|
|
 Re: آخرأخبار سلام الإنقاذ (Re: فتحي البحيري)
|
مناظير
عقوق أبناء الإنقاذ!!
زهير السراج
* لم يجف الحبر الذي كتب به الأخ عادل الباز، وشخصي المتواضع عن أعداء السلام، والعقبات التي تواجه اتفاق السلام، حتى دق البعض طبول الحرب مرة أخرى، وطفحت بعض الصحف بالكتابات التي تتحسر على لغة الخطاب المتسامحة لبعض كبار المسؤولين السودانيين، حول عدم جدوى الحرب، ورد المظالم لاهلها، وأهمية التعايش الثقافي والديني في ترسيخ السلام. واوشكت تلك الكتابات التي تنضح بالعداء للسلام ولصانعي السلام، ان تتهم اولئك المسؤولين بالردة والتراجع عن المشروع الحضاري، والاستهانة وبالتضحيات التي بُذلت من أجله.. في محاولة مكشوفة وصريحة لتهديد وتخويف المسؤولين للتراجع عن منهج التسامح والاعتراف بالتنوع الثقافي للبلاد، واحترام الآخرين.. وهي محاولة لا يجب الاستهانة بها، وان نأخذها مأخذ الجد، لانها تنبيء عن مآلات واحتمالات المستقبل والأفكار الشريرة التي تستبطنها بعض العقول!!
ولا اقصد بكلامي هذا، ان تُصادر آراء هؤلاء القوم، او تقيد حريتهم في التعبير، او يُضيَّق عليهم.. ولكن لابد ان تنتظم البلاد حملة توعية شاملة للتبصير بمكاسب الاتفاقية، والخير المنتظر منها، والمخاطر العظيمة التي ستترتب على انهيارها. وأول الذين يجب ان تشملهم حملة التوعية والتبصير، هم الذين يحملون راية الدفاع عن الانقاذ، ويحبِّرون الأوراق في الشد من أزرها، وتنتفخ عروقهم من الغضب لخطابها المتسامح ومنهجها الجديد، فيدقون طبول الحرب الاعلامية، التي تسبق ازيز الرصاص، وهدير المدافع!! هؤلاء هم أكثر الناس خطورة على الانقاذ، وعلى السلام وعلى البلاد.. وهم الذين سيشعلون شرارة الفتنة، التي ستكون الانقاذ وحكومتها، واتفاقها التاريخي، أول من سيحترق بها.. وبالتالي فلابد ان تأخذ الانقاذ حذرها منهم، وتعمل لهم ألف حساب، وتحاول قدر استطاعتها ان تكسبهم لصالح السلام.. بتكثيف حملات التوعية والتبصير والتنوير في اوساطهم.. وجلت قدرة الله وحكمته، اذ قال:«إن من أبنائكم وأزواجكم عدو لكم فاحذروهم».
* ولا يقل خطورة عن هؤلاء.. أولئك الذين تحزبوا وتجمعوا، وهم من أبناء الانقاذ، يقدحون في الاتفاق، ويرفعون شعارات عنصرية، ويطالبون بفصل الشمال الذي لا تربطه بالجنوب رابطة ثقافية او دينية، او لغوية أو عرقية.. وأسموا تجمعهم.. «منبر السلام العادل».. الذي سيشعل نار فتنة لا يعلم مداها إلا الله، لو لم تتعامل معه الانقاذ، بما تتطلبه الأوضاع الجديدة التي ستسود البلاد!
* ومرة أخرى أقول .. لابد من تفعيل قانون الأحزاب لاجهاض ومنع التنظيمات القائمة، أو التي ستقوم على أساس عنصري!!
* ولا يكفي القانون وحده.. لاتقاء شر مثل هذه التنظيمات، واعضائها، وانما يجب على الانقاذ ان تظهر ايمانها بما اقدمت عليه، وبالاتفاق الذي وقعته.. وبالسلام الذي سعت اليه، وعدم الظهور للناس بمظهرين.. أحدهما مع السلام، يمثله الذين صنعوا الاتفاقية، وبدأوا في تغيير منهجهم وخطابهم، بما يتناسب مع ما صنعوه، والآخر يمثله الذين تجمعوا لمقاومة الاتفاق، واسموا أنفسهم «منبر السلام العادل»، فكيف يستقيم عقلاً ان تعارض الانقاذ، اتفاقية سعت اليها، وبذلت المطارف والحشايا من أجلها، وقدمت على رأس وفدها المفاوض، أحد أهم وأخلص قادتها، وهو الأستاذ علي عثمان.. الذي بذل كل ما في وسعه للوصول الى اتفاق يوقف الحرب بين أبناء الوطن الواحد، ويرسي السلام؟! وليس أمام الانقاذ، سوى خيارين لا ثالث لهما، لاظهار ايمانها بما سعت اليه.. إما ان يعود المعارضون للسلام من أبنائها الى عقلهم، ويلتزموا بما التزمت به الانقاذ.. أو يخرجوا من الانقاذ.. فأرض السياسة واسعة.. تسع الذين يؤيدون السلام، والذين يتفرجون، والذين يعارضون!!
* ولكن أن يظل هؤلاء، يتمتعون بخيرات الانقاذ، ويتقلدون المناصب الرفيعة، ويخربون الانقاذ والبلاد من الداخل.. فهو ما يقدح في جدية الانقاذ وفي ايمانها بالسلام الذي سعت اليه!!
وغداً أواصل باذن الله
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فتحي البحيري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست