1
وقال لي مالك ، والليل في دمي مثلما بدا له رغمنا حالك : أين أنت أيها المدعي الهالك ، النار أوقدها الغياب ، والناس أعجلها انسراب الوقت ، حينا من المقت ، على قيعة اللهفات والكبت 
قلت : حدد !
قال : سرك لا يعجبني عام خرطومه قط .
قلت : سر مديح البلاد يضيء رغمي ورغمك ي العالمين سنينه طرا ، هكذا قد خبرتني رؤيتي ، لكن مثلك لا يطيق مع الرؤية صبرا ، وهو دون الآخرين الذي سيأوي اغتراب الآخرين وغربتي ، سنة وعمرين ودهرا 
قال : هل ذقت الياسمين وطعمه 
قلت : لا ، شممته ، يمكنً 
قال : فُتُّك يا أخي عافية 
2
قلت لخير الله بن جمال الدين : وجئت أبا ليلى إذن . 
قال : قل لي : سر بلاد الطيبين بعافية ؟
قلت : جئته للتو أقوى ما يكون وأنصح 
فقال خير الله لي : ليته ليته 
وأسبل عينيه على لمعة لم أع قوتها قبل نعي حبيب قلبي سر بلاد الطيبين إلي 
3 
رحمة الله على سر مديح البلاد الفقيد ، المكتوب بحب الله أرجو في العالمين شهيد ، ليتنا لا أخص ضجيع الكتابة فينا بعكس الرحمة ، هذا الذي يقتل ميتاً بأسوأ مما قضى ، وينجز الوقت فينا باقسى من الوجه الذي به قد مضى 
4
كنت أزعجه بأشيائي التي تختلف ، بكوني لا أحب سماع الأغنيات التي يصنع ، بجلسة غبراء يوم شككت أن له في أم تاياي أرب . كنت أوذيه ، ولا بد ، من حيث أدري ولا أدري ، ليته يغفر لي ، ليته 
5 
قميصه الثاوي بأقمصتي يعذبني ، لم يشأ أن أعيد ما لبست منه ، رغم شدة حوجته له ، وغالب ظني أنه لم يكن يعلم أنه سوف يمضي للا- كون قبلي . وإلا لما اختار هذا الحزن لي . 
6 
مات سر مديح البلاد إذن ، مات ولم ينتهي لما أحب الوطن ، يارب لا نستدرك شيئاً عليك ولا ننكر 
7
- لا تقل هكذا 
قالت الرؤية البشوشة لي . سر مديحك منته ٍ من كل شيء 
(عدل بواسطة فتحي البحيري on 05-29-2006, 10:18 AM)