كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-29-2024, 10:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة فتحي علي حامد علي البحيري(فتحي البحيري)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-09-2003, 03:05 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم


    يبدو أن (إعلان القاهرة) الذى أصدره المهدى والميرغنى وقرنق
    فى الرابع والعشرين من مايو المنصرم ، بما تضمَّنه من اتفاق على أن "قومية العاصمة التى تساوى بين الأديان والمعتقدات كافة .. ضرورة لازمة للحفاظ على وحدة بلادنا على أسس جديدة" ، سوف يظل يشكل ، لوقت طويل ، عنواناً رئيساً تنتسب إليه جملة عناوين فرعية ما انفكت تحتدم فى إثره احتدام نثارة الحديد فى بؤرة المجال المغناطيسى ، من أوَّل حراك (التحالفات) وحتى بيانات (التكفير وإهدار الدماء)! وقد اندرج (الاعلان) ، كما يُستفاد منه ، فى سياق استبشار الموقعين عليه بمفاوضات السلام الجارية بين الحكومة والحركة الشعبية تحت مظلة الإيقاد ، وما تمخض عنها ، حتى تاريخه ، من (اتفاق إطارىٍّ) تعهُّدوا بضمان الاجماع الوطنى على رؤاه الأساسية ، وتطويرها من خلال مشاركة القوى السياسية كافة فى أى اتفاق سلام نهائى.

    ولئن كان ترحيب الأوساط الشعبية بهذا (الإعلان) متوقعاً ، رغم اقتصاره ، فى ما يتصل بالتشريعات ، على وضعية (العاصمة) فحسب ، فإن اللافت أن ردُّ الفعل الأوَّلى للنظام جاء ، هو الآخر ، إيجابياً ، حيث أطلق الفريق البشير ، قبله بأقل من أربع وعشرين ساعة ، ما يمكن اعتباره ترحيباً استباقياً بلقاء الزعماء المعارضين الثلاثة فى القاهرة بهدف الترتيب "للدخول للسودان للمنافسة الانتخابية" ، على حدِّ خطابه فى الجلسة الختامية لاجتماعات هيئة شورى الحزب الحاكم التى أوصت بدورها بنبذ "العنف والتعصب" ، ورحبت "بكل" القوى السياسية "للعمل الحر" ، و"المشاركة" فى بناء الوطن ، وتوحيد "الجبهة الداخلية" لتحقيق السلام والوفاق (الرأى العام ، 24/5/03). وبعد صدور الاعلان رحب به أيضاً أمين الحزب الحاكم د. أبراهيم أحمد عمر ، ومن جهته وصفه المستشار السياسى لرئيس الجمهورية د. قطبى المهدى بأنه "سار جداً للحكومة" ، بل وتمنى أن لو قد "دعيت" الحكومة "للانضمام" إليه (الأيام، 26/5/03) ، كما امتدحه مستشار رئيس الجمهورية للسلام د. غازى العتبانى بأنه يصب فى اتجاه توحيد رؤى القوى السياسية ".. وهو ذات التوجه الذى تعمل من أجله الحكومة" ، على حدِّ قوله. ضف إلى ذلك فيض من تعبيرات البشاشة صدرت عن كثير من الرسميين والكتاب والصحفيين الداعمين للنظام.

    على أن الأمر لم يدُم غير يوم أو بعض يوم ، إذ ما لبثت اللهجة العدائية أن حلت محل الترحيب ، مما خلف انطباعاً بأن النظام قد بوغت وأخذ ، لأوَّل وهلة ، على حين غرة ، ولذلك ارتبك موقفه ارتباكاً شديداً ، واضطرب بين أكثر من لسان ، مما اضطره ، فى سبيل تنسيق صفوفه وتوحيد كلمته ، إلى اللواذ ، كالعادة ، بنظام "القيم" بدلاً عن نظام "المفاهيم" ، المرض القديم الملازم لحركات الاسلام السياسى فى المنطقة بأسرها ، والذى ظلَّ موضع الشكوى الدائمة لعدد من مفكريها الذين يصدرون عن عقل نقدى ، بدرجة أو بأخرى من الاستنارة ، كالمرحوم الشيخ محمد الغزالى والسيد الصادق المهدى والدكتور عبد الله فهد النفيسى والدكتور محمد سليم العوا والشيخ راشد الغنوشى وغيرهم.

    هكذا ، ولما لم يكن ميسوراً رفض الجزئية المتصلة بالوضع الدستورى (للعاصمة) خلال الفترة الانتقالية ، بإزاء دقة استخدام الاعلان لمفهوم "القومية" ، فقد كان لا بد لخطاب النظام من إجراء عملية "كشط" و"تعديل" فى الاعلان نفسه ، بحيث تبدو (علمانية العاصمة) هى مطلبه بدلاً من (قوميتها) ، كون الهجوم (دينياً) على الأولى أيسر ، بل أضمن مردوداً ، وفق العلاقة غير الصحيَّة التى نسجتها الحركة الاسلامية تاريخياً بين خطابها الدعائى وبين مستوى الوعى الاجتماعى السائد وسط غالب المستعربين المسلمين فى السودان ، بما فيهم فئة الانتلجينسيا ، وهو ما وصفه السيد الصادق المهدى "بالخطاب التهريجى" (بى بى سى ، 4/6/03) ، ووصفه البيان التوضيحى الصادر عن مكتبه "بالمزايدة والمناورة وتضليل الرأي العام" (سودانايل ، 1/6/03) ، كما وصفه السيد الميرغنى ، من جانبه ، "بالمزايدة الخطيرة" التى ستتحول إلى "مأزق كبير" إن لم يكف النظام عنها (الأضواء ، 1/6/03).

    ثم ما لبث أن وقع حدث آخر ، لا يقل أهمية ، ليصب المزيد من الزيت على لهب هذه المعركة الجديدة ، وذلك بتوقيع الحركة الشعبية (ورقة عمل) بتاريخ 3/6/03 فى العاصمة البريطانية مع المؤتمر الشعبى ، التيار المنشق عن السلطة بقيادة د. الترابى ، حيث اتفقا على أن تعتمد الفترة الانتقالية ، بعد توقيع اتفاق السلام فى مشاكوس وتكوين الحكومة الانتقالية ، على الاجماع الوطنى قاعدة للتشريع كما هو قاعدة للسياسات ".. بما يسهم فى درء مفسدة الحرب ، وبما يقدم مثالاً لعاصمة قومية واحدة تجعل وحدة السودان خياراً جاذباً عند الاستفتاء على تقرير المصير" (الرأى العام ، 4/6/03).

    ولأن من أغراض مقالتنا هذه ، تقصِّى حقيقة مواقف الأطراف كافة من هذه القضية الخلافية ، بعد إعادة ترتيبها فى سياقها المنطقى ، وتمييز خيوطها البيضاء من السوداء وسط غبار التعانف الكثيف الذى ما فتئ يتضخم حولها متخذاً هيئة "كرة الثلج" ، فإننا نفضل تحرير النزاع هنا بردِّه إلى أسئلته المباشرة ، القاطعة والصارمة ، على النحو الآتى: هل كان هذا الجانب من الاعلان مباغتاً ، حقاً ، للسلطة فى الخرطوم؟! بعبارة أخرى: هل كانت خافية عليها ، أصلاً ، رؤية حزبى الأمة والاتحادى الديموقراطى لهذه المسألة قبل ورودها فى الاعلان؟! ثم هل هى ، فى الأصل ، قضية دينية أم سياسية؟! وإن كانت قضية دينية ، كما يزعم الخط الدعائى للاسلامويين ، فكيف يمكن تفسير موقف تيار د. الترابى ، القائد التاريخى للحركة ومهندس انقلابها عام 1989م ، من مسألة "العاصمة الجاذبة" للوحدة فى "وثيقة لندن"، والتى لا يمكن قراءتها إلا كرديف لمسألة "العاصمة القومية" فى "وثيقة القاهرة" ، بالنظر إلى كون "الجاذبية" مقصوداً بها أهل الجنوب الذين سوف يصوتون فى استفتاء تقرير المصير عند نهاية الفترة الانتقالية؟! وفى سياق متصل ، هل يمكن ، إجمالاً ، اعتبار موقف الاسلامويين من هذه المسألة متسقاً بثبات فى كل الأحول كما ينبغى؟!
                  

العنوان الكاتب Date
كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-09-03, 03:05 PM
  Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-09-03, 03:37 PM
    Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-09-03, 04:03 PM
      Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-11-03, 09:26 PM
    Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-09-03, 04:13 PM
    Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-09-03, 04:19 PM
      Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-09-03, 04:23 PM
        Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-09-03, 09:36 PM
        Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-09-03, 09:47 PM
          Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-11-03, 03:00 PM
  Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم SAMIR IBRAHIM08-11-03, 11:45 PM
    Re: كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم فتحي البحيري08-12-03, 03:04 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de