|
التماس السوداني على صفيح ساخن !!!!!!!!!!!!!
|
Quote: التماس السوداني على صفيح ساخن أهالي جنوب كردفان ينتظرون نتيجة المواجهة بين شريكي الحكم (الجزيرة نت)
أشرف أصلان-الخرطوم مع اقتراب قطار اتفاقية نيفاشا للسلام من محطته الأخيرة المتمثلة في استفتاء الجنوب, ومع تعاظم مخاطر الانفصال, تبدو في الأفق مشكلة أخرى تنذر بمزيد من التوتر وتفتح الباب أمام احتمالات جديدة تهدد السودان بمزيد من التفتت. إنها الأزمة المقبلة وتحمل عنوان جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي, وهي المناطق الثلاث التي كانت لها ترتيبات خاصة تتزامن مع تقرير مصير الجنوب.
وإذا كان مصير الجنوب سيتحدد عبر الاستفتاء, ومستقبل أبيي صار رهنا بالتحكيم الدولي, فإن مصير جنوب كردفان والنيل الأزرق رغم النص على كونهما جزءا من الشمال, ربما يكتب له الاستقرار أو التوتر حسب الطريق الذي ستسير فيه المشورة الشعبية.
وهذه المشورة هي الآلية التي أقرتها اتفاقية نيفاشا ليقول سكان هذه الولايات المتاخمة لحدود الجنوب رأيهم, إما بتأييد الاتفاقية بشكل نهائي أو الدخول في مفاوضات مع الحكومة عبر وسطاء لمعالجة أوجه القصور, إن اعتبروا أنها لا تلبي طموحاتهم.
ويعتقد بأن الحركة الشعبية لتحرير السودان وافقت على اعتبار جنوب كردفان والنيل الأزرق خارج نطاق الجنوب, في إطار تنازلات مقابل تخلي الحكومة عن تمسكها بمنطقة أبيي، الأمر الذي دفع إلى اعتماد آلية المشورة الشعبية وليس الاستفتاء لحسم النزاع السياسي في الولايتين.
(تغطية خاصة) قلق متزايد ويتابع أهالي جنوب كردفان والنيل الأزرق ما يجري على صعيد استفتاء الجنوب وسط أجواء من الترقب, فالانفصال قد يغري البعض بالتحرك على ذات الصعيد, بينما تنذر الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة بتمهيد الطريق في هذا الاتجاه, على خلفية محاولات لاستغلال ملف أهالي النوبة ومحاولة تقسيمهم إلى شماليين وجنوبيين.
وهنا يقول عضو وفد الحكومة السودانية لتحكيم لاهاي محمد عثمان السماني إن التوتر سيقع حتما في ولايات التماس, مشيرا إلى أن السياسيين من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية تجاهلوا الرجوع إلى قبائل تلك المنطقة التي بيدها الحل والعقد, كما يقول.
ويشير السماني في حديثه للجزيرة نت إلى أن قبائل التماس التي تعمل في الرعي لن تعترف بالحدود السياسية, حيث تسعى وراء المرعى حتى لو كان خلف النقاط التي حددها السياسيون.
وفي هذا السياق يقول إن مشكلة أبيي "لو تركت لقبائل المسيرية والدينكا لتم الحل دون تحكيم دولي"، مقترحا تشكيل كيانات على المستوى المحلي في جنوب كردفان والنيل الأزرق لتجنيب هذه المناطق مخاطر الانزلاق إلى حروب ومواجهات أو التحول إلى ساحة مناورة قد يستغلها متمردو دارفور للمناورة مع الخرطوم.
ويتوقع السماني أن تستغل كل قوى المعارضة والتمرد جنوب السودان في المستقبل للضغط على الخرطوم لنيل مكاسب سياسية وتفاوضية.
رعاة البقر بجنوب كردفان يتحركون وراء المرعى حتى لو كان خلف الحدود (الجزيرة نت) انتشار النزاع وفي هذا السياق يقول أستاذ الاقتصاد العام بجامعة النيلين حسن بشير محمد نور للجزيرة نت إنه لا بد من تجنب جميع العوامل المؤدية إلى الهجرة والنزوح جراء الانفصال في حال وقوعه، "لأن ذلك سيشكل بذرة خصبة لانتشار النزاع على نطاق أوسع بما يحفز على التحرك نحو الانفصال في مناطق أخرى".
ويضيف "من المهم الوضع في الاعتبار مشاكل الحدود والتداخل القبلي، وتعدد الأديان والثقافات في أي من جزءي البلاد حتى بعد الانفصال، والذي لن تنتج عنه دولة متجانسة عرقيا كما يتصور البعض".
ويقترح حسن بشير إعادة الاتفاق حول الجوانب المتعلقة بتقاسم الموارد خاصة البترولية، وكذلك الاتفاق حول استخدام الأصول العامة المتاحة بما فيها الموانئ والمطارات والطرق والجسور والسدود والخزانات ومنشآت البترول وخطوط الأنابيب الناقلة له. وفي هذا الصدد يرى أن ما ورد في اتفاقية تقاسم الثروة غير كاف لتجنب الخلافات العميقة المؤدية إلى العنف.
ويعتقد كثيرون في جنوب كردفان والنيل الأزرق أن الحكومة المركزية تتعامل معهم بقدر متزايد من التهميش, لأنهم -كما يقول بعضهم- لا يشكلون أي تهديد في الوقت الراهن.
وفي هذا السياق يقول المسؤول بالحركة الشعبية في جنوب كردفان قمر دلمان للجزيرة نت إن العودة إلى حمل السلاح احتمال وارد ما لم تحقق المشورة الشعبية طموح أبناء الإقليم، مضيفا أنه من المحتمل أيضا "الاستقواء بالخارج عند المطالبة بتقرير المصير على غرار الجنوب أو حتى من خلال التحكيم الدولي كما هو حال منطقة أبيي".
وحذر دلمان من مخاطر فشل الحكومة المركزية في الحفاظ على الحقوق الثقافية والدينية لشعب النوبة بجنوب كردفان، واصفا المشورة الشعبية بأنها الصراع المؤجل من مرحلة المفاوضات إلى الوضع الراهن الذي يشهد -كما يقول- توترا على الأرض بسبب انتشار القوات الحكومية "غير المبرر" في نحو مائة موقع بجنوب كردفان. كما لخص سوداني نوبي -رفض ذكر اسمه- الأزمة بقوله "لقد حاربنا حكومة الشمال تحت راية الحركة الشعبية ليس حبا في الحركة ولكن كرد فعل على المظالم القديمة والتهميش"، مضيفا "نحن مستعدون أكثر من أي وقت مضى لتكرار سيناريو الجنوب الذي يستعد للانفصال". المصدر: الجزيرة
|
|
|
|
|
|
|