|
سوكندا...............
|
سوكندا..هكذا كان اسمه,ربما اسماه له الرفاق ممن كانو بصحبته تيمنا بذلك البطل الهندي,كان سوكندا فتي اسود اللون ابيض الثنيايا,وضاء الدواخل,يرتدي رداهو المصنوع من الجينز والممتلي برقعٍ ما فتئت تجهد نفسها من سد الثقوب المتناسله بفعل الحر والبرد,والنوم علي اسفلت الشوارع وفانيله كان لونها احمر تحول للكبدي بفعل زمهرير الشتاء ورمضاء الصيف.يتجول سوكندا مع رفاقه الشماشه,بحثاً عن طعام وفرته له كوش وقمامة الاثرياء فاتخذو القمامة مرتعا,والسلس متنفسا من ضائقتهم والتي صاغ حبكتها التراجيديه واقع بلدي المأساوي واخرجها ساسة بلادي المتاعيس وهم يكتنزون الاموال ويكدسونها في بنوك ماليزيا وسوكندا ورفاقه يرزحون تحت وطأة سؤ التغذيه وما أكثر رفقاء سوكندا في هذا الوطن الذي ارهقه البكاء واوجعه النحيب. كان يصادفني وانا ذاهب الي مستشفي امدرمان,يتجول في ميدان الشهداء,عرفتني به حادثه لو حُكيت لي لما صدقتها,فقد فقدت محفظتي يوما وكان بها مرتبي المساوي بضع جنيهات وبطاقاتي الي تثبت هويتي لهذا الوطن,في اليوم الثاني انتظرني سوكندا وعند مروري امامه استوقفني(دقيقه ياجامد عندك حاجه عندنا يااا) هكذا قال اتيت اليه,واعطاني محفظتي قائلا(دقسك كاربينو امس وعمل بيها ياااع بس انا شايفك مان كويس وجامد كل يوم بتسلم علي وانت مشتت مازي باقي الناس الوهم ديل الواحد يعاين ليك التقول ........,وتاني شئ لما جوكا جاك مضروب خيت جرح بتاعو وجبت علاج من جيبك عشان كده يابُلده قلنا نرجع ليك حقك وكاربينو وريناو حاجه)اخذت محفظتي من سوكندا وتفقدتها لم تنقص اوتزد شئيا, ومن تلك اللحظه نمت صداقتي به والتي احسبها من انقي وانبل واصدق الصداقات التي كونتها منذ زمن بعيد واستمرت حتي مغادرتي للوطن الجريح.
|
|
|
|
|
|