الســودان افلاس وانهيــار مالي

Quote: ميزانيات عتيقة لزمن صعب راشد عبد الرحيم الراي العا23 سبتمبر 2010 بكل المقاييس السياسية والإجتماعية فإن الزيادات التي قررتها وزارة المالية في الضرائب والجمارك لم تكن موفقة في توقيتها وهى تخدم بشكل أساس وزارة المالية إذ تمكنها من وضع ميزانية بيضاء للعام القادم وتبعد عنها الأثر والتبعات لكونها أحدثت ما يرفضه الناس. هذا يعكس غياب التخطيط الذي يمكن المجتمع والدولة وكل المؤسسات من ان تضع موازناتها الخاصة في مواقيت معلومة تحقق الثبات والإستقرار. وآفة الميزانيات العامة أنها توضع بنهج واحد متكرر هو أقرب لترتيب حسابات وليست عملية تخطيط لإدارة إقتصاد وحق أن تسمى وزارة المالية وزارة الحسابات. فشلت المالية أن تقود الحكومة والمجتمع إلى موازنة يشارك فيها الجميع ليست في الحسابات بل في عمل متكامل. الزيادات التي وقعت قبل ثلاثة أشهر من الموازنة أثرت مباشرة على السوق والأسعار ووضعت الميزانية القادمة في طريق جديد ويكفي الإرتفاع في أسعار النقد الأجنبي الذي أعقبها مباشرة. الوضع الإقتصادي السوداني مكشوف وأمام المالية والحكومة فرص لطرق سلسة. هنالك بيئة طاردة للإستثمار في البلاد ليست بشأن المستثمرين العرب والأجانب بل السودانيين الذين يهربون بأموالهم إلى الخارج، ونحن نتمنى أن يعود غيرهم بأموالهم للبلاد والوضع القائم معكوس هذا ميدان مهم لموارد إضافية. وزارة المعادن تخلت عن الذهب للمواطنين ويستفيد منه حالياً العشرات أو المئات وكان الأحرى أن تستفيد منه الحكومة لصالح كل السكان خاصة وأن مواد باطن الأرض حق للحكومة، نشير لهذا بعد ان تقدم المواطنون على الحكومة وقاموا عنها بكشف مواقع الذهب وبدأوا في تنقيبه ولا نريد لها أن تشقى وتستكشف المزيد من المعادن هذه أداها عنها المواطنون. مشروع الجزيرة ساحة عذراء لنشاط متنوع ولكنه يعالج ببطء لا يتناسب وتحديات البلاد. هنالك ترهل حكومي وصرف كبير يمكن توفير مبالغ كبيرة عن طريقه صرف باهظ في الكهرباء والإنشاءات الحكومية والوظائف وغيره مما هو معلوم وكثير منه يمكن تأجيله إلى ما بعد مرحلة الإستفتاء وما بعدها. عائدات النفط التي يتم بيعها حالياً وخلال بقية العام منها مبالغ مقدرة ستصل إلى الخزينة في العام القادم هذا قد يخفف قليلاً ويسمح بحركة إضافية. الحلول السهلة ممكنة ولكنها قاتلة للمستقبل مشجعة للكسل.