محمود عبد العزيز مثل المتنبي ملأ الدنيا وشغل الناس . أما الثاني فهو شاعر عظيم ترامى بين الصحراء وأوقد صدره بمطامح كثيرة ونال ولم ينل، أما الأول وهو في هذا المقام أردت منه الحقيقة أكثر من الاستفزاز،لأن المتنبي قالوا عنه -ولست أدري جزافا أم لا -أنه يأخذ الشعر عنوة ثم يدحوه كما يدحو رقاقة الخبزويأخذ من سابقيه ثم كأن هذا الشعر لا يمت إليهم بصلة ،كذلك محمود عبد العزيز ، أكثر شهرته أول الأمر هي من أغنيات سائرة ، فإذاأداها انطربنا لها كما لأول مرة . يقولون عنه الكثير ، ولم أقابله في حياتي شخصيا بل ولم أحضر له حفلا سوى مرة واحدة في إحدى الجامعات ، ولكن سوق الكاسيت في السودان الان (قاجي قجة شديدة)واذا شئت أو أبيت فسوف تسمع كل ما تجود به قريحة شركات الانتاج في السوق أو في المواصلات. محمود شهرته الشعبية رقم واحد ، يسمعه جميع الشعب ،سواء رضي أم أبى ، يسمعونه في البيوت وفي االمقاهي وفي رواكيب الشاي ، يسمعه بشغف غاسلو العربات في الشارع والعساكر في الدوريات والنبطشيات والمجارمة في أوكارهم وفي خانات البنقو وبيوت العرقي ، وهذا فقط للتاريخ ، وليس لمجرد نطق المحظور . أغانيه الخاصة بعضها جميل وذو مغزى رصين مثل ما تشيلي هم واكتبي لي ونور العيون . أما ما يتميز به فهو ان صوته في الجيل نادر وقوي وأسلوبه مستمد من استاذه الهادي حامد، الذي يكفي انه قد سمح له في آخر ألبوماته أن يتغنى برائعته مع السراب كذلك محمد ميرغني في حنيني إليك. أنا أرى أنه (ماشي تمام التمام) فإن كانت له عثرات أسألكم بالله أن كان السودان نفسه لا يخلو من عثرات ؟ فقط عليه أن يتحرر من شركة الانتاج المعينة التي تحتكره ، وسوف ترون! انا شخصيا يمكن ان اتعامل معه ، لا مانع ، كما تعاملت مع وليد زاكي الدين في حظوظ. بهنس
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة