شروخٌ في عيون الليل : شعر : مأمون التلب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2024, 12:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة فتحي علي حامد علي البحيري(فتحي البحيري)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-25-2004, 03:50 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شروخٌ في عيون الليل : شعر : مأمون التلب


    شرخ أول

    حوار الليل القديم
    ( خمس همسات لنجمة وحيدة )

    (1)
    حين أراك


    يَنكَشِفُ الحلم في وجهه
    وتَنكَشِفُ الأرضُ من نفسها
    وفي نفسها
    وتَصعُد سمرتها _ الصاعقة _
    في سمائي
    سماءكِ
    يَنفَتِحُ الناي في مقلتيه
    فيحرقنا من تأمُّلِه في قبور المطرْ …

    يا وحدتي
    وحدةُ الناس في أرضهم
    وحدة الشمس حين تغني على تلًّةِ الهدم
    كالطفلة الذاهلة …
    حين تَروني وحيداً …
    أَراكم وحيدين في نَفسكم …

    حين تُردونني في بِساط الخيولِ القتيل

    قتيلاً

    أراكم جميعاً عليَّ …

    بعيدين مثلي …

    حين أراك :
    أَرَانِي …
    أرى الآخرين …

    ــــــــــــــــ
    (2)

    الظلام
    صغيرٌ

    في الغرفة الكبرى
    صغيرٌ …
    يَعشَقُ الشمسَ الصغيرةَ
    كي يموت !!

    في الغرفةِ المسجونةِ الأحلامْ …
    يبقى قلبهُ نوراً
    يشوِّهُ وجههُ المنسي في رئتيهِ :
    ( نفساً غابراً
    بالأمنيات العابرة )

    صغيرٌ …
    لا يجيد الانتباه لمن سيلفظهُ يتيماً
    في عراء الأغنياتْ

    ظلامٌ …
    ذائبُ الأوصال
    يَهربُ من تلافيفِ الفِرَاشِ
    إلى النوافذ كلِّها
    من شرخِ نافذةٍ
    _ شحيح البوح _
    يَكشفُ مخرجاً
    ويغافل الحُرَّاس
    يهربُ للفضاء على سلالمِ صرخةِ الجمرِ
    ويَحتضنُ القمرْ …
    وتكون تلك الليلة الأولى
    على خدِّ الشقاءِ
    كقبلةٍ أبديةٍ حبلى
    بطفلٍ يشبهُ الماضي …
    بطفلٍ لا يغيبُ عن المنافي
    يشبهُ الآتي :
    ظلامٌ
    صغير ...

    يا مرايا حبِّ أيَّامي :
    ( إن انطَفَأتْ يدايَ عليكِ
    احتَرَقَت يدايَ عليَّ )

    صُلِبَ الحنينُ لديَّ
    في أُفُقٍ أُحَدِّده برعشاتٍ لصوتِ السيل
    حينَ يفتِتُ الليل الغريق على سواعدهِ :
    هجيراً
    يستحيلُ على أصابِعِهِ :
    ظلامٌ صغيرْ !!



    ــــــــــــــــ
    (3)
    من ساحلٍ لا يجيد التسلل ليلاً
    للحنٍ جرئ …
    ( كي لا يذوبَ كما الرقص
    أو يستحيل اندمالاً لجرحِ السنين )
    من الساحل المستكين …
    أخيطُ بكاءَ الرمالِ فساتينَ للبحرِ
    في عرسِ موتِ الحواري …
    ويجلسُ طيفي
    وطيف السراب
    إلى جانبي
    يحرقان العيونَ التي تعشَقُ البحرَ
    منها
    يدسون بعض الرماد الذي يتبقى
    على إبرتي
    والتي
    لا تزال
    تخيط !!

    في طرفٍ آخرٍ
    لهذي المشاهد :
    رأيتُ ( وحيدأً )
    يخيط لنا كفناً أسفلَ الساحل
    ويميتُ شعاعاً من النبضِ في البحر …


    على جثةِ البحرِ
    تجثو الرياح …
    وفي مقلتيها تلألأ بعض البخار
    الذي يتكون في جسدِ الريح
    بحراً جديد …


    في طرفٍ آخرٍ
    لا يخور السحابْ




    (4)
    طفلٌ
    يهدأُ
    _ ظمأً _
    بين شقوق الناي ...
    ويهدأ
    بعد تلاطم موج براءته
    بصخورٍ تجرحُ دهشتها بالصمت

    و يهدأ
    حتى تتمزَّقَ أوردة الحزنِ
    كصفقٍ يابس
    تهطلُ في أحشاء بكاء النجم ْ

    النجم
    حليفٌ للفقراء
    يغني أغنيةً تتخيلُ فجراً
    لا يتجزَّأ من عينيها

    في عينيها
    يشنقُ
    رمقُ
    الويل ……
    الويل
    يُغالب غضباً من رؤياه
    وفي رؤياه :
    طفلٌ
    يهدأُ
    _ ظمأً _
    بين شقوق الناي ...
    [ هي لا تعود
    كما خريف الغد
    وهي الطين يبني شمسه بمواجع الموتى
    وعَرَقُ الظَهْر مرسومٌ على صدرِ الصليب
    …اللحد
    يعرف من يصادق في الردى
    هي من تبادله

    يعانقها
    وهي تُعيد رقصَ الانطفاء
    على قماشٍ من مخاضِ الشمع …

    وهي
    ( بعمقِ أجنحةٍ تراودها لتحليقٍ بجرحِ الناي )
    تنفخ في ممر الناي همساً من سماءٍ حانية
    فيفيقُ طفلٌ _ ناعم النهرين _
    من أثقابهِ
    يلقي على عين الفتاةِ سحابةً
    فيفيضُ بينَ شفاهها مطراً
    وصحواً
    يمنحُ الرئتين لوناً من تمرّدهِ
    فيهطلُ في المضيقِ الليل

    تهرب عتمةٌ من نومها
    لينامَ صَخَبُ الضوءِ
    في حلمٍ لسخطِ الويل … ]


    (5)
    بالأحلام …
    تنبضُ تربة القلبِ
    وتصطكُّ الرمال ببعضها
    ينسلُّ صوت الظمأ يحبو
    باحثاً في الظلِّ عن أمسٍ
    يدقُّ القلبَ في وهنٍ
    فتغلي الأمنيات على الدماء …
    و الحمَّى على الشبَّاك
    تلفظُ آخر الأنفاس
    تحتكُّ الرياح بها تمرُّ خلالها نحوي
    فتغمرني بآلاف الطيور الميِّتة …
    كم أخافُ عليك يا حمَّى
    أخاف عليكِ يا رئتي
    من الجثثِ الوحيدة
    حين ينسلخ النقاء براحتي
    وأعود للأيام جسداً
    يستحيلُ لعقربٍ في القبو
    أو
    في ساعةٍ مهتوكةِ الخطوات
    في ألم الجدار

    بالأحلام …


    أحيا ميتاً
    وأموت درجاً شاسعاً
    في سلَّم الضوءِ



    بالأحلام
    يتعرى الغبار




                  

02-25-2004, 04:47 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شروخٌ في عيون الليل : شعر : مأمون التلب (Re: فتحي البحيري)


    شرخ ثاني


    حوار الليل الجديد









    (1)
    أمامي الحياة

    تتعرى من الشبق المستكين
    خيوطاً من الليل في خصرها …

    أمامي …
    شمسٌ تبخِّر لسعتها الحارقة
    تسرِّبُ صيفاً ضعيفاً
    وتخفي الشتاء _ بأقنعةٍ _
    في أصابعها
    لأقول لها :
    ( ليتَ لي إصبعٌ من أصابعكِ النافقة
    كي أُدير البحار بهذي الإشارة …
    و التي تشبه العاصفة … )




    أمامي
    هنا
    كلَّ هذا الفِراش الذي يتلألأ
    بل يحترق
    بالنجوم المسنَّة … بذكرى تمزِّقُ أنفاسها بالورق

    تفتِّتُ نظراتها كلَّ عامٍ
    فتهطلُ فوق الفِراش
    قصيدة فقرٍ
    وفقدٍ عميق …


    أمامي :
    أنا
    و التراب الصفيق …


    (2)

    كُسِرت عصاةُ البرقِ
    في لغةِ المساء …
    و جئت لي لغةً ترتِّبُ سفحَ جرحٍ
    بين حلمٍ و الأيادي …
    لتلجأ لي ...
    نرى اللغتين تصطرعان فوقَ لسان ليلٍ
    لا يجيد النطقَ كي يهذي …
    [ حوينا حلم هذا الماء
    في نسج الأغاني
    واقترحنا أن يكونَ البرق فوق العرشِ
    يروي أعينَ الفجرِ
    بصمت الضوء
    يفتحُ بصمةَ البؤسِ
    يفتِّشُ في خلاياها عن النهرِ الوحيد
    وزفرة القاع البعيدْ ...
    احتوينا نبض هذا الماء
    بين شقوق قبر الغد
    صلينا عليه برقصةِ الوترِ الحنينْ

    حتى احتفلنا بالدموع
    و ارتددنا _ من رمادٍ _
    خاشعين ... ]
    حبيبتي …
    فلتنظري كيف احتلبنا من عروقِ الأرض
    هذي الوردة السوداء
    زرعناها بتربةِ أعين المنفى
    سقيناها
    أنين البحر
    أرقٌ من عيون النار
    ذاكرةٌ لخنق الهجر
    و التلويح بالأيدي لتوديع الندى في النعشْ
    فيها
    في ثناياها
    قد رقدنا
    ثم رقَّعنا ابتسامتها بشوك الأرض
    و التكوينِ في رحمِ الهجير …
    اندثرت بساطتنا
    وكان الجمر مبسوطاً على العنق
    بألوان الكمان

    ووردتي تخبو على ضحكاتنا
    و تلمُّ ما فيها من القحط _ الندى _
    وتدسُّه خيطاً بثوبِ الأرض
    غطى عريَ صمتٍ
    يجرح الرؤيا
    على قلب المكان …








    (3)
    ( يهتزُّ جلد الليل ) ...
    تُدمى نجمةٌ
    فتسيل في وجهِ المدى الحجري

    تصرخ خطوةٌ بيضاء في رحمِ الطريق

    تدبُّ في وهنِ الجدارِ
    صلابةٌ خرساء

    طفلٌ دقَّ باب الشمس
    فاضَ عليهِ جرحٌ
    وانزوت في مقلتيهِ ملامح البوحِ القتيلْ …

    ( اهتزَّ جلدُ الليل ) ...
    في دمي المدن القديمة
    والوجوه الساقطة


    تصحو خيولٌ تستردُّ من الصهيلِ قيودها
    وعلى الصهيل
    تدور أرضٌ غارقة

    تصحو الكواكب في مدارِ التيه
    تنضحُ بالنبوءاتِ التي تسري إلى عرَّافةٍ
    تلدُ البلادَ على خرائطِ ( وَدْعِها )

    يصحو ندائي لكْ
    يا ليل اليتامى
    جُرِحتُ وحين ألَّمتُ الشرودَ معي
    رأيتكْ
    منذ هذا السهد
    أين تركتني ؟
    لم أفهم اللغة التي تحبو على خدِّ النهار
    وتلمس
    الحزنَ
    القديم على خدودِ الشمسْ :
    ( رفقاً
    يا شجون الكون
    نامي
    فالسلام يلطِّخُ الكلماتَ
    بالبعدِ
    برنَّةِ بعض أجراس الخطر )




    لم أفهم اللغة التي عرَّت من الأرضِ المطرْ !!


    يا
    ليل …

    أين تركتَ الحلم …

    أين
    تركتني …


    (4)

    في جنَّةِ الوقت:
    رأيتُ الندى يصطلي بشموعِ الجنائز

    و الشجر المرتفعْ
    يخلعُ الأمنياتَ من الأفرعِ الشاحبة
    ويعلقها بين شوكِ الطريق
    وعمق الردى …
    وفي جنَّةِ الفقدِ
    و الشحِّ في نظرةِ العابرين :
    رأيتُ فؤادي يسيرُ ضريراً
    ويَستر غدراً على جلدهِ يزدهر
    بوشاحٍ
    يبلِّلهُ عرق الانحناء …
    ورأيتُ فتاتي
    هَرعتُ إليها
    ( كعصفورةٍ فَقَدتْ عشَّها
    وانزَوَت في غرق )
    قلت :
    [ بين مسامي
    تسرَّبَ وحشٌ يحبُّ المساء
    لهذا قطفتُ البحار التي تَتَسامى على مقلتيكْ
    زَرَعتُ البذور التي قد وجدتُّ بداياتها
    في
    يديكْ ...
    و سَوَّرتُ حقلاً نما في ذراعِ الحقيقةِ
    لكنَّه جفَّ في كبدي
    فتساقطُّتُ مثل الشتاء
    على راحتيكِ
    بكيتْ ...
    فلا تتركيني على جنَّةِ الفقد
    مثلَ الثمار التي تَنزِفُ النضجَ
    و الخطوات
    وتَنْزِفُ وجهَ النهارِ عقيماً
    ووجه الجدار خصيباً
    وتَقذِفُ أغنيةً في شفاه الممات ... ]

    وكُنتُ
    فوقَ سطوحِ المدى
    جمرةٌ تَحفِرُ الخُرَطَ المستحيلة
    بالعشقِ
    و النارِ …

    صِرتُ بلاداً تُعِدُّ رثاء البلاد …

    وصِرتُ المدينة تَخلَعُ من بين خصلاتها
    عاشِقين
    وتهديهما لوحةً تَتَمثَّلُ قبريهما …

    وصِرتُ القرى
    تتشظَّى على سفحِ سيفٍ
    يحبُّ دموعَ الرؤوس التي قُطِعَتْ بيديه …

    وصرتُ : ( أنا )
    _ دونَ أن أنتبه _
    بينَ أحلاميَ القاتلة
    أسكنُ الآنَ في دفترِ الاعترافاتِ
    أحبو خفيفاً
    بحبرٍ مخيفٍ
    و أملأُ بين ضلوع السطورِ
    حرائقَ
    لا يشتريها سوى الحارقين لآهاتهم
    كي يُحِبُّوا الرماد الذي صنعوهُ
    بوقعِ خيولِ خرافاتِهم فوقَ جرحِ المغيبْ …


    [ أخرُجُ الآنَ من دفتري
    حافياً بالقَرَفْ
    ...
    و أنادي السحاب الذي يَسترُ الأرض
    أصرُخُ في ( دهشةٍ لسرابٍ ) :
    سأسكن
    حتى
    الثمالة
    في المنعطف ]
    ...
    (5)
    ضيَّعتني شَهقةُ الأرضِ
    سَلَخْتُ الضفَّتين لأُشبِهَ النورس
    حملتُ الضفَّتين على غنائي …
    ضيَّعتني شهقة الأرضِ

    وغازلت التموّج في غشاءٍ
    قد أمرُّ خلاله للضوء

    كاشَفتُ ( التهدّج ) بالتشابه بينه
    بين المسير على لِحاظِ الشوق للوطنِ

    وخزَّنت السَمَر
    بيني و بين الألمِ
    فوقَ الشرفةِ الهدَّامةِ الإحساس
    فالتَحَمت علينا الواجهات الراجِفة …
    ضيَّعتني شهقة الأرض
    ( فحلِّق )

    في جناحيكَ
    الضفافُ
    و عاصِفة

    ( حلِّق )
    وريشٌ يغزل الكلمات
    فيهِ ملامح الفتيات في عريٍ
    يعانقنَ المطر
    لترى على سهر اليمام هتافنا الأزلي :
    ( أرضُ الموت أصغَرُ من هوايات السفر )

    ريشٌ
    عليه الغيم _ صوتاً _ يشتعل
    فيحيله أملاً
    يضمُ الليل في كفيه
    يكسِرُ رنَّة الوقت
    ليحترق المكان بريشهِ …


    ( حلِّق )
    هنا الأرضُ (ابتعادٌ) عنكَ
    عن ناي الجنودْ
    وحدَّة النظرات من سَفَرِ الترابِ
    إلى محطَّاتٍ
    على سككٍ لعمر الفجرِ

    ( حلِّق )
    في جناحيكَ
    الضفاف
    وعاصفة
    ضيَّعتنا شهقةُ الأرضِ
    ليدفنَ حلمنا
    حيَّاً
    مميتاً
    في الشفاهِ السارقة ...



    (6)

    هاويةٌ تَتَمشَّى
    بنفسِ الحكايا
    أراها تزور المتاحِفَ
    زاويةً
    زاوية
    فتَّشَتْ عن بقايا لروَّدها

    ( في عيون التماثيل
    تَرقد بصمة قُبلَتها )

    ( في حنايا أصابع
    بعض التماثيل
    ترقد سمرتها الذابحة )

    يا هاوية …
    تشبهين الكفن
    حين يلتفُّ بين جذور القمر

    تشبهين الحياة التي تُختَتَنْ
    بفداحةِ من يبصِرُ الشمسَ في راحتيه

    تشبهين القلم
    وانطفاءٌ للونٍ على ريشةٍ
    ترسم الكون
    ترسم ما خلف بؤسِ المرايا …
    وتحيي الربيعَ
    ورائحة العشبِ
    و النسمات التي تَخنق الخنقَ
    في مشنقة

    فلتهدري دمَ رؤيتنا
    وتَمشِّي
    بأيامنا
    كي نرى أينَ كنا نسير …
    نرى
    كيفَ نحن طريقين يفترقان بموتِ الجسد
    ويتَّحدان بعزفِ الحياة …
    (7)
    خاتمٌ
    من نشيجِ الرياح
    يعانق بعضَ العناءِ
    على كفِّ فصلٍ وحيدْ …
    [ فصلٌ يدقُّ نوافذنا فتقومُ من الروحِ جثةُ أيامنا وتخطُّ لهُ في غبار الزجاج : كفى !!]
    فيغني على الغيم
    صوت اليمام
    ليسقطَ بعض السلام
    عليه
    يدكُّ العظام بعنفِ الجبال
    ويخبو الشحوب
    عليه
    يفجِّرُ هذا الأفق
    جرحهُ في يديه
    فيسقط خاتمه
    _ و الذي قد يداري عذاباتهِ في حميميةِ الطينِ _

    تصعد ترتيلةٌ
    فتَشقُّ السماءَ للونين
    يقتسما الظمأ المتساقط من دمعةِ الليل
    حين يفارقنا في ثيابٍ يتيمة

    وتهطل أنَّاتها
    في وشاح الصباح
    بلونين ينطليا في شقوقِ الليالي
    فيشتعلا أرقاً في تميمة
    تدلَّت على صدرِ جرحٍ يحبُّ الغناء
    ويصدَح:
    [ يا خاتم الحلم و الأغنية ،( إن تداريتَ خلفَ رداء الليالي ، و أبصرتَ أشجارنا تتكسَّرُ فوقَ عروق البروق ، و حدَّقتَ في جسَدِ النهر ، عَمَّقتَ حِسَّكَ في جبلٍ بصدأُ الآن من أمنيات القصائد) ، لأدركتَ أنَّ النشيدَ يحرِّكُ موجاً من القاطراتِ ... قليلاً ... قليلاً على البحرِ ]
    ...
    حيثُ سنسبحُ فوقَ حوارٍ لليلِ البحار
    ونَغرَقُ في اليابسة ...



    وداعاً
    خريفاً
    لحبٍ
    وحيدْ ...


    وداعاً
    ربيعاً
    لليل
    الندى ...
                  

02-25-2004, 08:11 PM

nassar elhaj
<anassar elhaj
تاريخ التسجيل: 05-25-2003
مجموع المشاركات: 1129

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شروخٌ في عيون الليل : شعر : مأمون التلب (Re: فتحي البحيري)

    قصائد رائعةجدا
    يا مامون التلب
    وشكراصديقي فتحي بحيري وانت تمنحنا
    القدرة على ان نقرأ ونعرف
    الكثير من الاشياء التي تجلس بعيدا عنا
    توصلها لنا، ونجدها قريبة منا .
                  

02-26-2004, 05:53 AM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شروخٌ في عيون الليل : شعر : مأمون التلب (Re: فتحي البحيري)

    Up
                  

02-27-2004, 11:50 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شروخٌ في عيون الليل : شعر : مأمون التلب (Re: zumrawi)

    محبة وشكرا
    الرائعان الشاعران الصديقان
    نصار الصادق الحاج
    وياسر زمرواي
    وعلى مائدة هذا الفتي الدرمي
    نواصل التلذذ
    والانبهار
                  

02-27-2004, 09:07 PM

سامى عبدالرحمن

تاريخ التسجيل: 02-12-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شروخٌ في عيون الليل : شعر : مأمون التلب (Re: فتحي البحيري)

    البحيري...لك الشكر كله وأنت توصِل هذا الصوت ...
    الشاب مأمون التِّلب الذي أعرِفه شاعِراَ يحسِ ما يكتُب قبل الكتابه ,بحورها ,لغنها, معانيهاوأوزانها ..مأمون الشاعِر الشاعِر..
    أتمناهُ قريباً بيننا ليضف الجديد الجديد....
    عِشقاً أسمراً البحيري ومأمون التِّلب
                  

02-28-2004, 03:10 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شروخٌ في عيون الليل : شعر : مأمون التلب (Re: سامى عبدالرحمن)

    للدهشة : أسا كنت في سيرتك يا سامي مع المهندس
    وقبلها : في سيرة التلب مع أسعد صفوان
    وهو الذي قلت : إن مأمونا كذلكا
                  

02-29-2004, 02:43 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شروخٌ في عيون الليل : شعر : مأمون التلب (Re: فتحي البحيري)

                  

03-04-2004, 05:10 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شروخٌ في عيون الليل : شعر : مأمون التلب (Re: فتحي البحيري)

    و...
    نواصل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de