|
Re: تدخين البنات - الخروج من العادات - منقول من (الأحداث) (Re: هاشم محمد الحسن عبدالله)
|
برز التدخين باعتباره ممارسة سلبية بشكل واضح.. ففي الوقت الحاضر أثبتت الدراسات الطبية أن التدخين من العوامل الرئيسية المسببة للعديد من الأمراض مثل: سرطان الرئة، النوبات القلبية، ومن الممكن أن يتسبب أيضا في حدوث عيوب خلقية بالاضافة الى مضار اخرى متعددة.. وارتبط التدخين بالرجل فإذا دخنت امرأة يعد شيئا مثيراً للدهشة والجدل معا.. ورغم ذلك انتشرت ظاهرة التدخين وسط شرائح متعددة من الفتيات على اختلاف اعمارهن ومستوياتهن التعليمية.. وما بين التجربة بداية التدخين والمحاكاة فن عشق التقليد تغرق الفتاة في بحر الإدمان ووسط تيارات الأسئلة تبحث المرأة عن اثبات الوجود؟؟ أم تراه الفتاة شعورا بالتمرد على القيم والعادات؟ ذهبت الى أحد محال (الكوافير) ذائعة الصيت وأول ما وطأت قدماي ارض المحل كانت رائحة التبغ من - سجائر الى شيشة - تزكم الانوف ورأيت بأم عيني ثلاث فتيات في عمر الدراسة الجامعية وهن ينفثن الدخان بلا حياء ولا خجل ودون الاهتمام بنظرات الاستنكار التي احاطتهن من كل جانب.. جلست الى جوارهن واستمعت الى الحديث الدائر بينهن عسى أن اقف على حقيقة الموقف قالت إحداهن ويبدو انها قائدة المجموعة: الجميع يستنكر شربي للسيجارة ولكن أنا (ما شغالة بي زول) لأن الهم الذي تحمله السيجارة عني لا يقوى احد على حمله حتى ولو كان أبي ذات نفسه قاطعتها زميلتها قائلة (هو في زول جايب خبر نحن بنعمل في شنو). الفتاة الثالثة على ما يبدو انها (مستجدة) قالت بشيء من الخوف (والله أنا أهلي لو عرفوا حيكتلوني عديل كدة) اقتربت منهن اكثر فسألت احداهن: لماذا تدخن وكيف بدأت؟ نظرت الي بشيء من الريبة والشك وقالت: من انتِ حتى تسأليني؟ أجبتها بأني فتاة مثلها واريد معرفة فائدة التدخين قالت: أنا بدأت التدخين عندما كنت في المستوى الثالث من الجامعة عندما مرت بي مشكلة ولم اجد لها حلا نصحني أحد الزملاء (بشرب سيجارة) وأظنه كان يمزح معي فأخذت الأمر مأخذ الجد وفعلاً دخنت اول سيجارة من باب التجربة فقط وفعلا شعرت براحة ونسيت ما كنت أعانيه.. قاطعتها وهل السيجارة كانت سبباً في حل مشكلتك؟ اجابت بشيء من الضيق: المهم انها بتخفف عني. ضعف الرقابة الأسرية حملت هذه التساؤلات ونزلت بها الى الشارع العام حيث التقيت بالاستاذ: السنوسي العاقب الذي قال: ظاهرة التدخين وسط الفتيات ظاهرة غريبة على مجتمعنا السوداني وانا لم اشاهد حتى الآن فتاة تدخن امامي ولكني سمعت بأن هنالك فتيات مدخنات وسط طالبات الجامعة وأرجع الامر الى ضعف الرقابة الأسرية. كما التقيت بفاطمة السيد ربة منزل والتي قالت: والله ده كلام غريب انا التدخين عند الرجال عندي فيهو راي خلي البنات وقسما اعرف انو بتي بتدخن سجاير إلا أكسر رقبتها. الضعف العاطفي والتدليل الزائد الدكتورة سلافة بسطاوي دكتورة في علم الاجتماع من مركز التأهيل الطوعي لحماية المرأة والطفل قالت في الاتصال الذي جمعنا بها ظهر الامس: التدخين للفتيات فعلاً مخالف للعادات والقيم في مجتمعنا السوداني المحافظ واعتقد ان الدوافع الأساسية لتدخين الفتيات هي التمرد على القيم والعادات والتي تعتبرها الفتاة المدخنة عادات مقيدة للحريات كما ان الفتاة تلجأ للتدخين للظهور بشيء غير مألوف وغير متعارف عليه لتلفت الأنظار اليها كما تعتقد المدخنة أن التدخين كسر للحاجز بين الفتاة والمجتمع وارجع الاسباب التي تؤدي الى إدمان الفتاة للتدخين الى التفكك الأسرى بانفصال الابوين ووجود زوج أم أو زوجة أب فتدمن الفتاة التدخين ظنا منها انه يخلق لها عالمها الخاص ومن اسبابه ايضاً عدم الثقة بالنفس فعلى الفتاة ان تثق بمهاراتها وقيمها التى تجعل منها محطاً للأنظار والفشل الاكاديمي وتعاطي احد الوالدين للتبغ يكون سببا مباشرا لإدمان الفتاة ولرفقاء السوء الدور الاكبر في هذا الأمر والبيئة المحيطة واهم اسباب ضعف الرقابة الاسرية وعدم إلمام الاسر بمؤشرات إدمان التدخين رغم وضوحها.. ومن الأسباب أيضاً الضعف العاطفي في الاسرة وعدم الاهتمام بالاحتياجات العاطفية للفتاة وبالمقابل أيضاً نجد ان التدليل الزائد وتلبية كل الرغبات ايضا يؤدي الى إدمان الفتاة التدخين وفوق كل ذلك ضعف الوازع الديني الذي يجب ان تحتكم اليه الفتاة.
الاحداث
| |
|
|
|
|