|
Re: جائزة أخرى لصنع الله ابراهيم (Re: فتحي البحيري)
|
جائزة ابن رشد للفكر الحر تُقدّم هذا العام 2004 للكاتب الروائي المصري صنع الله إبراهيم. الأستاذ صنع الله إبراهيم سوف يحضر ليتسلم الجائزة شخصياً في السادس والعشرين من نوفمبر في برلين. تُمنح جائزة ابن رشد لصنع الله إبراهيم لكفاحه المتواصل من أجل
الحرية والديمقراطية في البلاد العربية. وقد تم اختياره ضمن أسماء مرشّحة من قِبَل لجنة تحكيم مستقلة تتكون من خمسة من شخصيات مميزة متخصصة في الأدب العربي الحديث. بالرغم من أنّ الأديب صنع الله إبراهيم له شهرة واسعة في البلاد العربية يتردد أسمه بنفس المستوى مع نجيب محفوظ وجمال غيطاني إلا انه ما يزال غير معروف كثيراً في الغرب باستثناء فرنسا. لا يُعتبر هذا الكاتب من أهم الكتاب في العالم العربي فحسب، بل يُعتبر أيضاً ممن يدور حولهم الجدل، خاصة وأنه ينقد باستمرار الأنظمة السياسية العربية والمصرية خصوصاً لكونها غير ديمقراطية وفاسدة. تم مصادرة كتابه الأول " تلك الرائحة " من سنة 1966 حتى 1986 حيث تم نشره لأول مرة بكامل نصوصه الأصلية. إن إبداء وجهة نظر عربية للأمور مهم وأساسي بالنسبة للكاتب صنع الله إبراهيم وهذا ينعكس في كيفية استعماله للغة. فهو يكره استعمال لغة السلطة ويسعى لاستعمال لغة أصيلة بعيدة عن قواعد وتقاليد الأدب المعروفة. الخروج عن القواعد كان وما زال يُشكّل ثورة في المحيط الأدبي حيث يُطالب من الأدباء التمسك بالتقاليد الأدبية ويُتوقع منهم الكتابة عن الأشياء الجميلة بلغة جميلة، أو كما يقول صنع الله إبراهيم " أن نتكلّم فقط عن جمال الزهرة الأنيقة ذات الرائحة الخلاّ بة، بينما الفضلات تملئ الشوارع والمياه الآسنة تغطي الأرض وكل مارٍ يشتم رائحتها ". يتساءل صنع الله إبراهيم في تقديم كتابه " تلك الرائحة ": ألا يحتاج الأمر إلى بعض القباحة للتعبير عن القباحة المرتبطة في ضرب إنسان أعزلٍ حتى الموت ; أو بوضع آلة نفخ الهواء في مؤخرته وبربط السلك الكهربائي بأعضائه التناسلية؟" قضى الكاتب صنع الله إبراهيم خمسة سنوات ونصف في السجن من 1959 إلى 1964 عقب السجن الجماعي للمثقفين في مصر في الستينات. ورغم أن الكاتب يعترف أن تجارب السجن هذه كانت لها تأثير الصدمة النفسية عليه مدى الحياة، إلا أنه يستطيع أن ينظر أيضا نظرة إيجابية للأشغال الشاقة والتعذيب الجسدي وكأنها الجامعة الدراسية خصوصاً أنّ السجن كان يحوي رفقاء إقامة مثل الكاتب المشهور محمود أمين العالِم الذي "تعلمتُ منه ومن رفاقه قيم الوطنية الحقة والعدل والتقدّم". إن جائزة ابن رشد للفكر الحر سوف تقدم للمرة السادسة بتاريخ ً26/11/2004 من مؤسسة ابن رشد للفكر الحر الغير حكومية والتي تهتدي بفكر ابن رشد (1126-119، الفيلسوف والوسيط بين الثقافات والمكرّسة جهدها لتساند حرية التعبير والديمقراطية في العالم العربي. أُعلن عن الجائزة هذا العام لِتُمنح لكاتب عربي في موضوع الأدب الملتزم. تتعرض كتابات صنع الله إبراهيم لوسائل الإعلام الحديث وخطاب السلطة وإنتاج المعرفة مركّزاً بالذات على وضع المثقفين في مواجهة السلطة. أما الموضوع الآخر الذي يتطرق له فهو إمبريالية الاقتصاد والثقافة. ومنذ روايته "اللجنة" الصادرة سنة 1980 التي يعرفها القرّاء الألمان بعنوان Der Pruefungsauschuss يتناول دور الشركات العالمية المتعددة القوميات في الهيمنة العالمية وأثرها على المجتمع العربي. ويتهم القيادات السياسية في البلدان العربية بالتساهل جداً في التعامل مع العدوان الأمريكي وسياسة التوحش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتّلة. وفي آخر رواية له " أمريكانلي" تعني أمريكاني لكنها يمكن أن تُقرأ " أمري كان لي". فجّر إبراهيم ضجة كبيرة عندما رفض قبول " جائزة الرواية العربية سنة 2003 المقدمة من وزارة الثقافة المصرية، وقال في خطابه : "إن هذه الجائزة مقدّمة من حكومة لا تملك –في نظري- مصداقية منحها". منذ 1975 والسيد صنع الله إبراهيم متفرغ للكتابة بالإضافة إلى ترجمات وتأليف كتب للأحداث وسيناريو للسينما والتلفزيون مما يوفر له دخله الأساسي والاستقلال. خلال أعماله نادى صنع الله إبراهيم بالاحتفاظ بالضمير الناقد لكي نرى من خلاله ونفهم العلاقات السياسية المعقّدة. رواياته تُشجع قارئيها على المقاومة، لا على تحمل الوضع المزري. الأستاذ صنع الله إبراهيم وافق على منحه جائزة ابن رشد للفكر الحر وسوف يحضر إلى برلين يوم 26/11/2004 لتسلم الجائزة شخصياً في قاعة معد جوته الساعة الخامسة بعد الظهر. بعد الاحتفال يُعقد مؤتمر صحفي لوسائل الإعلام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جائزة أخرى لصنع الله ابراهيم (Re: فتحي البحيري)
|
لأنها صادرة من حكومة فاقدة لمصداقية منحها: صنع الله إبراهيم يرفض جائزة الرواية مفجرا قنبلة من العيار الثقيل الخميس 23 أكتوبر 2003 07:36 إيلاف - القاهرة من ياسر عبد الحافظ: لم يكن لأحد إطلاقا أن يتوقع ما حدث على المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية. كل شئ كان معدا لاحتفال، لعرس ثقافى إذا استخدمنا التعبير الذى يحلو للمسئولين بوزارة الثقافة المصرية استخدامه. غير أن صنع الله إبراهيم كان له رأى آخر فقد فضل أن يفجر قنبلة سياسية وثقافية فى وجه فاروق حسنى وزير الثقافة ، وجابر عصفور الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة. ما أن أعلن الروائى السودانى الطيب صالح اسم صنع الله فائزا بجائزة الدورة الثانية لمؤتمر الرواية حتى تعالى التصفيق حادا فى القاعة مستمرا مع صعود الروائى الذى اشتهر برفضه الدائم للسلطة سواء فى أدبه أو مواقفه، لم يكن صنع الله فرحا..لم يهتم بأن يرتدى زيا يناسب صورته كفائز.. حركته فى الصعود والسير على المسرح كانت متثاقلة وكأنه يتجه إلى طريق حاول كثيرا تفاديه...وعندما وقف أمام الميكروفون ليلقى كلمته بعد أن التقط له المصورون بعض الكادرات المختلفة وهو وسط الوزير والأمين العام وأعضاء لجنة التحكيم، وضع صنع الله التمثال والشهادة بازدراء على المنصة وبدأ فى إلقاء كلمته. قال: الحقيقة إني لا أتمتع بقدرة على الارتجال مثل التى يملكها د. جابر عصفور ولهذا سطرت بضع كلمات. وهنا تصاعد هتاف من القاعة ( يعنى كنت عارف!) غير أنه مضى يقول: لم أتوقع هذا التكريم ولم أسع للحصول عليه وكان يستحقها أكثر منى أمثال الراحلين : غالب هلسا من الأردن، ومطيع دماج من اليمن، وعبد العزيز مشرى من السعودية، وهانى الراهب السورى. ومن الموجودين بيننا : الطاهر وطار، إبراهيم الكونى، أهداف سويف ، محمد البساطى، جمال الغيطانى، خيرى شلبى، ادوار الخراط، خير ى الذهبى ..وغيرهم كثيرون. كان كلماته هادئة، كلمات رجل متواضع من اؤلئك الذين تحبهم وتفضلهم السلطة فى البلاد الموصومة بالتخلف. ومن المؤكد أن نصف من بالقاعة تقريبا كانوا فى حالة انتظار لبقية كلمته فصنع الله ليس إطلاقا هكذا، من يعرفونه جيدا يقولون أنه خير تجسيد لما افتتح به أمل دنقل قصيدته الشهيرة كلمات اسبارتكوس الأخيرة ( من قال لا لم يمت/ وظل روحا أبدية الألم) شكر صنع الله اللجنة مختصا محمود أمين العالم الذى زامله فى السجن وتعلم منه ومن رفاقه قيم العدالة كما قال، وأضاف إن هذا الاختيار يثبت أن العمل الجيد يجد التقدير المناسب دون الحاجة للعلاقات أو مداهنة السلطة. ثم انتقل إلى الحديث عن الإبداع الذى لا يمكنه تجاهل ما يحدث حوله وما تتعرض له الأمة العربية من عربدة أمريكية والتواطؤ المزرى للحكومات العربية فى كل مكان. بدأ صوت صنع الله يرتفع ويتهدج بينما التصفيق يعلو ويستمر مصاحبا لكلمته كلها تقريبا: فى هذه اللحظة تجتاح اسرائيل ما تبقى من الأراضى الفلسطينية، والحكومات العربية تستقبل المسئولين الإسرائيليين، وعلى بعد خطوات يقيم السفير الاسرائيلى فى طمأنينة ، ويحتل السفير الأمريكى حيا بأكمله ( منذ أحداث 11 سبتمبر تغلق قوات الأمن حى جاردن سيتى بالكامل حيث السفارة الأمريكية). ربما كانت تلك هى أسوأ اللحظات التى عاشها فاروق حسنى فى حياته فلا يمكنه أن يعرف لأين سيمضى صنع الله إبراهيم وهو لا يستطيع أن يتدخل أمام كل هذا الجمهور وعدسات كاميرات الوكالات الأجنبية. الحائز على جائزة المؤتمر والملقاة أمامه بإهمال بدأ يدخل إلى مناطق بالغة الحساسية: حجم الكارثة المحيطة بنا رهيب، التهديد على حدودنا الشرقية. قال أن سياسة الحكومة الخارجية عاجزة، ليس لدينا سينما أو مسرح أو بحث علمى، أو صحة ،أو عدل، ومن يعترض منا يتعرض للامتهان. انتزعت القلة المستغلة منا الروح، فهل يستطيع الكاتب أن يغمض عينيه، لن أطالبكم بشئ كل ما أستطيعه أن اشكر مرة أخرى أساتذتي الاجلاء لاختيارى،و أعلن اعتذارى عن عدم قبولها لأنها صادرة من حكومة تفقد مصداقية منحها. انتابت القاعة حالة هستيرية فلم يتوقف التصفيق والهتاف بكلمة " الله" وبصعوبة بالغة استطاع فاروق حسنى أن يسمع الجمهور عدة كلمات حاول بها تسجيل موقف سريع سيعيد ترديده فى الأيام القادمة بأشكال أخرى: فى الواقع كلمات الفائز وسام على صدر النظام الذى يسمح بهذا القدر من الحرية، واقدم اعتذارى للجنة الموقرة عن المجهود الذى بذلوه فى مشروع لا طائل منه. كانت الاحتفال بإعلان اسم الفائز قد بدأ فى السابعة من مساء أمس الأربعاء بكلمة ألقاها جابر عصفور والتى لفتت انتباه البعض لإشارته إلى الحوار الراقى الذى تم بين المشاركين فى أعمال الملتقى على عكس ما يحدث فى الساحة الثقافية! إشارة عصفور هذه لم تكن تخلو من دلالة فالصراع بين وزارة الثقافة المصرية من جهة وبين بعض المثقفين من جهة أخرى كاد أن يحسم لصالح الوزارة ، ففاروق حسنى يحتفل بإنجازاته بعد 16 سنة هى عمر وزارته وقبول صنع الله لهذه الجائزة وهو من المعارضين الكبار يعنى إعلانا بانتصار كامل.
جابر عصفور دعا الوزير إلى الصعود لخشبة المسرح، ثم تلا أسماء لجنة التحكيم وهم: د. سيزا قاسم( مصر)، د. عبدالله الغذامى( السعودية)،د.فريال غزول( العراق)، د.فيصل دراج( فلسطين)، د. محمد برادة( المغرب)، د. محمد شاهين( الأردن)، محمود أمين العالم( مصر) وأخيرا الطيب صالح( السودان) رئيس اللجنة. الطيب صالح وهو الثورى القديم تحدث عن الإبداع الروائى العربى وتطوره للحد الذى اغرى الحكام وأصحاب السلطان بممارسته،ثم تحدث عن صعوبة اختيار اللجنة للفائز لتميز انتاج الروائيين العرب، غير أنه قال أن خفف العبء على اعضاء اللجنة هو أن الأول لن يكون الأول فى امتحان فيه الثانى والثالث وإنما هو واحد من العدول المتماثلين وأنها ليست المرة الأخيرة التى تمنح فيها وسوف ينالها فى الدورات القادمة الآخرون ( أصبح من المشكوك فيه الآن استمرار الجائزة) الطيب قال أن اللجنة اختارت رائدا من رواد التجريب فى الرواية العربية ، له لغة خاصة يقتصد فيها إلى درجة التقشف تخدم كتابته التى كرسها لفضح القسوة والظلم وجفاف ينابيع الرحمة فى قلوب البشر، نذر نفسه للفن الروائى ولم يحجم عن دفع الثمن الباهظ الذى يتقاضاه حراس معبد الفن وهو كما تعلمون معبد مقدس لكنه أيضا معبد ملعون. بعد نهاية الاحتفال الذى تحول ليوم لن ينساه أحد، بدأت حركة محمومة من المراسلين لبث تلك القنبلة، كان الطعام الفاخر بالخارج لا يجد من يقبل عليه، اختفى صنع الله برفقة زوجته وبعض أصدقائه، وزير الثقافة وقف مع عدد من الصحفيين يقول لهم : هو لم يحرجنا نحن بل أحرج اللجنة التى اختارته، شاكر عبد الحميد الذى اختاره فاروق حسنى منذ شهرين ليكون نائبا لأكاديمية الفنون يتدخل ليسأل ولماذا قبل جائزة العويس إذن؟
الاستعداد لامتصاص الصدمة بدأ مباشرة، إنما لا أحد يعرف ما الذى يمكنه أن يحدث فى الأيام القادمة.. فقد ألقى صنع الله إبراهيم حجرا ضخما فى مياه راكدة منذ سنين..
إيلاف خاص نقلا عن ايلاف الالكترونية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جائزة أخرى لصنع الله ابراهيم (Re: تاج السر حسن)
|
شكرا تاج هذه المقالة ربما تكون مفيدة هنا وردة والثورة والنص الروائى
بقلم : د. مصطفي عبد الغني
الأهرام 23 يوليو 2001
قرأت هذه الرواية اول صدورها( أهدانيها الصديق الكاتب الكبير صنع الله ابراهيم, لكن ـ لسبب ما ـ لم استطع الكتابة عنها كما فعل الكثيرون. ربما لأنها كشفت مصائر الغضب العربي في هذا الزمان( انتفاضة او ثورة), أو لأنها عكست هذه المصائر الانكسار في عالمنا المعاصر, أو ربما لأنها عبرت عن خيبات جيلنا( جيل ثورة يوليو) وما انتهي اليه الحلم العربي( هل مازال احد يتحدث بيننا عن ضرورة قيام وحدة فيدرالية؟).
هذه أسئلة لم أستطع الإجابة عنها. كل ما أستطيع قوله انني تركت النص بجانبي لقرابة عام, ولم أستطع الاقتراب منه بالفعل الإيجابي( فعل الكتابة), رغم وعي النص الفائق وحميميته بالنسبة الي, وهو ما خلفني عذابا طويلا لم استطع الخلاص منه حتي الآن.
هل يكون الخلاص بالكتابة؟ سألت وحاولت ان أجيب الآن, فالقضية قائمة والواقع هو هو.. واستعادة الوعي قبل ان يصبح مفقودا( فريضة غائبة) يجب التنبه اليها, وهو ما دفعني ـ اخيرا لاقتراف فعل الكتابة وها انا ذا احاول..
(2) رواية( وردة) لصنع الله ابراهيم نص يعكس حياة الفتاة المناضلة( وردة) ـ وهو اسمها الحركي والرمزي ـ التي آمنت بأسلوب التغيير( الثورة) في ظفار باليمن الشمالي ومن ثم, راحت تمارس هذا الأسلوب في التغيير في اليمن الجنوبي.. ولأن أحداث هذه المحاولة بدأت زمنيا ـ منذ الخمسينات ـ ومكانيا ـ من القاهرة ـ حيث كانت تدرس الفتاة الظفارية( شهلا), فمن الطبيعي ان يرصد الراوي ـ زميل الراوي في مصر الناصرية.. وعلي هذا نجدنا في فضاء الجغرافيا والتاريخ عبر التجريب الفني الناجح لصنع الله ابراهيم حيث تدور الاحداث داخل النص وخارجه, من الظاهرة الي بيروت الي مسقط الي صلالة الي صنعاء الي عدن فالربع الخالي حيث تقوم الفتاة بالنضال ضد قوي التخلف ـ سواء الواقع السياسي او النسق الثقافي ـ مع اخيها والآخرين في تنظيم سري وتقوم بدور عادي في النضال, لا يلبث ان يصبح دورا نضاليا واعيا لتنتهي الأحداث عمليا الي منتصف السبعينات حيث تغيب او تختفي الفتاة في الربع الخالي داخل النص وان استمرت خارجه اثناء تنقل الراوي الي المراكز الجغرافية الي التسعينات ليحاول ان يرصد ـ عبر ذكريات وردة التي اختفت او التي كان وراء اختفائها عدد كبير من المعارضين للثورة العربية.
أنها قصة الثورة ـ عبر الواقع او المجاز ـ منذ الخمسينات حتي التسعينات. انها قصة الثورة وما انتهت اليها عبر ثلث قرن تقريبا, فمنذ آخر مرة رآها فيها حتي كتابة النص كان لابد ان نستعيد ما حدث لنا ومازال يحدث..
انها قصة الثورة منذ صعودها في الخمسينات وهبوطها منذ السبعينات حتي اليوم. وهو ما نجح ان يعبر عنه النص الروائي بشكل واضح, فالكاتب حاول تتبع رحل وردة مع اخيها( يعرب) والشاب( دهميش) سواء خلال نضالها المستمر او بعد حصار الثورة, وتحول بعض المناضلين الي متحولين من الثورة الي الاكتفاء بما بقي من مكاسب, والانكفاء من المباديء التي خرجوا الي انتهازية تبحث عن الانتماء للقبيلة لا الوعي المدني المطرز بقيمة التغيير والتعبير عن الواجب..
اننا بين مظاهر كثيرة للتغير في هذا النص تغير زملاء النضال, تغير الواقع اشتداد حركة الامبريالية الجديدة, دلالة صعود المد الشعبي وهبوطه, ارتفاع موجة المد الثوري, وفلوله ظواهر التحول لدي السادة السياسيين او المثقفين او حتي الموظفين المنتمين الي واقع بعينه غياب القيم, الي غير ذلك مما حول( ثورة) وردة في النص ـ وخارجه ـ الي تخثر واحباط. وهذه الثنائية بين النضال والإحباط, او بين النضال والانتهازية او ـ حتي ـ بين الستينات والتسعينات ـ تمثل اهم خيوط هذا النص الروائي. وهو ما نسعي للإشارة اليه هنا.
(3) ان تداعي الصور في فضاء التاريخ تهبنا هذه المقارنة بين تفتح( وردة) الثورة, ثم النيل منها, ثم غيابها في الربع الخالي بعد ذلك, وهذا كله يتم عبر تهادي الأحداث وتراجعها بألم شديد. اننا يمكننا التوقف امام ثلاثة مشاهد تعكس لنا هذه المقارنة وتقررها امامنا.
ان ثمة مشاهد نجدها في اوراق وردة ابان فترة نضالها طيلة الستينات والسبعينات حين بدأت الثورة في عمان او حين تحددت الانتفاضة الشعبية في جبال ظفار. كانت الخمسينات تحمل انتصارات عديدة, نستعيدها من الذاكرة ونحن نقرأ كيف بدأت الثورة في عمان حين نقرأ( كان ربيع57 ساخنا للغاية, في مصر كان يجري الاستعداد لأول انتخابات ديمقراطية بعد الثورة وفي الجزائر كانت المقاومة ضد الفرنسيين تدخل مرحلة حاسمة..
ثم تواصلت انتصارات الستينات. (1) نحن نقرأ تحت في تاريخ اول يناير1966 هذه الفقرة لوردة ـ ساهمت في اعداد تقرير موقف بعد ستة أشهر من بدء الثورة, هناك روح جديدة في الجبال, في البدء كان رد فعل السكان حذرا او حتي معاديا اذ تعرضوا لضغوط جبارة من جنب المشايخ والعملاء, ثم انكسر طوق العزلة ببطء وكان اول المتعاونين مع الثورة ابناء القبائل المستضعفة والأسر الفقيرة من قرا وكثير وفي يوم آخر( انتصار تاريخي للشعوب) وفي يوم ثالث مواجهة كبري في رابضات الكلاب حسرنا مقاتلين ونسفنا سبع عربات عسكرية وقتلنا وجرحنا58 من العدو( و) كشفت لجنة الإقطاع في مصر عن... و( المواجهة الكبري مع الامبريالية...) إلخ.
(2) نقرأ تحت تاريخ22 يونيو1969 ـ القوات المصرية تواصل سياسة انتهاك العدو بالقصف المدفعي عبر قناة السويس ديان يصرح قناة السويس تحولت الي جبهة حرب جديدة, عمليات فدائية فلسطينية علي كل الجبهات, الغام وكمائن ونسف سيارات..). ونصل لتؤدة ومرارة لابد من ذلك..
(3) وحين ينتقل بنا الراوي الي مسقط في نهاية1992 نسمع احد ابناء البلاد يتحدث عن التحديث: ـ اي تحديث هذا الذي يتم تحت سيطرة الأجنبي؟ هناك مستشار انجليزي في كل وزارة وهناك قواعد امريكية جوية وبحرية في اماكن مختلفة في جزيرة مسندم في تمريت هناك قاعدة بريطانية حولتها الولايات المتحدة في75 إلي محطة تموين لطائراتها المنطلقة من الفلبين بل هناك قاعدة جوية في السيب بجوار مسقط, هناك ايضا اسرائيل, علاقات وتطبيع وجواسيس يمرحون في كل مكان. وحين يحدثه الراوي عن التحديث في مصر يرد برد عنيف ويضيف:
اسمع التحديث المزعوم انتهي خلاص آخر مول بيني هذا العام ولا جديد بعده. وحين ينتقل بنا الراوي الي صلالة في نهاية عام1992 نتعرف علي مشهد مغاير تماما ننظر لبعض ملامحه. ـ مررنا بمبني الاذاعة والتليفزيون وذكر خلف ان هناك مصانع اخري لتعبئة الموز واللبن وبيبسي كولا وسفن أب. وتظل يوميات وردة التي اصبحت الآن( شهلا) ورشيد الذي اصبح الآن( الراوي) تنقل لنا بشكل مباشر أو غير مباشر بما أبحنا عليه في التسعينات, نقرأ: النظام مسخر لخدمة مصالح التجار الكمبرادور من الأسرة الحاكمة والوزراء وشيوخ القبائل ووجهائها ثم نسمع عن نشاط رجال الاعمال العرب وظواهر عامة يسمع عنها كل يوم مدير بنك سرق عدة ملايين وافتضح امره فحكم عليها بالسجن سنتين مع ايقاف التنفيذ. وكيل وزارة البلديات قبض رشوة من شركات اجنبية قدرها ثلاثة ملايين ريال وابلغ عنه شريكه فحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات مع ايقاف التنفيذ ويمكنك ان تتصور المستقبل المظلم الذي ينتظره خلال عقد او عقدين.. الخ.
وما حدث في التسعينات داخل النص وخارجه اكثر مما يختزل في مثل هذا الموضع الذي تتهادي كلمات كثيرة من امثال كونتكطي والماكدونالدز والانتهازيين وصندوق النقد الدولي والبيبسي كولا وسفن واشادة الصحف عقب تحرير الكويت ببوش... الخ. وبعد هل كتبت عن( وردة) وانا مذبوح من الوريد, الي الوريد؟ هل عبرت عن الزمن الغائب/ الحاضر/المرير؟ هل؟ حدثت نفسي, وعدت أحاول من جديد..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جائزة أخرى لصنع الله ابراهيم (Re: فتحي البحيري)
|
الروائي البطل: صنع الله ابراهيم ورواياته الخالده ذات نجمه أغسطس تلك الرائحه اللجنه امريكانلي
والتحيه للروائيين العرب الأحرار والمناضلين من أجل الديموقراطيه والحريه اذكر منهم: محمد شكري حيدر حيدر عبد الرحمن منيف الطيب صالح واسيني الأعرج حنا مينه وغيرهم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جائزة أخرى لصنع الله ابراهيم (Re: mahdy alamin)
|
شكرا مرحبا أخرى مهدي وهذه قصاصة تضيف إلى هذا الواقع الصنعللوي (إن جازالاجتراح)
اضواء - القاص المغربي أحمد بوزفور لــ (الزمان): موقفي رفض الجائزة وليس اعلان الرفض فأنا خفاش صغير لا أحب الأضواء - عبد الحق بن رحمون الكاتب المغربي أحمد بوزفور لا شيء في جبته إلا القصة. فبعد إعلان وزارة الثقافة المغربية أن جائزة المغرب للكتاب في صنف الابداع لسنة 2002، منحت لهذا الكاتب تأكد اليوم رفضه لهذه الجائزة التي تعتبر أهم جائزة من حيث قيمتها المادية (7000 دولار) ومن المثقفين المغاربة من ساند هذا الرفض، وبعضهم الآخر لم يقتنع بالمبررات التي قدمها الكاتب، والبعض الثالث التزم الصمت. وقد أثار هذا الحدث ضجة لم تهدأ إلي حد الآن، إلا أنه حسب رأي الكثيرين هنا في المغرب ممن استطلعنا وجهات نظرهم من الكتاب الجادين ــ قد آن الأوان حقا لاعادة النظر في هذه الجائزة ككل، من أجل إعطائها قيمتها الحقيقية التي لن تكتسبها بغير تحقيق جملة مكاسب، منها الاهتمام بوضعية الكتاب المغاربة، وتوفير التغطية الصحية لهم، وتحقيق وضع اعتباري لهم وتمكينهم من التمتع بالقيمة التي يستحقونها. وحول تداعيات رفض الكاتب المغربي أحمد بوزفور التقت (الزمان) به وكان هذا الحوار: û أول سؤال في هذا الحوار، وحتي نبعد اللبس عن بعض النقاشات وردود الفعل التي جرت في صحف مغربية وعربية، هل قمت بالترشيح لجائزة المغرب للكتاب لسنة 2002؟ ـــ كلا، لم أرشح نفسي لجائزة المغرب للكتاب ولا لأي جائزة أخري إطلاقا، ولا أعتقد أن الجوائز تضيف أية قيمة للكاتب. الجائزة الحقيقية الوحيدة التي أسعي إليها والتي تفرحني حين أنالها هي أن أكتب نصا جميلا يعجبني. فإذا وجدت بعد ذلك قارئا ذكيا واحدا يتجاوب معه ويهتز له فسأكون قد نجحت، وأصبح لحياتي معني. û هناك من اعتبر رفضك للجائزة استنساخا مغربيا لرفض صنع الله ابراهيم؟ ــ أولا: أنا فخور بهذا الربط بيني وبين كاتب عربي مثل صنع الله ابراهيم، وقد صفقت لموقفه وتعاطفت معه، ولا ينبغي أن يخيف أو يخجل موقفه ولا موقفي الكتاب الآخرين من ممارسة الرفض وتكراره والاصرار عليه، بل ينبغي لمثل هذه المواقف أن يعزز بعضها بعضا، وأن تتضاعف وتؤثر حتي تنجح في إخراج الكاتب العربي من حظيرة السلطة وترسخ قدسيته في خندق الرفض والنقد، لأن هذا هو موقعه الحقيقي، وشعوبنا العربية الرازحة تحت الاستبداد والبؤس محتاجة إلي أن نكون في مواقعنا، معها، وليس مع السلطة في مواجهتها. ثانيا: يختلف موقفي عن موقف صنع الله ابراهيم في شيئين أساسيين : 1ــ موقفي كان احتجاجا علي أوضاع المغرب الداخلية، بينما كان موقفه احتجاجا علي الوضع القومي العربي. 2ــ حين علمت، قبل أسبوع من إعلان الجائزة، أن من الممكن أن تعطي لي، سعيت إلي أن تتخطاني، وأبلغت أعضاء لجنة الجائزة عن طريق أحدهم أنني سأرفضها إذا أعطيت لي، وذلك تفاديا لاعلان الرفض وما يمكن أن يحدثه من ضجة، لأن موقفي الأساسي هو الرفض، وليس إعلان الرفض، فأنا خفاش صغير لا أحب الأضواء، وقد جاء إعلاني الرفض فقط لأنني لم أجد عنه محيصا، حين أصروا علي إعطائي الجائزة، وأعلنوا ذلك وبدأت أتلقي التهاني. û ماهو الأثر الذي تحس به الآن بعد إعلانك رفض الجائزة، وكيف تري تلك التداعيات التي فجرها البيان؟ ــ إنني أعتز بكل أشكال الدعم والتضامن والتعاطف التي لقيتُها من الكتاب والاعلاميين والحقوقيين والأساتذة والطلبة، ومن مواطنين عديدين لا أعرفهم شخصيا، ولكنهم وجدوا في البيان تعبيرا عما يحسون به. ومع أن الأدباء المدافعين عن السلطة هاجموا البيان، واستخدموا في الهجوم ألفاظ السب والتجريح الشخصي والتأويل المغرض للنوايا، وحاولوا تحريف النقاش، وجر المدافعين عن البيان إلي الرد علي الأشخاص وتهميش القضايا الرئيسية في البيان: (الديمقراطية وحقوق الانسان، وتقليص الفوارق الطبقية ومحو الأمية ورفع نسبة القراءة وتعميم التغطية الصحية للكتاب) مع ذلك كله فإن الحركة لم تفقد قوتها بعد، وفي الوقت متسع لتدارك ما فات، والتركيز علي القضايا، وطرق التحرك، لا علي الأشخاص. û هل للكاتب المغربي وضع اعتباري داخل المجتمع؟ وهل وقع تغيير في المجتمع المغربي فعلا، ولم يعد الكاتب يقمع وتُصادر حريته في التعبير؟ ــ أولا: ما يسمي بـ (الوضع الاعتباري) للكاتب داخل المجتمع خرافة ابتدعها مثقفو السلطة لتدجين الكتاب المغاربة، لأنهم يقصدون بـ (الوضع الاعتباري) ما تمنحه السلطة للكاتب، وطبعا بناء علي ما يمنحه الكاتب للسلطة. لا يوجد في تاريخ الأدب الانساني، حسب علمي، وضع اعتباري خاص للكاتب فوق مستوي المواطن، بل علي العكس، لقد كان الكتاب الحقيقيون دائما مضطهدين وعلي الهامش، ولم يكن ما يسعون إليه هو الوضع الاعتباري الخاص بهم، بل كان كل ما يحرصون عليه هو أن يقفوا علي مبعدة من السلطة والمجتمع معا ليكون في إمكانهم ممارسة النقد بحرية، دون إغراء، ودون ضغوط : نقد السلطة المهيمنة علي الحاضر، ونقد تقاليد المجتمع الموروثة من الماضي، لأن الكاتب لا ينتمي إلي أي منها، لا إلي السلطة /الحاضر، ولا إلي المجتمع/ الماضي، إنه في العمق ينتمي إلي الآتي، إلي الغد. ثانيا: نعم، وقع تغيير، لكن ليس في المجتمع المغربي بل في تعامل السلطة مع النخب، في الماضي كانت السلطة تستعمل العصا، وهي اليوم تستعمل الجزرة. والموقف الآن أصعب، لأن الصمود أمام القمع أسهل من الصمود أمام الاغراء. û لو كانت الجائزة غير حكومية هل كنت ستقبلها؟ ــ كما أسلفت في الجواب عن سؤال سابق : أنا لا أسعي إلي الجوائز... لكن، لو كانت الجائزة من جمعية من جمعيات المجتمع المدني، من نادي القصة في (البروج) مثلا، أو نادي القصة في (زاكورة) أو جمعية النجم الأحمر في (بلقصيري) فسأكون سعيدا باستلامها، لأنها لن تكون بالملايين من نقود التدجين، بل ستكون بدرهم رمزي مثلا، مع فيض عارم من الحب والعطف والتشجيع. û القصة القصيرة المغربية : ما هو وضعها الراهن؟ وهل استطاع كتابها ــ الجدد خاصة ــ أن يعبروا عن خصوصيات المرحلة وطنيا وقوميا؟ ــ الوضع الراهن للقصة المغربية وضع جيد، هناك إقبال واسع علي كتابتها ونشرها رغم مصاعب النشر، وهناك كتاب جدد ينضمون إلي الصف كل يوم. ينقصها فقط مسح نقدي شامل وعميق يفرز حَبَّهَا من زَوَانهَا، ويصنف مدارسها وتياراتها، ويسجل ويبرز إنجازاتها النوعية وتقنياتها الفنية المبتكرة، وربما لاحساس الكتاب بهذا النقص أخذوا ينشئون مشاريعهم، ويتكوكبون في نواد ومجموعات وجمعيات خاصة بالقصة آمل أن تتسع وتتطور وتثمر. أما بالنسبة لكتاب القصة الجدد، فأجمل ما فيهم أنهم يبدأون خوارج. يمارسون التجريب في أول قصة، وينفرون من النماذج ومن الشيوخ ومن المعايير. في بلدان عربية أخري يبدأ الكاتب بكتابة نص تقليدي، ويترسم خطي كاتب معين أو تيار معين قبل أن يستقل. عندنا في المغرب يحدث العكس : يبدأ الكاتب ثائرا تجريبيا رافضا للآخرين، وشيئا فشيئا يهدأ، ويبدأ في قراءة الآخرين باحترام، وينصت إلي أصواتهم، لكن دون أن ينضوي تحت جناح أحد، لأنه من الخيمة خرج مائلا. û بعد أن نشرت (قُقْنُس) أود أن أسمع وجهة نظرك حولها كقارئ لها...وأن تقرب القارئ من عوالمها وفضاءاتها؟ ــ (ققنس) مجموعة قصصية نشرتها منذ عامين وهي رابع مجموعاتي القصصية. يصعب علي ــ رغم مرور عامين علي نشرها ــ أن أنظر إليها كقارئ محايد، كل ما أستطيع قوله عنها هو أنها تختلف عن المجموعات السابقة. ــ في الموضوعات: إذ تركز قصصها علي العوالم الداخلية للذات، وعلي هواجسها الطاغية أساسا، مثل هاجس الموت (ققنس طائر أسطوري يزداد غناؤه حُسْناً كلما اقترب من الموت). ــ وفي التقنيات: إذ تستخدم المجموعة تقنيتين رئيسيتين: تقنية الحلم، وتقنية الهامش. أحسست أن تقنية الحلم هي الأنسب للتعبير عن الهواجس الباطنية العميقة، وأن تقنية الهامش والتعليق تتيح لي أن أمارس التأويل كقارئ قصصي داخل النص. في مجموعة سابقة (صياد النعام) كانت (القصة) نفسها أو الكتابة بشكل عام هي أهم شخصيات المجموعة، أما في مجموعة (ققنس) فإن القراءة هي شخصيتها الرئيسية. هناك سؤال في حوارات سابقة دأبنا علي طرحه علي ضيوفنا في كل حوار : هل أنت نادم لكونك كاتبا؟ ـــ الكتابة ليست حرفة بالنسبة لي، إنها مجرد هواية وأنا أمارسها بحرية، وباستمتاع، ومتي شئت، دون نظام، ودون طقوس. إنها حبيبتي لا زوجتي، قد يندم الانسان علي الزواج، أما الحب...
AZZAMAN NEWSPAPER --- Issue 1747 --- Date 3/3/2004
جريدة (الزمان) --- العدد 1747 --- التاريخ 2004 - 3 - 3
AZP09 AYAT HKRH
| |
|
|
|
|
|
|
|