الشاعرالكبير عبد القادر الكتيابي يقول لـ (صوت برؤوت).. (1-2)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 02:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-30-2010, 01:21 AM

عصمت معتصم بانقا

تاريخ التسجيل: 10-20-2010
مجموع المشاركات: 30

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشاعرالكبير عبد القادر الكتيابي يقول لـ (صوت برؤوت).. (1-2)

    الشاعرالكبير عبد القادر الكتيابي يقول لـ (صوت برؤوت).. (1-2)

    *** الشاعرية ظاهرة مورطة لصاحبها..
    *** ليس وراء هذا الحديث وهذه الأفكار نوايا لأن أطرح نفسي شيئاً آخر...


    حاوره:عصمت معتصم البشير

    كنت أتخيل ولاية البحر الاحمر هكذا..الإهتمام بالآداب والفنون تأسس منذ الطفولة..الملتقيات الأدبية هي الرئة التي يتنفس بها إبداع المبدعين.. لدينا في الأسرة تجربة رحيل مبكر لبعض المبدعين.. هاجس الموت والشبه بيني وبين خالي التجاني يوسف بشير نقص عليّ..ودفعني إلي محاولات الإستمساك بالعقيدة.. أحاول أبدد الرغبة في كتابة الشعر بأفعال أخري.. الشاعرية ظاهرة مورطة لصاحبها.. ليس لديّ نوايا لأن أطرح نفسي شيئاَ آخر.. أحياناً يخرج الشعر رغماً عني.. الأدب السوداني في خارطة الثقافة العربية موقف يحتاج إلي كثير من النظر و التأمل.. بسبب التفرد في التنوع تعثرت عندنا الخطي.. الأدب السوداني أمامه مسؤولية كبيرة وصعبة.. الطيب صالح إستضاف مثقفي العالم تحت عمامتنا السودانية.. قمت بتسجيل براءة الفكرة للمعجم الأطلس للقري والحَلَال في السودان.. المعجم أكبر موسوعة للحياة السودانية.. السباق بين الشعراء ليس كسباق الخيول.

    - هذا ما جاء في الحوار الذي أجريناه مع الشاعر المعروف جداً والكاتب الكبير والإعلامي المتميز عبد القادر عبدالله الكتيابي.. الذي عرفه الناس من خلال دواوينه الشعرية (رقصة الهياج).. و(هي عصـاي).. و(قامة الشفق).. والمجموعة الشعرية الكاملة(ديوان الكتيابي).. بجانب أعماله الغنائية(لمحتك).. و(علي بابك).. وغيرها.. وكان الأديب الشاعر قد جاء لولاية البحر الأحمر بدعوة من جامعها للمشاركة في تخريج عدد من الدارسين في الدورة التدريبية التي طرحتها مؤسسة البابطين.. وفي جلستين إستثنائيتين خلال يومين إستمرتا لعدة ساعات جلست إليه في(ثقافي برؤوت)وسألته عن تجاربه في مجالات الكتابة.. وفي كثير من قضايا الأدب..حيث إبتدر حديثه قائلاً...

    - حقيقة هذه زيارتي للشرق عامة إلي مدية بورتسودان خاصة لانني تجولت تقريباً ًفي ثلثي مساحة هذا الوطن الكبير وشاء الله عز وجلّ أن تكون زيارتي إلي بورتسودان في هذه الأيام بدعوة من الإخوة في جامعة البحر الأحمر بمناسبة تخريج دفعة من الدارسين في الدورة التي تطرحها مؤسسة البابطين.. ثم أنني أعتذر لأهلي في ولاية البحر الأحمر بأن زيارتي جاءت متأخرة وهذا ليس بملكي، ولم يكن بيدي فقد ظلت نية هذه الزيارة تلازمني منذ طفولتي، خاصة وأن لي أقارب وأهل وأحباب في هذا الجزء الحبيب من الوطن النبيل.
    اللوم الذي أستشعره في التقصير أنني أحس بأن واجبي في حمل هم القلم أن أصل أهلي في كل شبر من هذا الوطن، و لكنني أمضيت في الغربة قرابة العشرين عاماً.. والحمد لله الذي وفقني لزيارة ولاية البحر الاحمر.


    **وكيف وجدت ولاية البحر الأحمر؟
    - قبل أن أحضر لهذه الولاية رسمت صورة لها في خاطري.. ومن غريب التوقعات أن الصورة التي كانت في مخيلتي تكاد تكون متطابقة لما هي عليه في الواقع.. كنت أتخيلها هكذا ولاية وادعة هادئة منظمة يطرأ علي جوها العام تآلف الناس والتعائش وأنها ولاية آمنـــة، وهذا أهم ما في الأمر.

    **أخي كتيابي نود أن نعرف بداية التكوين.. وكيف تأسست علاقتكم الروحية والنفسية بين الكتابة والقلم؟..

    - المكونات عادة لكل صاحب إهتمام أو ميل للآداب والفنون تتأسس منذ الطفولة.. فالبيئة هي المزرعة التي ينبت فيها الإنسان كاملاً بقلبه ووجدانه وإحساسه وبكل المؤثرات التي يتأسس عليها.. فقد نشأت في أسرة كانت تحفل بالآداب والفنون وتشتغل بتعليم القرآن الكريم، فالخلوة جزء من البيت والبيت جزء من الخلوة، وبين الخامسة والسادسة من العمر دُفِع بي كحال إخوتي وأندادي إلي الخلوة لحفظ القرآن الكريم، ولتعلم مبادئ اللغة العربية والفقه والنحو، وأتيحت لي بفضل الله فرصة مجالسة العلماء من آبائي وأجدادي وأعمامي، وإخوتي الأكبر مني سناً، ومنذها أخذت أتوجه إلي ما هم عليه من توجهات في الإحتفال بالثقافة والشعر والأدب، وبعد مرحلة الخلوة الأولي وتعلُم مبادئ الفقه والنحو دُفِع بي إلي الدراسة الأكاديمية فأُلحِقتُ بمدارس أمدرمان فكانت الأولية بمدرسة الهجرة ثم المدرسة الأهلية المتوسطة، ثم مدرسة المهدية العليا، ثم هاجرت بعدها إلي مصر حيث جلست لإمتحان الشهادة الأزهرية.. وخلال هذه الرحلة الطويلة كنت أستصحب معي ذات الإهتمام الأدبي والثقافي.
    ولايفوتني أن أُذَكِر بأن هذا البيت الذي وصفته ونشأت فيه خرج منه قبلي خالي المرحوم الشاعر التجاني يوسف بشير، وخرج منه إبن عمتي الشاعر المرحوم محمد عبد الوهاب القاضي، وكذلك عمنا المرحوم الشاعر محمد سعيد الكهربجي، كما خرج منه شقيقي الأكبر الشاعر المرحوم أحمد عبد الله الكتيابي، وعدد من الإخوة.. وكذلك إبني خالتي صديق وعبد اللطيف المجتبي, والشقيق الأصغر عبد المنعم الكتيابي, وكل هؤلاء لهم في الشعر تاريخ مضئ وفي الكتابة في الأدب، ولايزالون يزحمون الساحة لأدبية والثقافية ويملأؤنها، ويضيفون إليها من عطائهم.

    **لا شك أن مصر مركز لإشعاع الثقافة والآداب والعلوم.. فإلي أي مدي إستفدتم من وجودكم فيها؟
    - في خلال فترة الدراسة في مصر أُتيحت لي أن أشارك في عدة منابر ثم بعدها أُتيح لي أن أنشر ديواني الأول(رقصة الهياج) في العام 1982 في القاهرة، والذي وجد إهتماماً وإقبالاً كبيراً من المهتمين بالآداب والثقافة السودانية عموماً بل وفي حتي البلدان العربية التي زرتها وجدت أن هناك من حاز علي هذا الإصدار درجة من الإهتمام عنده.. وبعدها عدت إلي الخرطوم وعملت في التدريس ثم الصحافة، ثم هاجرت إلي دولة الأمارات العربية المتحدة عام 1986 وهناك أصدرت الديوان الثاني (هي عصاي) ثم الديوان الثالث(قامة الشفق) ثم بقيت في الأمارات حتي عام 2003, من ثمّ عدت إلي الخرطوم، وأصدرت المجموعة الكاملة(ديوان الكتيابي) في عام 2006، ولا أزال علي ذات النسق الذي نشأت عليه أقيم صالوناً أدبياً في بيتي ، وهذا الصالون عمره يتجاوز الثلاثين عاماً يجتمع فيه كل جمعة عدد من الأصدقاء والأدباء والكُتاب المعروفين والشباب يتبادلون المعارف والآراء، ويتفاكرون في شؤون الأدب والثقافة السودانية.


    **علي ذِكرِ الصالونات الأدبية ماهو دورها _حسب رؤيتكم_ في نهضة الشعر والأدب عامة في السودان؟..
    -أخي عصمت- لا يفوت عليك أن الآداب والفنون في الأمم لا يستطيع أحد أن يحدد لنشأتها تاريخاً بعينه.. فهي إفراز طبيعي للتعائش المجتمعي، لذلك لا نستطيع أن نقول بأن النظام المؤسسي للإتحادات والجمعيات كان سابقاً وقديماً.. فلم تكن هناك إتحادات للكُتاب والأدباء، ولا جمعيات ثقافية.. بل كانت اللقاءات العفوية والتلقائية عادة تتم في بيوت ومجلس الأدباء والعلماء، وهذا الأمر ليس بجديد بل منذ عهد بعيد، ومعروف عن تاريخ الفلسفة والمعارف الإنسانية أن إفلاطون كانت له خيمة يجتمع معه فيها ويأوي إليها كثير من العلماء والمهتمين بالمعارف.. وهكذا كان من جاء بعده من الفلاسفة والحكماء والعلماء.. هذا في تاريخ الإنسانية عموماً.. وفي التاريخ العربي معروف أن هناك أسواق للشعر وللأدب.. أما في السودان فحالنا حال سائر الناس، فكان الناس يجتمعون في بيوت العلماء والأدباء وفي بعض الأماكن العامة كالأسواق والمقاهي يسمِعون بعضهم بعضاً.. فتاريخنا في الصالونات الأدبية قديم.. وما إستطعنا أن نوثق له في الصالونات القديمة التي ساهمت في صنع فكرة وتكريس الإستقلال مثلاً صالون نادي الخريجين, ومجموعات كانت تلتقي في بعض البيوت لشعراء أمثال خليل فرح وصالون الشيخ الطيب السراج وصالون الإجزخانة في المحطة الوسطي الخرطوم والذي كان يؤمه الشعراء منير صالح عبد القادر والمجذوب والشاعر محمد محمد علي وآخرين وكذلك صالون المرحوم عبد الله حامد الأمين في منطقة البوستة بأمدرمان، كما كانت هناك صالونات أدبية مماثلة في انحاء ومدن السودان المختلفة.
    وطبعاً قبل الإستقلال لم تكن لنا وزارة للثقافة والإعلام، وكانت هناك وزارة الإستعلامات فإذا خوطبت لتمثيل أدبي ليس هناك إتحاد تخاطبه الوزارة لإختيار أدباء وشعراء يمثلون السودان في الخارج فكانت تلجأ إلي الصالونات الأدبية العريقة بإعتبارها إتحادات أدباء وكُتاب.. فأدب الإنتداء وإقامة الندوات هو حاجة ماسة للوسط الأدبي، والملتقيات الأدبية هي الرئة التي يتنفس بها إبداع المبدعين، لأنه حينما يَسمَع المبدع ويُسمَع تزدادحماسته للعطاء والمضي قدماً في هذا الطريق.. أما أن يبقي منعزلاً وبعيداً منزوياً عن الناس لايستطيع أن يستفيد من تجارب الآخرين ، وكذلك لن يفيدهم.


    **هل لنا أن نعرف كيف إستطعت أن تطور أدواتك الشعرية من رقصة الهياج وهي عصاي حتي قامة الشفق لتخرج المجموعة الكاملة؟..

    - في حقيقة الأمر أن البرمجة للتطوير قد تصلح لشؤون كثيرة في الحياة إلا الشعر والرسم والفنون عامة.. لأن هذه تتطور داخل الإنسان بتلقائية طبيعية فيه.. ما دام هو حريصاً علي أن يلتزم صدقية التعبير بينه وبين نفسه.. بأن لا يكتب إلا تحت إلحاح المزاج.. ألا يكتب إستجابة لأهواء أو لمؤثرات ذهنية.. وألا يكتب بالتكليف ألا يفتعل الكتابة.. فالشعر هو نضح تلقائي من وجدان صاحبه.. مثلاً فإذا كنت قد كتبت مثلاً قصيدة في مثل هذا اليوم 1/7/2009 الآن ولم أكتب بعدها إلا في 1/7/2010 سيكون الفارق بين النصين في مقياس التطور هو ذاته الذي يكون عند الشخص الذي يكتب في 1/7 وفي 2/7 وهكذا ويكتب 365 قصيدة حتي يصل إلي النص الأخير.. فمعدلات النمو والتطور سواء كتبت أو لم أكتب هي قائمة وحية ومتحركة داخل الإنسان صاحب هذه الخميرة الإبداعية.

    **الموت حقيقة كائنة .. ولديكم في هذاالأمر مخاوف وهواجس.. خاصة وأن الشعراء في أسرتكم يرحلون في ريعان شبابهم.. وفكرة الموت بالطبع لها أثرها سلبياً أو إيجابياً.. فماذا عن إنعكاساتها علي المفردة وعلي الحرف وعلي القصيدة وعلي مزاجكم الشعري؟..
    - طبعاً سؤال الحياة والموت هو سؤال فلسفي كبير يعتري كل الناس فمنهم من يأخذ به متعمقاً فيه ومتوسعاً في التحليل والبحث والتأمل، ومنهم من يتجاوز هذا السؤال.. إما جهلاً أو تجاهلاً ومنهم من يهرب منه خوفاً أو تأجيلاً بحجة ألا يضيع عليه زهرة شبابه.
    الواقع عندنا في الأسرة كما ذكرت لك- يا صديقي عصمت- تجربة رحيل مبكر لبعض الموهوبين في أبناء الأسرة.. فمن الطبيعي أن تُبث في نفوس الناس شيئاً من الخوف خاصة الأمهات والآباء والذين يشفقون علي صغارهم، وكذلك هاجس الشبه أن يكون الإبن شبيهاً بخاله شبهاً شديدا ويكون ذلك الخال قد رحل مبكراً، أو أن يكون إبن الأخت سلك طريق خاله وقد رحل ذلك الخال مبكراً، فهذا من الشئ الطبيعي أن يلقي بظلاله علي الفرد ومن حوله.. وهناك فكرة عالمية متداولة حول علاقة الموت بالعبقرية وقد كُتِبت فيها كُتُب.. والحقيقة هذا الهاجس قد عبرت عنه في مقدمة ديواني.. إنه كان يسكنني حقاً.. وذكرت أن الإيجابية التي أفدتها من هذا الهاجس كانت أن دفعني في إتجاه الدين إلي مزيد من الحذر ومزيد من محاولات الإستمساك بالعقيدة.. ربما زجرني أو نقص عليّ- بالتعبير العام- أن أكون كما يكون شاعر الشباب في سنه من الإنطلاق ومن الغفلة و ما إلي ذلك.. وهذه قد تكون إيجابية إلي حدٍٍ كبير.. وهذا ما دفعني للمواجهة الشجاعة في التفكير في حقيقة الحياة والموت.


    **ألم يؤثر هذا الأمر علي المنتج الشعري لديكم أو يوجه شكل كتابة القصيدة؟
    - كون هذا الأمر يؤثر علي الإنتاج من حيث هو هذا لم يحدث.. لأن هذا أيضاً في حد ذاته شكل من أشكال التفاعل الوجداني ينتج عنه تعبير.. لذلك هو لا يؤثر.. ولكن أن يوجه شكل الكتابة ربما يكون هذا وارداً.. وليس بالضرورة أن يتم التوجيه بتخصيص نصوص في ذلك، ولكنه همٌ وهاجسٌ يطلُ من داخل نصوص لا علاقة لها بهذا المعني.
    مثلاً التجاني يوسف بشير كان يرثي طفلاً.. وهو إبن أخته ووالده إبن خالة التجاني إذ يقول:-

    قـرأ الزمـان عليك معنيً ساميـاً ورأي منك سـرائر مثل سرائري
    فرماك في العهد البرئ بما رمي حظـي به ودهي جسيم خواطــري
    فهنا إذا أخذنا الشطر الأول من البيت الأول هذا خطاب للطفل، وإذا أخذنا الشطر الثاني من نفس البيت نجد فيه أطلت قضية الشاعر أو الهاجس (الشبه) في حين أن الموضوع نفسه ليس هو الهاجس. أما إذا أخذنا البيت الثاني نجد أن الامر واضحاً.. أي هكذا يطل الهاجس أو القضية الشخصية حتي ولو كان في قصيدة غز ل..وحتي في نصوص غالب عليها الوجدانيات والإشتياق و الطبيعة .. صدقني لابد أن يطل هذا الهاجس. ولكن هو لا يؤثر سلباً علي بنية النص.


    ** لكن من الممكن أن يؤثر سلباً علي الشاعر بأن يترك الكتابة في هذا الضرب من الأدب؟..
    - هذا ايضاً ورد عندي كثيراً.. فحاولت هذه المحاولات ولا أزال أحاول أن أبدد الرغبة في كتابة الشعر بأفعال أخري لا علاقة لها بالكتابة الشعرية وبذلك يستطيع المرء أن يخرج من مزاج الكتابة، ومن ذلك الهاجس.


    **إذن هل هذا محاولة للهروب من هواجس الحياة والموت؟..
    _- نعم .. كتبت عن ذلك في كتابي (صريف الأقلام) تحت عنوان مأزق الشاعرية.. وهو هروب من مأزق ظاهرة الشاعرية في الفكر الإنساني والتي تحدثت عنها بإستفاضة في ذلك المقال.. بأنها ظاهرة مورطة لصاحبها، ليس في إتجاه مخاوف هواجس الحياة والموت فقط،و لكن في إتجاه إنصاف القدرات .. فكلمة شاعر في المعرفة الإنسانية عامة قد تنزل بالشاعر درجة عن المفكر..حتي في الإشارات القرآنية إذ يقول تعالي(وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون...) وعندنا السائد في كلام الناس يقولون لك (هذا كلام شعر)، والإمام الشافعي يقول:-
    ولولا الشعرُ بالعلماءٍ يُزُري لكنتُ اليومَ أشعرَ من لبيد
    فهذه شهادة بأن الشعر ينزل درجة بالعالم.. فقط لأنه يقول الشعر، في حين أن هؤلاء العلماء الكبار والأئمة جميعهم بدأوا شعراء وتخلوا عن ذلك.

    **وهنا يجئ سؤالنا في ماذا يفكر الكتيابي؟.. وهل هذا إتجاه نحو إتجاهات الفكر؟..
    _ - طبعاً لولا وجود الفكر مسبقاً ما خرج الشعر.. يعني أن يكتب أحدهم شعراً فذلك يعني ضمنياً أنه صاحب فكر .. ولكن ليس وراء هذا الحديث وهذه الأفكار نوايا لأن أطرح نفسي شيئاً آخر.. بل لست بحاجة لأن أطرح نفسي في الأصل لأي شئ، إنما هي مجرد تأملات تعتريني، وأفكار ورغبات أحياناً أنتصر عليها في مقاومتها، وأحياناً تهزمني فيخرج الشعر رغماً عني.

    **هنا يجدر السؤال .. ماذا عن رؤيتكم للقصيدة الفكرة والقصيدة الخاطرة؟..-
    - طبعاً - ياأخوي عصمت- الشعر شعر والنظم نظم.. فالقصيدة التي تبني كما تبني العمارة هي شكل من أشكال البناء وهذا البناء وُضِعت له مخططات وابعاد واسس وأهداف وغايات والشعر الصِرف ليس كذلك، والشعر القراح ليس كذلك.. إنما هو مناخ نفسي محدد يتملك صاحبه ويُلِح عليه أن يكتبه، وهذا هو النُضح التلقائي الذي أعنيه.
    في الحقيقة أنا لم أتعامل مع النظم، ولا أعرف عنه كثيراً فأنا ربما لا أكتب سنة و سنتين وقد مرت علي سنتان ولم أكتب نصاً واحداً.. وأؤكد لك بأني مقلٌ في الكتابة، ولكن تحت إلحاح صادق وقوي لحالة الكتابة.. فلا بد أن يكون مزاجاً مُلِحاً.


    **إذن وكيف لكم أن تُعَبِروا عن خواطركم؟..
    - في حالات الكتابة النثرية نعم.. عندي كتاب في النثر إسمه (صريف الأقلام) فيه خواطر وبحوث ومقالات ودراسات في اللغة ، وخواطر حول القرآن الكريم وفيه ايضاً إجتهادات في مسألة الأعشاب الطبية بين العلمية والممارسة الشعبية، كما فيه إهتمامات مختلفة, ولكن الشعر هذا شأنٌ آخر.-

    يتبـــــع-



                  

10-30-2010, 05:51 AM

haroon diyab
<aharoon diyab
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 23215

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعرالكبير عبد القادر الكتيابي يقول لـ (صوت برؤوت).. (1-2) (Re: عصمت معتصم بانقا)

    مرحب بالاستاذ عصمت

    ومراحب بالقامة الكتيابي

    والف شوق الي برؤوت
                  

10-30-2010, 05:59 AM

haroon diyab
<aharoon diyab
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 23215

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشاعرالكبير عبد القادر الكتيابي يقول لـ (صوت برؤوت).. (1-2) (Re: haroon diyab)

    الاستاذ الكتيابي متالقا

    في منتدي الحروف نسخة الدوحة

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de