من أدبِ الرحلات: رحلاتُ الحج نموذَجًا

الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-24-2024, 11:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-05-2010, 11:02 AM

عبد العزيز جامع
<aعبد العزيز جامع
تاريخ التسجيل: 09-20-2010
مجموع المشاركات: 88

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من أدبِ الرحلات: رحلاتُ الحج نموذَجًا

    هذه المقالة: نُشرت قبل عامين في صحيفة (الأحداث) الغراء...

    من أدب الرحلات: رحلات الحج نموذجاً


    وبعد: فإن رحلات أهل العلم للطلب أو للمناسك أمر يطول تتبعه واستقصاؤه, ولمّا بدأت أجمع ذلك من تضاعيف كتب التواريخ سرعان ما أمسكت القلم, لأنه من ما لا يدخل تحت العد..
    وستجد في مثاني كتب السير وما زبره المؤرخون في مصنفاتهم ما هو فوق الوصف.
    فمنهم من أفردها بالتصنيف استقلالاً كابن جبير, ومنهم من ذكرها تبعاً.
    وقد كان حظ المغاربة فيها أوفر من المشارقة لبعد الدار وتجشم المتاعب والمصاعب, فكانوا يجدون في تصنيفها سلوى لما يلقون من برح الأسفار, واغتباطاً بمثافنة الأشياخ والعلماء فكانوا يجلسون للعلم والتعلم ويأتون بجديد مصنفات المشارقة. فمن لم يتمكن من الرحلة لعارضٍ وغيره, فاته من النصيب ما يستحق فيه العزاء!!
    فقد نعى العلماء والحفاظ على الأمام ابن حزم – وهو حافظٌ هدّك من حافظ!!- لمّا لم يسمع بالترمذي-محمد بن عيسى- الإمام وقذه المؤرخون من كل جانب.
    قال الذهبي في (ميزان الاعتدال): "الإمام -يعني الترمذي- الحافظ العَلَم, صاحب الجامع, ثقةٌ مُجْمعٌ عليه, ولا التفات إلى قول أبي محمد ابن حزم فيه:إنه مجهول, فإنه ما عرف ولا درى بوجود (الجامع) ولا (العلل) "انتهى بتصرف يسير.
    وقال الحافظ في (تهذيب التهذيب): " وأما أبو محمد ابن حزم فإنه نادى على نفسه بعدم الاطلاع, فقال في كتاب "الفرائض" من "الإيصال" محمد بن عيسى بن سورة مجهول!, ولا يقولن قائل: لعله ما عرف الترمذي ولا اطلع علي حفظه ولا تصانيفه, فإن هذا الرجل قد أطلق هذه العبارة في خلقٍ من المشهورين من الثقات الحفاظ كأبي القاسم البغوي, واسماعيل بن محمد الصفار, وأبي العباس الأصم, وغيرهم, والعجب أن الحافظ ابن الفرضي ذكره في كتابه(المؤتلف والمختلف) ونبّه على قدره, فكيف فات ابن حزم الوقوف عليه" انتهى
    قال العلامة أحمد شاكر معلقاً: وأنا أظن أن هذا تحامل شديد من الحافظ على ابن حزم..اهـ
    وكان عذره في ذلك كعذر غيره فإن (سنن الترمذي) و(ابن ماجة) كما نص الذهبي في "السير" لم تدْخلِ الأندلس إلا بعد وفاته في (456 هـ) أي بعد مائتي عام من وفاة الترمذي!
    وهذه من الغرائب لأن الحافظ ابن عبد البر-وهو عصريُّ ابن حزم- يذكر الترمذي في سنده في كتاب "التمهيد" مع أنه لم يبرح الأندلس كأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي (ت 437هـ) إمام القراءات الشهير

    فائدة: أفاد ابن بسّام في (الذخيرة) وابن بشكوال-بفوتٍ يسير- في (الصِّلة) أن أول من أدخل (سنن الترمذي) إلى الأندلس هو أبو حفص عمر بن الحسن الهوزني في (440 هـ) وانظر (المُغرب في حلى المغرب) لابن سعيد.

    ولما كانت هذه أيام الحج ارتأيت أن يقتصر المقال على (رحلات الحج) وما صنفه العلماء والأدباء في ذلك, فرأيته – هو الآخر- يطول فاختصرت الكلام على طائفةٍ مختارة من رحلات المتقدمين والمعاصرين. وأرجو أن ينال نفعه القارئ الكريم.
    1- رحلة ابن جبير: (اعتبار الناسك في ذكر الآثار الكريمة والمناسك) ط/ دار صادر وحققه د. حسين نصار
    لأبي الحسن محمد بن أحمد بن جبير الكناني الأندلسي الشاطبي البلنسي.
    ذكره حاجي خليفة في (كشف الظنون) باسم "رحلة الكناني"
    وُلد بـ (بلنسية) Valencia بالأندلس عام (1145م -540هـ) ـ حفظ القرآن صغيراً ودرس الفقه والحساب واللغة والأدب وكان شاعراً وناثِرا وله ديوان شعر يسمى " نظم الجمان في التشكّي من إخوان الزمان "
    وله أيضاً "نتيجة وجد الجوانح في تأبين القرين الصالح " (نثر) ً, عمِل كاتباً في غرناطة في أيام أبي سعيد عثمان بن عبد المؤمن الموحِّدي أمير (الموحِّدين). واشتهر برحلاته الكثيرة وتدوينه لها:
    رحلته الأولى: (عامين وثلاثة أشهر) وكانت عام 579هـ من غرناطة إلى سبته ومنها بحراً إلى الاسكندرية ثم إلى مكة والمدينة والكوفة وبغداد والموصل وحلب ودمشق ثم ركب البحر إلى جزيرة صِقِلِّية عائداً إلى غرناطة عام 581هـ وهي رحلته التي دون فيها مشاهداته في المناسك.
    وله رحلة ثانية: إلى بلاد الشام حيث صلاح الدين الأيوبي يجالد النصارى باسترداد بيت المقدس إلى حظيرة الاسلام.. كانت هذه الرحلة عام 585هـ وكان ابن جبير محبٍّا لصلاح الدين وله فيه شعر.
    والرحلة الثالثة: قام بها سلوةً لحزنه من فراق زوجته فأبحر من سبته إلى القاهرة والشام ثم توفي رحمه الله بالاسكندرية عام 614هـ ويرى شوقي ضيف أن مسجد سيدي جابر في (الاسكندرية) هو مسجده وأنه تحرف على العامة بمرور الزمن فسمته –سيدي جابر-!!
    ومن شعره:
    لا تغترب عن وطنٍ**واذكر تصاريف النوى
    أما تــرى الغصـن إذا** مـا فـارق الأصـلَ ذوى
    ترجم له لسان الدين الخطيب في (الإحاطه في أخبار غرناطه) فقال:" أنه من علماء الأندلس بالفقه والحديث والمشاركة بالآداب وله الرحلة المشهورة"اهـ ولمزيد من أخباره انظر (نفح الطيب) للمقّري.
    ويذكر العلامة شوقي عبد السلام ضيف رحمه الله في (الرحلات): "ورحلة ابن جبير تقص ما شاهده في طريقه إلى حجه وعودته منه, وهي مكنوبة بشكل مذكرات يومية, فمع كل مشهدٍ وكل بلدةٍ التاريخُ باليومِ والشهر. ويظهر أنه كتبها في أوراق منفصلة, ولم يجمعها بنفسه بل جمعها بعض تلاميذه ونشرها بعد وفاته باسم "تذكرة الأخبار عنن اتفاقات الأسفار" اهـ وبالجملة فالرحلة مكتوبةٌ بأسلوب سهل غير منكلَّلف وفيها شعور صادق.

    رحلة ابن السبتي:
    (ملئ العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة) طبع بتونس, بتحقيق العلامة محمد الحبيب بن الخوجة: لأبي عبد الله محمد بن عمر بن رُشيْد الفِهري السبتي (721-685هـ) وينسب إلى سبتة المغربية!!-فكّ الله أسرها- وعاش في أيام دولة بني مرين وبالتحديد في خلافة أبي سعيد عثمان المرينيّ (ولي بين 710- 731هـ).
    درس على شيخ العربية أبي الحسين ابن أبي الربيع وأبي الحسن علي بن الخضّار الكتّامي والأديب الشاعر أبي الحكم مالك ابن المرحّل المشهور صاحب النظم في الأمثال.وغير هؤلاء وكانت فاس يومئذٍ غاصةً بالعلماء ومع ذلك رحل شرقاً للحج والاستزادة من العلم وكتب رحلته المشار إليها ثم قفل راجعاً إلى غرناطة وعقد بها مجالس مشهودة فاستدعاه السلطان إلى المغرب, وعينه إماما وخطيبا للجامع العتيق بمرّاكش, ثمّ استقدمه إلى فاس وجعله من خاصّته, وكان معظّما مقبول الشفاعة, وبقي كذلك إلى أن توفّاه الله , ودفن بمقبرة المدينة.
    وروى عنه العلم :محمد بن عبد الرازق(ت 749هـ) الذي كان يُقرئ الموطأ والبخاري في القرويين, وأبو البركات محمد بن الحاج البلفيقي(ت 771هـ) الذي عدّه ابن خلدون شيخ المحدّثين والأدباء, وعبد المهيمن الحضرمي(ت 779هـ) الأديب الشاعر.
    وللإمام السبتي مصنفات كثيرة كانت محل ثناء عاطر من العلماء:
    ذكره لسان الدين بن الخطيب في (الإحاطة) فقال::" كان واسع الأسمعة, عالي الإسناد, صحيح النقل, أصيل الضبط, تام العناية بصناعة الحديث, قيّما عليها, بصيرا بها, محققا فيها, ذاكرا فيها للرجال"
    وابن فرحون في (الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب) ذكره قريباً من ذلك فأشار إلى تضلّعه من العربية والفقه والأدب والتاريخ والقراءات
    وأما ابن خلدون فقال عنه:" كبير مشيخة المغرب, وسيد أهله, وشيخ المحدّثين والرحالة"
    وقال الحافظ ابن حجر في (الدرر الكامنة): "واحتفل في صباه بالأدبيات حتى برع في ذلك، ثم رحل إلى فاس، فأقام بها وطلب الحديث فمهر فيه، وصنف الرحلة المشرقية في ست مجلدات، وفيه من الفوائد شيء كثير "
    وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء): "ولما رجع من رحلته سكن سِبْت ملحوظاً عند العامة والخاصة"
    ورحلته هذه غزيرة الفوائد تستحق أن تفرد لمقالاتٍ متتابعة, وبها غرائب وعجائب!
    ذكر رحمه الله: أنهم عندما كانوا في الطريق إلى مكة بعد الإحرام وعند قرية رابغ كانت الغزلان والأرانب تمر بين جمال القافلة وهي في غاية الأمن وعند عودتهم محلين تختفي.!!
    رحلة ابن بطوطة اللواتي الطنجي: ت779 ه‍ (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) تحقيق د/ عبد الهادي التازي. ذكر في رحلته 60 صفحة فيما يتعلق بالحرمين الشريفين. وسأفرد لها مقالات تأتي تباعاً فترقبها ولا تكن عجلاً!
    الرحلة الذهبية: لسلطان مالي (منسي موسى 1307- 1332م) وهي وإن لم يُصنَّف لها استقلالاً فقد ذكرها المؤرخون لشهرتها وذيوعها. فقد خرج السلطان موسى يريد الحج ومعه آلاف من الحاشية وأحمال من الذهب يوزعها على المارة حتى رخص سعر الذهب في مصر على ما ذكره النعيمي في (الدارس) . ويذكر ابن خلدون وابن حجر: إن "منسى موسى" حمل معه من بلاده للإنفاق على الرحلة مائة جمل من التبر أي من الذهب، في كل جمل ثلاث قناطير!! ووقعت حوادث مشهورة ودونة في مصادر التاريخ.

    رحلة الورثيلاني: (نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار). للحسين بن محمد السعيد الورثيلاني-قبيلة ورثيلان قرب بِجاية- المالكي المؤرخ وذكر في رحلته ما شاهده من الأمكنة ومن اجتمع بهم من الأعيان في حجته سنة 1179 هـ ويعنى برحلته بوصف الآثار من المساجد والأودية والجبال والآبار وغيرها ومن لقيه من العلما.

    الرحلة العياشية لأبي سالم العياشي (ت1090 هـ) يذكر من لقي من الأعيان والعلماء ويترجم لهم بإسهاب.

    رحلة النابلسي: " الحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر الحجاز" لعبد الغني بن إسماعيل النابلسي وتوفي بعد (1200 هـ)

    رحلة ابن مليح: أبي عبد الله محمد بن أحمد القيسي الشهير بالسراج "(أنس الساري والسارب من أقطار المغارب إلى منتهى الآمال والمآرب سيد الأعاجم والأعارب) وفيها فوائد وفيها نفَسُ أهل العلم وآداب وأشعار

    "مرآة الحرمين": اللواء إبراهيم رفعت باشا. وهي قبل أكثر من ثمانية عقود وفيها فوائد وملح. ثم
    "الرحلة السعودية الحجازية النجدية" لمحمد سعيد العوري قاضي بيت المقدس وفيه فوائد ومسائل في المناسك.
    رحلة الشيخ صديق حسن خان: لأبي الطيب محمد صديق حسن خان القنوجي ابن الإمام المشهور.وكانت في 1285هـ وكانت من ممباي –في الهند- إلى جدة. استغرق سفره ثمانية أشهر وعامة هذا الكتاب في المناسك.

    رحلة خير الدين الزِّرِكلي : صاحب (الأعلام ) أشهر من أن يذكر. له كتاب (ما رأيت وما سمعت) ، وهو عن رحلته الأولى من دمشق إلى فلسطين فالحجاز، وطُبع سنة 1923م

    رحلة شكيب أرسلان: "الارتسامات اللِّطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف" وهي المسماه بـ(الرحلة الحجازية) ط/ المنار بعناية السيد رشيد رضا. للأديب الكبير أمير البيان شكيب أرسلان (ت) ويذكر في مقدمتها: " وبعد: فقد مضت علي حِججٌ كثيرة وأنا أهمُّ بأداء فريضة الحج, والعوائق تعوق, والموانع من حولٍ إلى حولٍ تحول, إلى أن يسّر الله بلطفهِ وحسن توفيقه علي بأداء هذا الفرض في سنة 1348هـ..فكان قصدي إلى الحجاز من لوزان بسويسرة عن طريق نابولي بإيطالية, إذ ركبت منها البحر على باخرةٍ انكليزية إلى بورسعيد...الخ ثم الحجاز عن طريق رابغ..إلى أن قال:
    وقد وجدت مناسباً أن أنشرَ ما ارتسم في مخيلتي من هذه المشاهد, وما انطبع في لوح دماغي من مناظر تلك المشاعر المباركة والمَعاهِد, مقروناً بما يعنُّ لي من الآراء, مشتملاً على ما عندي من الملاحظات...ثم يقول: هذا ولمّا تسنّى إكمالُه, وبلغ الإبدارَ هلالُه, رأيتُ أن أتوجّه باسم جلالة الملك الهمام ,الذي هو غرةٌ في جبين الأيام, عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ملك الحجاو ونجدٍ وملحقاتها, تذكاراً لجميلِ الأمن الذي مدّ على هذه البلدان سُرادِقه, وعرفاناً لقدر العدل الذي وطّد فيه دعائمه, وناط بالإجراء مواثِقَه...الخ كلامه.
    وتكلّم في رحلته عن مكة المكرمة وصفاتها الحسية والمعنوية, تضاريسها ومياهها في الجاهلية والاسلام, وتناول باقي أصقاع الحجاز ومدنه ونجدٍ واليمن وفي سياق كلامه عن العمران أكّد أن الاسلام هو دين الحضارة والرُّقي وذكر أمثلةً بحضارة قرطبة والأندلس ويحجدر بالذكر هنا أن شكيب أرسلان زار الأندلس أكثر من مرة وألف فيها كتباً كثيرة.
    وذكر أيضاًشيئاً من حضارة النيجر وتنبكتو وبلاد السودان (مالي) وهو ينقل عن ابن جبير كثيراً في وصفه للحجاز.

    الرحلة الحجازية: لمحمد لبيب البتنوني (ت 1937م) وهو أديب مصري مشتغلٌ بالأدب والتاريخ, وكتابه هذا تسجيل لرحلة الخديوي عباس حلمي باشا برفقة أعيان الدولة مثل أحمد شفيق باشا المؤرخ محمد شاكر (وكيل مشيخة الأزهر) والذي يعتبر أول من شغل منصب قاضي قضاة مصر والسودان وهو والد الإمامين الكبيرين أحمد ومحمود شاكر. وكانت الرحلة عام (1909م)
    وتخلف عن هذه الرحلة أحمد شوقي لعذرٍ ألمّ به ولكنه سجلها بقصيدة طارت في الآفاق وهي (إلى عرفات) والتي غنتها كوكب الشرق أم كلثوم-رحمها الله-في عام 1965م بألحان رياض السنباطي ومطلعها:
    إلى عرفات الله يا خير زائرٍ**عليك سلام الله في عرفاتِ
    تنبيه: وقع فيما تغنت به كوكب الشرق لأمير الشعراء غريبتين من الغرائب:
    الأولى: أنها ما غنتها له إلا بع مماته مع أنه كان من خواص أم كلثوم
    الثانية: أن رياض السنباطي – هو الوحيد الذي وقعت عليه ألحان القصائد العشرة.
    ثم ظهر لي أن د.إبراهيم ناجي صاحب (الأطلال) شارك شوقي في هذه الخصيصة.
    تنبيه مهم: جاء في الرحلة: "إن الكسوة كانت تصنع في القاهرة سنويا، وعند الانتهاء منها يعمل لها موكب عظيم في نحو منتصف شهر ذي القعدة، يحضره جناب الخديوي أو من ينوب عنه، وينتهي بها الموكب إلى مسجد الحسين، حيث تسلم في مجلس يعقد في المسجد في حضور أمير الحج للسنة المرسلة فيها".اهـ !!
    ومن المعلوم تاريخيًّا أن السلطان علي دينار رحمه الله (ت1335هـ- 1916م) هو من اشتهر عنه كسوة الكعبة المشرفة والمحمل, فهل كان ذلك يتم في القاهرة على نفقته ثم يحمل إلى الكعبة, أم الذي ذكره البتنوني من أمر الخديوي هو كسوة ومحملٍ آخرَين؟؟ لم يظهر لي جوابه..وأرجو من صديقي البحاثة د. خالد محمد فرح أن يشفينا جواباً.
    رحلة علي الطنطاوي: لفقيد الأدب العلامة على الطنطاوي سقى الله ثراه وساقها بأسلوب فا ئق الحسن-كعادته رحمه الله
    رحلة محمد بهجة البيطار: علامة العراق المشهور رحمه الله له (الرحلة الحجازية) وهو تلميذ العلامة الألوسي رحمه الله.
    رحلة الإمام أبي الأشبال أحمد محمد شاكر: لم يفرد لها مصنفاً مستقلاً وإنما أشار إلى مشاهدته في بلاد الحرمين سنة حجه. ومع أن هذا ليس من شرطي في هذه المقالة إلا إني سأذكرها لمسيس الحاجة إليها.
    قال معلقِّاً على حديث أبي سعيد في (سنن الترمذي: 1/432 ط/الحلبي):" أيُّكُم يتَّجرُ على هذا..فقام رجلٌ فصلى معه"
    ونقل كلام الشافعي في "الأم" وكراهيته له. وكلام مالك في "المدونة" والنهي عنها.
    وقول القاضي أبي بكر بن العربي في (عارضة الأحوذي) ثم قال: " والذي ذهب إليه الشافعي من المعنى في هذا الباب صحيحٌ جليل, يُنبِئ عن نظرٍ ثاقب, وفهمٍ دقيق, وعقلٍ درّاك لروح الاسلام ومقاصده...توحيد كلمة المسلمين وجمع قلوبهم على غايةٍ واحدة..وهي إعلاء كلمة الله, وتوحيد صفوفهم في العمل لهذه الغاية.
    ثم قال:
    وقد رأى المسلمون بأعينهم آثار تفرق جماعاتهم في الصلاة, واضطراب صفوفهم, ولمسوا ذلك بأيديهم ..
    بل قد بلغنا أن هذا المنكر كان في الحرم المكي, وأنه كان يصلى فيه أربعةٌ يزعمونهم للمذاهب الأربعة, ولكنا لم نرَ ذلك, إذ أننا لم ندرك هذا العهد بمكة’ وإنما حججنا في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود, وسمعنا أنه أبطل هذه البدعة, وجمع الناس في الحرم على إمام واحد راتب, ونرجو أن يوفق الله علماء الاسلام لإبطال هذه البدعة من جميع المساجد في البلدان بفضل الله وعونه, إنه سميع الدعاء" انتهى
    رحلة الشنقيطي: (رحلة الحج إلى بيت الله الحرام): محمد الأمين الشنقيطي-صاحب "الأضواء": أما بعد: فليكن في علم ناظره أنا أردنا تقييد خبر رحلتنا هذه إلى بيت الله الحرام ثم إلى مدينة خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام ليُسْتفادَ بما تضمنته من المذاكرة والأحكام وأخبار البلاد والرجال, وما تجوّل فيه الأدباء من المجال, والغرض الأكبر من ذلك تقييد ما أجبنا به عن كل سؤالٍ علمي سئلنا عنه في جميع رحلتنا.
    اهلم أنا خرجنا من عند أهلنا بجانب الوادي ذي البطاح والمياه والنخيل, وودعنا كل قريبٍ وخليل, والبين يهيج في القلوب الداء الدخيل, فترى ورد الخدود يطله جمود الدموع, والأعين تنكرُالسّـِنة والهجوع, ماء العيون في الجفن حائر, حسبما قال الشاعر:
    ومما شجاني أنها يوم ودّعت** تولّت وماء العين في الجفن حائر
    فلما أعادت من بعيدٍ بنظرةٍ**إليّ التفــــاتاً أسلمتـــه المحاجــر
    وكان يوم الخروج لهذه القاعدة الكبيرة لسبعٍ مضين من جمادي الآخرة, من سنة سبعٍ وثلاثمائة وألف, أمّننا الله مما نخشاه من الأمام ومن الخلف" اهـ ووقعت له مسائل من علوم المنطق والأصول والفقه والتفسير واللغة والأدب والسمر.
    تجدر الإشارة إلى أن الشنقيطي رحمه الله اجتاز بالسودان فمر من جهة دارفور بـ (الجنينة) ونزل بمحطة الحكومة, وممن لقيهم من أعيان الجنينة: علي تني, والحاج مكي, وضابط بوليس (محمد عباس فقير), وأكرموه بهدايا وأحيا لهم ليلةً أدبية عامرة بالأدب والمسائل العلمية
    ومر في رحلته أيضاً بالفاشر ثم كبكابية , ام كدادة والنهود, ثم الأبيض ونزل عند (محمد خير!!) ثم توجه إلى الخرطوم بالقطار ونزل عند عبد الباقي عبد الباقي.
    واجتمع بالشيخ إبراهيم يعقوب أحد أعيان المدرسين بمعهد ام درمان الديني, ثم اجتمع بعلماء وطلاب المعهد الديني وكان غاصاً بهما يومئذ فجرت لهم معه مسائل في التفسير والمنطق واللغة والأدب دالةٌ ليس على سعة علم الشنقيطي فحسب- فهذه أشهر من نارٍ على علم- بل دالةٌ على مستوى طلبة العلم في ذلك العهد القريب.
    والتقى في رحلته رحمه الله بالقاضي يوسف النور رحمه الله قاضي أمدرمان الشرعي وجرت لهما مسائل من ضنائن العلم وغواليه.
    وفي لطائف الأدب والشعر طلبوا منه أن يلقي عليهم من نظمه فأجاب:
    أنقدت من داء الهوى بعلاج**شيبٌ يزين مفارقي كالتاجِ
    قد صدّ بي حلم الأكابر عن لمى**شفة الفتاة الطفلة المغناجِ
    ماْ الشبيبةِ زارعٌ في صدرها**رُمانتيْ روضٍ كحُقِّ العاج
    وكأنها قد أدرجت في برقعٍ**يا ويلتاه بها شعاع سراجِ
    وكأنما شمس الأصيل مذابةٌ**تنساب فوق جبينها الوهاجِ
    ..الخ نظمه الفائق..ومما أنشدهم من نظمه عن أيام طلب العلم وبطئه في الزواج:
    دعاني الناصحون إلى النكاح**غداةَ تزوّجت بيض المِلاحِ
    فقالوا لي تزوج ذات دلٍّ**خلوب اللحظ جائلةَ الوشاح
    ضحوكاً عن مؤشرةٍ رقاقٍ**تمجُّ الراح بالماءِ القَراحِ
    كأن لحاظها رشقات نبلٍ**تُذيق القلبَ آلام الجراحِ
    فكم قتلت كمِياًّ ذا دلاصٍ**ضعيفاتُ الجُفُون بلا سلاحِ
    فقلتُ لهم: دعوني إن قلبي** من الغيّ الصراح اليومَ صاح
    ولي شُغلٌ بأبكارٍ عذارى**كأنّ وجوهها غررَ الصباحَ
    ...الخ
    والمقصود أن هذه الرحلة ومقيداتها, تمسي تاريخاً موثقاً لبعض أحوال العلم وأهله في السودان, نحن في مسيس الحاجة إلى إبرازه. وودت لو أني وجدت لبعض علماء السودان مصنفاً في ذلك, غير أني سمعت أن للقاضي يوسف النور وأبي طاهر محمود السواكني مصنفاً!! فأرجو أن يوفق الله فريق ندوة العلامة عبد الله الطيب برئاسة د.الصديق عمر الصديق إلى إخراج هذه الكنوز.
    وسننتظر جواباً من فضيلة شيخنا العلامة عبد الرحمن حامد ادريس –سيما وهو من تلاميذالسواكني– جواباً في كشف آثاره العلمية قريباً إن شاء الله.
    انتهى آخر ما أردت جمعه, والله أعلم.
    د.عبد العزيز على جامع
    (عضو ندوة العلامة عبد الله الطيب)
    [email protected]
                  

11-05-2010, 02:18 PM

الفاتح سليمان
<aالفاتح سليمان
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 1735

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من أدبِ الرحلات: رحلاتُ الحج نموذَجًا (Re: عبد العزيز جامع)

    يا حاج سلامات


    والله جميل انك هنا

    المكان ح يكون اجمل بوجودك



    تحياتنا وحجك مقبول انشاالله كان السنة دي ولا الجاية


    المهم

    اللون الابيض جاهز واللون الازرق للكتابة في باب الحوش يا داخل هذا الدار

    صلي علي النبي المختار


    واهم حاجة انو الركيزتين جادات


    فمرحب بيك تاني وتالت


    تحياتنا لكل ناس اللجنة الهناك والبرة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de