أناملٌ ذهبية، مهارةٌ في تشكيل الطين وفخره، آخر النهار، في يدهِ رغيفُ خبز وقربةُ ماء، قبّلَ الرغيف ولم يأكل، إرتَشفَ بعضَ ماء، بخوفٍ سأل: أّهذا أجرُ اليوم.. رغيفٌ جاف وماء؟ جاءَ الجواب:أنا أملكُ الفرن والأدوات، قضمَ من الرغيف متمتماً: مهارة يدي تصنع من الطين روائع عائداتٌ مُجزية .. تضخمت مع الأيام.. صارت قلاعاً ومصانع، ما لي أرى المهارات مُستباحة وللغنيمةِ فائضٌ ماهر.. في وجوه المتعبين يَفخر الفاقةَ تلوَّ الفاقة، وحيثُ.. أغمضَ عينيه مستسلماً.. لأمتصاصِ صفعة، سمع همساً في أذنه.. "سيدي أرى المقص مُرتعشاَ بين يديك"، فتح عينيه.. فأذا به أمام مصنع كبير، بصقَ حلمَ اليقظة .. قصَّ الشريط بكبرياء، (كان المصنع رقم (كذا) ،أ ُنشاَ من أموالهِ الخاصة!!. )
(2)
إنحنت، رفعت ثوبها، كان أعلى الركبة الماء، رفعته بعناية أكثر، سقطَ نهدها في الماء، إستدارت.. قبل التقاطهُ سقطَ الآخر في الماء، خرجت مهرولة، كانَ حقاً بارداً الماء! من على الشاطئ.. نظرت بأتجاهِ نهديها والماء، سمك القرش كان في حفلةِ زفاف، وحيثُ.. بيدٍ مرتجفة.. تلَمّست موقع نهديها الضائعين.. إستفاقت، كان كابوساً، بغبطةٍ أمسكت بنهديها، فأحمّرت وجنتيها، نهضت، سمعت زغاريدَ زفاف، عند باب الدار... و قفت أمامَ نعشين وعَلم مسحوق الهوية!
(3)
فتحت الباب، نُصفها الأعلى يرتدي اللاشيء، نُصفها الأسفل يرتدي شيء!، غلقت الباب، نُصفها الأعلى إرتدى ثورة وانقلاب، نُصفها الأسفل خلعَ شئء، على السرير أستلقت، بإلتهاب تَسَلقت سفح الجبل، عند بلوغ الذروة.. الى الأسفل نظرت، فأذا بوادٍ سحيق و نهر، و حيثُ.. لفظ َ النهرُ زبده على الشاطيء... إستفاقت، من الشيطان الرجيم أستعاذت، بعد ساعة، مشت على الرصيف، رفعت يدها لِتُحكم حجاب الرأس، أطرقت بحياء.. تفوحُ منه رائحة النشوة.
(4)
طفلةُ كالبرعم، أبتسامة ُوجهها تشقُّ حاجز الصوت على أكتاف أبيها محمولة، فاليوم ستمتلك حذاء جديد للعيد، في الطريق للمتجر.. أرتعدت الطفلة، قدميها بدأتا بالضمور، قدما الأب بدأتا بالتلاشي، سقطا على الأرض، لحظة السقوط إستفاقت.. وفي حجرِ أمها، طابورُ طويل كان أمامها.. فأبتسمت وأيقنت.. أنها في الزيارة النصف سنوية لأبيها في المُعتقل.
(5)
توضاَ، فرشَ سجادة الصلاة، نوبةُ سُعال... معها تصدعت سنواتٌ طوال، مضغها بأحتقان منذُ ولِد وقف بأتجاه القبلة، بدأ في الله أكبر الله أكبر، أستغفرَ الله... سجادة الصلاة رآها عشاً من شفاه، أغمضَ عينيه واسترخى.. عادَ بالتكبير، حلقت الشفاه وحاصرته، أبتلَّ جسده بالتقبيل، توضأ.. قبل أن يقف على السجادة، دخلت أسراب الشفاه في سرواله، وحيثُ... أنتفخ َ السروال استفاقَ، وجدَ نفسه يسعل عند الحافة، في وجهِ اصفراراً واحمرار، نظرَ الى الجدار، نهضَ.. برفق لمسَ الصورة.. قبلَّ شفاه زوجته و ترَحمّ لها، توضأَ ، فرش السجادة وراحَ يُصلي، بعدَ دقائق، وجده بائع الحليب مُنكفئاً على السجادة في نومٍ سرمدي.
(6)
على ماكنة الخياطة، أكتملَ ثوبَ الزفاف بين يديها، أطلَّت من النافذة، غداَ، سَتُنثر باقات الورد ، ستمضي أبنتها بثوب الزفاف، أغلقت النافذة، لوعة ُ الفراق طرقت بابَ اللاوعي، قطّعت الثوب وألقته في جوفِ الريح، عادت لتنام مُطمئنة.. أنفجرَ الأطمئنانُ استفاقة، وجدت نفسها في الفراش تحضن الوسادة، نظرت بأتجاه الماكنة.. تنفست الصعداء همهَمَت.. مجرد دمامة حلم، دخلت ألأبنة عند أمها.. خصرها النحيل بدا مُكتظّاً، بعد قبلة وعناق، مضت الأبنة وهي تحملُ حزاماً من بارود.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة