|
الضابط الذي اعتقل الشهيد هاشم العطا:سيد خليفه واحمد المصطفى أبديا الرغبه للبحث عن عبدالخالق
|
إفادات جديدة لضابط الشرطة الذي قام باعتقال هاشم العطا صفحات اخر لحظة - حوارات السبت, 31 يوليو 2010 11:57 حوار: أميمة عبد الوهاب - تصوير: سفيان البشرى
رصاصة واحدة لم تكن تكفي على ما يبدو بنظر الرئيس السابق جعفر نميري، وكذلك منفذ عملية الإعدام على الراحل الرائد هاشم العطا لازهاق روحه، وإنما فتحت عليه النار بصورة عشوائية حتى تقطع جسده وتناثرت أشلاؤه في محاكمة قلما يشهد التاريخ مثلها.. ما الدلالات على بشاعة التصفية الجسدية للراحل وهل لجرح بميت إيلام. قال (الكمندان) عميد شرطة معاش أمين حسن عباس في إفاداته لـ (آخر لحظة) حول ملابسات اعتقال ومحاكمة وإعدام هاشم العطا، كنت أنفذ مهمة وإن لم يعفني ذلك من تأنيب الضمير.
بدءاً عميد أمين عباس نريد تفاصيل دقيقة لليلة 22 يوليو 1971م، أي ليلة القبض على الرائد هاشم العطا وأنت من قام بهذه المهمة؟
- فوجئنا ليلة 19 يوليو (بانقلاب العصرية) انقلاب الساعة الثالثة، وكنا في ذلك الوقت في القسم الجنوبي الخرطوم، وهو حالياً القسم الأوسط، وكنا ضباط شرطة حديثي التخرج برتبة ملازم ـ حيث جاءت الأوامر الينا بأن نكون في حالة استعداد، ونحن على هذا الحال وأعيننا معلقة على التلفاز في انتظار ظهور قائد الانقلاب الذي تأخر كثيراً.. وفي حوالي الساعة (9) مساءً ظهر الرائد هاشم العطا قائد الانقلاب ليلقي كلمته للشعب السودان، وكانت واضحة عليه علامات القلق والتوتر والاضطراب.. وتلك أول مرة أشاهده فيها، وظللنا اليوم الأول والثاني وحتى الثالث للانقلاب في حالة استعداد ولم يحدث شيء.. في يوم 22 يوليو جاء بيان بفشل الانقلاب وعودة نميري، وأوكلت الينا مهمة البحث عن عبد الخالق محجوب الذي هرب من سلاح الذخيرة بالشجرة.. وصلتنا معلومات مفادها أن عبد الخالق موجود بمنزل يقع غرب مقابر فاروق، أخذت معي حوال (10) شرطياً وذهبنا للموقع، وبعد أن فتشنا المنزل ونحن خارجون، وجدنا الفنانين الراحلين احمد المصطفى وسيد خليفة يخرجان من منزل مجاور وعلما بمهمتنا، وأبديا الرغبة في المساعدة، وقالا اذا ظل عبد الخالق موجوداً في الخرطوم سيكون بحي نمرة (2) بمنزل (فلان)، أحد قيادات الحزب الشيوعي.
قاطعته من هو (فلان)، يا ليت تحدد لنا اسمه؟
ـ لا لا لن أذكر لك الآن اسماء، بعد الفراغ من الحوار سأطلعك عليهم جميعاً، ولكن أرفض بشدة نشر أي اسم.
تجاوب الشعب والجيش والشرطة في الثلاثة أيام، هل كان مع هاشم العطا أم طالبوا بعودة نميري؟
- بالنسبة لنا العملية مهنية، بالنسبة للشعب كان هناك من يريد نميري، و«قطع شك» هناك من يؤيد هاشم العطا.
حسناً واصل حديثك؟
- ونحن متوجهون للمنزل بنمرة (2) وأمامه مباشرة، قابلت أحد معارفي من سكان العمارة وأكد لي المعلومة أن عبد الخالق غالباً ما يكون موجوداً داخل هذا المنزل.. توجهنا للمنزل وكانت لديه بوابتان، شمالية وجنوبية، دخلنا من البوابة الجنوبية لنجد أنفسنا في (حوش) مغطى بالنجيلة، استرعى انتباهي وجود (اسبلايط) علامة مجلس قيادة الثورة، وكانت مميزة بلونها الأحمر ملقاة على النجيلة فأخذتها وكان معي في تلك اللحظة شرطي واحد، ودخلنا الى أن خرجنا من الناحية الشمالية.
أين أصحاب المنزل، ألم يشعر أحد بوجودكم؟
- لم يكن هناك أحد بالمنزل والأبواب مفتوحة، خرجنا من البوابة الجنوبية ومن الجهة الجنوبية الشرقية للشارع لاحظنا وجود شخصين داخلين على الشارع رغم وجود حظر تجول فقلنا ثابت عندك، كانا يرتديان (جلاليب)، فأمسكت الذي كان بالقرب مني والشاويش الذي معي أمسك بالآخر، الذي بيدي حاول أن يرفع (الجلابية) التي كان يرتدي تحتها زياً عسكرياً رسمياً (كاكي)، ويخرج سلاحه فقال لي الشاويش (يا جنابو أعمل حسابك الناس ديل مسلحين)، بسرعة أحكمت القبضة على الذي معي وكذلك الشاويش فرفعت رأسه، فإذا بي أفاجأ أن هذا الشخص هو هاشم العطا الذي كان يلقي كلمة في التلفزيون، وصحت هاشم العطا وكان الوقت مساء، ولكن على ضوء القمر استطعت التعرف عليه.
قاطعته يعني الصدفة وحدها التي قادت لاعتقال هاشم العطا و.. ومن الشخص الآخر الذي كان يرافقه؟ ـ نعم صدفة عجيبة جداً، لأن مهمتنا كانت القبض على عبد الخالق محجوب، بالنسبة للشخص الثاني الذي كان معه هو المقدم محجوب إبراهيم طلحة والذي أعدم فيما بعد مع هاشم العطا.
أيضاً نريد معرفة محاكمته وإعدامه في أدق التفاصيل؟ ـ أعدموه مباشرة، اعتقد أن ذلك كان يوم 23 يوليو تقريباً، حيث قدموا لمحاكمات ميدانية في المدرعات بالشجرة وقائدها نميري، وأعدموا معه كثيرين من بينهم إبراهيم طلقة، وفيما بعد أعدم هاشم العطا وبابكر النور وآخرين.
قاطعته: أين كانت تُجرى المحاكمات داخل قاعات أم غرف، وتحديداً متى كان زمن محاكمة هاشم العطا؟
- في الحوش تحت الشجر، حيث يجلسون على ترابيز متراصة، وكانت المحاكمات لهاشم العطا عصراً.
وماذا بعد....؟ ـ الشيء المؤلم ونحن شرطة أوكلت لنا مهمة تغطية شارع الحرية، لأن بعد تنفيذ الإعدام ستمر به عربات الاسعاف التي تحمل الجثامين متوجهة الى أم درمان، فظللنا منتظرين بالساعات الطويلة في الشارع الى أن جاءتنا تعليمات بالانصراف والمغادرة.. بعد ذلك علمنا أن الشخص الذي كلف بتنفيد الإعدام قد فتح النار بكثافة على جسد هاشم العطا الى أن تقطع وتمزق نهائياً وبالتالي لم يستطيعوا نقله الى أم درمان.
قاطعته: من هو منفذ عملية الإعدام.. وهل كان ضابطاً أم عسكرياً؟ - لا أريد أن ينشر اسمه وهو شخص كان معروفاً عنه أنه قاتل وله جرائم أخلاقية كثيرة، وهو كان شاويش ونقل صولاً بالمظلات.
هل يعني ذلك أن مقبرة هاشم العطا غير معلومة؟ - والله لا أدري أين جثامينهم، ربما دفنوا جماعة.
بعد عودة نميري للحكم مرة ثانية ما هي أبرز قراراته والخطوات التي اتخذها؟ - نفذ إعدامات كثيرة جداً في محاكمات ميدانية وإيجازية لا تزيد عن ربع ساعة، وبعدها طارد ولاحق الشيوعيين واعتقلهم وزج بهم في السجون.
هل شاهدت محاكمات وإعدامات؟ - شاهدت محاكمات كثيرة بحكم عملي وكانت توكل الينا مهام، ولكنني لم أشاهد إعدامات.
ما الأثر الذي تركه إعدام هاشم العطا في نفسك، حيث إنه اغتيل بالطريقة التي ذكرتها؟ ـ رغم أن (الشغلانية) مهنية.. إلا أنني عشت لفترة معذباً نفسياً، وحزنت حزناً شديداً خاصة بعد أن عرفت ما حدث أثناء تنفيذ الإعدام.. لكن كما قلت لك الصدفة والعمل هما اللذان قاداني لذلك.
هل حاولت أسرة هاشم العطا بعد ذلك البحث عن من اعتقلوه أو أعدموه أو عن مكان جثمانه؟ ـ أبداً لم يتصل بي أحد حتى الآن.. إلا أنه بعد فترة تسلمت نوط الواجب من الرئيس نميري، ذكر فيه تقديراً لخدمتك الممتازة في خدمة الوطن منحناك نوط الواجب إيذاناً منا بذلك.. وأنا لم أكن انتظر مكافأة على ذلك، وقد دارت الأيام وعاصرت محاكمات نميري ومن معه بعد انتفاضة (6) أبريل.
أين كنت وقتها؟ - كنت (كمندان) في أم درمان، أي مدير الشرطة، وكنت محققاً ومتحرٍ، نميري طبعاً حُكم غيابياً لأنه كان في مصر، وكان أبرز ما حققنا حوله اغتيال محمود محمد طه، لأن المتهم الأول كان جعفر نميري، وحاكمنا من كان موجوداً، بينهم عمر محمد الطيب النائب الأول، وكانت قضية كبيرة شغلت الشعب السوداني.
قضايا أخرى تمت فيها محاسبة نظام نميري قضائياً؟ - قضية ترحيل اليهود الفلاشا الى إسرائيل، وأنا كنت متحرٍ في هذه القضية، وكانت شهادتهي عبر التلفزيون لمدة (14) يوماً، وهذه القضية كتبت حولها كتاباً، وحسب معلوماتي منعت الكتابة عن هذا الملف، ولديّ وثائق كثيرة حول هذا الموضوع اذا سمح لكم بالنشر سوف أملككم إياها.
حدثني ولو بالقليل والمتاح عن مراحل ترحيل اليهود الفلاشا الى إسرائيل عبر السودان؟ - طبعاً مراحل كثيرة، وكانت تسمى مرحلة ترحيل اليهود عبر السودان الى إسرائيل، بعملية موسى.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الضابط الذي اعتقل الشهيد هاشم العطا:سيد خليفه واحمد المصطفى أبديا الرغبه للبحث عن عبدالخا (Re: عبدالوهاب همت)
|
Quote: الشيء المؤلم ونحن شرطة أوكلت لنا مهمة تغطية شارع الحرية، لأن بعد تنفيذ الإعدام ستمر به عربات الاسعاف التي تحمل الجثامين متوجهة الى أم درمان، فظللنا منتظرين بالساعات الطويلة في الشارع الى أن جاءتنا تعليمات بالانصراف والمغادرة.. بعد ذلك علمنا أن الشخص الذي كلف بتنفيد الإعدام قد فتح النار بكثافة على جسد هاشم العطا الى أن تقطع وتمزق نهائياً وبالتالي لم يستطيعوا نقله الى أم درمان. |
ترى اين ذهب ذاك القاتل الان ؟ اتمنى ان يكون قد قطعته انياب مثلما فعل باعزل لاحول ولاقوة الا بالله العنف الذهنى اشد فتكا من العنف البدنى فهذا العسكرى يعانى من العنف الذهنى لذلك فعل ما فعل بضابط اعزل تهمته لا تتجاوز تهمة من اعدمه ان كان ثمة عدل
| |
|
|
|
|
|
|
|