قارةٌ ضائعةٌ: مئة وجهٍ ولا وجه-الغناء السوداني مثالاً

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 04:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-10-2010, 07:30 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قارةٌ ضائعةٌ: مئة وجهٍ ولا وجه-الغناء السوداني مثالاً

    على سبيل إنعاش ذاكرة القارئات والقراء،نورد بعض اللكنات التي ستساعد في مزيد من الفهم لما سيرد في مقاربتنا النقدية

    هنا أمثلة على السرقات الفنية التي يمارسها المركز الثقافي المصري في تعديه الصارخ على إبداعات الهامش الثقافي السوداني:
    هنا يغني الفنان المصري "كدا كدا يا الترلة" باعتبارها من التراث النوبي:



    نلاحظ في الأغنية التالية كيف أعاد محمد منير الاعتبار للغناء السوداني من خلال توضيح الأثر الكبير الذي لعبه الغناء السوداني في إثراء تجربة محمد منير الغنائية

    و أدناه "وسط الدائرة بصوت صاحبها الفنان الكبير محمد وردي:

    أدناه مثال على الأداء الغنائي الوقور من خلال أنصع نماذجه أي الفنان الراحل المقيم"مصطفى سيدأحمد":

    و أدناه أمثلة مضادة للأداء الغنائي الوقور :
    المثال الأول هو مثال البعيو الذي سبق أن هجر الغناء لأسباب دينية ثم عاد للغناء مجددا مما أدى لاتهامه بالكفر و الخروج على الملة،وسنأتي بالاثبات لاحقا بعد نشر مقاربتنا النقدية

    المثال الثاني هو مثال الفنان الكبير الراحل المقيم سيد خليفة،وهو من المؤسسين للأداء الغنائي الراقص

    و أدناه سرقة فنية أخرى قام بها المركز الثقافي المصري في أحد الأفلام المصرية القديمة أسود وأبيض:

    المثال الثاني هو مثال الفنان الكبير النور الجيلاني ويمتيز أداؤه بالدرامية والرقص،و نحن هنا بازاء واحدة من أنجح أغاني الأطفال ألا وهي أغنية "خواطر فيل":


    و أدناه مثال الجيلاني الواثق:

    و هنا مثال "حنان بلو بلو" و تصاحبها في الرقص فرقة شعبية:
                  

10-12-2010, 02:26 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قارةٌ ضائعةٌ: مئة وجهٍ ولا وجه-الغناء السوداني مثالاً (Re: osama elkhawad)

    سلام ياصديقي الشاعر الناقد المشاء ، إذن سيعود الي البورد بعض بريقه
    لك التحية ..وفي إنتظار المقاربات .

    (عدل بواسطة عبد المنعم ابراهيم الحاج on 10-12-2010, 03:39 AM)

                  

10-12-2010, 02:44 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قارةٌ ضائعةٌ: مئة وجهٍ ولا وجه-الغناء السوداني مثالاً (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    شكرا للشاعر و الروائي المقاتل عبد المنعم ابراهيم الحاج
    سأنشر المقاربة غدا كان ربنا هوّن
    تحياتي لسمية والعيال
    مع خالص المحبة
                  

10-12-2010, 07:28 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قارةٌ ضائعةٌ: مئة وجهٍ ولا وجه-الغناء السوداني مثالاً (Re: osama elkhawad)


    الكاتب المغربي الكبير:عبد الكبير الخطيبي
    قارة ضائعة: مئة وجه و لا وجه*
    ( الغناء السوداني مثلا)
    في الرحيل نصطحب-دائما- ذكرياتنا و تقاليدنا وإبداعنا، وصورتنا عن ذواتنا،وعن الآخرين.وفيه-أيضا-أي الرحيل،نختبر صورتنا عن الآخرين و نكتشف صور الآخرين عنّا، و كثيرا ما يبلبل الرحيل قناعاتنا السابقة المنزوية في لا شعورنا الجماعي.
    و أصدق مثال على ذلك، إن كثيرا من السودانيين خارج الوطن، ينزعجون و يبدون امتعاضهم حين يفاجأون بأن صورة الإخوة العرب عن الغناء السوداني لا تتعدّى (المامبو السوداني) و (إزيكم) و (كدا كدا يا الترلة).
    و سنحاول في هذه المقالة تفسير تلك الصورة المختزلة للغناء،و ذلك الامتعاض السوداني،مستعينين بمقولة (النقد المزدوج) للمغربي عبد الكبير الخطيبي، أي سبر غور المشهد الغنائي السوداني المربك من خلال نقد طرفي ذلك المشهد أي (الأخر العربي) و (الأنا السودانية).
    في البدء نقرِّر أن صورة الغناء السوداني في العالم العربي، شديدة الارتباط ووثيقة الصلة بالصورة العامة الإجمالية التي يرسمها الآخرون لتلك القارة المهمشَّة، الغنية بإيقاعاتها و أعراقها و إبداعات ثقافاتها المتنوعة.
    و يمكننا -إجمالاً – أن نميِّز بين صورتين يرسمهما الإخوة العرب للسودان.إحداهما رئيسة، و الأخرى فرعية.و سنطلق على الرئيسة (صورة الإزدراء و الإشفاق)، و على الأخرى الفرعية (صورة الإعجاب) .
    (صورة الإزدراء و الإشفاق) تنطلق من الرسالة الإعلامية السائدة عن السودان. في تلك الرسالة يبدو السودان وطن الكوارث الطبيعية و الخلافات و الحروب الأهلية و التخلّف.إن الإزدراء و الإشفاق موقعان أخلاقيان متباينان.لكنّهما ينطلقان من تصوُّرِ واحدٍ،و يتبنيان فهما ميكانيكيا يربط بين التخلّف الاقتصادي و التخلف الإبداعي.و يعطي غيابنا الإعلامي في الساحة العربية ذلك الفهم قوة وهمية.و لولا أن الله سبحانه و تعالى قيَّض لنا رجلا مثل الطيب صالح،لأصبحنا-في منطق تلك الصورة الرئيسة-شعباً بلا مبدعين.
    أما (صورة الإعجاب) فقد بدأت في التشكّل في الستينيات من هذا القرن،من خلال إعجاب بعض السياسيين العرب بحركة اليسار السوداني، لكنها تجدّدت بعد 30 يونيو 1989 م. و تنطلق تلك الصورة من مواقع سياسية صرفة.في تلك الصورة –في مرحلة تجذّرها- يبدو السودان بلد القرار المستقل و التأصيل الفكري المواجه لدول الإستكبار العالمي.و هو –أيضا- بلد الزراعة و النماء و الإكتفاء الذاتي.و هنا يقترن (الانبهار الزراعي) ب(الجغرافيا المتخيّلة). وتأخذ الصورة طابعا اسطوريا-حين يكتشف راسمو هذه الصورة_أن مشروعا زراعيا واحدا في السودان-يساوي مساحة بعض الدول العربية صغيرة المساحة.
    لقد نشأ (الإعجاب) فجأةً،و في غياب الإهتمام السابق المعمّق بشؤون السودان و تاريخه. و لهذا فإنه-أي الإعجاب- لا يتعدى حدوده السياسية، إلى النظر في ما ينجزه الشعب السوداني في المجالات الأخرى، ومن بينها الإبداع موضوع مقالتنا هذه- و ليس من هموم راسمي تلك الصورة-ذات الرؤية السياسية القصيرة النظر-سبر غور المجالات الإبداعية.
    إذن تتجاهل الصورتان-معا-الإبداع السوداني،و إن كان ذلك يتم من موقعين مختلفين(الفهم الميكانيكي بالنسبة للصورة الرئيسة،و الرؤية السياسية القصيرة النظر بالنسبة للصورة الفرعية).
    لسنا وحدنا في هذا الواقع المزري المتسم بالتجاهل لإبداعنا،فنحن جزء مما سمّي بإشكالية العلاقة اللامتكافئة بين المراكز و الهوامش أو (الأطراف) الثقافية العربية.و التحدّث عن هذه العلاقة اللامتكافئة مهم و ضروري،ليس بدافع الغبن الذي تحسه الهوامش الثقافية العربية بمختلف مكوناتها و تجلياتها و مراكزها وهوامشها،بهدف تقديم صورة أمينة و دقيقة عن تلك الثقافة. و لعله لم يعد مقبولا و لا ممكنا-نظريا على الأقل-اعتبار إن مركزا واحدا أو مراكز بعينها تمثل كل إسهامات الثقافة العربية،إذ أن العلاقة اللامتكافئة-ذاتها-بين المركز و الهوامش الثقافية العربية ليست ثابتة إلى الأبد،بل دائمة الحركة و التغيّر.و أصوات كثير من العقلاء أصبحت تنادي بمقولة الواحد/المتعدد في الثقافة العربية،اعترافا منها بالوحدة من خلال التنوع،و حق الاختلاف الثقافي و مشروعيته،فالتركيز على الصوت الواحد أو الأصوات القليلة يؤدي-بالتأكيد- إلى إفقار الثقافة العربية.
    و برغم تصاعد أصوات العقلاء،فإن ظروفا جديدة مثل انتشار القنوات الفضائية و الإذاعية وسعيها للسيطرة على ذوق المشاهد و المستمع العربي و احتكاره،تكرِّس ما نسميه تقنيات الهيمنة الإبداعية،التي تمارسها بعض المراكز الثقافية العربية في علاقتها بالهوامش الثقافية العربية في علاقتها بالهوامش الثقافية العربية.و سنحاول التعريف بأهم التقنيات في علاقتها بالهامش الثقافي السوداني مع ذكر بعض الأمثلة الواقعية مصطحبين معنا الهامش الثقافي اليمني -صديقنا في الهامشية والغبن-مركزين على المجال الغنائي الموسيقي.و سنستعرض ثلاثا من تلك التقنيات،و هي على التوالي: تقنية الاستبعاد،و تقنية التجاهل،و تقنية تشويه الآخر.
    تعتمد تقنية (الإستبعاد) على التجاهل الكامل لكل أشكال الغناء العربي الهامشية.و جوهر تلك التقنية يتمثل في الإستعلاء الثقافي،و تكريس الصوت الغنائي المركزي الواحد باعتباره الممثّل الشرعي الوحيد للغناء العربي. ومن ثمّ تقوم تلك التقنية باستبعاد الأشكال الغنائية و الموسيقية الأخرى.و يتم الاستبعاد-في مثل حالتنا السودانية-بحجة اختلاف اللهجة أو اختلاف السلّم أو بالحجتين معاً.
    أما تقنية (التجاهل الجزئي)،فتعتمد على التقديم الموسمي المتباعد لبعض الإبداعات الغنائية و الموسيقية للهوامش الثقافية العربية.و كثيرا ما تتم سرقة إبداعات تلك الهوامش،و إجراء تطوير لها أو تعديلات عليها،بدون حفظ الحقوق الأدبية و المادية للشعراء و الملحنين و المطربين كما في حالة الغناء الخليجي مع الغناء اليمني.
    و أما في الحالة السودانية فنذكر النزاع القضائي الشهير بين الفنان السوداني المعروف(محمد وردي) و الفنان المصري (محمد منير) الذي غنّى أغنية (وسط الدائرة) لمحمد وردي، و فاز بها بالجائزة الأولى في أحد مهرجانات البحر الأبيض المتوسط للأغنية. و قد صدر كاسيت لمحمد منير يحمل اسم تلك الأغنية بدون الإشارة لشاعرها و ملحنها و مؤديها الأصلي. وقد كسب محمد وردي الدعوى القضائية التي رفعها ضد محمد منير،و تم تعديل التجاهل المادي و الأدبي الذي تعرض له وردي.و الجدير بالذكر أن محمد منير أبدى استياءه للهجوم العنيف الذي شنته عليه بعض أجهزة الإعلام المصرية لاشتراكه في ذلك المهرجان بأغنية سودانية (مش قد المقام).
    و أحياناً يتم ذلك التجاهل الجزئي من خلال قرصنة فنية واضحة،كما حدث لأغنية "الليل الهادئ" المشهورة في السودان لمؤديها الفنان شرحبيل أحمد.فما زال الفنان المصري محمد فؤاد يدعيها لنفسه بعد توزيعها بإيقاع "الريقي" و يطلبها عشرات المعجبين باعتبارها أغنية مصرية.
    إن التجاهل الجزئي قد يتم من داخل الثقافة الواحدة نفسها كما يحدث لبعض أنواع الغناء السوداني داخل السودان نفسه،و كما يحدث-الآن- للأغنية النوبية في مصر.فقد ذكرت "الحياة" في أحد أعدادها الأخيرة أن وفدا من النوبيين المصريين سيقدم احتجاجا للجهات المسؤولة في مصر بخصوص المساحة الصغيرة التي تخصصها الأجهزة الإعلامية المصرية للغناء النوبي.و قد وعد الفنان محمد منير بدعم احتجاج أولئك الفنانين.و يتم أحيانا-ضمن هذه التقنية-الاستناد إلى تقارب اللهجات و الفنون بين بعض مراكز و هوامش الثقافة العربية.مثال على ذلك الأغنية المشهورة "كدا كدا يا الترلة" التي يؤديها المطرب النوبي المصري حسن فيكا،باعتبارها من التراث النوبي المشترك بين مصر و السودان.و من المعروف أن كلمات الأغنية ليست منظومة باللغة النوبية.و هي –أي الأغنية-تنتمي إلى ما سمي ب"الغناء السري" في السودان.و ذلك الغناء متداول في بعض الأوساط الشعبية،لكن بثه في أجهزة الإعلام الرسمية ممنوع لرداءة كلماته رغم تمتعه بألحان جميلة راقصة.
    إننا عندما نذكر تلك الوقائع،لا ننطلق من موقع الهجوم أو التشهير،و إنما من روح مختلفة جدا،تلك الروح تنادي بضرورة التخلي عن المركزية الثقافية و القرصنة المتعمدة،كما تنادي بإثبات الحقوق الأدبية و المادية للأشقاء الآخرين،وإثبات قدرتهم على الإبداع مثل الآخرين من أجل تقديم صورة أمينة للغناء العربي.و نحن لا نرى غضاضة في الأخذ و الاقتباس من الهوامش الثقافية العربية-ضمن مراعاة ما ذكرناه سابقا-فإن ذلك سيساهم مساهمة كبيرة في إنقاذ الغناء العربي من مأزق النمطية و الاجترار و التكرار الممل،فالهوامش الثقافية العربية حقول واعدة،و كنوز وافرة العطاء.
    أما تقنية "تشويه الآخر" فتعتمد على تقديم المعلومات الخاطئة،و النماذج الغنائية الهزيلة باعتبارها تمثل أعلى تجليات الهامش الثقافي المحدّد.مثال على ذلك أن إحدى القنوات التلفزيونية الشقيقة قدّمت أحد الفنانين السودانيين المغمورين-و هو في الأصل كوميدي نمطي-باعتباره فنان السودان الأول.
    من كل ذلك نخلص إلى أن تقنيات الهيمنة الإبداعية لا تساهم في التعريف الحقيقي و المخلص بالغناء السوداني، بل إنها أحيانا تنسبه زورا وبهتانا إلى مراكز ثقافية أخرى.و هذا الوضع يساهم في تعتيم صورة الغناء السوداني في العالم العربي.
    إن مقاربة المشهد الغنائي السوداني المربك لا تكتمل إلا بتناول الطرف الثاني في عملية "النقد المزدوج"،أي نقد "الأنا السودانية" في علاقتها بالغناء السوداني.
    وللقيام بذلك النقد سنطلق من فرضيتين: الفرضية الأولى تتأسس على تأكيد التنوع الغنائي والموسيقي الذي تتميز به الثقافات السودانية المختلفة،و أية محاولة لنشر إبداعنا الموسيقي و الغنائي ينبغي أن تتأسس من خلال حوار طويل و خصيب و شائك حول ما سمي بإشكالية "الهوية الثقافية" في السودان.فالثقافة السائدة في السودان-الآن-هي ما سميت بثقافة الوسط التي تقوم باستبعاد بقية الثقافات السودانية،و هذا ما يسمى في الخطاب الثقافي المعاصر بإشكالية العلاقة بين المركز و الهامش.فهناك من يعتقد أن الغناء السائد محليا-و في غالبيته من غناء الوسط-هو الممثل للغناء السوداني،و هناك من يعتقد-مثل أحمد القاضي-أن الموسيقى السودانية افريقية.
    إن هذا الغموض في تحديد هوية الغناء السوداني، بالإضافة إلى تجاهل الآخرين له، و انغلاقنا،و عدم إيصال إبداعنا إلى الآخرين،كل ذلك قاد إلى ما نسميه "التشرّد الروحي" بحثا عن تفرد غير مؤسس،و خصوصية ذات جذور واهية و متوهمة.
    يجري البحث عن ذلك التفرد المزعوم بواسطة " البلاغة" أحيانا.تكتب سلمى الشيخ عن الفنان السوداني شرحبيل أحمد و مشاركته مع الأمريكي كيني روجرز في احتفالات "نداء السودان" (Sudan Call)،تقول إن شرحبيل كان ندا "لكيني روجرز" لا يقل عنه.و ليس من دواعي التباهي-و لكنها الحقيقة-كان قمرا يستدير على خشبة المرسل،مرسلا أشعة أحاطت السامعين بهالتها وضيائها"(الاتحادي الدولية 3/9/1997 م).
    وفي محاولتها لتأكيد الحضور العالمي لشرحبيل،تتخطى سلمى عتبة البلاغة،إلى فضاء المبررات الواهية..تقول"حين زارت الأميرة آن السودان طلبت أن يغني لها شرحبيل شخصيا.وهذا إن دلّ على شيء،فإنه يدل على أن شرحبيل فنان له حضوره العالمي"أ.ه.
    يتمظهر "التشرد الروحي" من خلال البحث عن خصوصية متوهمة، استنادا إلى مبررات ضعيفة وغير مقبولة-يقول نجيب نور الدين-أحد النقاد الفنيين السودانيين-تعليقا على رأي شاب نرويجي صادفه في القاهرة"إننا نقدم مزاجا غنائيا أو موسيقيا خاصا،و أن الموسيقى السودانية موسيقى أصيلة ذات جذر خاص و متميز تماما،كما هي الأذن السودانية عالمية الإحساس و التذوق"(الخرطوم 9/9/1997.
    "التشرد الروحي" يتجسد-أيضا في مشاعر اليأس من تقبل الإخوة العرب للغناء السوداني-يقول ميكائيل الضو-أحد الموسيقيين السودانيين-"العرب ليس لديهم استعداد نفسي لسماع الموسيقى السودانية"(الخرطوم 9/9/1997.
    يتجاهل الكثيرون أن السلم الموسيقي السائد في الغناء السوداني هو السلم الخماسي.و موسيقانا السائدة شبيهة بموسيقى شعوب القرن الأفريقي.و لذلك تنتشر الأغنية السودانية في تلك المناطق.و هذا لا ينفي وجود أشكال من السلم السباعي في بعض بقاع السودان.و هناك محاولات لقرض السلم السباعي على الذوق السوداني بتصنع تأليف أغانٍ على ذلك السلم.و أنصع مثال على ذلك محاولات الفنان العاقب محمد حسن.و يرجع أحمد القاضي تلك المحاولات إلى تأثير ما سماه "ثقافة ما بعد الاستقلال" ،"تلك الثقافة التي تجعل بعض السودانيين،و من بينهم بعض المثقفين،يسألون بسذاجة لماذا لا تكون موسيقانا و أغانينا على السلم السباعي؟" (الخرطوم 4/9/1997).
    لقد ذكرنا الفرضية الأولى للتنبه إلى ضرورة الحوار حول هوية الغناء السوداني،و كذلك للتأكيد على أن اختلاف السلم الموسيقي السائد عن السلم السباعي لا يعطي الآخرين –أعداء الاختلاف المشروع-حق استبعادنا عن الغناء العربي،و لا يمنعنا من رفد ذلك الغناء ب"المختلف" و "المغاير".كما لا يلزمنا ذلك الاختلاف بمباركة المحاولات القسرية التي تهدف إلى حشرنا بالقوة-دونما مشروعية تاريخية معقولة في السلم السباعي-انطلاقا من الإحساس بالدونية و الضآلة الثقافية.فاختلاف السلم لم يمنع الانتشار الواسع في الساحة العربية للأغاني سالفة الذكر.
    أما الفرضية الثانية فتستند إلى أن الشعوب-في الأساس-هي التي تقوم بنشر إبداعها بين الشعوب الأخرى.و من يتقاعس عن القيام بذلك الدور، ليس من حقه إلزام الآخرين بالقيام بذلك بدلا عنه.و لهذا نعتقد أن نقد "الأنا السودانية" في علاقتها بالغناء و الموسيقى،ينبغي أن يتأسس على الاعتراف بهشاشة و ضعف البنى التحتية الإعلامية السودانية،و تقصيرها في نشر الغناء السوداني خارج الوطن.لقد اعتمدت المحاولات التقليدية لنشر الغناء السوداني على الموسمية البيروقراطية و الفردية.و قد ارتكز ذلك النشر على إرسال بعثات فنية للمشاركة في الأعياد الوطنية للدول الأخرى. و تم الاعتماد على برامج التبادل الإذاعي بين الدول العربية.و هنالك محاولات فردية قام بها مطربون أمثال سيد خليفة و محمد وردي وغيرهما.
    إن هنالك تخلفا على مستوى الدولة و الطبقات القادرة في السودان-في وعي الأهمية الثقافية و السياسية والاقتصادية الفائقة للإبداع،و تنفيذ ذلك يحتاج إلى رأسمال كبير يفترض أن توفره الطبقات القادرة.لكن تخلف و جبن الرأسمالية السودانية حال دون ذلك.و هذا يفترض قيام الدولة بدور النموذج،و تسكين مخاوف تلك الرأسمالية من خلال إنشاء مؤسسات حكومية مبدعة و مربحة و متحللة إلى حد كبير من قيود البيروقراطية.كما يفترض سن قوانين مشجعة للإستثمار في المجالات الإبداعية،و دعم الشركات الخاصة.ما أريد أن أصل إليه هو ضرورة تأسيس "صناعة ثقافية" متطورة،فنحن في أشد الحاجة إليها،بالرغم من النقد اللاذع الذي يوجهه كثير من المفكرين الغربيين و العرب إلى مفهوم "الصناعة الثقافية".
    سيؤدي ذلك إلى تطوير القنوات التي ستقوم بترويج الغناء السوداني خارج الوطن.فنحن في حاجة إلى "الفيديو كليب"من خلال تطوير الأداء الساكن الوقور الذي أشتهر به المطربون السودانيون باستثناء قلة منهم على رأسهم سيد خليفة و الجيلاني الواثق و حنان بلو بلو (1).لذا نرى ضرورة إدخال الرقص المصاحب للحفلات الجماهيرية،فنحن نملك تراثا هائلا من الرقصات الجذابة المتنوعة.
    و نرى كذلك الاستفادة من الجهود العظيمة في مجال التوزيع الموسيقي مثل محاولات فرقة "السمندل" الموسيقية،و فرقة "عقد الجلاد"و الفنان يوسف الموصلي.
    و نرى ضرورة التركيز على الأغنية الخفيفة الراقصة لنشر أغانينا في العالم العربي.و هذا التركيز طبيعي و مطلوب،فالتاريخ يعلمنا أن كل الأغنيات السودانية الرائجة-على قلتها-في العالم العربي،تتميز بالإيقاع الراقص الخفيف.و السودانيون الذين يمتعضون من أن تلك الأغنيات الرائجة تتميز أحيانا بركاكة في الكلمات،ينطلقون من تصور خاطئ لفن الغناء ظلّ يحكم الذوق الغنائي السوداني طويلا،و هو الإعلاء المتضخم من شأن الكلمة على حساب المكونات الأخرى لفن الغناء.و نجاح الموسيقى الهندية،و تجربة "الراي" الجزائرية تؤكد الأهمية الكبيرة للإيقاع في نشر الأغنية.لذا علينا الاستفادة من المخزون الشعبي السوداني الموسيقي،و أن نقف ضد النظرة النخبوية السائدة التي تحط من شأن ذلك المخزون الشعبي بحجة رداءة كلماته.لماذا لا ننقيه من ركاكة الكلمات،و نحتفظ بحيويته الموسيقية؟
    علينا-أيضاً-معالجة القصور الواضح و التدني المريع في مجال تكنولوجيا تسجيل و تصوير الأعمال الموسيقية و الغنائية.
    إن حضورنا الدائم يستوجب أيضا حضورنا الموسمي من خلال نزع حجب الانغلاق و المشاركة في المهرجانات الموسيقية و الغنائية على النطاق الإقليمي و الدولي. كما يستوجب إقامة مهرجانات ندعو إليها الإخوة العرب لتحقيق المزيد من التثاقف.
    و للحفاظ على تراثنا الموسيقي و الغنائي من القرصنة و النهب، علينا توثيقه في المنظمات ذات الصلة بحماية الحقوق المادية و الأدبية للمبدعين.
    تبقى هناك نقطة أخيرة،تتعلق بغلبة الطابع الذكوري على الغناء و الموسيقى في السودان.و هذه مشكلة شائكة،على ثقافاتنا السودانية أن تنهض بحلها،حتى تعود إلى مشهدنا الإبداعي الغائبة الكبرى(المرأة) السودانية(2).


    هوامش:
    • نشر في " السفير الثقافي" البيروتي في 11/9/1998 ، كما نشر في حلقتين بعنوانه الأصلي "صورة الغناء السوداني في العالم العربي" في جريدة الخرطوم القاهرية في 28 و 29/7/1998 م، وقد راقنا عنوان السفير فتبنيناه.و هذا البوست منقول من مقالنا الذي نشر في كتابنا "خطاب المشَّاء-نصوص النسيان" الصادر في طبعته الأولى عن مركز الدراسات السودانية بالقاهرة في عام 1999 على النفقة الخاصة لمؤلفه.وقد نشر في الصفحات 68 و 75 ،و لم نضف سوى إشارتين تحت الرقم (1) و (2).
    (1) يمكننا أن نضيف على سبيل المثال البعيو الذي هجر الغناء لأسباب دينية ثم عاد إليه مرة أخرى بأسلوبه الراقص، و كذلك الفنان نور الجيلاني الذي وصفه من باب الكيد الفني غير المستساغ-الفنان الكبير محمد وردي بأنه يشبه طرزان في تعليق له على أسلوبه الراقص و الغنائي.
    (2) نلاحظ تزايد أعداد المغنيات في العقد الأول من القرن الواحد و العشرين.
                  

10-12-2010, 07:46 PM

إبراهيم عبد الحليم
<aإبراهيم عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 10-31-2008
مجموع المشاركات: 3563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قارةٌ ضائعةٌ: مئة وجهٍ ولا وجه-الغناء السوداني مثالاً (Re: osama elkhawad)

    متابعة بلهفة
    مادة قيمة ومؤلمة
    واصل يا دكتور
                  

10-12-2010, 10:20 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قارةٌ ضائعةٌ: مئة وجهٍ ولا وجه-الغناء السوداني مثالاً (Re: إبراهيم عبد الحليم)

    Quote: إن هنالك تخلفا على مستوى الدولة و الطبقات القادرة في السودان-في وعي الأهمية الثقافية و السياسية والاقتصادية الفائقة للإبداع،و تنفيذ ذلك يحتاج إلى رأسمال كبير يفترض أن توفره الطبقات القادرة.لكن تخلف و جبن الرأسمالية السودانية حال دون ذلك.و هذا يفترض قيام الدولة بدور النموذج،و تسكين مخاوف تلك الرأسمالية من خلال إنشاء مؤسسات حكومية مبدعة و مربحة و متحللة إلى حد كبير من قيود البيروقراطية.كما يفترض سن قوانين مشجعة للإستثمار في المجالات الإبداعية،و دعم الشركات الخاصة.ما أريد أن أصل إليه هو ضرورة تأسيس "صناعة ثقافية" متطورة،فنحن في أشد الحاجة إليها،بالرغم من النقد اللاذع الذي يوجهه كثير من المفكرين الغربيين و العرب إلى مفهوم "الصناعة الثقافية".



    على سبيل التحية والمتابعة.
                  

10-13-2010, 03:04 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قارةٌ ضائعةٌ: مئة وجهٍ ولا وجه-الغناء السوداني مثلا (Re: عبد الحميد البرنس)

    شكرا عزيزي البرنس على رفع البوست و المتابعة،و فعلا مسألة غياب الدور الطليعي و التنويري للطبقات السودانية القادرة أمر يستحق مزيد من الفحص والدرس العميقين.
    عزيزي ابراهيم عبد الحليم
    مرحبا بك وسلامات
    قلت عزيزي:
    Quote: متابعة بلهفة
    مادة قيمة ومؤلمة
    واصل يا دكتور

    شكرا على الإشادة و للأسف لست دكتورا.
    و كما قلت،و هذه بعض من روح مقالنا-ان الامر مؤلم،وما يزيد ايلاما هو مواصلة السرقة،و تدخل القضاء المصري السافر خاصة في القضية التي رفعها الفنان الكبير شرحبيل أحمد ضد الفنان المصري محمد فؤاد في ما يخص سرقة الأخير لاغنية" الليل الهادي". و حسب بحثنا في ان الامر لم يحسم بعد لصالح الاستاذ شرحبيل في قضية واضحة وضوح الشمس.و نرجو لمن لديه معلومات أخرى ان يقوم ببسطها هنا.
    و هنا بعض من الاستشهادات حول الدعوى المرفوعة من شرحبيل ضد محمد فؤاد و وزير الثقافة المصري فاروق حسني.
    خسر الفنان شرحبيل أحمد دعوته القضائية ضد الفنان المصري محمد فؤاد والتي يتهمه فيها بسرقة أغنية الليل الهادي. وقضت محكمة الجنح الاقتصادية بالقاهرة برفض الدعوى المقامة من الفنان شرحبيل أحمد والتي يتهم فيها المطرب محمد فؤاد بسرقة أغنية (الليل الهادي) وطبعها علي شريط كاسيت منذ عام 94 وطالبه خلالها بتعويض قدره 300 ألف جنيه للأضرار المادية التي لحقت به. كما رفضت المحكمة دعوى شرحبيل أحمد المقامة ضد فاروق حسني ومطالبته بصفته الرئيس الأعلى للرقابة علي المصنفات الفنية بـ600 ألف جنيه تعويضاً عن ذلك العمل. وكان الفنان شرحبيل أحمد قد اقام دعوى ضد محمد نجيب محمد النجار مدير الشركة الدولية لانتاج الصوتيات والمرئيات والمطرب محمد فؤاد يتهمهما فيها بسرقة كلمات ولحن أغنية الليل الهادي التي اصدرتها الشركة للمطرب ضمن شريط كاسيت عام 94 والتي إدعى من خلالها المطرب المصري انها من الفلكلور النوبي، وقام بغنائها بنفس اللحن والكلمات.

    http://www.sudaneseonline.com/news.php?action=show&id=22319

    كشف الفنان شرحبيل احمد ان الخطوة القادمة بعد خسارة قضية اغنية الليل الهادي ضد الفنان المصري محمد فؤاد هو تكليف خبير الملكية الفكرية القانوني دكتور ياسر موسى عكاشة السوداني الجنسية باستئناف الحكم الظالم وفتح القضية ومتابعتها من جديد . وحول مبادرة الفنان المصري محمد فؤاد للصلح والتسوية الودية اوضح شرحبيل في حديث للصحيفة ان الامر سابق لاوانه بابداء الموافقة او الرفض النهائي وفي نهاية الامر (ما في زول داير مشاكل) لو تم فعلاً الحل الودي ونحن نطالب فقط بالعدالة ورد الحق الادبي والقانوني . من جهته اكد دكتور ياسر موسى خبير الملكية الفكرية تكليفه من الفنان شرحبيل لمتابعة قضية الموسم وهي تعدى الفنان المصري محمد فؤاد على اغنية الليل الهادي وهي معروفة تاريخياً وفنياً من غناء والحان الفنان السوداني المؤدي شرحبيل احمد وقام بتسجيلها في الاذاعة السودانية منذ ستينات القرن الماضي وتم كذلك تسجيل الاغنية بصوته باذاعة وادي النيل .وقال د. ياسر ان هذه المستندات الاذاعية فقط تكفي لفتح اجراءات اقامة دعوة ضد الفنان محمد فؤاد على حسب المادة 35 طرف رفع الدعوى حسب القانون السوداني . واشار د. ياسر الي وجود مستندات قانونية اخرى وشهود يؤكدون صدق وصحة ملكية اغنية (الليل الهادي) للفنان شرحبيل . وكشف د. ياسر عن سفره الي مصر بأسرع فرصة ممكنة لاقامة رفع الدعوى والقيام بمتابعة الاجراءات بمحكمة الملكية الفكرية وتصعيد الامر ليصل الي الملكية الفكرية بجامعة الدول العربية وعمل مذكرة اضافية الي ادارة حق المؤلف المختص الدولية لحفظ الحق الادبي الفكري والمجهود الذهني . وابدى د. ياسر ثقته الكاملة في كسب القضية ضد محمد فؤاد لامتلاك كل المستندات القانونية والشهود
    Quote: وبرر خسارة القضية بسبب حب المصريين المتعصب الاعمى لبلدهم مصر وكل قضية طرفها مصري لايحكم القضاء المصري بنزاهة وعدالة لصالح الطرف الاخر .
    واوضح د. ياسر ان المصريين درجوا على الاستخفاف بالسودانيين وهم لايعرفون مع من يتعاملون فخبراء الملكية في العالم سودانيين وهم د. مها بخيت خبيرة في حق المؤلف واستاذة امال التني خبيرة النماذج الصناعية ود. كمال الطيب ادريس مدير الملكية الفكرية بهيئة الامم المتحدة وشخصي الضعيف مختص وخبير في الادارة الجماعية لحق المؤلف والحقوق المجاورة ودكتوراة في مجال الحقوق هي الوحيدة في الوطن العربي وهؤلاء الخبراء معترف بهم في الوايبو .
    صحيفة فنون
    http://www.sudaneseonline.com/news.php?action=show&id=22573
                  

10-14-2010, 05:49 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قارةٌ ضائعةٌ: مئة وجهٍ ولا وجه-الغناء السوداني مثلا (Re: osama elkhawad)

    نأتي الآن إلى موضوع علاقة مطربينا بالدين.
    ففي الوقت الذي جاء فيه مطرب مثل صلاح بن البادية من بيت صوفي كبير و مشهور،نجد أن مطربا مثل اسحق كرم الله قد فتح الباب للفنانين "للتوبة" من اقترافهم رجس الغناء.و جاء بعده في ثمانينيات القرن الماضي فتحي المك الذي انضم لجماعة أنصار السنة المحمدية و ترك الغناء و منع اذاعة كل اغانيه و قام في مشهد شعائري كابوسي بالذهاب إلى الحزام الأخضر و حرق نوته الموسيقية وآلته الموسيقية كما سيحكي عن ذلك حين نعود لتسليط الضوء على تجربته ومآلاتها.
    و جاء بعد فتحي المك الفنان البعيو الذي هجر الغناء لأسباب دينية ثم عاد إليها مرة ثانية.و قد قامت الجماعة التي انتمى إليها بتكفيره

    البعيو: إتهموني بالكفر ومع ذلك أقوم برفع النداء للصلاة



    إستنكر الفنان عبدالله البعيو الهجوم الذي تعرض له الشاعر السر قدور من أحد أئمة المساجد بالصحافة مربع 18 ووصفة بالكفر والذندقة واشار البعيو الى أن ما قاله امام ذلك المسجد يعتبر زوراً وبهتاناً لانه لا يعلم مافي السرائر حتى يتوعد غيره بجهنم مشيراً الى أن السر قدور رجل عملاق حاول أن يخلق تواصلاً بين الاجيال ونحن سعيدين به وببرنامجه وهو موسوعة وكان من المفترض أن نوثق لهذا الرجل العملاق واضاف
    Quote: لقد تم وصفي في مرة سابقة بالكفر وخروجي عن الملة وإرتدادي عن الاسلام
    لكنني لم أهتم كثيرا وكلما أتيحت لي فرصة أقوم برفع النداء للصلاة لأن الله وحده أعلم بكوامن الأمور ووحده من يحاسب عباده.

    USA 25 AUG 2010
    http://www.almshaheer.com/newsimages/1_70154945.jpg
                  

10-14-2010, 04:42 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قارةٌ ضائعةٌ: مئة وجهٍ ولا وجه-الغناء السوداني مثلا (Re: osama elkhawad)

    نبسط الآن حوارا مع الفنان التائب فتحي المك.

    الشيخ فتحي المك: من الكمان إلى القرآن (حوار)

    لقمان عطا المنان
    صحفي سوداني

    2007-06-26

    الشيخ فتحي المك..من الكمان إلى القرآن
    الشيخ فتحي حامد صالح المك من مواليد الخرطوم (3) 1952 أو 1954م، بدأ مراحله الدراسية ابتداءا من: الاتحاد الأولية، فالكلية القبطية، ثم معهد الموسيقى عن طريق المواهب في السبعينات لمدة خمس سنين.. تخصص في الصوت والبيانو. وهو من أبناء البركل بالولاية الشمالية. والدته شقيقة الفنان حسن عطية. متزوج وله أولاد وبنات.

    قلت له: قرأت لك حوارك مع (آخر لحظة) وكأنك كنت تبكى على ماضيك الغنائي...!

    فأجاب بالقول: لا.. هم في الحقيقة كانوا الذين يبكون على الماضي فالأخ الذي حاورني قلت له كلاما كثيرا جدا لم يذكره في الحوار, والناس لا تفتكر أن فتحي المك يتحدث عن الماضي ويبكيه ويشتاق إليه, فالحمد لله أن الذي وجدناه في هذا الدين, في الكتاب والسنة لم نجده في الفن وكأنه نقطة في بحر, وأنا تحدثت عن تحريم الغناء.. وكنت أتمنى بأن ينزل هذا الحديث كله حتى يرجع الفنانون ويتوبوا قبل فوات الأوان.

    لكن كان هذا هدفهم وكان يسألني ويركز حديثه على (لمن جيت وغنيت) وكذا, ولم يأت بكل الحديث الذي أريده أنا, ولكن الحمد لله لم أقل أن كل الحوار (بطال) لأنه ظهر فيه أن هذا الغناء محرم وتوجد أدلة على ذلك, والحمد لله عندما يقرأ الناس هذا الحوار يتشككوا على الأقل بأن هذا الشخص كان فنان وقرأ معهد الموسيقى وسجل للإذاعة وكذا وفي النهاية رجع وما سبب رجوعه؟ فبعض الناس عندما يبحثوا يهتدوا والله يهدي هؤلاء الفنانين والفنانات.

    ما هي الآلة التي كنت تعزف عليها؟

    سكت وكأنه أراد أن يسترجع زمنا طواه النسيان ثم قال: في البداية كنت أعزف آلة الكمان ثم تحولت إلى العود والتلحين بلجنة الأطفال بالتلفزيون القومي, بعد ذلك عملت بالتلحين بمعهد الموسيقى للفنانين وتحولت بعد ذلك إلى أن أصبحت أغني وسجلت للإذاعة والتلفزيون عدة أغاني وألحان وعملت بعزف العود والبيانو, ودرّست بقصر الشباب والأطفال وغيره.. كان ذلك أيام الرئيس نميري...

    ما هي نقطة تحولك وتركك لطريق الغناء؟

    عندما كنت بقصر الشباب والأطفال بدأ التحول والحمد لله كنت أؤدي صلواتي لكنني لم أكن أؤديها في أوقاتها وفي جماعة وعندما جاء شهر رمضان الكريم.. أتذكر أني ذهبت لصلاة التراويح بمسجد عباد الرحمن بالخرطوم (3) بجوار حديقة القرشي والصلاة كانت طويلة وكنت حينها بمعهد الموسيقى.. وجاءت وفاة الوالد في هذه الفترة فابتدأ تحولي وذهبت لبعض أفراد جماعة الدعوة والبلاغ بمعهد شروني.. وكان ذلك بعد رؤية منامية كذا مرة.. رأيت في المنام إنني خرجت مع جماعة البلاغ والدعوة في سبيل الله وكان في ذات الوقت عندي تسجيل في الإذاعة لنشيد ديني بمناسبة رمضان وكنت لا أعلم بأن الموسيقى حرام وكان من المفروض أن أذهب للإذاعة صباح اليوم التالي وكنت أنازع نفسي كثيرا بين الذهاب للإذاعة وبين الخروج في سيبل الله.. فرأيت في المنام المدينة المنورة في السماء وظهرت الوالدة في الرؤية وقالت لي بأن هذه هي المدينة المنورة كما ظهر أحد أقربائي اسمه (محمد خير) وكان زعلان مني لأنني أحمل العود والمعازف الموسيقية فتركت الذهاب إلى الإذاعة ورجعت لجماعة البلاغ فهذه الرؤية كان لها تأثير كبير في نفسي... وأذكر أنه كان كل يوم جمعة لنا صالون أدبي متنقل في منزل أحدنا.. وكان يضم كل من مصطفى أبو العزائم, حسين خوجلي, سيف الجامعة, اللواء أبو قرون, هلاوي, وغيرهم.. كان هذا الصالون يستمع للأغاني الجديدة ففي هذه الأيام كنت أرى رؤى منامية عجيبة جدا فبدأت أتمرد على الوسط الفني بعد مشاهدتي لهذه الرؤية, اذكر وأنني أجلس مع حسين خوجلي في الصالون وأناقشه في حرمة الغناء.. فقال لي مرة: (أنا حا أوديك للترابي ما تسمع كلام الجماعة ديل لأنو ما عندهم علم) والأخ عوض إبراهيم عوض ذكر بأن ابن تيمية قال بأن الموسيقى حرام وكذا, المهم بعد جولة طويلة معهم لم استفد منهم شيئا.. وكنت لا أقبل أي شيء إلا كتاب أو سنة إلى أن دخلت مسجد أنصار السنة بالسجانة وقابلت الأخ عثمان بابا والذي حولني للشيخ عبد العزيز طيفور الذي كان يشرح لي الأدلة من الكتاب والسنة.. وأنا جئت مقتنع أصلا؛ لأنني قرأت كثيرا عن تحريم الغناء وذهبت معه للمكتبة بداخل المسجد بالسجانة واطلعت على سبع أو ثماني مجلدات في التفسير كلها تدور حول حرمة الغناء والموسيقى وحديث المعازف (ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف...) وكلام ابن مسعود. واذكر أنه قبل ذهابي لأنصار السنة كنت أدرس بقصر الشباب والأطفال وكان هناك أستاذ اسمه عبد الله وهو سلفي كان يناقشني باستمرار عن حرمة الغناء وقد احضر لي ذات مرة أدلة مكتوبة تدل على حرمة الغناء وكان إبراهيم العوام- وكان حينها رئيسا لقصر الشباب والأطفال- قد امتلأ (زعلا) من الأخ عبد الله ووصفه بالتشدد بعد أن رأى تجاوبي معه.. ومنذ تلك الفترة أصبحت أتردد على مسجد أنصار السنة بالسجانة وكنت ألازم الشيخ عبد العزيز طيفور في دكانه وبدأت أقرأ الكتب والرسائل وأخذت (كرتونة) وقمت بتوزيعها على بعض الأهل الذين اتهمني بعضهم بالجنون وكذا...!!

    كيف تخلصت من الآلات الموسيقية؟

    Quote: الأخ الشيخ عبد العزيز طيفور قال لي: إن آلاتي الموسيقية التي كنت أعمل بها إذا بعتها فإن كسبها حرام, وإذا أهديتها ستضل الناس فقلت ماذا أفعل؟ فقال لي: لا بد من حرقها... وبالفعل أخذت هذه الآلات وجمعتها ومعي أحد الإخوة وهو بشير الحلاق وذهبنا إلى منطقة الحزام الأخضر والحمد لله قمنا بحرق الآلات الموسيقية كلها وكان ذلك في فترة الثمانينات.

    ما هو دورك تجاه زملائك بقصر الشباب والأطفال؟

    اذكر أنه عندما تخرجت من معهد الموسيقى بعد أن درست بقصر الشباب والأطفال واقتنعت بحرمة الغناء أحضرت الشيخ صلاح طيفور والشيخ محمد مصطفى لإقامة محاضرات بقصر الشباب والأطفال وطلبت من إدارة قصر الشباب والأطفال أن تحول من إدارة الموسيقى لإدارة التربية الفكرية وبالفعل تم التحويل ولكن إقامة المحاضرات لم تعجبهم وأزعجتهم كثيرا.. وطلبت من إدارة القصر نقلية أو انتداب إلى مركز شباب الكلاكلة لكن إبراهيم العوام رئيس قصر الشباب والأطفال طالب بإرجاعي مرة أخرى لقسم الموسيقى من الكلاكلة لأقوم بتدريس مادة الموسيقى فقلت له إن الموسيقى حرام شرعا فقال لي إن شهادتك عندنا شهادة موسيقى وأنت خريج معهد الموسيقى وإذا أصررت على موقفك هذا سوف نقوم برفدك من هذا العمل بعد تكوين مجلس للمناقشة والتحقيق.. بعد إصراري على موقفي قاموا بتسجيل حديثي عن حرمة الغناء وانتهى عملي معهم واتجهت بعد ذلك– بحمد لله– إلى بيع الطعام وقد وقف معي بعض الإخوة جزاهم الله خيرا ووجدت أن الدخل أفضل (ومن يتق الله يجعل له مخرجا).

    كيف كانت حياتك مع للدروس والمحاضرات؟

    عندما التزمت بحمد لله قال بعض الأهل أنني دخلت إلى عالم آخر وقالوا اتركوه حتى نشوف نهايته شنو؟ ومسجد أنصار السنة بالسجانة موقعه قريبا لسكني بالخرطوم (3) وابتدأت أحضر الدروس والمحاضرات فيه.. ولما سمعت لأول مرة من الشيوخ أبو زيد محمد حمزة ومحمد مصطفى بالنسبة لي كان كلام جديد ووجدت الصفوف المتراصة التي لم أجدها في مكان آخر ووجدت الترابط والإخوة في الله تعالى و... الخ.. والحمد لله عشت جوا جيدا جدا أنساني جو الفن والموسيقى.

    ما هو الفرق الذي لمسته في العلاقات.. بين الوسط السلفي الذي أتيت إليه وبين الوسط الفني الذي تركته؟

    الوسط السلفي يتميز بالأخوة الصادقة في الله عكس العلاقات في الوسط الفني والتي تقام على المصالح التي تدفع كل شخص لأن يكون في الأمام دائما في الفن أو في الموسيقى, بل قد تجد كثيرا من المؤامرات والحسد والحقد وأشياء كثيرة؛ لأنها أخوة ليست قائمة على الصدق والإخوة في الله إنما قائمة على التنافس في الفن والموسيقى.

    هل وجدت أية مضايقات؟

    يحاول كثير من الأخوان في الأسرة أو خارج الأسرة إضافة إلى الفنانين عندما يرجعوا إلىّ يقولوا لي: (أنت لسه الله ما هداك ترجع لينا تاني)؟ ويقولون (إنت زول متشدد).

    ما هي دعوتك تجاه زملائك السابقين؟

    ذهبت لهم كثيرا في اتحاد الفنانين وذهبت للإذاعة, وكانوا يقابلونني وهم يضحكون, ومنهم من قال لي: (نحن مقتنعين لكن أكل عيشنا نعمل شنو)!!

    هل طلبت من الإذاعة والتلفزيون إيقاف مشاركاتك الغنائية والموسيقية؟

    مجرد ما اقتنعت بحرمة الغناء ذهبت لمقابلة مدير الإذاعة محمد سليمان وأعطيته خطابا طالبتهم فيه بوقف الأغاني والألحان التي شاركت فيها وكان يقول لي مدير الإذاعة وهو يضحك (نحن اشتريناها منك) والحمد لله عندما قابلت قسم التنسيق بالإذاعة تجاوبوا معي بإيقاف الأغاني.. وذهبت أيضا للتلفزيون وأعطيتهم خطابا كما ذهبت إلى شركة سودافون وأعطيتهم خطابا لإيقاف أغنياتي وألحاني... حتى كان بعض الفنانين والممثلين يسألونني مستغربين هل الغناء حرام؟ ومنهم من يقول أن هذه المسألة فيها سعة.. وآخر من ناقشني في مسألة الغناء هو الأخ حيدر بورتسودان الذي قرأ كثير في هذا الموضوع لكنه قال بأن هذه الأحاديث ضعيفة وغير صحيحة وهو ما زال يغني, وأيضا الأخ الفنان البعيو سمعت بأنه أعلن توبته ولكنه رجع مرة أخرى للغناء, وكذلك الأخ عثمان الأطرش وغيرهم وكل هذا رجوع للدنيا بعد أن غلبتهم الشهوة وهذه الأحاديث كلها صحتها ثابتة في البخاري وفي أبو داود.. وقد تحدث عنها العلماء ولا تحتاج عناءً كبيرا...

    هل وجدت راحة نفسية بعد توبتك مقارنة بأيامك مع الغناء والموسيقى واللهو؟

    الراحة النفسية زمان أيام الغناء والموسيقى كانت وقتية مثل أن تفرح باللحن الجديد وإحياء حفل أو... الخ.. لكن بمجرد أن يقضي هذا الوقت ترجع للهم والغم والأحزان والجري خلف الشهرة والمنافسة والمشاكل, فالوسط الفني لا توجد به سعادة حقيقية غير المكايدات ولا نجد أي راحة نفسية؛ لأنه ليست هناك صلة بذكر الله.. وكله ذكر الشيطان وغناء وموسيقى ورقص إضافة إلى أنك تقابل مختلف الناس من السكارى والمتبرجات والصعاليك وكذا... فلا توجد راحة نفسية إلا في الصلاة والقران الكريم والسنة والالتزام وزمان لم نكن نفكر في ماهية البشر (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ولا تجد أحدا يقول هذه الآية في الوسط الفني أو في حفلة ولم أسمعها إلا عندما التزمت بحمد الله. وللأسف أننا كنا لا نفكر إلا في الدنيا، في الأغاني والحفلات والمناظر الطبيعية وأغنية الموسم.. وأي فنان إذا سألته يقول لك بأن همه كله يتمثل في تطوير الأغنية السودانية والوصول بها إلى العالمية وهمه المجد في الغناء وكذا وكذا.. وهم يعتبرونها رسالة وكأنه في جهاد كبير وعندما يتوفى أحدا الفنانين يذكروه بأنه قدم كثيرا للفن وفعل وفعل, وهذا فنان درجة ثانية, أي شخص ينتمي لهذا الوسط يهب حياته كلها للفن وكلامه للفن كذا وكله يدور في هذه الحلقة والحمد لله عندما خرجنا من هذا الوسط عرفنا حقيقة حياة الإنسان في الدنيا وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلقنا كما هو معلوم للناس.. لكن تعظيم وعبادة الله تعالى ليست هي الهم في ذلك الوسط, حتى أن بعض الفنانين يعتبرون أن هذا الفن عبادة فيها أجر. وهذا خطأ لأنك تفرح الناس (بكلام فارغ) لا يسمن ولا يغني عن جوع...!!

    ما رأيك في حضور الفنانين العرب مؤخرا للخرطوم من أجل دعم أهل دار فور بالغناء؟

    حرب أهلية ومشكلة بين المسلمين بعضهم البعض والله تعالى يقول: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما...) فهي قضية إصلاح وليست لها أي صلة بالغناء الذي لا يعالج بل يمرض القلوب كما قال ابن القيم، الفن والموسيقى والقرآن الكريم خطان متوازيان لا يسيران مع بعض, والآن نحن فقدنا علاج الإنسان, علاج القلوب البشرية وهدايتهم للتوحيد وفي النهاية توجد جنة عرضها السماوات والأرض والإنسان لا يمكن أن يكون سعيدا ما لم يسعده الله بالعمل الصالح والإيمان كما قال الله تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة...) وكما قال سبحانه: (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) وهذا الطيب كله لم نكن نعرفه يوما من الأيام ونحن في الوسط الفني والحمد لله بعد أن أسعدنا الله بالالتزام والطريق القويم عرفنا السعادة الروحية الحقيقية وهي سعادة القلوب والتوفيق من عند الله عز وجل بعد الإيمان والعمل الصالح, ولكن في الوسط الفني كنا (متخبطين) لا ندري شيئا لدرجة أن نهب حياتنا لامرأة وحب الموسيقى وحب الهوى وكذا وكله تضييع للأوقات (والكلام الفارغ) وكما قال ابن القيم إذا كنت حزينا فأنت مثل الإنسان الذي فقد أهله وهو نائم لا يشعر أو هو سكران سكرة الهوى, فلا توجد سعادة في الغناء والموسيقى في هذا الوسط الفني وهو مجرد لذة وقتية وسرعان ما تنقلب إلى أحزان وآلام!! وإذا تأملت كلام الشعراء تجده أحزان وندم وشوق وأوصاف لجسد المرأة فهو يدور في هذه البوتقة كل حياته.. كما أن الغناء يدخل في الشركيات والغريب والعجيب إذا قيلت هذه الأوصاف التي يقولها الشعراء في أخواتهم لا يرضى الواحد منهم بذلك.. وإذا رضي بذلك يكون ديوثا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم, وأيضا يمكن أن يخسف الله بهم الأرض ويجعلهم قردة وخنازير كما جاء في الأحاديث النبوية.. مع العلم أن الفنان في لغة العرب هو (الحمار)!!

    الفنان أو العازف أو الممثل همه في المقام الأول هو الشهرة وهذا جاء في السنة بأن الشهرة والرياء ممنوع في الدين, أما الشهرة في مجال الغناء الذي يكسب الشهرة فإنه يكتسب مادة وشهرة ويعرفه الناس ويكتسب مجدا كما يدعي (المجد الفني)؛ لذلك يقولون الأستاذ فلان أو الموسيقار فلان والشهرة في الحقيقة هي أنانية وتكبر لأنه يتمنى دائما أن يكون فوق أقرانه وهو المذكور, ومن أهداف الفنان التي يسعى لها هو تحقيق الشهرة بين الناس بأعماله الفنية وأن يكون متفوق على غيره مثل أن قال أحدهم: (أنا ملك الجاز) أو (أنا ملك ملوك الجاز) أو يقول آخر منهم (أنا أحسن فنان) أو... الخ فالشهرة والمادة هي الغاية مع أن الله تعالى: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) والشهرة ممقوتة عند الله عز وجل لأنها تقود للتكبر, كما جاء في الحديث (الكبرياء إزاري ...), أنا شخصيا كنت أحب وأتطلع للشهرة مثلي مثل أي فنان يتطلع إلى ذلك!!

    بصفتك الآن معالجاً بالرقية الشرعية هل يمكن للفنان أن يصل إلى مرحلة تتطلب العلاج بالرقية الشرعية؟

    ما يقوم به الفنان من أغاني.. وكل المشغولين بهذا اللهو تلازمهم الشياطين من خلال الرقص وتغيير الوجه وبعضهم يبكي مع الأغاني والتبرج والسفور وانفعالات كثيرة والذهاب للكوافير والتعري والموضة.. والشعر الذي يردده بعض الفنانين شعر شيطاني لا يدعو إلى الفضيلة بل هو شعر في الغزل ووصف جسد المرأة والشيطان لا يفارقهم أبدا, وقد يقرأ عليهم فتجد أنهم متلبسين بالجن أو شيطان والله أعلم.

    لماذا اخترت العلاج بالرقية الشرعية؟

    الرقية أو العلاج بالقرآن الكريم ليس عملا أساسيا عندي, لكن الشيء الأساسي هو العمل بالدعوة.. وهو الأهم, وأظن أن العلاج بالرقية الشرعية هو شيء مهم؛ لأن فيه حرب على الدجالين والناس زمان كانوا لا يعرفون العلاج بالقرآن الكريم وكانوا يذهبون لهؤلاء الدجالين والمشعوذين ويتعالجون عن طريق العمل الشيطاني لكن الرقية الشرعية بالقرآن الكريم تزيد الناس إيمانا وتزيدهم يقينا بأن هذا القرآن الكريم يهز الجن, والحمد لله.. فكثير من الناس التزموا الطريق المستقيم بعد أن استبان لهم الأمر ووقفوا من الدجالين والمشعوذين واقتنعوا بأن القرآن الكريم يضايق الجن وكذا وكثير من الناس كانوا لا يقتنعون بأن الجن يمكن أن يدخل في أي إنسان.. فمجال الرقية الشرعية أمر مهم وينبغي أن لا يشلهم عن العمل الأساسي وهو الدعوة إلى الله تعالى مع إخلاص النية والتبيين للناس بأن العلاج من الله وحده...

    رسالة لأهل الغناء..

    أدعوهم لأن يقفوا مع أنفسهم قليلا وليتساءلوا ويتفكروا في الذي يعملونه هل هو صحيح أم خطأ؟ وما هي النتيجة؟ وهل الله سبحانه وتعالى خلقني من أجل أن أغني؟ وهل فكر بأنه سينتقل من هذه الدنيا مثل الكثيرين الذين رحلوا من قبلهم...!

    وأقول لهم من أشعاري:

    كفاية موسيقى كفاية غنا

    وأنا القبالكم دام في هنا

    وين بتهوفن وين موزار

    وين الورث الفينا غنا

    ويش الفائدة يا فنان

    بعد الموت تلقى عنا

    وكم بعزفك للألحان

    ضل عجوز وضل جنا

    فهل الغناء يكون مع الحسنات أم السيئات يوم القيامة؟ كما استفتى ابن عباس أحدهم.. أين يكون الغناء؟ في ميزان الحسنات يوم القيامة أم السيئات؟ والفنان يضع أوقاته كلها في الغناء أو يلحن في أغنية أو يعزف أو (يتونس) أو مسافر ضمن بعثة فنية أو يسجل أغنية في الإذاعة أو... الخ فماذا يقدم قلبه لله تعالى والله يقول: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولم يقل الله تعالى ألا بالغناء والطرب تطمئن القلوب, فليسارع الفنانون اليوم قبل الغد مثلما قال الله عز وجل: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين) ومن الطوام أن هناك من يعبد الفن كما قال ابن القيم رحمه الله الذي مثل العبادة بامرأة جميلة عندما ارتبط رجل بامرأة وأصبحت حياته كلها لهذه المرأة والله يقول: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له بذلك أمرت وأنا أول المسلمين) فقال ابن القيم أن هذا الرجل ينفق على هذه المرأة أكثر مما ينفق لله تعالى ويشتاق إليها أكثر من شوقه لله ويخاف أن يسخط من هذه المرأة أكثر من سخط الله عز وجل عليه, ويوجد اليوم من يتعلق بالفن تعلقا جنونيا وقد لا تذهب إلى الصلاة أن كان يصلي وتكفي القصة التي تحكي عمن مات وهو يردد الغناء إلى أن ختم حياته بالغناء والعياذ بالله!! وأوجه نفس الرسالة للعازفين, أما رسالتي للفنانات المغنيات اللاتي مشكلتهن أعظم.. فالفنانة تخرج متبرجة من منزلها وتخالف والدها وهذا يخالف الشرع ناهيك عن كونها ترقص وسط الرجال وهى ترتدي ملابس خليعة ويلتف الناس حولها وتسافر ضمن البعثات الفنية للخارج وأتساءل أين والداها؟ فعليهن أن يتقين الله عز وجل في تضييع أوقاتهن كلها من أجل الفن والشهرة وسهر الهوى فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أن أكثر من يدخل النار النساء, وزمان كانت أم كلثوم يحضر إليها الناس من أقاصي الدنيا ليسمعوا لها الأغاني الجديدة ويدفعوا في ذلك أموالا كثيرة حتى بلغت أم كلثوم السبعين من عمرها وهي تغني الحب الحب إلى أن انتقلت من هذه الدنيا الفانية!!

    كلمة أخيرة:

    رسالة أوجهها لاتحاد الفنانين.. وهنا أذكر أنه عندما تم وضع حجر الأساس لمباني الاتحاد.. جاء سكان الحي وقاموا بخلع الحجر, وكان الفنانون يعرفون بين الناس (بالصعاليك) وهم يعلمون بذلك والآن تحول لتجمع للمنكر.. ويطلقون عليهم الأستاذة ويدفع لهم بالملايين الضخمة من الأموال لإقامة الحفلات وهذه هي رسالة الاتحاد.. فعندما يذهبون لإقامة الحفلات يساهمون في إشاعة المنكرات من وجود السكارى والصعاليك واختلاط البنات مع الأولاد والرقص واللبس الخليع.. وللأسف هم يتحدثون عن تطوير الأغنية السودانية ولنفرض أن الأغنية تطورت فهل ستخرج عن بث المنكرات وهذا هو الفن الذي يضيع أوقاتهم وأوقات الناس وهم مسئولون أمام الله تعالى يوم القيامة..

    فهل هذا المال حرام ؟ فعليهم أن يتقوا الله عز وجل وعليهم أن يرجعوا ويتوبوا إلى الله تعالى والحمد لله أن هناك من ترك الفن وأهله بعد أن اقتنع بحرمته وترك هذا الوسط مثل أحد الإخوة الذين لم أقابلهم وهو (سيف الدين) رحمه الله الذي ترك حتى المرور أمام مبني الاتحاد...













    | عن الموقع | اتصل بنا | مؤتمرات | مواقع صديقة |

    جميع الحقوق محفوظة لشبكة المشكاة الإسلامية | 2001 - 2009

    Developed By Meshkat Team



                  

10-15-2010, 05:51 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قارةٌ ضائعةٌ: مئة وجهٍ ولا وجه-الغناء السوداني مثلا (Re: osama elkhawad)


    فتحي المك في سمته الديني

    الفنانة أفراح عصام ا لتي تزوجها شقيق فتحي المك الفنان:أحمد المك


    نواصل في علاقة الدين بالغناء والموسيقى.أدناه حوار قصير أجراه القاص عادل الشوية مع الفنان المعتزل فتحي المك:
    حاول اقناع شقيقه أحمد
    فتحى المك: أحرقت مجاديف الرجعة الى الغناء
    الخرطوم: عادل الشوية
    كأنه أحرق مجاديفه دون الرجوع ثانية الى الغناء الذى امتلك موهبته وأجادها.. وأجيز صوته من لجنة اجازة الأصوات في نهاية سبعينات القرن الماضي.. دفعة الراحل خوجلي عثمان والنور الجيلاني.. وكان ملحناً غنى له من ألحانه عبدالعزيز المبارك «حلوة الصدفة وأرخي الرمش» ولكنه فجأة وفي بداية الثمانينات وعقب أحد شهور رمضان قرر الفنان آنذاك والداعية الآن فتحي المك ترك الغناء والاتجاه الى تلاوة القرآن والانشاد والدعوة الى الله بين الناس.. حكاية فتحي كانت في لقاء معه حين زار «الرأي العام» وقال لنا:
    - حينما وصلت الى قناعة شخصية ان الموسيقى وما يأتيني من مال في الغناء غير مستحب أو بأدق العبارة هو غير شرعي.. حملت آلاتي الموسيقية وذهبت بها الى الحزام الأخضر وأحرقتها.. أحرقتها.. نعم حتى لا أحاول ثانية العودة للغناء..!
    فتحي المك كان يعمل بعد تخرجه من معهد الموسيقى والمسرح أستاذاً لمادة الموسيقى بقصر الشباب والأطفال لكنه بعد اعتزال الغناء تحول الى تدريس مادة أخرى الأمر الذى لم يعجب مديره آنذاك فعقد له مجلس محاسبة وتم فصله من وظيفته..!
    ? ألم يعاودك الحنين للغناء؟
    - لا بل انني اعدمت كل شرائطى.. وأعلمت الاذاعة والتلفزيون بقراري.. ومنع بث اغنياتي.. وحولت موهبتي للتلاوة والانشاد والتداوي بالقرآن..
    - من دفعتي بمعهد الموسيقى ابوعركي البخيت وانس العاقب وسبقهم محمد وردى الذى لم يواصل بسبب تعرضه للاعتقال أيام مايو..
    بالمناسبة فتحي المك شقيق الفنان والملحن أحمد المك.. حينما سألناه عنه قال: حاولت اقناعه بترك الغناء ولكنه رفض.. وعن زواجه بالفنانة أفراح عصام أشار الى انه أمر عادي.. والزواج مطلوب ولذلك فهو لم يمانع.. ولـ «فتحي» آراء في الفن خاصة الغناء والموسيقى على قناعة بها.. لم نشأ أن نجادله فيها.
    http://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=0&id=42718
                  

11-05-2010, 00:38 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قارةٌ ضائعةٌ: مئة وجهٍ ولا وجه-الغناء السوداني مثلا (Re: osama elkhawad)

    يلاحظ ازدياد اعداد المغنيات،لكن بالمقابل هنالك مشكلة الاستمرارية وفوق ذلك النوعية.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de