|
Re: استمرار التظاهرات والمواكب ، وفي كل المدن والأحياء نريد موقفا حازما من جيش الحركة الشعبية و (Re: عبد المنعم عبدالله)
|
الأخ فتحي البحيري
أحييك وأنت تغرس أقدامك ... وعميقا فى أرض المعركة, بل وفوق هذا التدافع النضالي المائز الذي تقودونه هذه الأيام ... فقد إخترت لنفسك عبئا إضافيا , بموافاتنا بوقائع الحال ساعة بساعة ... فهنا يعتريني إحساس بالنكوص ... لعدم المشاركة الميدانية , لكن عظيم ثوابكم الوطني يجعلني أفرح لكم أكثر من أن أندب حظي .
هناك نقطتان أود التعرض لهما بإقتضاب , النقطة الأولى تتعلق بحكومة الوحدة الوطنية , وموقف جيوشها وقواتها النظامية من الإنتفاضة , فهذا الأمر لا بد من بنائه على خلفية إتفاقيتي نيفاشا وأبوجا, وغض النظر عن قصوراتهما فإنهما يمثلان فواصل مهمة لجهة الحركتين الشعبية وتحرير السودان , وأظن أن هناك ثمة مخاوف من أن تطيح الإنتفاضة بما يعتبرونه مكتسبات , ولهم فى ذلك كل الحق , ومع أني لا أشعر بسعادة جلية على وجوههم لمنطوق هذه الإتفاقات , خاصة حركة تحرير السودان, لكن أخي فتحي لا بد من إستيعاب خصائس أوضاعهم , والتي أنابتهم مزايا متواضعة من سلطة جائرة فى ظرف إستثنائي بتضحيات كبيرة وترسيمات جديدة فى خارطة السودان السياسية, فهذه وغيرها من العوامل المؤثرة فى توازنات العلاقة بين الحركتين والسلطة من جهة , وفى موقفهما من الهبة الشعبية من الجهة الأخرى , وأخالهم بهذا فإنهم فى وضع لا يحسدون عليه ... وأنت تعي ما أقول. لهذا لا بد لقيادة الإنتفاضة السياسية من حوار بناء معهما , بحيث تصان مكاسبهم التي حظيوا بها من شراكتهم مع الإنقاذ , لفتح المجال لما هو أفضل مما كان طالما تكون هناك سلطة معنية بالوطن أكثر من غنائم السلطة والثروة , وطالما تتوحد الإرادة حول سلام أكثر ثباتا وإستقرارا , وطالما أن المشترك بين الحركتين وقوى الإنتفاضة أكبر بما لا يقاس عن نظيره الإنقاذي ... وليتك تبادر لرعاية هذا الحوار .
النقطة الثانية ... ومع أن الأزمة الوطنية جلست على النيران الهادئه والمستعرة وكثيرا ... ومع ان الزمن تغير ودورة الاجيال تتلاحق فى قيدها الزمني الذي لا يمكن توقيفه , ومع أن الحركة الجماهيرية الآن أكثر إقتراب وتحديدا لأهدافها الوطنية , فما زال هناك من ينتظر قدامى الزعماء لقيادة الجماهير , وآخرون يرفعونه لمصاف الشرط الضروري لنجاح الحراك الجماهيري, فيما تتقدم الآن قيادات شابة من مواقع الموقف المعلن ضد الإنقاذ رغم قسوتها, ومن مواقع العمل الميداني رغم مصاعبه , ومن مواقع الصمود والإستعداد لمواجهة الأسوأ المرتقب من قبل الإنقاذ , فيما القيادات التاريخية المزعومة , لم ترتقي لمستوى الحدث أولا , وموقفها من تظاهرة الأربعاء يقف شاهدا على ذلك , هذا إن لم تسعى لتخزيله كما سمعنا , كما ان هذه القيادات فات عليها الفوات عمرا وقدرة , بل منهم من إختار الشراكة مع الإنقاذ ... فكيف يجرأون على إقالتها.
أعتقد من المهم أن نولى القيادات الشابة التي تتصدى بحزم ومسئولية الآن لمهام النضال ضد الإنقاذ , ما تستحقه من ثقة , فهذه هي القيادات التى أفرزها الشارع , بعيدا عن الوصائية والعشائرية والآيدولوجية , وهؤلاء هم من يشبهون جيلهم عمرا ومزاجا ومفاهيما ... فلا بد وأن نصحح المفاهيم التاريخية التى عفى عليها الزمن , ولا بد أن تثق أجيال الحاضر فى نفسها وفى قياداتها , وأظنهم أفلح من سابقيهم ولما لم يورثونا غير الثقال ... وأثقلها الإنقاذ ... فهل توافقني ... ونسمع منك يارجل.
|
|
|
|
|
|