جديد الكمبيوتر والانترنت

فيروسات الكومبيوتر قنابل موقوتة فى السلم والحرب
تقرير- محمود الشناوى
القاهرة - أ ش أ
يهاجم مستخدمى الحواسب الالية فى العالم بين الحين والاخر انواع من الفيروسات التى تستهدف برامجهم مما يسبب مشاكل هائلة لمستخدمى هذه الحواسب الالية الامر الذى جعل من تلك الفيروسات قنابل موقوتة تنفجر فى الزمن المحدد وبالضراوة المطلوبة من قبل صانعيها.
ففى الوقت الذى كان فيه مستخدمو الحواسب الشخصية يقومون بتطهير حواسبهم بعد هجوم فيروس ام اس بلاست وفيروس ويلشى تفشت اصابة جديدة بفيروس أطلق عليه سوبيج الذى يضع ضغطا هائلا على المرور فى شبكة الانترنت كما انه يسبب بطء انظمة الشركات.
وعلى سبيل المثال فقد أعلنت شركة ميسيجلابس المتخصصة فى مقاومة الفيروسات انها تمكنت من اعتراض حوالى ثلاثة ملايين نسخة من الفيروس خلال أسبوع واحد كما تلقت ال بى بى سى الالاف من الرسائل الالكترونية المصابة بالفيروسات.
وتوقع خبراء فى مجال مكافحة الفيروسات ان تستمر حالة الفوضى التى تسبب فيها فيروس سوبيج خلال الايام القادمة وذلك رغم التقدم الذى يقول خبراء أمن الحاسبات انهم احرزوه فى المعركة ضد هذا الوباء الذى اصاب برامج ويندوز.
وفسر الخبراء ذلك بأن الفيروس يولد أعداد كبيرة من الرسائل الالكترونية حتى تمتلىء ذاكرة البريد الالكترونى لجهازك وترفض استقبال أو بث أية رسائل جديدة .
من جانبها أعلنت شركة امريكا اون لاين العملاقة للانترنت انها وقفت بالمرصاد لاكثر من 23 مليون نسخة من الفيروس الا ان الفيروس يستعد مرة اخرى لينفث سمومه حيث تمت برمجته بحيث يحول اليا اجهزة الكومبيوتر المصابة الى قاعدة يسيطر عليها مبتدع الفيروس لبث برامج ضارة.
ولا يعرف حتى الان خبراء مكافحة فيروسات الكمبيوتر ما قد يسفر عنه ذلك ولكن من بين الاحتمالات العديدة شن هجوم فيروسى جديد واصابة لبريد الالكترونى بالتخمة أو التلصص على معلومات حساسة أو شطب ملفات هامة مخزنة على ذاكرة الحاسبات والشبكات المصابةز
وقد اعلنت كثير من الشركات ان انظمتها الداخلية قد عانت الامرين بسبب فيروس سوبيج وفيروسى ويلشى و ام اس بلاست الذين سبقاه.
وتشير دراسات أجريت على هذه الانماط المخربة من الاختراعات الى أن فيروس أحبك والذى خرج من الفلبين فى 4 مايو 2000 يعد من أخطر الفيروسات وذلك لانه ليس معقدا من الناحية الفنية مقارنة بفيروس مليسا الذى اجتاح العالم العام الماضى ولكنه اسرع منه بمراحل فى الانتشار 00حيث ينتشر فيروس أحبك من خلال انظمة الرسائل الفورية التى تتيح لمستخدمى الانترنت التخاطب مباشرة مع بعضهم وبعض.
ويستهدف الفيروس اساسا اجهزة الكمبيوتر التى تعمل بنظام ويندوز الذى تنتجه شركة مايكروسوفت العملاقة وتلك التى تستخدم نظام اكسبلورر لتصفح الانترنت ويظهر الفيروس فى البريد الالكترونى على صورة رسالة بعنوان أحبك وفى حالة فتحها ينتشر الفيروس فى جميع العناوين المسجلة لدى مستخدمى البريد الالكترونى فى اجهزة الكمبيوتر الاخرى ثم يتسلل الى جهاز الكمبيوتر ليدمر محتوياته.
وتشير الدراسات الى أن كارثة مفاعل تشيرنوبيل النووى الروسى فى اوكرانيا فى 26 ابريل عام 1986 كانت هى الحافز وراء برمجة فيروس اطلق عليه نفس الاسم وينشط للعمل فى نفس التاريخ من كل عام ويوكد الخبراء أن تشرنوبيل بالغ الدقة ينتقل عبر شبكة الانترنت فيتسلل الى اجهزة الكمبيوتر حيث يدمر المعلومات المخزنة ويلغى الملفات الموجودة فى الذاكرة بل يضغط على القرص الصلب مما يودى فى حالات كثيرة الى اتلاف تلك الرقائق وتدميرها.
وكانت هناك تحذيرات كثيرة منذ عام 1998 وبطريقة بسيطة جدا امكن تلافى اخطار الفيروس وذلك بتغيير تاريخ نشاطه ثم اعادة تصويب التاريخ مرة اخرى بعد يوم او يومين 0
وهذه الطريقة مأمونة فى التعامل مع العديد من الفيروسات الموقتة مثل فيروس مايكل انجلو الذى ينشط فى 26 مارس من كل عام ليمسح معلومات القرص الصلب للاجهزة المصابة به كذكرى مجنونة لميلاد فنان عصر النهضة مايكل انجلو.
أما فيروس حصان طروادة فقد اخذ مبرمجه الفكرة اليونانية القديمة فى اخفاء الجنود داخل الحصان الخشب وهناك الالاف من تلك الفيروسات برمجها عباقرة شياطين من البشر لاهم لهم غير الايذاء واستعراض القوة العلمية والدخول فى ركب التقدم العلمى من باب الشر ومن اجل فرض حلول علمية للقضاء على الفيروس من جهتهم لانهم اعلم بما فعلون من اسلوب علمى فى صنع تلك الفيروسات.
ونبه خبراء امن الحواسب الى أن فيروس الحاسب من اهم واخطر اسلحة الحروب المستقبلية وقد يكون استخدامه فى الحروب على هذا النحو أمرا مشروعا اى خارجا عن نطاق التجريم القانوني حيث يباح فى الحروب استخدام كافة الوسائل والاسلحة المساعدة على تدمير قوات العدو وتدمير اسلحته خصوصا اذا كانت اسلحة جديدة لم يتم ادراجها فى اتفاقيات دولية كأسلحة محرمة دوليا.
ودعا خبراء مكافحة الفيروسات الى ضرورة تجريم ابتكار فيروس الحاسب الالى الكمبيوتر وان تشملها القوانين العقابية الجديدة فى كافة بلدان العالم خصوصا فى ظل الانتشار المتنامى الحالى لشبكات الحاسب فى كافة أنحاء المعمورة خاصة وقت السلم.
ومما يدعم هذا الرأى أن شبكات اجهزة الحاسبات فى زمن السلم تكون موجهة للبناء وليس للفناء والتعمير وليس التدمير حيث تسهم تلك الاجهزة فى تطوير وتحسين مستوى الاداء فى مختلف نواحى الحياة كما تسهم فى توفير الجهد والطاقة وتقليص تكلفة الانتاج كما تعمل بصفة خاصة وهى الاهم على زيادة الانتاج فى مجالات الزراعة والصناعة وغيرها من المجالات والانشطة الانسانية.
ويقول جراهام كلولى المستشار الاعلى للتكنولوجيا فى شركة سوفوس المتخصصة فى مكافحة الفيروسات أنه من التطبيقات المهمة لقوانين عصر المعلومات فى مجال فيروس الحاسب ما جرى موخرا من محاكمة شخص يدعى كريستوفر بابل فى بريطانيا بعد ان ثبتت عليه تهمة قيامه بتطوير فيروس الحاسب الالى كويج و باتوجين بالاضافة الى قيامه باصدار دليل عملى يساعد المبرمجين على تطوير فيروسات خاصة بهم.
وقد حوكم بابل استنادا الى قانون اساءة استعمال الحاسب الالى الصادر سنة 1990 وهذه هى المرة الاولى التى يطبق فيها القانون ضد مطورى الفيروسات حيث ان الاحكام القانونية السابقة كانت تتعلق بجرائم القرصنة الالكترونية فقط.
واذا كانت الكثير من الدول المتقدمة قد حذت حذو بريطانيا فى مجال اصدار القوانين المحتوية على رصد العقوبات الرادعة لمرتكبى جرائم فيروس الحاسب فان الكثير من قوانين بلدان العالم الاخرى مازالت مفتقرة الى مثل هذه القوانين وهو ما يشكل ثغرة كبرى فى قوانينها العقابية حيث لا تقتصر أخطار الفيروسات على زمن معين وانما هى قنابل موقوتة تنفجر وقت السلم أو وقت الحرب وفقا لأهواء مبتكريها .