|
Re: القضية ليست تأجيل الاستفتاء أو قيامه في موعده! (Re: فدوى الشريف)
|
Quote: تأجيل الاستفتاء.. آخر لحظة.. إضاءات - طه النعمان الثلاثاء, 17 أغسطس 2010 07:58
«الجزيرة» استضافت على الهواء أيضاً الأستاذ عثمان عمر الشريف الخبير القانوني والقطب الاتحادي المعروف ووزير الإسكان الأسبق، فاتفق في إفادته حول التأخير مع بروفسير خليل، وأوضح أن القوى السياسية قد نبهت مرات عديدة على أن الإخلال بالجداول الزمنية التي وضعتها اتفاقية السلام الشامل سيضع الشريكين والبلاد كلها أمام مشكلة، ورأى أن طلب المفوضية يستند إلى ظروف موضوعية وهذه مسؤولية الشريكين معاً، وطالب الطرفين بالحوار من أجل الوصول إلى «منطقة وسطى» تضمن إنجاز الاستفتاء وتعطي الجميع فرصة معقولة للعمل من أجل جعل الوحدة جاذبة، ورأى أن ما قاله الأستاذ أموم ليس صحيحاً من وجهة النظر القانونية.
الآن دعونا نفحص التحذير الذي أطلقه الأستاذ باقان أموم استناداً إلى نصوص اتفاقية ميتشاكوس الإطارية التي فصلتها اتفاقية السلام الشامل
(CPA) لنرى مدى صوابية التفسير الذي أعلنه حول إمكانية اللجوء لممثلي شعب الجنوب «كوسيلة» أخرى لإنجاز تقرير المصير، فالمادة (1- 3-2) من اتفاقية ميتشاكوس تتحدث عن خمس فصول: «أ»ـ المبادئ المتفق عليها «ب»ـ عملية الانتقال «ج»ـ الدولة «د»ـ هياكل الحكم «هـ»ـ حق تقرير المصير لجنوب السودان- وهذا ما يهمنا- فالبند«1» في هذا يقول: «شعب جنوب السودان له حق تقرير المصير وذلك- ضمن (أمور) أخرى- عن طريق استفتاء لتحقيق وضعهم المستقبلي» ولم يقل ضمن (وسائل أخرى) كما أشار الأستاذ أموم، وبرغم ضبابية النص المتصل بهذه (الأمور) الأخرى - إلا أنه يمكن فهمه من خلال النصوص التي تلته مباشرة،.
فنجد- مثلاً المادة «2 -4» من ميتشاكوس تقول: (يتم تشكيل مفوضية مستقلة للتقدير والتقييم خلال المرحلة «ماقبل الانتقالية» -أي في الشهور الستة التي تلت التوقيع- لمراقبة تنفيذ اتفاقية السلام خلال الفترة الانتقالية، وتجري هذه المفوضية تقييماً في منتصف الفترة الانتقالية لترتيبات الوحدة التي وضعت بموجب اتفاقية السلام، ثم تليها الفقرة «2 - 4 - 1» التي تنص على أن «يعمل الطرفان مع المفوضية خلال الفترة الانتقالية بُغية تحسين المؤسسات والأنظمة التي أنشئت بموجب الاتفاق لجعل وحدة السودان جاذبة لجنوب السودان». ومن بعد تجيئ المادة (2 - 5) التي تتحدث عن أن «الاستفتاء يتم بصورة مشتركة» وتنتهي ميتشاكوس في آخرها إلى القول «يمتنع الطرفان عن أي شكل من الإلغاء أو الإبطال لاتفاقية السلام من جانب واحد».
من هنا نقول للإخوة في الحركة الشعبية إنه من «حيث المبدأ» لاسبيل آخر غير الاتفاق على إجراء الاستفتاء بإشراف الشريكين، ونستطيع أن نتفهم الغضب الذي يبدونه لما وصفوه «بالمماطلة» من جانب شريكهم الأكبر «الوطني»، لكن تبقى الحقيقة أنهم مسؤولون- بدرجة أو أخرى- عن هذا التأخير والتباطؤ الذي سمحوا به عندما حان وقت الاستحقاق المتصل بإصدار قانون الاستفتاء وتشكيل المفوضية وترسيم الحدود وانصرافهم لمعارك أخرى مع الشريك، معارك مهمة وحقيقية ولكنها قطعاً أقل أهمية وخطراً من استحقاق تقرير المصير ومطلوباته.
وهذا يجعلنا نؤيد ما ذهب إليه الأستاذ عمر الشريف وشهادة مفوض الاستفتاء من «التشارك في المسؤولية»، وبالتالي ضرورة الحوار من أجل بلوغ منطقة وسطى تجنب البلاد والعباد شرور انهيار اتفاقية السلام، التي أهم ما فيها هو «السلام» نفسه.
إن أي ناظر لأوضاع السودان اليوم، لابد أن يصاب بالإحباط جراء الأزمات المتلاحقة، سواء في علاقة الشريكين الحاكمية أو في التعقيدات العديدة التي ليس أقلها ما يجري في دارفور، أو ما تنتظره أبيى من مواجهات حول من يحق له التصويت في الاستفتاء، ذلك الاستفتاء الذي لم تتشكل مفوضيته بعد بسبب خلافات الشريكين، ما يعني أن السلام الذي جلبته اتفاقية نيفاشا لا يزال «سلاماً هشاً» ما يلبث أن ينهار إذا أقدم أي من الشريكين على خطوة منفردة وغير محسوبة بدقة وتقدير حصيف للموقف، وكل ذلك يستدعي مزيداً من الصبر ومزيداً من الأناة، بالحفاظ على ما تحقق من سلام وبتأمين الاتفاقية من خلال الممارسة إلى سلام حقيقي وثابت وراسخ. وقبل وبعد ذلك أرجو مخلصاً أن يسأل الإخوة والأصدقاء في قيادة الحركة سؤالاً جوهرياً يبنون عليه تقديرهم للموقف، والسؤال هو: من له مصلحته في انهيار اتفاقية السلام وعودة الحرب؟ وإذا ما استطاعوا الإجابة على هذا السؤال الأساسي يستطيعون أن يحددوا ببساطة «العدو الرئيسي» في هذا المرحلة، والذي لابد أنه صاحب المصلحة في عودة الحرب بكل ما تعنيه من مخاطر وأهوال وانهيار الوطن قطعة بعد أخرى، وذلك يحتم على الحركة أن تمد طوق النجاة لشعبها جنوباً وشمالاً، وتعود إلى سيرتها الأولى وموقفها المتقدم وبرنامجها الأساسي المنادي بتحرير كل المهمشين والمستضعفين والمضطهدين في كل أرجاء السودان الذي أخذت منه اسمها كـ«حركة شعبية لتحرير السودان»، وليس لـ«تحرير الجنوب» فقط الذي يحاول أعداء الوطن في الخارج والداخل أن يحصروها فيه ويصوروه لها كأهم استحقاق في اتفاقية السلام، ليحجِّموا طموحها ويقزِّموا صورتها باعتبارها «حركة إقليمية محلية»، فيقدموا لها «الجنوب» وحيداً ومقدوراً عليه بمنطق «البلا بكافوه بالبليلة»، ويبعدوها بذلك عن هذا الوطن الكبير «الحدادي مدادي»، وذلك مبلغ همهم وآخر نجواهم وغايتهم.. فهل حذرتموهم، أم أن القدر يعمي البصر كما يقولون؟! |
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
القضية ليست تأجيل الاستفتاء أو قيامه في موعده! | فدوى الشريف | 08-16-10, 11:13 AM |
Re: القضية ليست تأجيل الاستفتاء أو قيامه في موعده! | معاوية الزبير | 08-16-10, 12:15 PM |
Re: القضية ليست تأجيل الاستفتاء أو قيامه في موعده! | آدم جمال أحمد | 08-16-10, 06:21 PM |
Re: القضية ليست تأجيل الاستفتاء أو قيامه في موعده! | محمد فضل الله المكى | 08-16-10, 10:52 PM |
Re: القضية ليست تأجيل الاستفتاء أو قيامه في موعده! | فدوى الشريف | 08-17-10, 10:17 AM |
Re: القضية ليست تأجيل الاستفتاء أو قيامه في موعده! | فدوى الشريف | 08-17-10, 10:30 AM |
Re: القضية ليست تأجيل الاستفتاء أو قيامه في موعده! | فدوى الشريف | 08-17-10, 10:04 AM |
Re: القضية ليست تأجيل الاستفتاء أو قيامه في موعده! | فدوى الشريف | 08-17-10, 09:54 AM |
Re: القضية ليست تأجيل الاستفتاء أو قيامه في موعده! | محمود بكر | 08-17-10, 12:32 PM |
Re: القضية ليست تأجيل الاستفتاء أو قيامه في موعده! | فدوى الشريف | 08-22-10, 11:31 AM |
Re: القضية ليست تأجيل الاستفتاء أو قيامه في موعده! | فدوى الشريف | 08-22-10, 12:48 PM |
Re: القضية ليست تأجيل الاستفتاء أو قيامه في موعده! | فدوى الشريف | 08-22-10, 12:55 PM |
Re: القضية ليست تأجيل الاستفتاء أو قيامه في موعده! | Mohamed Suleiman | 08-22-10, 01:16 PM |
Re: القضية ليست تأجيل الاستفتاء أو قيامه في موعده! | فدوى الشريف | 08-22-10, 01:19 PM |
Re: القضية ليست تأجيل الاستفتاء أو قيامه في موعده! | محمود بكر | 08-22-10, 01:20 PM |
Re: القضية ليست تأجيل الاستفتاء أو قيامه في موعده! | فدوى الشريف | 08-22-10, 02:11 PM |
|
|
|