|
Re: بشرى سارة : أجمعوا هنا يا جلابة ! (Re: معاوية عوض الكريم)
|
الكاتب رئيس التحرير
لماذا غُيِّبت «الإنتباهة» ... ؟ ولماذا غابت ..؟ لماذا أُعيدت..؟ ولمَ عادت...؟!! للوهلة الأولى ليس الأمر مرتبطاً بحرية الصحافة ومناخات الحرية السيريالية والرومانسية التي يتحدث عنها الناس كلّما فُجعوا في مطلق الكلام الذي يُحبس ومحبرة الأقلام التي تُغلق والرأي الحر الذي يُقمع ويُحزُّ رأسه بسيف السلطان ...!
القضية أكبر من هذا كله..
هذه الصحيفة منذ صدورها قبل أربع سنوات، لم تطرح غير الرأي الصريح والقول الحق والحديث الواضح الذي لا مراء فيه ولا غشَّ ولا خداع ولا مداهنة ولا تضليل ولا دجل الدجالين ولم تخض مع الخائضين ....
كان رأيها صريحاً بائناً قوياً ساطعاً كالشمس .. قرأت به الواقع السياسي ما بعد نيفاشا، واستبصرت ما هو قادم بأعين زرقاء اليمامة، فأطلقت الصيحة، ونقرت وقرعت الأجراس وأعلت صافرات الإنذار، وسبقت الآخرين كلهم للنتائج الحتمية، التي تسير في الاتجاه الصحيح للتاريخ ... إنه لا وحدة تقوم على الوهم، ولا تعايش تحت ظلال الكراهية والبغض والغل والحقد الأعمى والتحفُّز لمضغ الأكباد...
كل الذي قالته هذه الصحيفة إنه لا مجال للوحدة .... فلنسرع في الانفصال ...
وأن السودان الذي عاش في ظل الحرب المتطاولة التي تلد نفسها منذ التمرد الأول في 18أغسطس 1955 حتى تمرد حركة قرنق، لا يمكن أن يحقق تطلعاته ويعيش في هناء وأمن واستقرار، إذا لم ينفصل الشمال عن الجنوب ويذهب كل شعب فيه لغاياته وتطمر أسباب الحرب الملعونة وتسد منافذ الوهم الذي عشناه سنين عددا تحت رايات وحدة كاذبة وأوهام برّاقة تسلمنا من جنون حرب لخبال أخرى ..!
لم تقل الصحيفة أكثر مما هو كائن الآن.....
الوحدة مستحيلة، والانفصال هو الحل...
ولم يكن ذلك منبعثاً من نظرة إستعلائية فوقية ولا غل في النفوس ولا مرض عنصري ولا تغبيش في الرؤية وغبش فيها، ولا اصطراخ مضطرب طلباً لانكفاء وتقوقع ولا غوص في وحل الكراهية...
كان ذلك الرأي ينبع من قراءة عميقة ودقيقة، لقضية جنوب السودان وتاريخه، فالجنوب الذي ألحق بالسودان الشمالي على يد السكرتير الإداري الذي يمثل السلطة الاستعمارية سنة 1947، لم يكن هذا الجنوب في يوم من الأيام راغباً في الشمال، ولا مستصفياً المزاج للعيش معه، ولم يكن الشمال يحسب أن هذا الملحق به سيكون هو العقبة التي تحول بينه وبين آفاق المستقبل والبناء والإزدهار، فما تعطل الشمال عن السير بقوة نحو رحاب النهضة إلا بسبب الجنوب وحروبه وتمرداته ووسواسه القهري بأن الشمال والشماليين ما هم إلا مستعمر آخر، وتلك فكرة ومشاعر زرعها الإنجليز في قلوب الجنوبيين وتتالت تتناسل عنهم عبر الحقب الماضية حتى صباح هذا اليوم.
كانت قراءة «الإنتباهة» منذ البداية... أن اتفاقية نيفاشا لن تحقق سلاماً عادلاً، ولن تعالج الأدواء التي لا ينفع معها غير الفصل والبتر والكي بالنار، فالعلل ليست في التدابير الصمّاء العمياء التي جاءت في بروتكولات نيفاشا الستة، إنما العلة في الفكرة نفسها التي جعلتنا نفكِّر أننا يمكن أن نعيش وطناً واحداً وكل منّا لا يستطيع التعايش مع الآخر ولا يتحمل عبئه ولا يطيق خياراته.
الطريق الأسلم في كلا الحالين، للطرفين، هو البحث عن المخرج الأفضل والدرب المفضي للسلام والطمأنينة، فالوحدة مع الحرب، أفضل منها ألف مرة السلام مع الانفصال...
ولم تكن هناك قراءة تعادل ما طرحته «الإنتباهة»، فالمشروع السياسي للحركة الشعبية، لا يمكن ولن يقبله أحد في الشمال لأنه مشروع يقوم على كشط هوية البلاد ويطعن في انتمائها وتوجهها وعقيدتها ويقوم على غبن عنصري وكراهية لكل ما هو شمالي، وهو مشروع يقوم بالوكالة عن أصحابه الحقيقيين في الولايات المتحدة الأمريكية التي أفرخت دوائرها الصهيونية والصليبية الحاقدة ما يسمى بالحركة الشعبية ومشروع السودان الجديد.....
لم تفعل «الإنتباهة» أكثر من كشفها للزيف والخداع والتآمر الذي تقوم به الحركة الشعبية، وما تريد أن تجر إليه السودان كله شماله وجنوبه، فحملت لواء التنبيه والمجابهة والمواجهة، وقد بان أن الشمال - بإذن الله وحفظه - محصن من الداء الفتّاك العُضال، رغم تغافل البعض واستهتاره وتفريطه، لكن الأخطر من ذلك أن الحركة ومشروعها ستكون وبالاً على المواطن الجنوبي المسكين الذي ينخدع الآن بشعارات برّاقة ودعاية سياسية مليئة بالحقد والضغائن، ولن يحصد إلا الهشيم والسراب.
الدعوة للانفصال ليست عيباً يستوجب إيقاف الصحيفة، فهي لم تدع إلا على بصيرة من معرفة بمآلات الأمور وما تنوي الحركة فعله، فقد كانت الحركة في كل أدبياتها والمنشور عنها من خطط وإستراتيجيات، تخطط لالتهام السودان كله واختطافه ولذلك كان يزعق عرمانها وباقانها، ولما شعرت بالفشل الذريع وأن ذلك مستحيل دونه خرط القتاد، عملت الحركة كذنب أمريكي مثل كل عميل ######## للكيد للشمال وأهله، فهي التي دعمت وساندت التمرد في دارفور وتلعب بالنار في جبال النوبة والنيل الأزرق وفي منطقة أبيي، وتتآمر في السر والعلن مع المحكمة الجنائية الدولية ومع كل عدو لهذه البلاد ... واجهت «الإنتباهة» كل هذه الدسائس وخبائث الحركة الشعبية، التي تملك كل الجنوب وتحكم مع المؤتمر الوطني الشمالي بنصيب يساوي ثلث السلطة القائمة.
كل ما فعلناه أننا عبّرنا عن رغبة الأغلبية في هذا الشمال.. التي ترى رأينا ولا تريد إلا أن ترتاح وتنهض وتستقر وتعيش في وئام وسلام...
الأغلبية من هذا الشعب لا تريد حرباً جديدة ولا عبئاً آخر يجعل البلاد تتخلف وتمشي للوراء خمسين سنة أخرى.
الأغلبية التي لا تريد أن تساوم في دينها وعقيدتها وثقافتها وتاريخها وتراثها وتقاليدها وانتمائها...
عبّرت «الإنتباهة» عن كل هؤلاء البسطاء في أصقاع السودان الشمالي المختلفة ووجد فيها المواطن الجنوبي المغلوب على أمره الحقيقة التي يفتقدها، ووجد في «الإنتباهة» الجرأة التي نزعت ورقة التوت عن عورة الحركة الشعبية وفساد قادتها وسرقة أموال الجنوب وعائدات النفط والأموال التي كان بالإمكان تحويل الجنوب بها إلى جنّة تشبه سنغافورة وماليزيا فثمانية مليارات من الدولارات اتخذت طريقها للجيوب الطامعة الشرهة واحتضنتها الحسابات في البنوك الأسترالية والكينية والأمريكية والأوروبية واليوغندية.
باعت الحركة الجنوب لدول الجوار الجنوبي، ولقفت كل شيء، وثم رسمت أفقاً ملوناً خادعاً للجنوبيين وسيطرت على قلوبهم وعقولهم بالأكاذيب، فحفنة من سماسرة السياسة والحرب والسلام في الحركة هم الذين ركبوا ظهر الجنوب وحولوه لإقطاعية خاصة أضاعوا فيه حاضر ومستقبل المواطن الجنوبي.
هنا في الشمال كان الشريك الأكبر المؤتمر الوطني يتعلّق في حبال الوهم والانتظار، على أمل أن الحركة الشعبية تبادله ذات الحب والتوله، وظن أن كل شيء سيكون كما يشتهي، وعلّقت الآمال على بريق الوحدة وخيطها المتوهم، وراهن قادة المؤتمر الوطني على لا شيء ... نعم لا شيء.. حتى تكّشف لهم أن عجل السامري هو صنم من خيال وإن سمع له خوار .....!!!
وقفت «الإنتباهة» على التل المطل على ملهاة نيفاشا، وصاحت في الناس، فظن أصحاب الأمل المفقود، أن حمامات السلام قد أفزعتها صيحات التحذير الصادرة من «الإنتباهة»، فقرروا إسكاتها وكتم أنفاسها، حتى تنساب نسائم الوحدة وينسال ماء السلام الرقراق باعثاً نبتة السودان الموحد...
ولكم كان الثمن باهظاً إذا سارت ركائب الوحدة كما يشتهي الجميع.. وكان تغييب «الإنتباهة» لازماً، حتى يتم ترتيب كل شيء ويأتي الاستفتاء وتقوم الوحدة على الأسس التي يتفق عليها... خاب ذاك المسعى وطاش السهم بسبب أن الحركة الشعبية في كل هذا الوقت كانت تمارس الخداع والكذب والضحك، على شريك له قدرة مدهشة على تبسيط الأشياء وتصديق الحيّة التي تحمل السم الزعاف....
غيّبوا «الإنتباهة» ... وغابت ...، فهل تحققت الوحدة...؟
هل غابت الكراهية وزوى عودها..؟
هل جاءت الوحدة تجرجر أذيالها..؟
هل امتلأت الساحات بأغاني الوحدة وجاءت طبول الوحدويين..؟
هل هطلت أمطار الوحدة وجرت أنهارها ووديانها وغابت شمس الانفصال والانفصاليين وراء السحب الوحدوية والوحدويين...؟
كل ذلك لم يحدث...
غابت «الإنتباهة» وغُيِّبت... ولم يحدث شيء ..!
النفــــــــــــــاق السياســــي للحركة الشعبية كان كله عبث على عبث ....!
في نيويورك اتضح أن اللعبة المكشوفة كانت في فصولها الختامية ..!
والآن تعود «الإنتباهة».....
عادت لتجد الدروب قد شوّهتها أصوات المنادين بالوحدة التي لا يشبهها شيء سوى الغول والعنقاء والخل الوفي... لا وجود لها في خيالات الحالمين..
ها هي الدروب تمتليء بمن يروحون ويغدون من الحالمين بالوحدة وبعض الاتحادات والنقابات والروابط، حتى روابط بائعي أظلاف البقر والدجاج وروابط نافخي الكير وجمعيات مدخني الشيشة واتحاد أصحاب الركشات ورابطة مستمعي الأغاني الهابطة ونقابة ملحني أغاني البنات والمجموعة السودانية لشاربي لبن الماعز، وجماعة الجو الرطب وأصدقاء هواتف النوكيا...
كل هؤلاء وأولئك سيّروا المسيرات ونظموا القوافل ودبجوا الشعارات والمقالات من أجل الوحدة... فصارت الوحدة الأبعد منالاً مثل العيوق وزحل ....
عادت «الإنتباهة» لتكون الأمور كلها في نصابها وليعطى صوتها الطريق، وليصمت الطبّالون الذين يقرعون الطبول الجوفاء... فلنرسم الطريق نحو أفق مليء بالجديد من الآمال الكبار في بناء السودان الشمالي وتأمينه وحراسة ترابه وليذهب الجنوب باختيار أهله لما يريدون وكيفما اختاروا ولنساعدهم على ذلك، فتطلعاتهم بوطن أمر مشروع وحق منح لهم فليرتاحوا فيه ولنرتاح نحن، فلا حرب قادمة ولا نزاع..
لن يستجدي شمالي بعد الآن الجنوبيين وقادة الحركة ليكونوا مع الوحدة..
ذهب زمان الاستجداء والطلب الرخيص...
لهذا وذاك عدنا من بعد غياب ... وسنرى أي الخيول يربح الرهان ..!!؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بشرى سارة : أجمعوا هنا يا جلابة ! (Re: معاوية عوض الكريم)
|
Quote: عرمان في لندن ..بروفة الرحيل
أصدقاء عرمان قبل أعدائه في العاصمة البريطانية لندن ، يحكون عن الليالي الطويلة في نهايات الصيف اللندني التي يقضيها نائب الامين العام للحركة الشعبية وهو معلق في اعواد المنشنقة التي نصبت لمشروع السودان الجديد ، حيث ينفث إحباطاته ، ويبكي عمره لذي أنفقه في الحركة حتي حصد الصفر الكبير كما يقول ...!! ظل يردد في عاصمة الضباب » القصة إنتهت » !!.. وقال لصديقه القيادي بالحركة وهو من ابناء الشمال إلتحق بالحركة قريباً » لن نستطيع بعد الإنفصال العيش لا في الشمال ولا الجنوب فالشمال لن يقبل بنا والجنوب سيلفظنا فالأفضل لك يا صديقي البقاء في الولايات المتحدة وسأختار أنا مكاناً آخر فلا وجود لنا لا هنا ولا هناك ولن نستطيع تكوين حزب جديد فاقل ما يوصف به في الشمال انه سيكون حزب عميل لدولة اخري ونحن عملاء لدولة الجنوب خاصة إذا نشبت حرب بين الدولتين » .. عرمان الذي يتابع ألتحاق إحدي كريماته بجامعة بريطانية سيعود قريباً قبل أن يدخل محراب الصمت .!!
|
منقول من عدد اليوم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بشرى سارة : أجمعوا هنا يا جلابة ! (Re: الهادي محمد ابراهيم)
|
Quote: Re: بشرى سارة : أجمعوا هنا يا جلابة ! |
اي جلابة تقصدهم يا كبسور فهل تعلم ان الجلابة ليس هم بالجلابة وتعلم ان جلابة الشمال اغلبهم من النوبين وان معظم مدن الشمال مسميات نوبية مثل (شندي كلمة نوبية ومعناه يبيع له في سوق النوبة) ثم قالوا سوق شندي (تنقسي= وهو الملك تونق ثم حرف الى تنقسي ، الملك تونق كان قاسي في تعامله ثم قالوا تنق قاسي
وسوف ابحث عن الكثير في تاريخ السودان حتى نصل الى سكان الممالك الاصلين قبل ما يسمي السودان قولوا الحقيقة حتى لاتصيبكم غيبة أمل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بشرى سارة : أجمعوا هنا يا جلابة ! (Re: ذواليد سليمان مصطفى)
|
معاوية ان كانت رغبتهم الاستقلال عننا مرحبا بها
اكتبك لك وانا اعلم من اي الجزور جيت محسي صرف من جهة الاب
وشايقي لمن بي هناك من جهة الام .. ولكني احمل هذا الشمال نتيجة استقلال الجنوب
معاوية هل تدرك حقيقة ما فعله الشمال بالجنوب منذ الاستقلال ؟
ياخ انتباهة شنو عليك الله ... فقط عليهم ان يعلموا بعد استقلال الجنوب ان هناك من يحملون
سحنات الشمال مثلي انا سيبذلون عظيم الجهد لعودة الوطن لجغرافيته وحدوده التي فتحت عيوننا عليها
| |
|
|
|
|
|
|
|