادية على مدى عقود مضت من الزمان. كما عرف بالصلابة والوضوح والنزاهة في التعامل مع الشأن العام امتلك قلوب الأهالي بتواضعه وكرمه وصدقه ولأنه عزيز قوم وأصيلاً ظل يوزع ثروته للفقراء والمحتاجين ولم يكن بناء القصور هماً له فكان أول من يضحي وآخر من يستفيد. للناظر علي نمر دوراً وطنياً عندما كان عضواً في البرلمان المركزي في ستينات القرن الماضي وكان مع الوحدة الوطنية والحل السلمي لقضية الجنوب والحل العادل لمسألة أبيي وهو أكثر من يعرف تاريخها ومشيخياتها وظل رافضاً تدويل مسألة أبيي وإدخالها في المحاكم الدولية خاصة محكمة لاهاي والتي أفضت بحل سياسي جائر بعيداً عن واقع الأرض والتاريخ والقانون كما هو من دعاة الوحدة الوطنية وضد سياسة التفتيت والتقسيم التي تهدد بلادنا.
    كما معروف عنه أنه رجل فارس ورجل حرب وثبات وليس محايداً في قول الحق والحقيقة خاصة فيما يتعلق بحقوق ومصالح ديار المسيرية وكثيراً ما يقول أن صراعنا حول الأرض وبحر العرب هو صراع وجود مرتبط ببقائنا ومصيرنا كما كان رجل فروسية ويمتلك أجمل وأغلى الخيول بل هو من جدد نسلها في ديار المسيرية حيث كان يهتم أيضاً بسباق الخيل. كما كان صياداً ماهراً للحيوانات البرية خاصة الأفيال والظراف والنمور وقد تغنت عن شجاعته الحكامات والهدايين من شعراء البادية.
    العهد الذهبي للإدارة الأهلية في زمن الناظر علي نمر
    للإدارة الأهلية عهد ذهبي كانت لها سلطاتها القضائية والإدارية والاجتماعية وكان ظلها الإداري وأثرها الاجتماعي والنفسي عميقاً وكان من أهم رموزها الناظر بابو نمر وعلي نمر والناظر دينج مجوك والناظر أبو سن والناظر مادبو والناظر علي التوم والناظر منعم مصور والناظر الدرديري نمر والناظر عز الدين والناظر علي الغالي والعمدة النعيم عمر والعمدة حرقاص مريدة والعمدة حماد عبد الجليل والعمدة الدوريك بخت والعمدة حماد غلو وغير هذا على سبيل المثال لا الحصر.
    كانت الإدارة الأهلية تمثل قيماً ونمطاً للحياة والعدالة وموروثاً إيجابياً يمكن أن تبنى عليها الإدارات المدنية وتستوعبها ضمن منظومتها الإدارية والاجتماعية من أجل استقرار المجتمعات المحلية وقد ساهمت الإدارة الأهلية في تنظيم المشروعات الزراعية وفض النزاعات المتعلقة بالأراضي وتنظيم عملية حركة الرعاة ومساراتهم وحققت التعايش والسلم الاجتماعي والتآخي القبلي.
    ظلت الإدارة الأهلية في زمن الناظر علي نمر لها هيبتها ورمزيتها واحترامها وسلطاتها الإدارية والقضائية وكانت تعتمد على نفسها مالياً ولها استقلاليتها وأعرافها لذلك كانت تهابها الحكومات والأنظمة الديكتاتورية ولا تستطيع اختراقها أو تسييسها مثلما كانت تحترمها القواعد الشعبية وتطيع توجيهاتها بشكل طوعي والسبب الجوهري لتلك الطاعة كانت زعامات الإدارة الأهلية نظاراً وعمداً ومكوكاً وشراتي وشيوخاً كان يتم اختيارهم عبر شورى شعبية وكانت مواصفات وشروط الزعيم تتم بمعايير ومقاييس صعبة جداً على رأسها مكانة الزعيم الشخصية وسط القوم وأمانته ونزاهته وسلوكه الشخصي والاجتماعي والأخلاقي فضلاً عن قدرته المالية ومدى كرمه وشجاعته هكذا قد شهدت شخصيته أنماط من العمل الإداري والقضائي والعرفي وبعض المؤتمرات ومجالس الشورى في المجلد والفولة وأبيي ومناطق أبو غزالة ببحر العرب وبلدة البيضاء رأيت كيف كان زعماء الإدارة الأهلية يديرون شئون مجتمعاتهم وكيف كانوا يحترمون الكبار والصغار والبسطاء وحقوق الطفل والمرأة وكيف ترد الحقوق لأهلها لذلك كان النسيج الاجتماعي مستقراً وكان الظل الإداري حاضراً والجريمة يؤرخ لها بالسنوات. كانت كل المجموعات القبلية من الرزيقات والحمر والمسيرية ودينكا نقوك والنوبة يعيشون في حالة تآخي قبلي وتسير الحياة وفق نمط اجتماعي وثقافي واقتصادي وعرفي فريد.
    لذلك ظل الناظر علي نمر رجلاً مستقلاً لا يخلط بين الإدارة الأهلية والسياسة ويرفض تسييس الإدارة الأهلية وأن استقلاليته تعني انحيازه لأهله ومستقبلهم وطموحاتهم ويرى أن مداهنة السلطان تجعل من رجل الإدارة الأهلية الارتماء في أحضان السلطان وسياساته التعسفية والفوقية والسلطوية وأنه يجر القبائل لأهداف سياسية تهدد النسيج الاجتماعي.
    ومن المواقف المشهورة لحكمة الناظر علي نمر عبقري الإدارة وفض النزاع فقد كلفته الدولة في سبعينات القرن الماضي بحل النزاع الدموي الذي تم بين قبيلة الفلاتة والقمر والمراريد بدارفور والذي راح ضحيته 523 شخصاً كان معه مجموعة من النظار وقد حل الإشكال في عدد من الأيام.
    كما قام بحل نزاع الرزيقات والزغاوة في مدة لا تتجاوز الثلاثة أيام. كما ساهم في معالجة العديد من النزاعات القبلية في شمال وجنوب كردفان بين قبائل النوبة والمسيرية والحوازمة والدينكا.
    علاقة الناظر علي نمر مع قبائل السودان
    معروف أن للناظر علي نمر علاقات وامتدادات أسرية واجتماعية مع أغلب قبائل السودان وزعمائها وسط السودان ودارفور وشماله وجنوبه وجنوب وشمال كردفان يلاحظ هذا في امتدادات شجرة العائلة الكبيرة وأنسابها، أما على مستوى قبائل المسيرية فقد تزوج هو من عدد من القبائل وهكذا أبنائه فتداخلت الأنساب والمصاهرات من جيل إلى جيل مما أعطى لهذه العائلة تنوعاً فريداً وتكاملاً وتعارفاً وهذا انعكس على قدرات وإمكانيات أبنائه وبناته وأحفاده الصالحين المتوازنين والذين يعيشون مع وسط أهلهم ويشار لهم بالبنان والاحترام والتقدير لأنهم يمتثلون مفردات حياة أبوهم الشيخ الورع الحاج علي نمر علي الجلة. ومن أبنائه مكي وسيد ومهندس حسن وحسين وبكر والدرديري وبابو وعبد الرازق وهاشم وعمران وعوض ومحمد والرشيد ومن بناته آمنة وحواء وأم جمالة وصفوة وزبيدة وملكة ونفيسة وجميلة وهويدا.
    ولفت نظري كلما زرت الناظر علي نمر وجدت مهندس حسن والدرديري وهاشم ومدى طاعتهم لوالدهم وإحاطتهم ورعايتهم له حيث كانوا مثالاً للابن البار والصالح الذي يتفانى من أجل رضاء الله والوالدين.
    هذا وتعود معرفتي بالناظر علي نمر وأسرته من خلال صداقته الشخصية بوالدي العمدة النعيم عمر حيث كانا يزورا بعضهما بالمنازل بالمجلد والبادية وكان الاحترام بينهما عجيباً كانا مشغولين بقضايا حل النزاعات والمسارات والديات كانت رؤيتهما مشتركة في حلحلة القضايا عبر الحوار والتآخي القبلي والتراضي كان الزعيمان كريمين لبعضهما ويفهمان طباع وشخصية المسيري التواق للحرية والعزة فجسدا ذلك في مفردات حياتهما.
    ولكي تستمر العلاقات التاريخية والسرمدية خطب العمدة النعيم عمر لابنه الأستاذ مصطفى النعيم أمنات ابنة الناظر علي نمر فقرأ مصطفى خبر الخطوبة في صحيفة كردفان كما خطب مصطفى لأخيه عمر النعيم زبيدة بنت الناظر علي ود نمر هذا وقد قابلت الناظر علي نمر بالمجلد وأم درمان وقد كان يزورني في داري بأم درمان في بعض المناسبات وقد أدهش الحضور في حديثه عن الأصالة والمعاصرة وأنساب القبائل والحقب السياسية بعد الاستقلال السياسي للسودان.
    آراء المجتمع حول كارزما الزعيم علي نمر
    قال الفريق مهدي بابو نمر بالمجلد الديار فقدت رجل عظيم ورمز للمسيرية قاطبة من البطحة حتى الفرس وقال الناظر علي نمر كان البريطانيون يضعون له حساب ويسمونه الأمير الساحر لقوته وهيبته وأخلاقه وما شهدناه اليوم حدثاً تاريخياً.
    وقال الأستاذ عبد الرسول النور حاكم كردفان السابق في المجلد اليوم نودع آخر عمالقة المنطقة نودعه ونحن راضون عن قضاء الله نحن محزونون لفراقه ننظر في هيبته آبائنا وأخواننا الكبار الذين ذهبوا، إن العملاق علي نمر هو حفيد المجاهد علي الجلة والذي كان في ليلة كرري كان كالنسر إنه الرجل الذي جمع شتات القبيلة حيث استشهد الكثيرون من المسيرية في الثورة المهدية، القائد علي الجلة جمع أهله في أم درمان وجاء بهم إلى ديار المسيرية حيث أعاد السلطة الإدارية للعجايرة وهو من مؤسسي الإدارة الأهلية في المجلد وقام بصلح القبائل مع بعضها وله علاقات كثيرة بين القبائل المجاورة وقال عبد الرسول نمر علي الجلة كان فارس القبيلة والذي توفي عام 1924م عند رحيله كأن القيامة قامت وترك خلفه أبنائه بابو وعلي حيث بايعت القبيلة بابو نمر وهو الأكبر وقتئذٍ وهو بدوره أشرف على إعداد أخيه علي نمر كانت وقتئذٍ محكمة النظارة ومركزها ونحاسها في منطقة اللو.
    كما أكد أن الناظر علي نمر يمثل عزة المسيرية ورمزيتها وهيبتها وهو رجل كريم كما أنه من الشخصيات التي تهوى الفروسية وأدخل تحسين نسل الخيول في ديار المسيرية.
    كما وصفه بطائر أبو العلوان وهو طائر جميل وحكى عبد الرسول واقعتين عبرت عن عزة الرجل وقوته وأنه لا يداهن السلطان بل يتحدى السلطان عندما ينتقص من صلاحياته حيث قال في ظل الحكم المايوي أصدر أحد حكام كردفان قراراً سمي بموجبه ناظر القبيلة معاون إداري فرفض الناظر علي نمر الاستجابة للقرار وقال بلغة ساخرة سمعنا بالمعاون الصحي ولن نسمع بناظر القبيلة يسمى معاوناً.
    ورفض قرار آخر عندما تم تجريده من صلاحياته كناظر للمسيرية الحمر وحصر صلاحياته في إحدى القبائل (تعليق الكاتب) (حيث ظل هو الناظر الشرعي والتاريخي والذي أجمعت عليه قبيلة المسيرية حتى رحيله في أكتوبر الماضي)
    وفي داخل الطائرة قال عنه رجل العرف بشتنة محمد سالم أن الناظر علي نمر أنه رجل كريم ومسئول حيث تقلد مسئولية النظارة في سن صغيرة أقل من 17 عاماً ولكنه رجل فيه مواصفات القيادة والريادة وأنه ظل يهتم بشئون القبيلة ويطالب بحقوقها في الخدمات والتنمية.
    وفي داخل الطائرة قال عنه الأستاذ محمد الدوريك معتمد أبيي السابق أن فقد الناظر علي نمر وهو فقد كبير وفراغ للمنطقة وفقدان لأحد رموز الكرم وحسن الضيافة بالمجلد فداره قبلة الزوار وهو رمز للبشاشة والوجاهة، المسيرية فقدت جزءاً من تاريخا الحديث والموروث وهو أحد حكماء القبيلة أما السودان فقد فقد أكبر الأعيان الذين كان من الممكن أن يجد علاجاً لمنطقة أبيي مع زملائه من نظار دينكا نقوك.
    وفي الطائرة قال عنه الأستاذ أحمد صالح صلوله أن الناظر علي يتميز بميزتين غير موجودة في القيادات القبلية رجل غير رخيص ولم يدخل السوق السياسي ظل محتفظاً بعزته ويظل في داره دوماً لانتظار الضيوف أنه رجل كريم ورجل فيه لطف للرعية وغير فظ.
    وقال عنه الخبير الدولي علي جماع عبد الله أحد الضباط الإداريين المشهورين ومحافظ مديرية جنوب كردفان السابق حيث أرسل برقية عزاء من المملكة الأردنية قال فيها: أنعي وأنا في الغربة إلى الأهل المسيرية كافة وأسرة أمير المهدية علي الجلة هذا الفارس العربي وهو يترجل اليوم من صهوة حصان الشهامة والكرم والحماسة والشجاعة والتي وسمت حياته وهو يصول ويجول بين أهله من أشاوس تلك البقاع يزرع فيهم معاني الثبات فوق الأرض التي ما برحوا يزودون عنها في أشد الظروف والابتلاءات لا يهجرونها إلى غيرها مهما اشتد الخطب كان علي نمر مثالاً حياً للسوداني الملتزم بقيم وأخلاق العشيرة نواة الدولة حينما لم يكن هناك دولة، عمل تحت راية شقيقه الأسطوري بابو نمر حكيم السودان باحترام وصبر وتشرب على يديه ومن حكمة شيوخ القبيلة على احتوائها من دميك إلى التبون ومن أبو نفيسة إلى مومو ماذا تعني قيادة قبيلة عربية ذات مراس وشكيمة وعلاقات ممتدة داخلياً ومع الجيران من القبائل.
    ظل علي نمر بقامته المديدة وشموخه الملحوظ ووجهه حاد التصميم على وسامته تجسيداً روح وشخصية المسيري وهو مسكون بحب الأرض وأهلها عاش بينهم في الفيافي سار بينهم راجلاً وراكباً مرات في ساحات الوغى ومرات في أفراحهم وكثيراً في أحزانهم وهم يدافعون عن الأرض والعرض. فأحبوه ليس كشيخ قبيلة أو أميرها وإنما كشخص تجسدت فيه معاني وقسمات ثقافتهم وكل ما يعتزون به من قيم عربية أصيلة.
    وقال عنه اللواء عبد الله محمد عمر أن الناظر علي نمر هو سليل عائلة ضاربة في التاريخ وهو حفيد الأمير علي الجلة والذي لعب دوراً في الثورة المهدية وفي عهد الخليفة عبد الله التعايشي وهذه الأسرة لها مساهماتها التاريخية في زمن الناظر بابو نمر ثم تحمل الناظر علي نمر المسئولية ولعب دوراً كبيراً في الإدارة الأهلية لقبيلة المسيرية والقبائل المجاورة فقده كما أكد أن مفتاح جل النزاع القبلي بين الرزيقات والمعاليا كان الناظر علي نمر.
    كما تحدث الصحفي أحمد عبد الله مارن مؤكداً دور الناظر علي نمر التاريخي في معالجة النزاعات القبلية واستقرار قبائل المسيرية وذكر أن أغلب المقالات والكتب التي كتبها حول المنطقة كانت مرجعيتها الناظر علي نمر واقترح إصدار كتاباً بعنوان ويسألونك عن الناظر علي نمر كما تحدث عن دور الناظر علي نمر في حل النزاع حول أبيي ودوره في التعايش السلمي تاريخياً مع دينكا نقوك كما تحدث رئيس اتحاد المسيرية الأستاذ محمد خاطر وقال الناظر علي نمر من أهم زعماء المسيرية والإدارة الأهلية ولعب دوراً في استقرار المنطقة وتعايش القبائل وتحدث عن تميز عائلة علي نمر علي الجلة ودورها التاريخي.
    كا تحدث الفريق شرطة الطيب عبد الرحمن مختار والي ولاية غرب كردفان الأسبق قال أن فقد زعيم المسيرية الناظر علي نمر فقد كبير على السودان والمنطقة حيث لعب دوراً من خلال إدارته الحكيمة على استقرار النسيج الاجتماعي وأمن المنطقة واقترح أن يخلد ذكرى الراحل الناظر علي نمر بأحد المشروعات.
    هذا وقد تحدثت عدد من الشخصيات في رفع الفراش بدار الفقيد بالأزهري من ضمنهم وزير العدل دوسة ووزير الدولة للاستثمار الصادق محمد علي وأمير أمراء الإدارة الأهلية بولايات دارفور بنيالا وبروفيسور خميس كجو والأستاذ محمد الدوريك بخت.
    وقالت دكتورة زينب مصطفى حفيدة الناظر علي أن جدها كان تاج العروبة وأحد البيارق والحكماء ومن مناصري حقوق المرأة وكان كريماً وعطوفاً على أسرته وأباً للجميع. وغيرهم من المتحدثون مما يؤكد عظمة الرجل وأن فقده ترك فراغاً لرمزية تاريخية أرست دعائم النظام الأهلي في السودان.
    عذراً أيها الشيخ الورع وزعيم العروبة وعبقري الإدارة الأهلية في السودان فقد رحلت مكتبة كاملة وأحد مرجعيات بلادي ولم نكتب إلا القليل في التوثيق لك فقد قدر الله ما شاء فعل.
    قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ {27} ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً {28} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي {29} وَادْخُلِي جَنَّتِي {30})
                  

11-09-2010, 07:24 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الناظر علي نمر آخر عمـالقة الإدارة الأهلية بالسودان ـــ بقلم البخيت النعيم (Re: wagdi salih)

    فوق
    فوق
    فوق
    كى لايسقط مثل هذا الحديث المرتب واللغة السليمة والذاكرة المنضبطة....
    أجزم أننى عبر ماقرأت أعلاه حدقت فى الجثمان مسجيا فى "الازهرى" ورافقت الطائرة وهى تجوب و تحلق فوق تلك التلال المخضرة وأشجار التبلدى الباسقة والخيران الممتلئة ثم هبطت مع الجمع فى رفقة الجثمان المسجى على رمال المجلد وشممت الدعاش ووطأت الشوقارة ثم سرنا فى صمت خاشع صوب "حلة النظار " جوار الغربية الابتدائية والحكيم القديم حيث منزل الفقيد تجاوره تلك الاشجار الضخمة ثم حملنا النعش الى الجدث الطاهر حتى يبعث صاحبه غدا ليرافق المصطفى وأمته الى الحوض ثم يؤتى كتابه بيمينه ليخلد فى جنات النعيم حيث " السرر المرفوعة والزرابى المبثوثة " و" الفاكهه الكثيرة لامقطوعة ولاممنوعة"""
    الرحمة للناظر على نمر على الجلة وجميع أموات المسلمين تحت الجنادل والثرى وأرحمنا إذا صرنا الى ماصاروا اليه" أمين...

    ملحوظة:
    أكرر إعجابى الشديد بالاسلوب الراقى الذى تم به كتابة الرثاء أعلاه ...

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 11-09-2010, 07:26 PM)

                  

11-11-2010, 09:32 AM

التيجاني عبد الباقي

تاريخ التسجيل: 04-28-2010
مجموع المشاركات: 1485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الناظر علي نمر آخر عمـالقة الإدارة الأهلية بالسودان ـــ بقلم البخيت النعيم (Re: احمد الامين احمد)

    اللهم اغفر له وارحمه بقدر ما قدم لامته

    جزاك الله خيرا على ذكر هذه السيرة العاطرة لاحد افذاذ وفرسان بلادي المرحوم الناظر على نمر
    تيجاني
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de