|
Re: هل يعيش المؤتمر الوطني نضوجه السياسي أم يتهيأ للرحيل الأخير ؟؟!! (Re: Ahmed musa)
|
(2) الثورةُ الحمراء ... الثورةُ البيضاء
هل يعيش المؤتمر الوطني نضوجه السياسي أم يتهيأ للرحيل الأخير ؟؟!! تساؤل يقوده قسراً لإستعراض التوليفة الحكومية الاخيرة لمحاولة الخروج بنُذُر إجابة عن شأن داخلي لحزب يضرب بسياج امنيٍّ عاليٍ على شئونه التنظيمية وفيها نجد بروز عدد من القيادات الشابة في مشروع هو أقرب لمشروعات الإحلال والإبدال السياسي ... وهو مشروع إن جاء وفق دراسة ورؤية أو حتى صادف موازانات فقد وجد التقدير من المتابعين للشأن السياسي بصعود عدد من العناصر الشابة التوليفة الوزارية وإنزواء عناصر أُخرى حُباً وكرامة وقبولاً للسُنة الكونية دون أن يترك ذلك تأثيراته على بعضهم ممن ظن منهم أنه مازال قادراً على العطاء وأن (التغيير) بظنهم إنما هو إبعاد من المعترك السياسي في إطار تصفية حسابات سياسية داخلية ربما , ولكن حتى هذا التغيير يظل تغييراً محدوداً يشير إلى أن عملية الإحلال والإبدال تسير ببطء لحسابات يصعُب التكهُن بها بشكل صحيح في إطار تعتيم معلوماتي واضح ومدروس لا يسمح إلا بخروج معلومات متناثرة وقليلة تخرج مع بعض الأنفاس الحارة والتي تفتقد التأكيد أو الإطمئنان لها ... ولا يبقى على المهتم بمتابعة الشأن السياسي إلا الإكتفاء بالنتائج النهائية ومحاولة الوصول عبرها إلى حقائق هي أقرب للتحليلات منها للفرضيات العلمية وتشير تلك النتائج بنهاياتها إلى محدودية التغيير الحالي و الذي يؤكد بالمقابل محدودية قُدرة الحزب لسبب أو لآخر على إحداث ثورة تنظيمية حقيقة وشاملة وفشل قثدرة الحزب على التغيير الكبير وإن كانت مُبررة كما سيجئ إلا أنها تقف دليلاً على إفتقاد الحزب إلى روح التغيير المطلوب والمرونة السياسية اللازمة لحزب ظل يقود البلاد لاكثر من عشرين عام بذات الوجوه إلا تغييرات طفيفة إقتضتها الظروف والموازانات أضحت سبباً للبعض للتأكيد على عقم الرحم التنظيمي للحزب الحاكم عن إنجاب قيادات جديدة هذا العقم الذي إستمر بالحزب منذ 1983 وحتى تأريخه وحتى التغييرات الطفيفة التي تحدث هنا وهناك لا يمكن أن تصلح قاعدة لهدم تلك النظرية القائلة بوقوف الحزب بمحطة 1983م إلا بتقدمٍ بطئ لا يتناسب وإمكانيات الحزب وقدراته الإقتصادية والفكرية وإستئثاره بالسُلطة ... وبعودة لقراءة التساؤل هل يعيش المؤتمر الوطني نضوجه السياسي أم يتهيأ للرحيل الأخير ؟؟!! ولمحاولة معرفة جزء من دواعي التغيير الطفيف الأخير بالتوليفة الحكومية يلزمنا العودة للعام 1999م عام آخر ثورة تنظيمية مر بها الحزب قادها شباب الحزب (حينها) على شيوخه لتمر عمليه الإحلال والإبدال (حمراء) وقاسية على تأريخ الحزب , و حاضره وربما حتى مستقبله ... مع أهمية التعاطي بحذر مع فكرة ثورة الشباب على الشيوخ فقد غادرت عناصر شابة بل وأكثر شباباً مع الشيوخ إلى حقل (الشعبي) وهي عناصر أغلبها من الجيل الثالث من الحركة الإسلامية تم تأهيلها وتدريبها وتطوير قدراتها بشكل علمي ومدروس وجُلهم من (الدبابين) الذين قالت فيهم الشاعرة روضة الحاج في ملحمة الميل الأربعين أن ( كُلهم أو جُلهم كانوا دون الأربعين) ولكنها أجمالاً تبقى العملية التجميلية الكُبرى التي يجريها الحزب والتي تركت آثارها على جسده السياسي , تلك التجربة التي نبّهت القيادات الحالية إلى ضرورة وأهمية فتح المسارات التنظيمية وتوسعتها لتمر بها دماء الشباب وتتقدم الصفوف وفق ما تفرضه السُنة الكونية خشية تنامي روح ثورة التغيير لدى تلك القيادات القادمة من منسوبي الحركة الإسلامية أو ربما هروبها الشكلي أو الموضوعي لحديقة الحزب الخلفية بالمؤتمر الشعبي ويبقى صعود حاج ماجد سوار أو السمؤال خلف الله أو أُسامة عبدا لله أو سناء حمد أو أميرة الفاضل إشارات أكثر منها نتائج , إشارات لإمكانية وقدرة وقبول قيادات الحزب لفتح الباب ولو موارباً لدخول عناصر جديدة تكون مُقدمة لدخول عناصر بعدها وذلك حتى لا تؤثر الزيادة المُفاجئة للقادمين الجُدُد بالجهاز التنفيذي على شل حركته ولو مؤقتاً , فيعطي الحزب الإشارات الإيجابية لمساحات إضافية قادمة لعناصر شابة وجديدة وفاعلة ... ولكنها ليست نتائج طبيعية لنجاح أو فشل مشروع الإحلال والإبدال بالحزب وتأتي تلك الإشارات كجزرة الحزب للمنتظرين بالصفوف الخلفية للحزب لنيل نصيبهم من العمل التنفيذي والتشريعي بعد أن عركتهم التجربة السياسية بالشكل الكافي لتبقى تلك الإشارات الموجبة ضوءاً في نفق مستقبل تلك القيادات التي تتساءل عن حجم المخرج بنهاية النفق وإن كان يسع الكثير منهم أو قلة فقط تملك القدرة والحق والحظ في الخروج من خلال ذلك المخرج إلى فضاءات العمل التشريعي والتنفيذي , ويبقى (تعبيد) طريق الحزب أو(زراعته بالألغام والقنابل الموقوتة ) مرهون بإجابة ذلك السؤال لتأتي ثورة الحزب التنظيمية (البيضاء) الحالية والمستقبلية برداً وسلاماً على أجهزته وحائط صد لما يمكن أن يسهم ولو بالمستقبل البعيد في رحيله الأخير , هذا السؤال حول حجم مخرج آخر النفق وقدرته الإستيعابية يظل سؤال بلا إجابة واضحة حالياً إلا بعقول مفكري ومنظري الحزب وقيادات المراكز الإستراتيجية فيه ... ولكن إجابته تبقى هي البداية والمرتكز لإجابة التساؤل الأكثر أهمية : هل يعيش المؤتمر الوطني نضوجه السياسي أم يتهيأ للرحيل الأخير ؟؟!! ... والله المُستعان
|
|
|
|
|
|
|
|
|