|
Re: كيف يتحدون أمريكا (وابلغيهم أنا نحبه)؟؟؟؟ (Re: فتحي البحيري)
|
حاطب ليل يتضرع بعضلات شعبه!! البوني (نقلا عن جريدة الصحافة السودانية) من جمائل الحركة اليسارية علينا انها علمتنا النظرة الكلية للعالم. وان الامبريالية هي الامبريالية وان تعددت تجلياتها، فعندما دخلنا الجامعة كانت «مساء الخير» لسان حال الجبهة الديمقراطية تتابع ما يدور في شيلي متابعة يومية، فعلمنا منها كيف أن سلفادور الليندي فاز في انتخابات ليبرالية ببرنامج يساري. وكيف ان اميركا حاصرته الى ان «طلعت روحه». وكيف سلمت شيلي للجنرال بيونشيه الذي حكم شيلي فيما بعد لمدة خمسة عشرة عاما بالحديد والنار. والذي وصل به الاستبداد الى أن يقول «يجب ألا يتحرك غصن في شيلي الا بيدي»، فهذه الايام نتابع في فنزويلا «بت عم شيلي» ما تفعله اميركا بالرئيس المنتخب «الحلبي ابو عيون مدفونة» هوغو شافيز. ولم يكن شافيز يساريا او ماركسيا وعلاقة بلاده الاقتصادية مع امريكا «زي الورد»، فالولايات المتحدة تستورد من فنزويلا بترولاً قيمته خمسة ملايين دولار يوميا. ولكن رغم ذلك لم ترض اميركا عنه، لانه رجل وطني ومستقل في سياسته الداخلية والخارجية. ويكفي انه الرئيس الوحيد الذي زار العراق عندما كان صدام محاصراً. ولكن خطورة شافيز بالنسبة لاميركا تكمن في فاعليته داخل منظمة الاوبك، فهو من الذين يضخون دماءً حارةً داخل شرايين المنظمة. ويلعب دوما خانة «القشاش» ويتصدى للهجمات الاميركية. واليه يرجع الفضل جزئياً في ان يصل برميل النفط قرابة الخمسين دولارا، فهو يتصدى لاميركا بمنطق السوق الحر «ده يصر وده يجر». وسعت أميركا الى مضايقته داخل شروط اللعبة الليبرالية، فلم تحرض عليه الجيش، فبيونشيه لم يترك لحكم الجيش صليحا، انما كانت اميركا تحرض النقابات بما فيها نقابة عمال النفط. وتدعم المعارضة وتسعى لمضايقة فنزويلا دبلوماسيا. واطلقت على شافيز اعلاما مسعورا، فكان كل يوم يواجه باضراب وتعديات من الجيران ومظاهرات في العاصمة كراكاس «الما وراها ناس». والحال هكذا لم يلجأ الرجل الى سياسة «يمة ارحميني» بل لجأ الى شعبه وقام بطرح نفسه في استفتاء شعبي ببطاقة تقول «هل استمر في حكم البلاد الى ان تنتهي ولايتي في 2006م، أم استقل فاسحا المجال لانتخابات رئاسية جديدة؟». فعل الرجل ذلك رغم ان الدستور لم يطلبه منه. ورغم أن الجيش اعطاه ضمانا بألا يتدخل في الامر. ولكنه اراد ان يلقن الذين يقولون «استقيل يا ثقيل» درسا. ولانه واثق من شعبه وشعبيته، فقد دعا كل العالم لمراقبة الاستفتاء، فجاء كارتر يحمل حقيبته على ظهره ومعه زوجته العجوز. وتابعت الـ CNN العملية لحظة بلحظة، فجاءت النتيجة مخيبة لآمال الولايات المتحدة. وجدد الشعب الفنزويلي ثقته في رئيسه، بل اعتبرت النتيجة مؤشرا الى انه في امكان شافيز ان يخوض الانتخابات القادمة اي بعد «2006م». ودخلت المعارضة المأجورة أجحارها واخذ شافيز يتضرع في طول بلاده وعرضها، منطبقا عليه قول الحاردلو «ولداً قدل فوق عزة». وفشلت اميركا في ان تفرض شروطها على شافيز، لانه رئيس منتخب انتخابا ديمقراطيا وببرنامج محدد وعقد اجتماعي بينه وبين ناخبيه. وفشلت في محاصرته لانه ليس محاصرا داخليا، فالحصار الحقيقي هو حصار الداخل. وحينما طلبت منه بعض التنازلات لم يتنازل لها، انما تنازل لشعبه وقام بعملية انتخابية لم تكن مطلوبة منه.. فالتنازل للشعب وقاه شر التنازل لامريكا. والدرس الحقيقي الذي قدمه شافيز للآخرين، هو أن من يريد ان يقول لا لاميركا، عليه أن يكون ضامناً لنعم شعبه. ومن اراد ان يرفع سبابته في عين اميركا يجب ان يلجأ لكف شعبه. ومن اراد ان يحمر عينيه لاميركا يجب أن يستعمل وجه شعبه. لقد أصبح شافيز مدرسة يمكن تسميتها «الشافيزية» «ويلا ادرسوا كلكم»!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|