|
لكل منا شوقئذٍ "سنار" تعنيه
|
فى النشيد الأول من عودته إلى سنار قال شيخنا عبد الحى قدس الخالق روحه وطيب مرقده
بدأ وقال
بالأمس مر أول الطيور فوقنا ودار دورتين قبل أن يغيب
وها هى طيورنا قد تحلقت حول نار التوق والشوق تجاور جمر الغياب، ونتدثر نحن بأحلام الإياب
فلكل منا شوقئذٍ "سنار" تعنيه
يعود اليها أو تعود هى، لا يهم انما الأهم هو أن تمتزج نار الحنين مع ماء الشوق وصلصال الأرض
والآن أفتتح وضوء صلاة العودة الى سنارى التى احب واعشق
فليعلن المنادى بدء وافتتاح موسم عودة "حلنقية" ولتخرج الروح بردة العودة المزركشة بنجمات الأمسيات الزرقاء المعطرة برائحة تلك الجروف الصبية وليقرأ الغائبون آخر أوراد الرجوع
غايب السنين الليله ملو غنا العصافير غلبو
وينداح صوت الذكرى متخذا هيئة ضحك النهر حينا وحينا آخر يلوح بمناديل العصافير التى لا تطيق تأجيل موعد هجرتها مع الغروب الوفى الى حيث تسكن الأرواح متلاصقة كما فيالق الأشواق فى القلب
فى ليلتك تلك يا عبد الحى إستقبلك أهلك حجلت خيل فى دائرة النار ورقصت إمرأة فى الأجراس وفى الديباج إمرأة حلم
وأنا سوف أفتح باب النهر سوف أدعو حراس اللغة فينا وحراس الأرواح فيهم
أول الطقوس سوف تكون
أن أغمس قلبى فى دمعات النهر المشتاق أقدم العذر والقصائد، عله يسامحنى وفى حضن موجة قضت ليلها فى نظم أغنيات الوجد فى تطريز مناديل العاشقين برذاذ الوعد سوف أغمض الروح قليلا أنام وأحلم فى فضة الحلم يكتسى فضاء اللقيا بورد يرتدى حلل العيد الذى مضى فثياب العيد الآتى ترقد فى جيب محبتى
سأعود بعد حين أدخل أصابعى بين أضلاع المودة القديمة أخرج مدينتى من بينها أمد الدروب صعودا من ينابيع الحنين الخجول هبوطا الى حيث تنتظر الأمهات ينشدن، وهن يرتدين لون النيم قد تعطرن بزهو رائحة قهوة ممشوقة العبق والى الأعلى من صوت اللقاء أرمق بعض "نيمات" يتهامسن فى حسد أخضر مضئ
هاهو قد أتى
بعد حين يستقبلنى أهلى أتمرغ فى تراب المحبة حتى أغدو حجرا أتدحرج الى أعلى مقام الصفاء لديهم واصعد مآذن العشق السرمدى
واصيح بملء دمى
حى على اللقاء
|
|
|
|
|
|