|
أصحيح ستذهب بعيدا أيها الجنوب الحبيب ؟
|
لا يمكنني أن أتصور خارطة للسودان غير تلك التي عرفتها منذ الصغر . لا يمكنني إلغاء ذكرياتي مع زملائي وأصدقائي من الجنوبيين من القسم المخصص لأبناء وطني ونقل ذلك كله إلى القسم المخصص للأجانب . لا يمكنني أن أتصور شارعا ، سوقا ، عملا ، حفلا ، دارا للعلم ، أو أي موقع آخر خاليا من اخوتي من الجنوب . لا يمكنني أن أتصور أن تصبح مارقريت زوجة جارنا محمود تتحول من مواطنة إلى مقيمة. لا يمكنني أن أتصور شارع المك نمر خاليا من عيادة د. ريتشارد أخصائي العظام الشهير. لا يمكنني أن أتصور أن يصبح كابتن أزاريا متعاقدا بدلا عن كونه ابن وطني . لا أقبل أن يتحول المواطن الجنوبي الذي يسكن دنقلا ، أو كسلا ، أو مدني ، أو اي موقع آخر ، إلى مواطن ينتمي إلى وطن آخر رغما عن عدم رغبته بذلك أو انصياعا لرغبة الآخرين . ليس باستطاعتي تقبل الانفصال حتى كفكرة. فقط أنادي بالوحدة القائمة على العدالة والمحبة .. في وطن يعتمد المواطنة أساسا والديمقراطية مبدأً.. وكلّ السودان لكل السودانيين ..
|
|
|
|
|
|