|
Re: آخرأخبار سلام الإنقاذ (Re: فتحي البحيري)
|
مناظير مخاطر السلام
زهير السراج
* يجب آن تنطلق حملة توعية شاملة في كل أنحاء السودان للتبصير باتفاقية السلام، وببنود هذه الاتفاقية، والايجابيات والسلبيات التي ستترتب عليها، والمخاطر التي ستنجم عن انهيارها.. وحث الناس علي الالتفاف حولها، والابتعاد عن المزالق التي تشكل خطرا عليها، وعلي استقرار وأمن الناس والبلاد! * والمزالق كثيره ومتنوعه، إلا أن اخطرها هي الاحتكاكات والاستفزازات التي تقود الي صراع عرقي، أو إلى مايشبه ذلك.. وخاصة في المدن الكبري، وعلي الأخص العاصمة الخرطوم!! * وحدوث استفزازات، خاصة من الاخوة الجنوبيين امر متوقع، بسبب ما ترسب في نفوسهم بوقوع ظلم عليهم في السنوات الماضية، أو بسبب ما وقع من ظلم حقيقي عليهم، ووجود احساس مناقض له الان، بالانتصار، بعد توقيع الاتفاق، ودخول الجنوبيين كشريك حقيقي في السلطة، وبصلاحيات وسلطات واسعة، لم تتوفر لهم، ولا لغيرهم من قبل!! * والاحاسيس المتناقضة، بالغبن ثم الانتصار، ستولد في نفوس البعض الرغبة في (أخذ الثأر) من الذين ظلموهم طوال السنوات الماضية أو الذين يعتقدون انهم كانوا سببا في الظلم الذي وقع عليهم! * والرغبة يمكن ان تتحول الي فعل يُري ويحس.. اذا توفر أدني حافز له.. وعلي سبيل المثال فان مشكلة صغيرة جدا بين راكب، وكمساري احدهما من الشمال والآخر من الجنوب في حافلة ركاب، يمكن ان تتطور الي معركة كبيره، تسفك فيها دماء كثيره.. فيشتعل فتيل الفوضي والاقتتال، وما يتبعه من ردود افعال كبيره وخطيرة، اذا لم يتم التعامل مع تلك المشكلة الصغيرة «بين الراكب والكسماري» بالعقل والحكمة! * وليس بعيدا او مستغربا، ان تنسف مثل هذه المشكلة الصغيرة اتفاقية السلام، وتهدد امن واستقرار البلاد، ناهيك عن المشاكل الكبيرة التي ربما يدخل الدين اوا لجامع او الكنيسة طرفا فيها! * وعليه.. فان اهم مايجب ان يفعله الطرفان الموقعان علي الاتفاقية، وكافة المؤسسات والجهات الاخري والجماعات والافراد، القيام بحملة توعية شاملة بين المواطنين للحث علي التعايش الثقافي والديني والاجتماعي..والابتعاد عن المزالق، وتوضيح المخاطر التي ستنجم عنها! * ويجب ان يكون علي رأس من تستهدفهم حملات التوعية والتبصير، حاملوا السلاح والقوات النظامية وشبه النظامية بمختلف انواعها، في مختلف المواقع التي توجد بها.. وضرورة تعاملها بحكمة مع ما يمكن ان ينشب بين الافراد والجماعات! * ولانجاح هذه الحملة.. لا بد من توظيف الاجهزة الاعلامية الرسمية توظيفا سليما، وتوعية منسوبيها بنوعية الخطاب الاعلامي في المرحلة القادمة، والذي يجب ان يجمع ويحث علي التعايش والتراحم، ويبتعد عن المزالق! * ولتوظيف هذه الاجهزة التوظيف الامثل، لا بد ان يتولي امرها اعلاميون اكفاء، مقبولون لدي كافة الاطراف، ويفهمون رسالتهم علي الوجه الاكمل، والدورالمنوط بهم، وبالاجهزة التي يقودونها.
|
|
|
|
|
|
|
|
|