|
Re: الحمار السكران - قصة قصيرة (Re: Abuelgassim Gor)
|
و كان الناس من قبيلة ( فيروشانى) تعيش عند الطرف الجنوبى ، ثم حدثت معركة بين القبيلة و وحش كاسر بسبعين راس ، فرحل أجدادنا الاوائل نحو شمال المستنقع . لكن جدتى آثرت أن تظل فى كوخها القصبى جنوب النهر . كوخ جدتى غريب فى نوعه أشبه بالقطية لكنه اوسع بقليل، تم تشييده فوق جذوع بعض الاشجار ، هناك سلم من الحبال ، فانك لا تكاد تصل الكوخ ذاته الا بعد أن تتسلق السلم و(تخرت الوقر ) أى تتصبب عرقا...كانت جدتى تقول :لا شيئ يتم فى هذا المكان دون خرت الوقر.أقول لم يتجه الحمار هذه المرة نحو جنوب النهر بل افرد اذنيه نحو الشرق ثم اطلق نهيقا اشبه بصهيل الخيول ، وما هى الا لحظات حتى انطلق حمارنا كما الريح .. ظلت خالتى الضهباية و ابنتها ( جانقودى ) تعملان على تهدأة الحمار السكران دون جدوى. كان الامر فى بدايته اشبه بهزار ، لكن رويدا رويدا اختفى الحمار عن الابصار ...نعم اختفى الحمار ومن فوقه خالتى الضهباية وابنتها جانقودى ...لم يكن امر مثل هذا الامر سهل التجاوز من رجال قريتنا الذين اعلنوا عن اجتماع طاريئ.. يتم الاعلان عن الاجتماع الطاريئ بنفخ بوق كبير ، يستمر النفخ حتى يتنادى ويجتمع كل الرجال وهم جاهزين للحرب . أعلن شيخ حلتنا وهو رجل طاعن فى السن ، باسنان سوداء ، لا يلبس غير ازار من الجلد القديم، قال :الذى حدث يدل على ان الحمار اصلا لم يكن حمارا بل هو عفريتا مدسوس. بعض الرجال استنكروا ذلك وقالوا ان حمار خالتى هو فى الحقيقة حمار ولد حماره أصيلة تم تمهيره من اب حر على مرأى واعين الاشهاد. لكن كل ماحدث ان حمار خالتى تناول كمية كبيرة من الكجانة التى تم خلطها بالُمشك فسكر ولم يقوى على السيطرة على نفسه. هكذا اشتد الخلاف بين الطرفين فانقسم سكان القرية الى قسمين . القسم الاول هو قسم الحمار السكران ، أما القسم الثانى فهو قسم الحمار العفريت المدسوس . فبينما ظل الحمار يختفى عن الانظار وعلى ظهره خالتى الضهباية وابنتها جانقودى منطلقا مثل صاروخ ذكى بين البرارى والفيافى ،اشتد الخلاف بين سكان القرية ، وبدأ البحث عن آلية لفض النزاع ، فلجأنا الى التصويت ..انتهى الاجتماع الى مزيدِ من الاختلافات فنامت قريتنا على غيابِ تام لنهيق حمارنا.
|
|
|
|
|
|