|  | 
  |  Re: حسنا : هل يمكن أن نقول الآن أن الانقاذ قد انتهت بحمد الله ، أم انها دخلت طورا جديدا ؟؟؟؟ (Re: شمهروش) |  | الأخ العزيز / فتحى البحيرى
 
 تحية طيبة
 
 
 هذا السلام الذى تم توقيعه , هو وبلا شك , بداية النهاية للحكومة الأنقلابية فى الخرطوم .
 
 فدعنا , وبتجرد , ننظر الى [ النصف الممتلئ ] من كأس السلام الذى ُوقع فى نيفاشا :
 
 - توقفت الحرب , الطويلة جدا , فى جنوب البلاد , وبتوقفها كسبت البلاد مكاسب كبيرة وفى كل الأتجاهات , أولها وقف القتل والدمار والتشريد , وآخرها الألتفات الى التنمية وأحلال الحريات وتثبيت مبادئ حقوق الأنسان.
 
 - بتوقيعها لسلام نيفاشا , فقدت الحكومة الأنقلابية فى الخرطوم , كل ما حاولت بنائه من محاولات أضفاء الشرعية على وجودها وحكمها للبلاد , متنقلة فى ذلك وخلال ستة عشر عاما , من الشرعية الثورية  , الى الشرعية الدستورية , أنتهاء بالشرعية البرلمانية , وفى كل هذا , كانت تكذب على الناس وتتحرى الكذب , والجميع يعلم بكذبها ويسخر منه.
 
 - بعد 16 عاما من الحكم , تحول البشير من رثيس جمهورية اُنتخب زيفا وخداعا , الى رئيس " مؤقت " لفترة أنتقالية محددة تنتهى بأجراء أنتخابات حرة , ستأتى حتما ... بغيره.
 
 - تم الغاء , سيئ الذكر , دستور التوالى , وأحلال دستور ديمقراطى تعددى يحترم حقوق الأنسان , يتم الأعداد له الآن , بأتفاق وبمشاركة الحركة الشعبية , والأحزاب السودانية , حسب النسب المحددة فى أتفاقية السلام .
 
 - تحول البرلمان الحكومى المُنتخب زيفا وخداعا , هو الآخر , الى برلمان مؤقت ينتهى  بنهاية الفترة الأنتقالية , ويحل محله برلمان منتخب أنتخابات حرة ونزيهه وتحت أشراف دولى .
 
 - تنفيذا للأتفاق , ستتم مراجعة شاملة لأجهزة الأمن , والجهاز القضائى وقوانينهما التعسفية , وأول بوادر هذه المراجعة ظهرت فى عزل خمسين فردا من المتشددين فى جهاز الأمن الذى يحرس النظام.
 
 - بمجئ الدكتور قرنق ووزرائه ودخولهم فى رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء , وأشتراكهم فى الحكم الفعلى للبلاد , ومراقبتهم اللصيقة لمداخل ومخارج موارد الدولة , يقلل كثيرا من السيطرة والهيمنة الكاملة لحكومة الجبهة الأنقلابية , ويضفى مسحة من الشفافية , أقله فى هذه الفترة الأنتقالية , لحين مجئ حكومة ديموقراطية منتخبة .
 
 - عودة الأحزاب السياسية لفتح مقراتها وممارسة نشاطها السياسى , فى داخل البلاد , يشكل عاملا آخر فى أتجاه عزل النظام والتخلص منه , ونرجوا فى هذا الأطار أن تغير هذه الأحزاب من نهجها القديم وتضع مصلحة البلاد ووحدتها فى اعلى أجندتها.
 
 - الضقط الدولى الكبير , والمطالبة الشعبية " والتى نرجوا أن ترتفع الى مستوى الضقط الدولى ", لمحاسبة النظام , ومحاكمة المجرمين فيه , هو الذى سيضع أفراد هذا النظام الى حيث يجب أن يكونوا.
 
 إن كانت هذه هى محصلة الجزء الممتلى من كأس السلام , فى أتجاه التخلص من هذا النظام , فما بالك أذا بالجزء الفارغ منه؟.
 
 ولك خالص تحياتى
 
 د. مهدى
 |  |  
  |     |  |  |  |