|
Re: من هو الواثق الصادق ؟؟؟ (Re: فتحي البحيري)
|
Quote: العيد و أفراح البلاستيك .. بقلم / الواثق الصادق لست من جيل الستينات و لكني أحس أن السرور قد تمت مصادرته من شفاهنا و العيون و أن كل شيء فيما مضى كان أروع و أجمل و أدهش و إن كانت اللحظات المفرحة لا تتوارى عن صفحات حياة كائن من كان .. الأعياد في عرف الناس مناسبة للأفراح و الاحتفال و الغبطة و السرور و لكن هل مازال هذا هو حالها؟؟؟ ما إن انتهت صلاة العيد بتكبيراتها المهيبة و خطبتها الجامعة على اختصاراها حتى انصرفنا للتهنئة و لكنها كانت زفرات حرى.. الجبين مقطب .. الفم مزموم .. و العين دامعة .. و الوجه عبوس .. وكأن من يهنيك معزيك .. و لقد خصصت قناة الجزيرة مساحة واسعة في برنامجها (الجزيرة هذا الصباح) لمناقشة ما حل بالأعياد مستطلعة و مستشكلة و مستفهمة دون أن تأتي بإجابة واحدة سوى جراحاتنا و القنوط .. و إذا أردت أن تقف على ما عكست لك في السطور السابقة فاقرأ معي هذه التهنئة التي وصلتني عبر البريد الإلكتروني : السلام عليك) يقولون أن الأنهار ليست سوى أفراح ضلت طريق القلب ، فافترشت الأرض ونامت ، تستنزفها المصبّات ولا تموت وفي كل عيد يتشكل نهر جديد ، يتمدد وينام لأنه ضل طريقه للقلوب ولكن الأمور ليست كما تبدو دائما فقدرتك على قراءة هذه الرسالة الآن يعني أنك حققت مالم يتسطع الملايين غيرك تحقيقه ، فالبقاء على قيد الحياة حتى هذه اللحظة في زمن يوزع الموت فيه بالمجان يعتبر إنجازاً يستحق الفرحة أو الدهشة في أقل الأحوال على هذه الأرض ما يسحق الحياة وعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة قد لا يكون لديك القدرة على الاختيار ولكن القدرة على الحلم حق مشاع كالموت تماما ،، فالحلم موت مؤجل والموت حلم مؤجل أيضاً ورغم صعوبة المهمة فإننا نتمنى أن يكون لديك القدرة على البقاء حتى العيد القادم ، وإن حدث هذا فإننا نتمنى أيضا أن يكون لنا نفس القدرة على البقاء حتى ذلك اليوم لنمارس الدهشة معك .. أو الفرحة في اقل الأحوال) أ.هـ فأي بؤس هذا و أي حزن ؟؟ صدقوني يصعب على المرء فينا أن يحتفل و الإحباط (يجزر) النفوس .. و الأحداث المؤلمة تقطر دماً و تأكل أطراف الأمة .. و الأسى مختوم على كل القلوب .. و اليأس يقتل فينا كل الأحلام.. كيف نفرح بعيد يطل على العراق (الممزق) و الشيشان (المطوق) و الأقصى (الأسير) ؟؟ و بأي فم نضحك و الأمة (قاعدة) عن كل مجد و (عاجزة) عن كل فضل و (ذليلة) في كل عين ؟؟ و لا تخدعنك مظاهر للفرح هنا و هناك فإنها من (بلاستيك) ليست بحقيقية و لا أصيلة و ربما طافت على أفئدة الصغار أحياناً بسبب ملبس جديد أو حلوى لذيذة و قطع كعك مخبوز تم توفيره بعنت و مشقة .. و لكن رغم أكوام الرماد التي تغطي الروؤس نصر إصراراً و نلح إلحاحاً على التبسم و الحلم و نلتحف برداء شفيف من الأمل و التفاؤل آملين أن يكون القادم أحسن و دعونا نردد لحن العشماوي حين قال : غِبْ يا هلالْ واطلعْ علينا حين يبتسم الزَّمَنْ وتموتُ نيرانُ الفِتَنْ اطلعْ علينا حين يُورقُ بابتسامتنا المساءْ ويذوبُ في طرقاتنا ثَلْجُ الشِّتاءْ اطلع علينا بالشذا بالعز بالنصر المبينْ اطلع علينا بالتئام الشَّملِ بين المسلمينْ هذا هو العيد السعيدْ وسواهُ ليس لنا بِعيدْ غِبْ يا هلالْ حتى ترى رايات أمتنا ترفرفُ في شَمَمْ فهناكَ عيدٌ أيُّ عيدْ وهناك يبتسم الشقيُّ مع السعيدْ |
المصدر : سودانيز أونلاين
|
|
|
|
|
|
|
|
|