|
Re: إحياء الذكرى الخامسة لرحيل القائد قرنق .. ملخص + صور . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
*
ضربة البداية كانت بحديث الدكتور بيتر أدوك نيابا باللغة الانجليزية :- مساء الخير السيدات والسادة احب ان اشكر دكتور الباقر ومركز الراحل الخاتم عدلان لتنظيم هذه الأمسية بمناسبة الذكرى الخامسة للرحيل التراجيدى للفقيد العزيز , واحب هنا ان اقدم التحية لكل من وهب حياته من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة فى السودان . الحديث عن من اين نبعت المصادر الفكرية لدكتور جون حول التغيير اقول انها نبعت فى الجنوب نفسه , واعتقد ان هناك البعض هنا من الذين ليس لديهم الالمام الكافى بتاريخ السودان , وسوف اتحدث منذ أيام حقبة الحكم الثنائى فى السودان , حيث ان حملة (كتشنر) كانت لديها ثلاثة أهداف رئيسية , وهى أعادة السودان تحت سيطرة الحكم المصرى , والهدف الثانى هو هزيمة (المهدى) والانتقام من مقتل (غردون) , والهدف الثالث هو أيقاف تجارة الرق . الحديث عن هذا التاريخ مهم , لانك لو تحدثت عن الدولة السودانية فان هذا التاريخ هو الذى قام بصياغة الشكل السياسى لهذه الدولة . والذى قاد السودان الى ماهو عليه الان هى تلك المسيرة الطويلة , التى فيها الكثير من الصعود والهبوط وكان بعضها عبارة عن مواجهة العسكريين مع تشكيل الدولة القائم ورفضهم لها , وليست مفاجأة لنا ان الكثير من القادة السياسين القادمين من الجنوب ليسوا على نفس التطابق مع الساسة الشماليين من الناحية الاجتماعية والثقافية , لقد تم ترك الجنوب فى الخلف من الشمال من ناحية الخدمات التنموية , مثل التعليم , وغيرها من الخدمات التى ترسم الطريق نحو النهضة . الشمال اصبح مسلم ويتحدث العربية وهو قريب من مصر والشرق الاوسط وكان تطوره فى ذلك الاتجاه , لكن فى الجنوب كان الوضع مختلفاً وخاصةً بعد عام 1932 بواسطة سياسة المناطق المغلقة , وهدف (كتشنر) بوقف تجارة الرق تحول الى أسم الحماية , وتم تقسيم الوطن الى جزئين شمال وجنوب , ولا أعتقد ان الاستعمار كان لديه اى خطة تعليمية واضحة فى الجنوب وكانت الفكرة هى تغيير هؤلاء الناس الذين يعتقدون انهم اعداء بتحويلهم الى اعتناق المسيحية وتبنى معايير ومفاهيم الحياة الاوروبية , وهذه هى الخلفية لدى الكثير منا نحن المثقفين فى الجنوب , ونظام المدرسة الكنسية كان يعمق من مفهوم ان الجنوب يختلف عن الشمال . فى مدرسة رومبيك , وهى المدرسة التى جاء منها عدد كبير من الساسة والادرايين الجنوبيين كانت هى المرحلة التى تفتح فيها وعينا , والكثير منا فى ذلك الوقت اعتنق مفاهيم ليبرالية ديمقراطية . احياناً فى الاشياء السيئة يكن هناك شيء جيد , وعند اندلاع الحرب كان لدى العديد من الطلاب فى مدرسة رومبيك الرغبة فى الذهاب ومغادرة السودان , واحد من هؤلاء كان جون , ذهب عبر اثيوبيا , ثم الى كينيا حيث تم اعتقاله , حيث كانت كينيا وقتها ما تزال تحت الحكم الاستعمارى فى عام 1962 , وانتهى به المطاف فى تنزانيا , وهناك بدأ مرحلة جديدة , مرحلة اخذ فيها الوعى والتفكير السياسى والايدولوجى بالنسبة له يتطور بخط رئيسى فى اتجاه ان الاستعمار يقوم بتقسيم البلدان , تقسيم العرب او من يطلقون عليهم عرب من الافارقة , وان التعليم يقوم بترسيخ هذا التقسيم . عند تم انشاء الحركة الشعبية فى 1983 واشتعلت الشرارة , قلت انها حرب النخبة المثقفة لانها قامت على بناء تنظيمى مؤسس كما فى اى حزب سياسى , وهو ما انعكس على الجيش الشعبى وعلى الحركة الشعبية لتحرير السودان , وتم دمج النضال السياسى مع النضال المسلح من اجل اعادة صياغة المجتمع السودانى . بعد خمسة أشهر سوف نواجه الاستفتاء , وهو ما يطرح سؤال الصعب عن وضع الحركة الشعبية وموقفها ومستقبلها , وهو تحدى حقيقى بالنسبة لنا , تحدى المستقبل كحركة سياسية فى الجنوب , لو قالت الحركة انها ضد الانفصال فان الاحزاب الآخرى فى الجنوب سوف تسحب البساط من تحت اقدامها , وهذه حقيقة , ولو قالت انها مع الانفصال فسوف تدخل فى مواجهة مع بقية القوى الآخرى فى الشمال . اقول ان دكتور جون أستطاع تحرير نفسه من الانتماء القبلى الضيق كفرد من ابناء قبيلة الدينكا , واصبح يفكر كسودانى وهو ما اعتقد انه من اهم الجوانب الفكرية التى تمتع بها , وكانت لديه القدرة على النظرة حتى من ابعد حدود السودان , وكانت رؤيته الثاقبة حول السودان الجديد هى التى جمعتنا فى الحركة الشعبية بمختلف اعراقنا ودياناتنا . اعتذر لان البعض منكم ربما لم يستطع متابعة مع اقول لاننى تحدثت باللغة الانجليزية .
|
|
|
|
|
|