من نفحات الحج

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-23-2024, 10:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-05-2010, 10:44 AM

عبد العزيز جامع
<aعبد العزيز جامع
تاريخ التسجيل: 09-20-2010
مجموع المشاركات: 88

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من نفحات الحج

    هذه المقالة سبق وأن نشرتها في صحيفة (الأحداث) الغراء في موسم الحج قبل عامين...وارتأيتُ الآن إعادة نشرها لمسيس الحاجة إليها. مع خالص شكري لصديقي الودود الأديب سعادة الدكتور خالد محمد فرح-سفير السودان لدى السنغال-لطالما افتقدته ندوةُ العلامة عبد الله الطيب إذ كان أحد أعمدتها

    بسم الله الرحمن الرحيم:

    من نفحات الحج:

    تتوافدُ في هذه الأيام جحافلُ الإيمان, وضيوف الرحمن, إلى بيته المعظم, في رحلةِ شوقٍ وحبّ, طائعين لربِّهم, بارّين بأبيهم إبراهيم عليه السلام "وأذِّن في الناس بالحج يأتوك رِجالاً وعلى كل ضامرٍ يأتين من كل فجٍّ عميق"
    يا لها من رحلة غرام !! لها يضطرب القلبُ خفقاناً كلما جدّ المسير, وغذّ السرى حتى إذا لاحت خيام المحبوب هتف:
    خليليّ لا والله ما أنا منكما**إذا علمٌ من آل ليلى بدا ليا
    فهو بيت الله اختاره في أشرف البلاد والمدائن, لأشرف العباد- صلى الله عليه وسلم-, بأشرف رسالة, وأشرف كتاب لأشرف الأمم!! بخٍ بخٍ
    "وربك يخلُقُ ما يشاء ويختار ما كان لهم الخِيَرة" (القصص)
    وههنا كلامٌ بديع للإمام ابن القيم أسوقه- بتصرُّفٍ يسير- من مقدمة "زاد المعاد" قال رحمه الله في الآية المتقدمة:
    ومن هذا اختياره سبحانه وتعالى من الأماكن والبلاد خيرها وأشرفها, وهي البلد الحرام فإنه سبحانه اختاره لنبيه صلى الله عليه وسلم, وجعل عرصاتها مناسك لعباده, وفرض عليهم قصدها, وجعله من آكد فروض الإسلام, وأوجب عليهم الإتيان إليه من القرب والبعد من كل فجٍّ عميق, فلا يدخلونه إلا متواضعين متخشِّعين متذلِّلين, كاشفي رؤوسهم, متجرِّدين عن لباس أهل الدنيا, وجعله حرماً آمناً, لايُسْفك فيه دم, ولا تُعْضدُ به شجرة, ولا يُنَفَّــرُ له صيد, ولا يُختلى خلاه, ولا تُلْتقط لُقَطَتُهُ إلا لِمُعَرِّف
    وجعل قصده مكفِّراً لما سلف من الذنوب, ماحياً للأوزار, حاطّاً للخطايا, ولم يرْضَ لقاصِدِه من الثواب دون الجنة.
    وأقسم به سبحانه في موضعين من كتابه العزيز: فقال تعالى: " والتِّينِ والزَّيْتونِ, وطُورِ سِينينَ, وهذا البـَلَدِ الأمِين" وقال تعالى: " لآ أُقْسِمُ بِهذا الْبَلَد".
    قال الزَّجّاج: المعنى: أُقْسِم, و(لا) دخلت توكيداً.
    وظهر ذلك جليًّا في انجذاب الأفئدة, وهوى القلوب, وانعطافها ومحبتها لهذا البلد الأمين.
    محاسـِِنُهُ هَيــُولى كُلِّ حُسْـنٍ**ومَغْنـاطيسُ أفئِــدةِ الرِّجال
    ولهذا أخبر تعالى أنه (مثابةً لِلنَّاس) أي يثوبون إليهِ على تعاقب الأعوام من جميع الأقطار, ولا يَقْضونَ منه وطراً, بلْ كلما ازدادوا له زيارةً, ازدادوا له اشتياقا.
    لا يرْجِعُ الطَّرْفُ عنها حين ينْظُرها** حتى يعودَ إليها الطَّرفُ مُشتاقا
    فلِلّه كم لها من قتيلٍ وسليبٍ وجريح!!, وكم أنفق في حُبِّها من الأموال والأرواح, ورضِيَ المحب بمفارقةِ فِلَذ الأكباد, والأهل والأوطان, مقدما بين يديه أنواع المخاوف والمتالف, والمعاطف والمشاق!!, وهو يستلذ ذلك كله ويستطيبه ويراه لو ظَهر سلطان المحبة في قلبه أطيب من نعم المتحلية وترفهم ولذاتهم.
    وليس محباً من يَعُدُّ شقاءهُ** عذاباً إذا ما كان يرضى حبيبه.

    فائدة نفيسة:
    ذكر العلامةُ الشنقيطي رحمه الله في (أضواء البيان)(3/113ط/عالم الكتب) في تفسير قوله تعالى: "فاجْعلْ أفْـئِدةً من النّاسِ تهْوي إليهِم وارْزُقْهُم من الثمرات لعلهم يشكرون":
    (بيّن تعالى في هذه الآية الكريمة أنّ نبيَّه إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام دعا لذريتِه الذين أسكنهم بمكة المكرمة أن يرزقهم الله من الثمرات, وبيّن في سورة البقرة أن إبراهيم خص بهذا الدعاء المؤمنين منهم, وأن الله أخبره أنه رازقُهم جميعاً مؤمنهم وكافرهم, ثم يوم القيامة يعذب الكافر وذلك بقوله: " وإذْ قال إبراهيمُ ربِّ اجعلْ هذا بلداً آمناً وارْزُقْ أهله من الثمرات من ءآمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلاً .." الآية.
    قال بعض العلماء: سببُ تخصيص إبراهيم المؤمنين في هذا الدعاء بالرزق أنه دعا لذريته أوّلاًً أن يجعلهم أئمةً ولم يخصّص بالمؤمنين, فأخبره الله أن الظالمين من ذريته لا يستحقون ذلك. قال تعالى:" وإذِ ابتلى إبراهيمَ ربُّهُ بكلِماتٍ فأتمهنّ قال إنِّي جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين" الآية. فلما أراد أن يدعو لهم بالرزق خصّ المؤمنين بسبب ذلك فقال: "وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر" فأخبره الله أن الرزق ليس كالإمامة فالله يرزق الكافر من الدنيا ولا يجعله إماماً. ولذا قال له في طلب الإمامة: "لا ينال عهدي الظالمين" ولما خص المؤمنين بطلب الرزق قال له: "ومن كفر فأمتعه قليلاً.."الآية )انتهى كلامه رحمه الله وهو كما ترى كلام عالٍ تُعْمل إليه المطي!!


    أبيـار علي!!!:
    وقّت النبي صلى الله عليه وسلم المواقيت ، ومنها : ميقات أهل المدينة : (( ذو الحليفة )) وهو واد يقع على حافة وادي العقيق على يمين الذاهب إلى مكة مع طريق الهجرة (( المُعَبَّد )) ويكون (( جبل عيْرٍ )) – وهو حد المدينة جنوباً – على يساره ، ولا يزال هذا الميقات معروفاً بالاسم إلى هذا اليوم ، ويعرف أيضاً باسم : (( آبار علي )) أو : (( أبيار علي )) وهي تسمية مبنية على قصة مكذوبة ، مختلقة موضوعة ، هي : أن علياً – رضي الله عنه – قاتل الجن فيها على ما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية (ت 28 7هـ) رحمه الله فى منسكه.
    وهذا من وضع الرافضة – لا مسَّاهم الله بالخير ولا صبَّحهم - ؛ وما بني على الاختلاق ينبغي أن يكون محل هجر وفراق ، فلنهجر التسمية المكذوبة ولنستعمل ما خرج التلفظ به بين شفتي النبي صلى الله عليه وسلم ولنقل : (( ذو الحليفة )) . "المناهي اللفظية" بكر بن عبد الله ابوزيد
    وأما ما شاع عند العامة أن سبب التسمية بذلك نسبة إلى السلطان على دينار رحمه الله لخدمته الجليلة للحرمين وكسوته وغير ذلك من تعظيم المشاعر جزاه الله خيرًا فخطأ تاريخى بحت إذ التسمية كانت قبله بقرون كما أوضح ابن تيمية آنفاً ..وأياً كان فلا ينبغى تسميتها بأبيار على وهجر التسمية النبوية فتنبه ولا تكن من الغافلين.

    حول لقب (حاج):
    قال تعالى: "أجعلتم سِقاية الحاجّ وعمارة المسجد الحرامِ كمَنْ آمن بالله واليوم الآخر.."الآية(التوبة)
    فكلمة (الحاج) في الآية إما بمعنى جنس المتلبِّسين بأعمال الحج, أو لقبٌ إسلاميٌّ لكل من حج..وهذا الأخير لا يعرف شيوعُهُ في خير القرون ولكن لا مشاحة في استعماله.
    قال الإمام النووي رحمه الله في (المجموع)(8/281): "يجوز أن يُقالَ لمن حجّ: حاج بعد تحلله ولو بعد سنين, وبعد وفاته أيضاً ولا كراهة في ذلك" انتهى
    وأما استعماله لغير مناسك الحاج كزيارة المشاهد والقبور, أو استعماله لغير المسلمين من النصارى وغيرهم ممن يقصدون الكنائس والأديرة فكل هذا محله النكير والتحريم كما تجده مبسوطاً في مظانَّه عند الفقهاء في كتبهم فعلى المسلم التوقِّي من ذلك.

    حول الحجر الأسود:
    الفائدة الأولى: ليتأمل الفطن اللبيب قول الفاروق عمر رضي الله عنه عن الحجر الأسود وهو يُقَبّلُه: "والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقبلك ما قبلتك"، رواه البخاري ومسلم.
    إذ إن مدار الفلاح والخير في متابعته صلى الله عليه وسلم في دقيق الأمر وجليله ما علمته مدارك العقول وما خفي عنها!!

    ثانياً: من حوادث التاريخ كما في (البداية والنهاية) للحافظ ابن كثير أن القرامطة اقتلعوا الحجر الأسود من مكانه عام 317هـ، وقتلوا الحجيج، ودفنوا الناس أحياء في بئر زمزم الطاهرة، وذهبوا بالحجر إلى البحرين؛ فبقي إلى عام 339هـ، حيث أعاده الخليفة العبَّاسي المطيع لله إلى مكانه وصنع له طوقين من فضة، فطوقوا الحجر بها وأحكموا بناءه. ويحضرني من نوادر كتب التاريخ تسجيلاً للواقعة أن الإمام أبا القاسم عمر بن الحسين الخرقي رحمه الله صاحب (المختصر) الشهير في فقه الحنابلة كان شاهداً للعصر ولما ألف مختصره ذكر في مناسك الحج قوله: "ويُقَبِّلُ الحجر الأسود إن وُجِدْ !!" فأوضح شارحه الأمام ابن قدامة في (المُغني): أن قوله "إن وُجِد" لأنه بيد القرامطة لثلاثٍ وعشرين سنة!!

    ثالثاً: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشد بياضًا من اللبن، فسوَّدته خطايا بني آدم" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح , وفي حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطا"، رواه أحمد.
    دفع الجاحظ في نحر حديث ابن عباسٍ رضي الله عنهما بما لا يقبلُه المنصف واحتج بما لا يقوله كبير مثله وتجد الرد عليه مبسوطاً في "تأويل مختلف الحديث" لابن قتيبة.

    لطيفة:
    من أعلام الذين لم يحجوا: ابن حزم, والبغَوِي, وأبو اسحاق الشيرازي, وابن سِيده, ومحمد بن علي الدامغاني, والدَّوْلعي, وابن جماعة, والسمرقندي في آخرين من أهلِ العلم, مع يسار بعضهم, كما في ترجمة الدولعي من (البداية والنهاية) للحافظ ابن كثير (13/44) قال : "ولم يحُـجَّ قطُّ مع أنَّه كانت له أموال جزِلة)!!
    وقال الصَّفدي في "الوافي": (ولم يحج حرصاً على المنصب!!) اهـ عفا الله عنا وعنه.
    والحافظ ابن سِيده لما لم يحج قال : إن الجمار في عرفة, كما في "سير أعلام النبلاء" للذهبي.
    وابن حزم لما لم يحج قال: (إن الطواف بين الصفا والمروة أربعة عشر شوطاً) كما نقله ابن القيم في "زاد المعاد" وغيره.
    والقاضي عياض بن موسى اليحصبي رحمه الله لم يحج كما في "فتح الباري" (3/613) لابن حجر, ولهذا قال: "يطوف للوداع مرتين"!!. وعز الدين النسابة لم يحج كما في "الوافي بالوفيات" لخليل بن أيبك الصفدي (9/108), وهذا في أهل المغرب كثير لبعد الشُّقة والله أعلم.
    فالأسباب متكاثرة, والعوارض متواردة, ولكلٍّ سببه: فهذا معدم, وذاك خائفٌ غير آمن, وآخر بعدت به الشقة, أو أعيت به النفقة, إلى غير ذلك من وجوه عوارض الاستطالة ووجوه الأعذار.
    ولمراعاة بعد الشقة قال سفيان الثوري رحمه الله: "ليس على نساء خراسان حج"!! قال الذهبي في (السير)(9/486): قلت: هذا قولٌ عجيب, أفماهنّ من الناس؟! فكأنه لمح بعد الشقة, وكثرة المشقة" اهـ. وانظر (النظائر) للعلامة بكر أبي زيد سقى الله ثراه.

    فالسعيد من أمكنه الله من سكنى الحرمين, والممات فيهما.
    فقد روى الترمذي في سننه أن النبي صبى الله عليه وسلم قال: من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل فإني أشفع لمن مات بها."
    والله الموفق لا رب سواه, إنه خير سؤل.

    وكتب: د.عبد العزيز علي جامع
    (عضو ندوة العلامة عبد الله الطيب)
    [email protected]

    (عدل بواسطة عبد العزيز جامع on 11-05-2010, 11:04 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de