مفهوم صلاحية الإسلام: “الازدواجية والتناقض” - منقول من جريدة المدينة بتاريخ 9 أغسطس 2010

مفهوم صلاحية الإسلام: “الازدواجية والتناقض” - منقول من جريدة المدينة بتاريخ 9 أغسطس 2010


08-09-2010, 07:51 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=300&msg=1281336710&rn=2


Post: #1
Title: مفهوم صلاحية الإسلام: “الازدواجية والتناقض” - منقول من جريدة المدينة بتاريخ 9 أغسطس 2010
Author: Asim Fageary
Date: 08-09-2010, 07:51 AM
Parent: #0

مفهوم صلاحية الإسلام: “الازدواجية والتناقض”
عبدالعزيز علي السويد
روى أبو نعيم في كتابه حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ، أنه لما حج الخليفة هارون الرشيد سمع الموطأ من الإمام مالك، فرغب أن يعلقه في الكعبة ويحمل الناس على العمل بما جاء به ، فأجابه الإمام مالك رحمه الله : لا تفعل يا أمير المؤمنين ، فإن أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ اختلفوا في الفروع وتفرقوا في البلاد ، وكل مصيب ، فعدل الرشيد عن ذلك ، ومن قبله طلب المنصور تعميم وفرض فقه الامام مالك وروايته في كتابة الموطأ على الناس في البلدان الإسلامية ، فامتنع ورفض مالك ذلك ، فقد روى بن كثير: أن المنصور طلب من الإمام مالك أن يجمع الناس على كتابه فلم يجبه إلى ذلك وذلك من تمام علمه واتصافه بالإنصاف ، وقال : إن الناس قد جمعوا واطلعوا على أشياء لم نطلع عليها ، هذا مع إيمان مالك بوجوب نشر العلم الشرعي بين الناس ، إلا أن فرض فقه أو اجتهاد وروايات معينة ومحددة ومخصوصة على الناس ، باعتبارها تمثل الإسلام ، هو نوع من الإملاء الجبري الذي يتناقض مع روح الدين .
كثيرا مايحمل بعض المسلمين مفهوم عالمية الإسلام وربانية مصدره ، وأنه صالح لكل زمان ومكان ، ثم تجد هذا المسلم الحامل لهذا المفهوم ، يحارب من اجل فهم أو فقه مخصوص للدين ، سواء كانت هذه الخصوصية ، تاريخية مضت ،أو جغرافية تحددت ،أو مرجعية دينية في اشخاص مضوا أو بقوا ، ويناضل من اجل احتكار الحقيقة والصواب والحق والفهم ، بل ويصادر مفاهيم من يختلف معهم في الإسلام ، فإين ذهبت عالمية الإسلام والتي تعني أن مفهوم الدين اكبر واوسع من الجغرافيا والتاريخ ، ويتعالى عن الزمان والمكان .
فهو يفتخر - إن كان المقام بصدد المقارنة مع الاديان الاخرى- برحابة فضاء الإسلام ( المبنى والمعنى ) لكل جديد وقادم ومستحدث في التحولات الإنسانية ، ثم ينكص على عقبيه ولايستطيع التحرر من فقر وضآلة مفهوم الدين الذي يحمله و يتعايش معه في حياته، عبر حيز فكري وجغرافي محدود، بل يجعل مفهوم الدين محصوراً في حقبة زمنية معينة وحيز مكاني ضيق ، ومرجعية اهال الزمان عليها التراب ومضت كأمة لها ماكسبت وعليها ما اكتسبت ، كيف يكون الإسلام عالمي القدرة في صناعة وإدارة وتنمية حياة الناس بكل اختلافاتهم وتنوعهم وتعددية ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم ، وصالحا لصيانة وحماية الإنسان مهما اختلف به الزمان والمكان والسياسة والثقافة ، ثم يعجز حاملو شعار ( جبرية الفهم السلفي للإسلام ) عن التعايش مع المفاهيم والتطبيقات الاخرى للدين ، أو على الاقل قبولها والسماح لها بالحضور الاجتماعي ، أو على اقل تقدير عدم محاربتها ، وتكفير اصحابها وممثليها واتباعها ، فإين امكانية الإسلام ليكون ممثلاً ومتماثلاً مع اختلافات البشر المؤمنين والمسلمين .
كذلك اتباع الديانات الاخرى يحملون نفس الشعارات في عالمية دينهم وصلاحيته لكل زمان ومكان ( اليهودية والنصرانية والبوذية والهندوسية ) ويؤكدون أنه لو دخل الناس في دينهم لنجوا وفازوا في الاخرى والاولى ، لكنهم أي ( المبشرين والدعاة لهذه الديانات ) يرفضون ويحاربون أي مفهوم جديد لدينهم ، أو أي تطبيق يحيد عن ماورثوه عن اسلافهم . فلماذا لايقبلون الإسلام كميهمن وناسخ للدين كله ، وكذلك داخل منظومة الإسلام ، لاتقبل المذاهب والطوائف غير مفهومها البشري التراثي المتوارت عن الاباء والاجداد ، فاين شعار صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان ، إذن المؤمن بنقاء وصفاء فهمه المخصوص للدين وتطبيقه للإسلام الصحيح ، يحمل بذات الوقت عدم إيمانه بعالمية الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان ، وإلا لما اعترض على كل مفهوم واجتهاد جديد ، يصدر من غيره وصالح أن يطور ويجدد الحياة والدين معاً ، انظر مثلاً الاعتراض على بحوث أو فتاوى ( الفوائد البنكية ، الاغاني ، عمل المرأة والرجل معاً ، تولي المرأة المناصب العليا ، تاريخية النص ، نزع القداسة عن العلماء والفقهاء ، علمنة السياسة أوتنزيه الدين عن تلاعبها وحيلها ، الحجاب والنقاب في الغرب ) وغير ذلك من الاجتهادات ، مما يعتبر حرثاً وتجديداً وتثويراً للقرآن والسنة وتأكيد قدرتهما على الانسجام مع واقع الإنسان المتغير ، وقيادة الحياة الموارة ، بحيث لايُفقد الدين ولانخسر الإنسان ، أو يظل حائراً ينهشه تناقض الواقع مع النص الديني . إن اثبات صلاحية الإسلام وعبوره لكل احقاب التاريخ بنجاح منقطع النظير وقيادته لحياة الناس عبر اختلاف جغرافيتهم واحوالهم ومداركهم وتحولات حيواتهم، لايمكن أن يكون عبر تسييج الدين ومحاصرته في فهم مبتسر في برهة من الزمن الإنساني ومكان كان يوما مزدهراً بالحضارة فإما أن يتعالى الإسلام على الافهام المحصورة بالقراءات التقليدية ، أو يضيق الواقع المتسارع المتجدد بالنص المتجمد ، فيركنه للتبرك به فقط ،


هنا الرابط
http://www.al-madina.com/node/259781

عاصم فقيري

Post: #2
Title: Re: مفهوم صلاحية الإسلام: “الازدواجية والتناقض” - منقول من جريدة المدينة بتاريخ 9 أغسطس 2010
Author: Asim Fageary
Date: 08-09-2010, 08:11 AM
Parent: #1

كثيرا مايحمل بعض المسلمين مفهوم عالمية الإسلام وربانية مصدره ، وأنه صالح لكل زمان ومكان ، ثم تجد هذا المسلم الحامل لهذا المفهوم ، يحارب من اجل فهم أو فقه مخصوص للدين ، سواء كانت هذه الخصوصية ، تاريخية مضت ،أو جغرافية تحددت ،أو مرجعية دينية في اشخاص مضوا أو بقوا ، ويناضل من اجل احتكار الحقيقة والصواب والحق والفهم ، بل ويصادر مفاهيم من يختلف معهم في الإسلام ، فإين ذهبت عالمية الإسلام والتي تعني أن مفهوم الدين اكبر واوسع من الجغرافيا والتاريخ ، ويتعالى عن الزمان والمكان .

فهو يفتخر - إن كان المقام بصدد المقارنة مع الاديان الاخرى- برحابة فضاء الإسلام ( المبنى والمعنى ) لكل جديد وقادم ومستحدث في التحولات الإنسانية ، ثم ينكص على عقبيه ولايستطيع التحرر من فقر وضآلة مفهوم الدين الذي يحمله و يتعايش معه في حياته، عبر حيز فكري وجغرافي محدود، بل يجعل مفهوم الدين محصوراً في حقبة زمنية معينة وحيز مكاني ضيق ، ومرجعية اهال الزمان عليها التراب ومضت كأمة لها ماكسبت وعليها ما اكتسبت ، كيف يكون الإسلام عالمي القدرة في صناعة وإدارة وتنمية حياة الناس بكل اختلافاتهم وتنوعهم وتعددية ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم

فاين شعار صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان ، إذن المؤمن بنقاء وصفاء فهمه المخصوص للدين وتطبيقه للإسلام الصحيح ، يحمل بذات الوقت عدم إيمانه بعالمية الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان ، وإلا لما اعترض على كل مفهوم واجتهاد جديد ، يصدر من غيره وصالح أن يطور ويجدد الحياة والدين معاً ، انظر مثلاً الاعتراض على بحوث أو فتاوى ( الفوائد البنكية ، الاغاني ، عمل المرأة والرجل معاً ، تولي المرأة المناصب العليا ، تاريخية النص ، نزع القداسة عن العلماء والفقهاء ، علمنة السياسة أوتنزيه الدين عن تلاعبها وحيلها ، الحجاب والنقاب في الغرب ) وغير ذلك من الاجتهادات ، مما يعتبر حرثاً وتجديداً وتثويراً للقرآن والسنة وتأكيد قدرتهما على الانسجام مع واقع الإنسان المتغير ، وقيادة الحياة الموارة ، بحيث لايُفقد الدين ولانخسر الإنسان ، أو يظل حائراً ينهشه تناقض الواقع مع النص الديني . إن اثبات صلاحية الإسلام وعبوره لكل احقاب التاريخ بنجاح منقطع النظير وقيادته لحياة الناس عبر اختلاف جغرافيتهم واحوالهم ومداركهم وتحولات حيواتهم، لايمكن أن يكون عبر تسييج الدين ومحاصرته في فهم مبتسر في برهة من الزمن الإنساني ومكان كان يوما مزدهراً بالحضارة فإما أن يتعالى الإسلام على الافهام المحصورة بالقراءات التقليدية ، أو يضيق الواقع المتسارع المتجدد بالنص المتجمد ، فيركنه للتبرك به فقط ،

يذكرني هذا الموضوع بكتاب الأستاذ طه إبراهيم الجربوع (هذا أو التخلف .. هل تصلح الشريعة لهذا الزمان بحكم المنهج ؟)