1
قلت ، رحمني الله وأياكم في العالمين ، لخير الله بن جمال الدين، ذلك الذي علمني الحزن المحب والحب الحزين ، لليال ست مضين من إبريل تسعين وتسعمائة وألف : السلام عليك ، وعلى صعاليك رهطك الصالحين ، على ليلاك فينا ، يا أبا البهاء
قال : وعلى سر- مديح البلاد السلام ، أيها الماضي في رحلة البلوى ، ضاح من الإيواء والسلوى ، أفطرت ، أراك ، سبع متواليات ، راو من الغنيات والشربات والحلوى
قلت ، حفظني الله ميتا ، ولا شيء ، وخرقَ مدعيٍّ ، و...حيا : ويلك يا صاحبي ، ترجم بالغيب ؟؟ ؟ أم تفضح سرَّ مَنْ ؟؟؟
قال : أقرأ ما كتبت أنت بمداد ساهي على وجه لك غير باهي .
قلت ، لا أخطأتني رحمة أبدا : أمنت عينيك إذن ؟؟؟ قلبك القاري ليس معصوما في الدقائق كلهنَّ الساعة الآن كم؟؟؟
2
سميتُني (السر مديح) يا محض الغرور ، وافقتُ ما قاله خالي : (سرختم) اسما كإسمه ، واشتغالي بالمديح اليدعون . ويح صديقي الفلسفي : يقولون سمى روايته بي ، أدري أنه ليس تعنيه حياتي ، يريد تركيب الكلام كذا : حياة-السر- مديح ، أنبأني من أرض سذاجته أنه رآه يكتبها في مسوداته مثل ذلك ، بشرطتين بين الكلمات الثلاث ، مسكنا راء سري وحاء المديح ، وينطقها ، كلما يفعل ، هكذا ، بحرية قصوى لاخر الحياة رفعا ونصبا وجرا ، يلبي فتنة الدارج والفصحى معا، فتنة الوقت ... وضده ، إذ للوقت ضد في يقين الفلسفي بن حاج علي ، ربما يعني الأبد
3
فحياة سر مديح مدثر ليست هي هي حياتي أنا ، حياة سر مديحه تخصه مثل ما تعني الأبد . حياتي تنتمي لي ، للوقت ْ .
4
لم أجد صوتي معي ، لي ، حاجة تخصني ، منذ أن غنيت ذات ظهيرة في بيت أم دليلة : (اعطني الناي وغني) لفيروز والرحابنة و... جبران . نعم أحسست بصوتي كائنا يستقل عني ، ويتفرد ، وتنشأ بيني وبينه علاقة جديدة هي الصحبة .
5
وصاحبته ، صاحبت صوتي المحروس بروح القدس ، ورعته بالتمارين ووصايا خريجي وأساتذة معهد الموسيقى والمسرح من معارفه ومعارفنا ، دليلة ، زوجتي ، وأمي الثانية ، أمي وربيتها ، ياللمواعيد التي لا تفي ، كانت بنت خالي بحسابات الجين والأهل ، (دليلة سر الختم) ، ولكننا روحان في هذا الفضاء ... غريبان ائتلفا
6
فما عسى ( الفلسفي الراقد على بطنه يكتب ) يكتب عنه؟؟ ، عن صاحبي ، صوتي؟؟لاشك أنه سيفشل في معرفة ما يفعله الصوت بالحياة
7
وأخشى ما أحب ، أحب ما أخشى أن يطل المديح كمعنى عالمي ، بتركيبه المزجي هذا ، في ثنايا قصته ! الله لا يضار بمدح العالم مطلقا ، ليت الفلسفي ... يعي !
8
وقال لي صاحبي الخير : الساعة واحدة غير أنك في حضيض الاشتهاء
قلت : العذاب بلا انتهاء
قال : الحياة هي التي تمر ولست أنتَ
فقلت : خنت َ
9
لم يكن الآخرون يحبون خير الله، رضي الله عنه ، وهداه ، وأواه وأطعمه ، كانوا يقدسونه وحسب ، وكنت أحبه!
10
والسر مديح يحب أشياء كثيرة ، ويتمها ، لا يعلمون!
11
دفاتري وكتبي وكاسيتاتي جميعا تركتها بركن قصي ، وصيت بها لعبد الجبار ، هكذا علمتني المنامات ولم أفقهِ ، مالي أنا بالكون عندما انتهي – ينتهي !
12
عليكم رحمة الله ... ولي
(عدل بواسطة فتحي البحيري on 12-08-2004, 06:55 AM)