هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-21-2024, 10:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-09-2010, 05:55 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    التربية الإسلامية ومنهج التفكير السليم
    سمير السيد
    24 - 3 - 2009




    يشكل الفرد المسلم هدفًا رئيسًا وأساسيًّا لعملية التربية الإسلامية، التي تسعى من خلال أهدافها الكبرى ووسائلها المرحلية إلى تخريج الفرد الصالح أو المواطن الصالح، الذي يضطلع بأعباء الخلافة في الأرض، ويقوم بتعميرها وفق المنهج الإلهي الرشيد القويم.

    فالتربية الإسلامية تسعى إلى تخريج المواطن الصالح الذي لا يلتزم بالصلاح داخل حدود ديار الإسلام فحسب، وإنما يلازمه ذلك الصلاح أينما يمم وجهه، وأينما حلت ركابه أو ارتحلت، فهو نموذج لحيوية التدين الذي لا يتوانى صاحبه في نشر الخير، وبثه في الآفاق، يتمثله ويدعو إليه.

    وتنمية القدرات العقلية للمسلم هو أحد الأهداف المرحلية التي يسعى إليها منهج التربية الإسلامية كجزء أساس في تكوين الفرد المسلم، وفق المنهج التربوي الشامل المتكامل.

    ومن أجل ذلك؛ كان الاهتمام التربوي بوضع قواعد للتفكير السليم تساعد على تنمية هذه القدرات العقلية.

    ونحن اليوم في أشد الاحتياج إلى هذا المنهج التفكيرى لإصلاح الخلل الذي أصاب عقولنا، وأثَّر على تصوراتنا المرحلية والمستقبلية.

    وقد استطاع الدكتور/ماجد عرسان الكيلاني في كتابه القيم "أهداف التربية الإسلامية"، أن يبرز لنا ملامح هذا المنهج الذي تشتد الحاجة إليه الآن للتخلص من عشوائية التفكير التي صاحبت الأجيال المتتابعة؛ نتيجة غياب المنهج الواضح الذي يرسم معالم التفكير الصحيح وملامحه وخطواته وأنماطه.
    يتضمن منهج التفكير الذي تهدف إليه التربية الإسلامية ثلاثة مكونات رئيسية؛ هي: خطوات التفكير، وأشكال التفكير، وأنماط التفكير.

    أولًا ـ خطوات التفكير:
    تبدأ خطوات التفكير السليم بالإحساس بالظاهرة، ثم الانتقال إلى خطوة الوعي بهذه الظاهرة، وتحديد إطارها وميدانها، ثم الانتقال إلى خطوة التعرف على تفاصيل هذه المعلومات وتدبرها وتصنيفها، واكتشاف العلائق بينها، ثم الانتقال إلى خطوة اكتشاف الحكمة الكامنة وراء الظاهرة.
    ومن الإنصاف أن نقول: إن خطوات التفكير العلمي التي أفرزتها التربية الحديثة تتطابق مع هذه الخطوات، بل إنها كانت مثيرًا قويًّا في لفت الانتباه إلى خطوات التفكير التي يشير إليها القرآن الكريم، والذي يجعل هذه الخطوات من التفكير صفة أساسية من صفات المؤمن، وينهى عن إتيان ما يناقضها أو يتعارض معها، ويتوعد بالمحاسبة على التفريط بمقتضياتها: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36].
    بل إن القرآن ينتقد بشدة لاذعة الذين يبادرون عند السماع الأولي للمشكلة بإصدار الأحكام، دون السماح لها بالمرور بمنطقة السماع الداخلي، الذي يتآلف مع القدرات العقلية، ويتبادل معها التحليل والتأليف والاستنتاج.
    ويصف القرآن هذا الأسلوب المتسرع بأنه تلقي للمعلومات الأولية باللسان، دون الصبر عليها حتى تمر بالأذن، وتصل إلى منطقة الوعي، ويتهدد القرآن فاعلي ذلك بالعقوبة؛ لما يترتب عليه من أخطاء في الحكم، وعدوان على الأبرياء: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [النور: 15-17].
    وحين تتعقد المواقف والمشكلات ـ خاصة تلك التي تتعلق بأمور السلم أو أمور الحرب والأخطار ـ وتحتاج إلى درجات عالية من القدرات العقلية والخبرات العميقة ومناهج التفكير الحكيم؛ فإن القرآن يعيب على أولئك الذين يتناولونها بالإشاعات والتفسيرات العبثية، ويوجه إلى وجوب الرجوع إلى هيئة مشكلة من أهل الاختصاص الذين يعملون على تحليل هذه المواقف والمشكلات واستنباط أسبابها، ووضع الحلول المناسبة لمواجهتها:
    {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 83].
    ومن الطبيعي أن العاملين في هذه الهيئة يحتاجون إلى إعداد متميز في مجال تربية القدرات العقلية، ومنهج التفكير الحكيم، لتكون عونًا لها على استنباط الأمور، ومن الطبيعي أن يتم انتقاؤهم من بين "أولي الألباب" المتفوقين، أصحاب القدرات العقلية العالية.
    ثانيًا ـ أشكال التفكير:
    وأما عن القسم الثاني لمنهج التفكير السليم وهو "أشكال التفكير" فهذه تشمل ما يلي:
    (1) تدريب المتعلم على النقد الذاتي بدلًا من التفكير التبريري:
    نعني بالنقد الذاتي: ذلك الأسلوب من التفكير الذي بمقتضاه يتحمل صاحبه المسئولية في جميع ما يصيبه من مشكلات ونوازل، أو ما ينتهي إليه من فشل، ولا يتدافع المسئولية، ويحاسب نفسه، ونعني بالتفكير التبريري: ذلك التفكير الذي يرى صاحبه الكمال في نفسه، وإذا أخطأ برأها من المسئولية، وراح يبحث لها عن مبررات خارجية، وينسب أسباب الأخطاء أو القصور والفشل إلى الآخرين.
    والقرآن ـ في جميع توجيهاته ـ يقرر النقد الذاتي كقاعدة أساسية في جميع أشكال القصور والأخطاء الفردية أو الاجتماعية، ومن توجيهاته في هذا المجال قوله تعالى:
    {مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].
    {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32].
    وفي قصة آدم وإبليس توجيهات واضحة لممارسة النقد الذاتي، وإدانة للتفكير التبريري، وإلقاء المسئولية على الآخرين، فمع أن أحداث القصة تذكر بصراحة دور إبليس في إغواء آدم وزوجه، إلا أنهما حمَّلا نفسيهما مسئولية المعصية التي حدثت، ولم ينسبا ذلك إلى الشيطان الذي أغواهما بذلك وحسنه لهما، وفي ذلك توجيه لذرية آدم وحواء، ليتخذوا من النقد الذاتي منهجًا في تقويم الآثار السلبية التي تنتج عن الممارسات الخاطئة، {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 22-23].
    وتحميل الآخرين مسئولية أخطائنا هو منهج تفكير إبليسي، رائده إبليس نفسه، حين نسب الإغواء إلى الله ـ مع أن شيئًا من ذلك لم يحدث ـ وإنما كان سبب معصية إبليس ما اتصف به من حسد لآدم، واعتزاز بالأصل، وتفاخر في المنشأ.
    والواقع أن التحليل الدقيق للأخطاء التي تقع أو المصائب التي تنزل، يوضح أن هذه الأخطاء والمصائب_غالبًا ما تكون_ مسئولية من تنزل به؛ لأن المصيبة هي وليد يتمخض عن تزاوج قوة مع ضعف، كما يولد الطفل من تزاوج ذكر مع أنثى، ولا يمكن بحال أن تولد مصيبة من التقاء قوة بقوة.
    فالمصائب التي تنزل سببها تزاوج ضعف من نزلت به مع قوة من تسبب بها، ولو أن من نزلت به المصيبة كان مُبرأً من الضعف؛ لتصدت قوتُه لقوة السبب وأبطلت فاعليتها، ولذلك يحاسب الله الضعفاء والمستضعفين كما يحاسب الأقوياء المعتدين، ويعتبر كلًّا منهما ظالمًا: هذا ظالم لنفسه؛ إذ لم يسلحها بالقوة ويستعمل طاقاتها وإمكانياتها لدفع العدوان الذي داهمها، وذلك ظالم للناس إذ استعمل قوته للعدوان ونصرة الباطل بدلًا من استعمالها في نصرة الحق.
    {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 97].
    وفي المقابل، يمدح الله الأقوياء الذين إذا نزل بهم العدوان والبغي؛ قابلوه بالقوة ودفعوه: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} [الشورى: 39].
    وبالإجمال، فإن النقد الذاتي يتخذ في القرآن الكريم والسنة الشريفة شكل المبادئ الثابتة، والموازين الدائمة، التي توجه الإنسان لأن يتحرى دوره هو نفسه في كل ما يصيبه في أي زمان أو مكان، ولا يبحث عن مبررات من خارجه.
    (2) تدريب المتعلم على التفكير الشامل بدلًا من التفكير الجزئي:
    المقصود بالتفكير الشامل هو ذلك الأسلوب من التفكير الذي يتناول الظاهرة من جميع جوانبها، ويتحرى جميع أجزائها، وما يتعلق بها.
    أما التفكير الجزئي: فهو يركز على جزء من الظاهرة، ثم يعمم أحكامه على بقية الأجزاء.
    والقرآن الكريم يربط مستوى العلم بمستوى التفكير، فيُسمي: ظاهر العلم، والإحاطة بالعلم، والرسوخ في العلم.
    أما ظاهر العلم: فهو العلم السطحي الجزئي، وهو ثمرة التفكير الجزئي.
    وأما الإحاطة بالعلم: فمعناها العلم بالمكونات الرئيسية.
    وأما الرسوخ في العلم: فمعناها العلم بالمكونات الرئيسية والتفصيلات، والعلاقات القائمة بين هذه التفصيلات، وبما يحيط بها، ثم القدرة على تركيبها كلها في كيانٍ واحد، والإحاطة بالعلم والرسوخ في العلم هما ثمرة التفكير الشامل.
    والإحاطة بالعلم تؤدي إلى التصديق، ولكنها لا تؤدي إلى اليقين، بينما عدم الإحاطة بالعلم يؤدي حتمًا إلى التكذيب والاختلاف: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ} [يونس: 39].
    والرسوخ في العلم يؤدي إلى الإيمان مثل قوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7].
    وفي الغالب، يرتبط التفكير الشامل بأوقات الاجتهاد والازدهار العلمي، ويكون العمق في البحث والاستقصاء والمثابرة، ويكون للعلماء من التأني والصبر على مشاق البحث ما يصلون به إلى درجة الرسوخ والابتكار.
    ويرتبط التفكير الشامل كذلك بدراسة ما يُرغب فيه، وما لا يُرغب فيه، بل إن دراسة غير المرغوب_ خصوصًا إذا كان عقائد منحرفة_ تكون مقدمة لرفضه وتقبل ما هو حق، لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وهو ما يشير إليه القرآن: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [البقرة: 256]، فالقرآن يشير إلى أن معرفة الطاغوت مقدمة للكفر به والرسوخ في الإيمان.
    أما التفكير الجزئي فهو يرتبط ـ غالبًا ـ بأوقات الجمود والتقليد، وضعف القوى العقلية، والميل مع الهوى.
    وخطورة التفكير الجزئي تكمن في أنه تفكير انتقائي ينتهي إلى الأحكام الخاطئة المضللة، ويقود إلى تمزق وحدة الموضوع، وتجزئة الميادين والظواهر العلمية؛ مما ينعكس أثره على تجزئة الظواهر الاجتماعية، وتمزق وحدة الجماعات، وإلى أمثال ذلك يشير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: 159].
    ويشير القرآن إلى أن تجزئة التفكير والفهم ـ خاصة في الدين ـ يؤدي إلى الشرك؛ لأن التفكير والفهم الجزئيين يتركان فراغًا تملؤه الأوهام والأفكار الخاطئة: {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 31-32]، {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: 13].
    وهكذا، سواء أكان موضوع الفهم والتفكير هو الدين أو غير الدين؛ فإن التفكير الجزئي يؤدي إلى تعدد وجهات النظر وتباعدها وتنافرها، وينتهي في النهاية إلى تفتيت الجهود والفشل في الوصول إلى الحقيقة أو الثمرات المنشودة.
    (3) تدريب المتعلم على التفكير التجديدي بدلًا من التفكير التقليدي:
    والتجديد الذي عناه القرآن: هو التفكير الذي يتحرر من عوامل الألفة، والآبائية، والتقليد، وتتنقل نظرته بين الواقع وبين الأفكار الجديدة، ثم يقارن بينهما، ويتحرى الملائم منها والصواب، ولذلك وجه القرآن النظر إلى التجوال في آيات الآفاق والأنفس ـ حيث الواقع والأحداث الجارية ـ ووجه التفكير الإنساني لاكتشاف نتائج هذا النظر، التي تصدق آيات الكتاب.
    أما التفكير التقليدي: فهو عدم استعمال القدرات العقلية، واللجوء إلى المحاكاة، أو الآبائية، والاكتفاء بالمألوف القائم، ولا فرق بين أن يدور التقليد حول نماذج قديمة جدًّا وأخرى أحدث، فكلا النوعين تعطيل للقوى العقلية، وإن اختلفت ميادينها وأدواتها: {إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} [الزخرف: 22].
    ويستنكر القرآن جمود المقلدين، وهو يهتف بهم إلى التحرر من أوهام التقليد: {قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [البقرة: 170].
    ويحذر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون الفرد عديم الفكرة مسلوب الإدارة: (لا تكونوا إمعة؛ تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا) [رواه الترمذي، (2138)، وقال الترمذي: حسن غريب]، ويقول كذلك: (كونوا للعلم وعاه، ولا تكونوا رواة) [أورده أبو نعيم في حلية الأولياء، (3/277)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع، (9765)].
    في سبيل ذلك يوجه الإسلام الإنسان إلى البحث في أسرار الكون، وعلائق الاجتماع، وقوانين الوجود القائم، سواء ما يتعلق بالإنسان أو الحيوان أو الجماد.
    والآيات التي تدعو إلى النظر في الوجود المحيط هي آيات كثيرة جدًّا في القرآن الكريم.
    4) تدريب المتعلم على التفكير العلمي بدلًا من الظن والهوى:
    في القرآن توجيهات متكررة للحث على التفكير العلمي والتدريب عليه، فهو يدعو إلى عدم التسرع في إصدار الأحكام، قبل استكمال المعلومات اللازمة والتعرف على الحقيقة مكتملة:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6].
    وهو يحث على طلب الدليل في كل اعتقاد والتوجيهات في ذلك كثيرة، منها: {هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ} [الكهف: 15].
    كذلك يدعو إلى التثبت في كل أمر، قبل الحكم علية بالقبول أو الرفض، وينهى عن تبديد الطاقات السمعية والبصرية والعقلية في أمور لم تتوفر لها الأدلة العلمية الكافية: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36].
    وفي المقابل ينهى القرآن عن اتباع الظن، ويندد بأهله: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ} [النجم: 23]، {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} [النجم: 28]، وفي الحديث: (إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث) [متفق عليه، رواه البخاري، (5143)، ومسلم، (6701)].
    والتفكير العلمي ـ في التربية الإسلامية ـ لا يقتصر على أماكن الدرس ومختبرات البحث، وإنما هو صفة لازمة للإنسان في الحياة اليومية، والعلاقات الشخصية والعامة، والمواقف الودية والعدائية.
    والواقع أن ما يميز الفكر المتقدم والمجتمعات المتقدمة، عن الفكر المتخلف والمجتمعات المتخلفة، هو أن التفكير العلمي صفة أساسية في الأولى، بينما التفكير القائم على الظن والهوى صفة ملازمة للثانية، ولقد أدركت المؤسسات التربوية الدولية ضرورة التفكير العلمي للإنسان المعاصر، الذي يتطلع للتغلب على التحديات، التي أفرزها التطور الهائل في التكنولوجيا، وانهيار الحدود الثقافية والاجتماعية بين المجموعات البشرية ـ في قرية الكرة الأرضية ـ ولقد ورد في تقرير اللجنة الدولية التي كونتها منظمة التربية الثقافية والعلوم "اليونسكو" لدراسة أوضاع التربية في العالم، وتقديم التوصيات بشأن تربية المستقبل: أن الإنسان العلمي، الذي يستعمل التفكير العلمي في كل مكان وفي كل موقف، دون التأثر بالإفرازات العرقية أو الطائفية أو القبلية، أصبح ضرورة كضرورات الحياة المادية، ولوازم المعيشة اليومية.
    (5) تدريب المتعلم على التفكير الجماعي بدلًا من التفكير الفردي:
    في القرآن الكريم والسنة الشريفة توجيهات وتطبيقات متكررة، هدفها تدريب الإنسان على التفكير الجماعي، الذي يربط مصير الفرد بالجماعة، ومصير الجماعة بالفرد، ويجعل تبادل الرعاية بين الطرفين صفة لازمة للمجتمع الراقي.
    والتوجيهات المتعلقة بهذا الشأن كثيرة جدًّا، من ذلك قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25]، وقوله صلى الله عليه وسلم: (كلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته) [متفق عليه، رواه البخاري، (7138)، ومسلم، (4828)]، (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم؛ كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو؛ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) [متفق عليه، رواه البخاري، (6011)، ومسلم، (6751)].
    ويلحق بذلك تضافر التفكير الجماعي، ليتجسد في مبدأ الشورى، والمسئولية الجماعية عن سلامة المجتمع.
    (6) تدريب المتعلم على التفكير السنني بدلًا من التفكير الخرافي أو التفكير الخوارقي:
    التفكير الذي يشدد عليه القرآن، ويكرر لفت الانتباه إليه هو التفكير الذي يعتبر الكون والاجتماع البشري تسيره سنن ـ أي قوانين ـ إلهية معينة، وأن التعايش مع عناصر الكون والنجاح في مجرى الاجتماع البشري، إنما يعتمدان على موافقة هذه السنن والقوانين في ميادين الحياة المختلفة.
    وبقدر ما ينجح الإنسان في الكشف عن هذه السنن والقوانين، وفي حسن استخدامها والتوافق معها؛ بقدر ما يستطيع تسخير الكون والاجتماع البشري، لتحقيق المقصودين النهائيين للتربية الإسلامية؛ وهما: بقاء النوع البشري ورقيه خلال أطوار النشأة والحياة والمصير.
    أما التفكير الخرافي الذي اتسمت به أطوار الطفولة البشرية _ منذ ولادة عهد الانحراف العقدي والفكري_، والذي كان يتوهم الهيمنة والفاعلية في قوى موهومة وأرواح مخترعة، جسَّدَها التصور البشري آنذاك بأشكال الصنمية والوثنية ورموزها المختلفة، فهذه لابد وأن تكون التربية الإسلامية على حذر دائم من مظاهرها وآثارها في اغتصاب القدرات العقلية، وآثارها المدمرة في السلوك والاجتماع.
    كذلك توجه نصوص الوحيين إلى ضرورة التحرر من التفكير الخوارقي، الذي يعفي الإنسان من مسئولياته في التغيير والعمل، وينتظر حدوث الخوارق والمعجزات الإلهية ـ في تحقيق حاجاته وحل مشكلاته، فهذه الخوارق ـ وإن حدثت في عهود سابقة وفي مواقف محددة، إلا أنها ظواهر تاريخية، مضت وخُتمت بختم النبوة والرسالة، وانتقال البشرية إلى طور الرشد، الذي حددت بداياته وملامحه خاتمة الرسالات: رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، والذي قام جهاده أساسًا على الجهود البشرية العادية، وإحكام تعبئة القدرات البشرية المألوفة، ومراعاة السنن والقوانين الإلهية في جميع الشئون: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} [فاطر: 43].
    ثالثًا ـ أنواع التفكير:
    أما عن القسم الثالث لمنهج التفكير السليم، فهو أنواع التفكير؛ والتي تتضمن ما يلي:
    (1) التفكير المنطقي أو التحليلي: وهو يختص بالنظر في معاني الرموز، التي تدور حول العلائق والأسباب والنتائج؛ مثل التفكير الرياضي والتفكير الفلسفي، ويمارس عمله في ضوء مجموعة من القوانين والنظريات.
    (2) التفكير التجريبي: وهو يختص بالموضوعات التي تدور حول الحقائق المتعلقة بعناصر الكون المحسوس؛ مثل التفكير الفيزيائي والكيميائي، ويقوم بإصدار الأحكام في ضوء الخبرات البشرية المحسوسة بعناصر الكون ومحتوياته.
    (3) التفكير الأخلاقي: وهو يهتم بالتقريرات التي تفاضل بين المواقف والأعمال وتقومها, ويصدر أحكامه إزاءها من حيث صلاحها، أو فسادها، وخيرها، أو شرها في ضوء عقائد ومبادئ معينة.
    (4) التفكير الجمالي: وهو يهتم بالتقريرات التي تفاضل بين الأشياء والمواقف والأعمال والمنتجات، ويقوِّمها ويصدر أحكامه إزاءها من حيث جمالها أو قبحها في ضوء معايير جمالية معينة.
    ونحن اليوم عندما أهملنا تدريب الناشئة على التفكير الجمالي ـ مثلًا ـ ساد القبح في حياتنا واستشرى في شوارعنا وملبسنا وعاداتنا ... إلخ.
    لأننا أهملنا غرس القيم الجمالية في النفوس منذ الصغر، مع أن الإسلام حرص على تنمية الذوق في حس المسلم في طعامه وشرابه وتعاملاته ... إلخ، كما حرص على غرس القيم الجمالية؛ كالحث على لبس البياض، والاهتمام بالنظافة الشخصية وسنن الفطرة ... إلخ.
    والواقع أننا اليوم في أشد الاحتياج إلى تنمية القدرات العقلية في مجال التربية؛ إذ أننا ركزنا على جانب القلب والعاطفة ـ برغم اعترافنا بأهميته ـ على حساب العقل؛ مما أدى إلى ضمور النواحي الإبداعية والتي ساهمت بشكل مؤثر في تخلف قطار التنمية.
    فنهضة أوروبا بدأت بإصلاح العقل وتغيير طرق التفكير، فهل يمكننا الاستدراك وإصلاح مناهج تفكيرنا في ضوء الملامح الكلية للتربية الإسلامية؟!
    أتمنى ذلك!!

    http://www.shareah.com/index.php?/records/view/action/view/id/2895/
                  

العنوان الكاتب Date
هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني Sabri Elshareef08-09-10, 01:01 AM
  Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني Sabri Elshareef08-09-10, 01:04 AM
    Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني Sabri Elshareef08-09-10, 01:05 AM
  Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني محمد النيل08-09-10, 01:12 AM
    Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني Sabri Elshareef08-09-10, 01:18 AM
      Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني Sabri Elshareef08-09-10, 01:23 AM
        Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني Mohammed Tirab08-09-10, 01:33 AM
          Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني Sabri Elshareef08-09-10, 02:07 AM
            Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني محمد النيل08-09-10, 03:49 AM
              Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني صديق عبد الجبار08-09-10, 09:09 AM
                Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني قلقو08-09-10, 09:46 AM
                  Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني صديق عبد الجبار08-09-10, 10:13 AM
                    Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني صديق عبد الجبار08-09-10, 10:19 AM
                      Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني قلقو08-09-10, 10:23 AM
                        Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني Sabri Elshareef08-09-10, 04:51 PM
                          Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني عمر عبد الله فضل المولى08-09-10, 05:45 PM
                            Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني عمر عبد الله فضل المولى08-09-10, 05:53 PM
                              Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني عمر عبد الله فضل المولى08-09-10, 05:55 PM
                                Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني عمر عبد الله فضل المولى08-09-10, 05:56 PM
                                  Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني Sabri Elshareef08-09-10, 06:35 PM
                                    Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني Sabri Elshareef08-09-10, 09:58 PM
                                      Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني سيف اليزل برعي البدوي08-09-10, 10:38 PM
                                        Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني Sabri Elshareef08-10-10, 06:59 PM
                                          Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني سيف اليزل برعي البدوي08-15-10, 04:39 PM
                                            Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني Sabri Elshareef08-15-10, 09:36 PM
                                              Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني حافظ حسن ابراهيم08-15-10, 10:49 PM
                                                Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني عادل نجيلة08-16-10, 01:23 AM
                                                  Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني حافظ حسن ابراهيم08-16-10, 08:08 AM
                                                    Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني حافظ حسن ابراهيم08-16-10, 08:20 AM
                                                      Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني حافظ حسن ابراهيم08-16-10, 09:11 AM
                                                        Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني حافظ حسن ابراهيم08-16-10, 02:47 PM
                                                          Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني ibrahim alnimma08-16-10, 04:16 PM
                                                            Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني حافظ حسن ابراهيم08-16-10, 05:03 PM
                                                              Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني عزام حسن فرح08-16-10, 05:18 PM
                                                                Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني adil amin08-16-10, 06:49 PM
                                                                  Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني حافظ حسن ابراهيم08-17-10, 09:54 AM
                                                                    Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني Sabri Elshareef08-17-10, 12:23 PM
                                                                      Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني عثمان عبدالقادر08-18-10, 02:12 PM
                                                                        Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني محمد يوسف الزين08-18-10, 02:23 PM
                                                                          Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني Sabri Elshareef08-19-10, 01:52 AM
                                                                            Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني Safa Fagiri08-19-10, 02:47 AM
                                                                              Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني عارف الركابي08-19-10, 04:33 AM
                                                                                Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني علي الكرار هاشم08-19-10, 07:48 AM
                                                                                  Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني سيف اليزل برعي البدوي08-21-10, 03:10 PM
                                                                                    Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني سيف اليزل برعي البدوي08-21-10, 03:12 PM
                                                                                      Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني Sabri Elshareef08-21-10, 03:54 PM
                                                                                        Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني Sabri Elshareef08-21-10, 03:56 PM
                                                                                          Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني Sabri Elshareef08-21-10, 04:10 PM
                                                                                            Re: هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟ الدكتور القمني سيف اليزل برعي البدوي08-22-10, 11:23 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de