|
|
 Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! (Re: فتحي البحيري)
|
* أدناه محضر وقائع الجلسة التي خصصها (المحفل) لمناقشة أكثر الأسباب فاعلية في الابقاء على العرب والمسلمين على تخلفهم:
- رئيس المحفل:
دعيتم الى هذه الجلسة التاريخية باعتباركم اختصاصيين في الفكر والتاريخ والسياسة والاقتصاد والاجتماع والاخلاقيات والعلوم العسكرية، اضافة بالطبع الى اختصاصيي علوم المخابرات والجاسوسية.
وكما مبين في الدعوة، فالمطلوب الخلوص إلى وصفة ناجعة لابقاء العرب والمسلمين في تخلفهم الحالي.
ولكي لا نضيع الوقت، فإنني لا أريد مقدمات ولا محاججات طويلة، أريد أن نسمع مباشرة الاقتراحات، والآراء المعارضة لها. تفضلوا، فلنبدأ.
- مُداخِل أول:
أقترح أن نشيع بينهم التعصب، وهو كفيل بتخدير العقول وإشاعة البغضاء، سيقتتلون فيما بينهم لأتفه الأسباب، وكذلك سيجعلهم يظنون بأنهم على تخلفهم الحالي الأفضل والأحسن، وبالتالي، فسيرفضون الانفتاح على كل مستحدث، سواء المستحدث من الأفكار أو النظم او من التكنولوجيات.
- مُداخِل آخر:
هذا فعّال، ولكنه غير كاف، من الطبيعي، أن ينشأ بينهم من يطلع على نتاجات الآخرين النافعة فيسعى الى تبنيها، فكيف نغلق هذا الباب؟!
- مُداخٍل آخر:
نستقطب بعضاً من رجال الدين، فيعملون في تعاون وثيق مع القسم الديني، بحيث يصورون لهم دينهم على غير حقيقته، فيصير مصدراً وعنواناً لضيق الأفق والتعصب، مما يسهل التعبئة ضدهم في كل أقطار الأرض، هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى، نوظف الدين لنشر التعصب ولمكافحة التجديد الفكري والحضاري.
- مُداخِل آخر:
أوافق، ولكن أضيف الى ذلك، أنه لابد من اشاعة التفسخ والانحلال بينهم ـ نزيد ونوزع ونشجع تعاطي المخدرات والكحول، ونشجع الادب الاباحي، ونؤسس مجلات وصحفا خلاعية، ونزيد توزيع الافلام والصور الجنسية الفاضحة ـ كل هذا كهدف في ذاته، لأن اشاعة مثل هذا التفسخ على نطاق واسع، سيبدد طاقاتهم فيما لا طائل من ورائه، وكذلك كهدف متعدٍ لهدف آخر، وأعني أن هذا التفسخ سينتج مقابله، أي الغلو، وكلاهما معاديان للعقل، وبالتالي للنهوض.
- مُداخِل آخر:
هذا صحيح، ولكن كيف نضمن انه لن تنشأ بينهم تيارات تعارض مثل هذه الاتجاهات؟! اقترح اضافة الى هذا، ان نخترق دورات تدريب ضباطهم العسكريين التي تنظم عندنا هنا، فننمي لديهم فكرة الانقلابات العسكرية المزروعة أصلا في رؤوسهم، وكما تعلمون، فإن الحرية تشكل الدافع الأساسي للتقدم، ولذا فإن المجتمعات التي تقيدها الاغلال العسكرية لن تستطيع ان تنمو أو تتقدم، بل ستنتج أناساً ممسوخين، يخافون من التفكير، ويخافون من المعرفة، ولا يتجرأون على أي فعل . اضافة الى انهم سيكونون بلا كرامة، ومثل هؤلاء لا يستطيعون أن يدافعوا عن أية قيمة، بما في ذلك اوطانهم. ثم ان عسكرييهم من الانقلابيين، لابد وفي غياب المحاسبة والرقابة، من أن ينعطنوا في الفساد من رؤوسهم وحتى أخامص أقدامهم، وبالتالي، ستصير أهواءهم آلهتهم، ولأن هذه الاهواء تحتاج الى الأموال، ونحن الذين في النهاية نسيطر على الاموال، سواء عبر المصارف المحلية أو صناديق التمويل الدولية، فإننا سنظل نمسك بمفاتيح أقداس اقداسهم. هذا خلاف أن الفاسدين، وكما نعلم، على استعداد لبيع كل شيء، بما في ذلك امهاتهم.
- مُداخِل آخر:
هذا ممتاز، ولكن، وكما يعلِّمنا التاريخ، فان أية مجتمعات يسيطر عليها الطغيان، فإنها، وبنزوعها الطبيعي نحو الحرية، ستثور في النهاية على طغاتها، وحينها، فإننا سنفقد كل آليات السيطرة والتحكم. اذن، فلابد من تحوطات إضافية، وليس لدىّ اقتراح محدد في هذا الشأن.
- صمت.
- رئيس المحفل:
واضح، اننا طورنا اقتراحات مفيدة، ولكن، في المقابل، نواجه معضلة أساسية يتوجب حلها، أرجو أن نركز على ذلك.
- مُداخِل:
اقترح اضافة الى ذلك، أن تبقى هذه المجتمعات في فقر مدقع، خصوصا مجموعات المثقفين والنشطاء، بحيث لا يتوفر لها لا الزمن ولا الامكانيات للانشغال بالعمل العام.
- مُداخِل آخر:
ولكن الفقر، مثل القهر، يولِّد في النهاية طاقة للتغيير، ولذا ففي النهاية، سيحدث تغيير، أيا كانت اشكاله، بل انه سيكون تغييراً على شكل تفجرات لا يمكن ادارتها او التحكم بنتائجها.
- مُداخِل آخر:
اقترح أن نفسد البدائل: نخترق الأحزاب الداعية للحرية، نلغم صفوفها بالمندسين والوشاة، ونخوض حرباً نفسية شرسة على كوادرها المخلصة وعلى قياداتها الشريفة، وفي النهاية، نسعى الى ان تتسنم قيادتها أكثر العناصر قابلية للفساد وللرشوة. وكذلك نشجع بينها الصراعات الانصرافية، والمعارك في غير معترك، فنجعلها وبدلا من ان تواجه الطغيان، مشغولة في جلدها خرش. وكذلك لابد من تنمية ديناميات النظم الطغيانية لافساد المنظمات الطوعية المدنية والاهلية، حيث في اجواء الحصار والتقييد، تتحول هذه المنظمات الي (كناتين) مغلقة، وتشيع فيها بدلا من قيم التطوع والتضحية والايثار، تشيع فيها اخلاقيات الفساد والتكسب والارتزاق واللهاث وراء مصادر التمويل، أيا كانت وبأي الوسائل! وكل هذا، في تقديري، كفيل بإشاعة مناخ عام من اليأس والاحباط، مما يجعل هذه المجتمعات قانعة بطغاتها، وذلك لأن البدائل لا تقل سوءا عن الطغاة.
- مُداخِل آخر:
اتفق معك في اقتراحاتك، ولكني أود التنبيه الى احتمال لم تضعه في الحسبان: احتمال ان تنشأ تيارات جديدة في السياسة والعمل المدني، فتصير حاضنة للقيم الجديدة، فماذا نفعل ازاء هذا الاحتمال؟
- المُداخِل السابق:
يمكن أن نواجهها بذات الاستراتيجية السابقة: إطلاق ديناميات الطغيان لافسادها.
- مُداخِل آخر:
ولكن، هذا الاحتمال ينطلق أصلا من فرضية بروز قيم جديدة ترفض القيم السائدة، بما فيها قيم الفساد؟
- المُداخِل السابق:
يمكن أن نقمع مثل هذه الاتجاهات الجديدة بقسوة اكثر، بما في ذلك اعتماد الاغتيالات المادية والمعنوية.
- مُداخِل آخر:
اننا بذلك نرجع الى النقطة الابتدائية من جديد ـ فالقمع وحده لا يكفي، صحيح انه فعال في المدى القصير، ولكن على المدى الطويل والاستراتيجي، فإنه غير كاف.
- مُداخِل آخر:
وجدتُها! وجدتُها! ولكن فليسمح لي السيد الرئيس أن أؤسس لاقتراحي بمقدمة صغيرة.
- رئيس المحفل:
تفضل
- المُداخِل صاحب الاقتراح:
إذا أردنا ان نلخص جملة الاسباب المحفزة والدافعة للتقدم الاجتماعي في كلمة واحدة، فما هي هذه الكلمة؟! لابد انكم سمعتم بمقولة الفيلسوف الألماني كانط، والتي تقضي بأن (النقد) يشكل أهم سقالة ابتدعتها الإنسانية من أجل بنائها الحضاري. في تقديري، ان هذه المقولة تضع أصابعنا على الوصفة السحرية: إن النقد يشكل السقالة الأساسية للتقدم الإنساني، لا يمكنك ان تغير أي شيء بحيث تتقدم إذا لم تنتقد ما هو قائم، لا يمكن تغيير الطغيان اذا لم يتم نقده، ولا يمكن تغيير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية اذا لم يتم نقدها، وكذلك، والأهم، طرائق التفكير لا يمكن تطويرها إلا عبر النقد. فإذا استطعنا اغتيال القدرة على النقد، فإننا سننجح نجاحاً كاملاً ونهائياً في اقعاد هذه المجتمعات على تخلفها. وأقصد باغتيال القدرة على النقد، ليس فقط قمع النقد، وهذا ضروري بالطبع وتتولاه الأنظمة الطغيانية بكفاءة، ولكن، وكما توصلنا، غير كاف، ولذلك فاقتراحي أن نغتال القدرة على النقد داخل الأدمغة نفسها!
وفي هذا الإتجاه، فإنني اقترح اقتراحاً محدداً: أن نروِّج للتفكير (المؤامراتي)، بحيث تُصوَّر كل معضلة، أو قضية، أو أزمة، أو اشكالية، تُصوّر باعتبارها مؤامرة. مثل هذا التفكير، لا يستطيع أن يغوص إلى الأسباب، ولا الى السنن الاجتماعية والتاريخية، وانما سيظل يكرر الحديث عن مؤامراته، بما يجعله تفكيراً مستقيلاً، نائماً ومخدّراً، يدور في حلقات مفرغة، تبدأ من حيث تنتهي.
- رئيس المحفل:
ممتاز.. هل من اضافة؟
- مُداخِل آخر:
اتفق مع اقتراح إشاعة نمط التفكير (المؤامراتي)، ولكني اتساءل: أليس في ذلك خطر أن يصل مثل هذا التفكير الى مؤامراتنا نفسها؟!
- صاحب الإقتراح:
ولو، مادام عقلاً وتفكيراً مؤامراتياً، فإنه لن يغوص في أسباب نجاح مؤامراتنا، وبالتالي، لن يغوص في الجذور الفكرية والاجتماعية والسياسية، سيظل يعوم في سطوح الصياح عن المؤامرات، وغالباً ما يستخدم مثل هذا الصياح كمشجب يعلق عليه عيوبه وخيباته، وبالتالي، فلا خوف من ذلك.
- رئيس المحفل:
هل من إضافة؟!
- صمت.
- رئيس المحفل:
اذن، تعتمد كل الاقتراحات السابقة، بالتركيز على تشجيع النظم الإستبدادية وقمع الحريات وإشاعة التعصب والتفسخ والتفكير المؤامراتي.
شكراً لكم، انتهى الإجتماع.
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | فتحي البحيري | 02-18-06, 07:57 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | فتحي البحيري | 02-18-06, 08:01 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | فتحي البحيري | 02-18-06, 08:15 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | فتحي البحيري | 02-18-06, 08:32 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | فتحي البحيري | 02-18-06, 08:48 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | فتحي البحيري | 02-18-06, 09:08 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | عاطف عمر | 02-18-06, 04:14 PM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | فتحي البحيري | 02-22-06, 07:50 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | Elmoiz Abunura | 02-19-06, 03:19 PM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | فتحي البحيري | 02-22-06, 08:22 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | Elmoiz Abunura | 02-22-06, 01:45 PM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | فتحي البحيري | 02-23-06, 04:21 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | معتصم الطاهر | 02-19-06, 06:44 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | فتحي البحيري | 02-22-06, 08:46 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | عاطف عمر | 02-19-06, 07:44 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | عاطف عمر | 02-19-06, 02:38 PM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | Giwey | 02-22-06, 09:11 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | فتحي البحيري | 02-23-06, 04:44 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | عاطف عمر | 02-22-06, 01:56 PM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | عاطف عمر | 02-22-06, 04:46 PM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | عاطف عمر | 02-23-06, 00:56 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | Muna Khugali | 02-23-06, 03:29 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | فتحي البحيري | 02-23-06, 05:40 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | فتحي البحيري | 02-23-06, 05:11 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | فتحي البحيري | 02-27-06, 06:51 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | عاطف عمر | 02-27-06, 04:01 PM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | فتحي البحيري | 03-06-06, 04:17 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | Sabri Elshareef | 02-28-06, 09:28 PM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | فتحي البحيري | 03-02-06, 11:47 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | Elawad Eltayeb | 03-06-06, 06:52 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | أبو ساندرا | 03-06-06, 07:52 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | فتحي البحيري | 03-09-06, 03:19 AM |
| Re: شهادات لا تلزمني : الحاج وراق وآخرون : هكذا نلتقي ؛ هكذا نختلف !! | فتحي البحيري | 03-16-06, 03:41 PM |
|
| |
فتحي البحيري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست