كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-04-2024, 08:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة فتحي علي حامد علي البحيري(فتحي البحيري)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-09-2003, 04:03 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم (Re: فتحي البحيري)



    (3/1) إنفجر الصراع ، ابتداءً ، داخل مجلس الوزراء الذى أبدى رئيسه السيد الصادق المهدى العديد من التحفظات الفقهية والسياسية على المشروع ، سواء من حيث عدم قطعية ورود ودلالة بعض ما اشتمل عليه من حدود ، كحدِّ الردة ، مثلاً ، أم من حيث وضعية (العاصمة القومية) التى كان الجنوبيون قد رفعوا مطلب استثنائها من التطبيق على أقل تقدير. هكذا ، ولما صار من المتعذر إجازة مجلس الوزراء للمشروع كنص متكامل ، فقد تقرر تقديمه إلى الجمعية التأسيسية مصحوباً بمذكرة التحفظات التى كان أهمها:

    أ/ أن المسائل المختلف عليها بشأن الحدود تترك للنقاش والتصويت المفتوحين فى الجمعية.

    ب/ أما بالنسبة لوضعية العاصمة القومية فقد كلف المجلس رئيس الوزراء بالاجتماع مع رؤساء القوى المكوِّنة للائتلاف الحكومى بغرض الوصول (لاتفاق سياسى) بشأنها ، مع الأخذ بمطالب الجنوبيين فى الحسبان (الأيام ، 12/9/8.

    نتوقف هنا لنلاحظ من الناحية المبدئية أنه إذا كانت (الاتفاقات السياسية) هى نتاج (التفاوض) الذى يرتهن نجاحه إلى المدى الذى تكون فيه أطرافه مستعدة للمساومة وتقديم التنازلات bargaining ، فإن الصيغة الوفاقية الوحيدة التى أمكن لمجلس الوزراء ، بما فيه الاسلاميون ، الخروج بها لجهة وضعية التشريع فى العاصمة القومية ، هى تكليف رئيسه بإدارة (مفاوضات) بين مختلف الأطراف (السياسية) ، بغية التوصل لاتفاق (سياسى) حولها ، بكل ما يلزم ذلك من استعداد مبدئى للمساومة وتقديم التنازلات ، على حين بقى (الثابت) الوحيد الذى ينبغى استصحابه هو مطالب الجنوبيين ، أى المطالب التى سرعان ما سنعلم أنها تصبُّ بقوة فى اتجاه (استثناء العاصمة) من تطبيق أى قوانين دينية.

    (3/2) وفى الحقيقة لم يكتف غير ما واحد من أعضاء مجلس الوزراء أنفسهم ، شماليين وجنوبيين ، علاوة على قيادات بارزة فى حزبى الأمة والاتحادى ، بتأكيد عدم إجازة المجلس للمشروع ، وخروجه فقط بهذه الصيغة ، بل زادوا على ذلك تعبيرهم صراحة عن رفضهم لذلك المشروع ، وتفضيلهم للمشروعات الأخرى المار ذكرها ، علاوة على كيلهم الاتهامات للاسلامويين بإساءة استغلال الظروف والاجراءات.

    أ/ فلقد شنَّ ، مثلاً ، د. أحمد بلال ، عضو الهيئة البرلمانية عن الحزب الاتحادى ، ووزير الدولة للصحة آنذاك (يشغل الآن منصب وزير الصحة الاتحادى ، منسلخاً عن حزبه ، ومتحالفاً مع حزب الاسلامويين أنفسهم ، بل وداعياً للاندماج فيه ، فتأمَّل!) شنَّ هجوماً عنيفاً على الاسلامويين ، متهماً إياهم بالسعى لإعادة تجربة قوانين سبتمبر وتجربة السفاح نميرى فى تشويه صورة الاسلام والبطش بالشعب (الأيام ، 13/9/8.

    ب/ كما أكد د. عبد الملك الجعلى ، وزير الشئون الدينية والأوقاف عن الحزب الاتحادى أيضاً، بأن الجمعية ستنظر فى جميع المشاريع وصولاً لصيغة موحدة ، ووصف ادعاءات الاسلامويين بأنها محض "مزايدات سياسية" (الأيام ، 16/9/8.

    ج/ أما السيد نقد الله ، عضو المكتب السياسى لحزب الأمة ، فقد صرح ، من جهته ، بأن لديهم تحفظات واضحة حول الأحكام الحدِّية فى المشروع ، وأن قطاعاً من نوابهم يرى الأخذ بمشروع لجنة الوفاق وإرجاء البت فى مشروع د. الترابى لحين انعقاد المؤتمر الدستورى (المصدر نفسه). ودعا السيد سيد احمد الحسين ، نائب الأمين العام للحزب الاتحادى ، إلى تقديم كل المشروعات إلى الجمعية التأسيسية (الأيام ، 19/9/8.

    د/ وأما من جهة الوزراء الجنوبيين فقد أكد السيد جوشوا دى لوال ، وزير الشباب والرياضة وعضو الجمعية ، أن مجلس الوزراء لم يصدر أمراً بإجازة المشروع ، بسبب الخلاف الذى نشب حوله ، بل اكتفى بإحالته إلى الجمعية مع بقية المشروعات. ووصف المشروع بأنه سيعوق مساعى إنهاء الحرب فى الجنوب ، كما أنه سيصادر حقوق غير المسلمين ، خاصة فى العاصمة القومية إذا ما رفض اقتراح الأحزاب الجنوبية باستثنائها من التطبيق (الأيام ، 13/9/8.

    (3/3) ولكن د. الترابى أصرَّ ، رغم ذلك كله ، على تفسير قرار مجلس الوزراء بأنه إجازة لمشروعه ، ووصف تلك الاجازة المزعومة ، فى نمط معهود من المكابرة السياسية ، بأنها "انتصار للارادة الاسلامية"، و"تجاوز لمقاومة حادة ذات ضغوط داخلية وخارجية" ، بل واستبق أعمال الجمعية التأسيسية ، قاطعاً بأنها ، هى الأخرى ، "ستسير بذات الاتجاه فتتجاوز تلك المقاومة بإجازة المشروع" (الأيام ، 12/9/8.

    (3/4) مهما يكن من أمر ، فلا مناص من مضاهاة ذلك الموقف القديم ، المتحمِّس لإخضاع التشريع (للارادة الاسلامية) ، على حدِّ تعبير د. الترابى فى معركة القانون الجنائى عام 1988م ، بالموقف الجديد الذى يخضع ذات التشريع (للاجماع الوطنى) ، حسب النص المتضمن فى (إعلان لندن) عام 2003م ، وذلك بطرح السؤال الملح عمَّا إذا كان المطلوب ، فى كلا الحالين ، نصرة الدين لوجه الله تعالى أم مجرَّد الكسب الحزبى فى معمعة الصراع الدنيوىِّ على السلطة؟!

    ولعلنا نستطيع ، من هذه الزاوية وحدها ، وبصرف النظر عن موضع (إعلان لندن) من إعراب (إعلان القاهرة) ، أن نلمح (الأيديولوجية السياسية) الكامنة خلف ما يراد تصويره (كعرفان دينى) ، بحيث لا يعود ثمة شك فى أن ما يصفه المهدى (بالتهريج والتضليل) والميرغنى (بالمزايدة والمأزق) ليس هو ، بالقطع ، (الشريعة) المُعرَّفة بالألف واللام ، بل (تصوُّر) الحركة الاسلاموية للشريعة كأداة سياسية لإلجام المعارضين ، وقمع الخصوم ، وفتح الطريق، من ثمَّ ، لحصد النقاط الحزبية.

    (3/5) الشاهد أنه ، ولما كان تباين المواقف قد حال دون إجازة المسودة فى مجلس الوزراء ، فقد تقرر إيداعها طاولة الجمعية التأسيسية مع مذكرة بالمسائل الخلافية ، وأهمها ترك مسألة الحدود للنقاش والتصويت المفتوحين فى الجمعية ، وترك وضعية العاصمة القومية (للتفاوض) بغية الوصول لاتفاق (سياسى) بشأنها ، مع الأخذ فى الحسبان بمطالبة الجنوبيين (باستثنائها) من تطبيق القوانين الدينية. هذا هو ما يسميه د. الترابى (إجازة) من مجلس الوزراء لمشروعه انتصاراً (للارادة الاسلامية)!

                  

العنوان الكاتب Date
كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-09-03, 03:05 PM
  Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-09-03, 03:37 PM
    Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-09-03, 04:03 PM
      Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-11-03, 09:26 PM
    Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-09-03, 04:13 PM
    Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-09-03, 04:19 PM
      Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-09-03, 04:23 PM
        Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-09-03, 09:36 PM
        Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-09-03, 09:47 PM
          Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-11-03, 03:00 PM
  Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم SAMIR IBRAHIM08-11-03, 11:45 PM
    Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-12-03, 03:04 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de