|
Re: هولندا خسرت سمعتها .. ولم تربح الكأس (أجمل تحليل ليوهان كرويف) (Re: محمد ادم الحسن)
|
Quote:
لم يكن كرويف على حق
مقال / طارق القزيري - شن المدرب واللاعب الهولندي السابق يوهان كرويف هجوما انتقاديا على مشاركة المنتخب الهولندي في كاس العالم بجنوب إفريقيا، بخاصة بعد خسارة المباراة النهائية واللقب العالمي. وامتدح كرويف في حديثه لصحيفة اسبانية مستوى الأسبان، مثنيا على منتخبهم ومستواه. لكن قيمة كرويف لا يجب أن تحجب حيثيات مختلفة تجعل انتقاد كرويف ربما مدفوعا باعتبارات أخرى.
كرويف شدد على الخشونة التي سلكها المنتخب الهولندي في المباراة النهائية، مبديا أسفه لتشويه صورة الكرة الهولندية بهذه الشاكلة!!. الظاهر من هذا ثلاثة أمور : · الأول أن هولندا لم تكن بهذه الصورة إطلاقا من قبل. · الثاني أن كرويف نفسه كلاعب على الأقل – فهو لم يدرب المنتخب من قبل- لم يكن يلعب على أيامه هكذا. · الثالث أن الأسبان كانوا بخلاف هولندا بما ينجيهم من اللوم أيضا والانتقاد. والحقيقة ان هذه الثلاثية تجتمع في عدم الصحة اطلاقا، بل إن الأرقام تثبت عكس ما يذهب إليه كرويف، ما يختلف هنا أن الذاكرة والشعور تمتلئ فقط بما هو قريب وحاضر، وان الفوز الذي يكون له ألف أب، بهو بعكس الفشل الذي يمثل ابن الخطيئة الذي يتبرأ منه الجميع بأي وسيلة كانت. فهولندا وخلال أربع من أصل آخر سبع بطولات كاس العالم ارتكبت أخطاء ومخالفات على ارض الملعب أكثر من أي فريق آخر، وإذا علمنا أن هولندا تصل للنهائي للمرة الأولى من 32 عاما، فهذا ببساطة يعني أنها كانت أكثر عنفا من الفرق التي لعبت أكثر منها، بينما هذا المرة لعبت أكثر من أي احد آخر عدا فرق الدور الرباعي. والنقطة الثانية ان الأرقام أيضا تقول ان منتخب هولندا في مونديال 1974، الذي كان يقوده السيد كرويف نفسه، ارتكب اخطاء اكثر من منافسيه يومها، برصيد 178 خطأ، فلماذا ينتقد كرويف ماقام به هو وزملاؤه، ويصف وزمنه بالفذ وغير المسبوق، بل ربما كانت ايام كرويف السابقة الاولى للعنق الهولندي على المعشب الأخضر .. ربما. وعموما فهي ثاني اسوء عدد مخالفات لفريق في اللعب النظيف منذ مونديال 1966. النقطة الثالثة: ان الآسبان في المباراة النهائية لم يكونوا أفضل من الهولنديين بشكل كبير، فمعروف ان اسبانيا هي اول فريق منذ منتخب المجر بمونديال 1986 بالمكسيك الذي لم يتحصل على أي إنذار في الدور الاول لكأس العالم، بينما وصلت اسبانيا للمباراة النهائية ولها 3 بطاقات صفراء فقط، ثم تحصلت على 5 بطاقات صفراء في النهئي فقط، بمعني انها تحصلت في 120 دقيقة ( او مباراة بزمن إضافي) على أكثر مما تحصلت عليه في 540 دقيقة ( أو ست مباريات). ينضاف لهذا ان لاعبا مثل اينيستا الاسباني كان يستحق الطرد لارتكابه خطأ على فان بومل بدون كرة، رغم ان دي يونغ من هولندا كان يستحق الطرد أيضا قبل هيتينغا لمخالفته الخطيرة جدا على ألونسو، لكن هذا يظهر ان التحكيم الانجليزي، لم يكن موفقا، وان البطاقات لم تكن علامة موفقة على تقييم اللعب النظيف، ولو باعتبار ان بعض البطاقات مثلما حدث مع روبين وماثايسين كانت للاحتجاج وليس للعنف والمخالفات. لايمكن لي ابدا التشكيك في قيمة الاسبان وجدارتهم بالتتويج فهم في العموم كانوا يستحقون اللقب بلا شك. بيدا أن إلقاء اللوم على المباراة النهائية ومستواها للتقليل مما فعله الهولنديين أمر بالغ في التضخيم، وعندما يأتي من يوهان كرويف فهو اقرب للتصنيف من باب الصورة الدائمة ليوهان كرويف وبرج عاجيته المستمرة، كما تتحدث الصحف الهولندية عنه أحيانا، وهو أمر يتشارك فيه السيد كرويف عادة مع لاعبين مشاهير ونجوم أفذاذ تركوا اللعب او التدريب للصحف واستوديوهات التلفزيونات مثل بيليه وبكينباور وحتى ميشيل بلاتيني، فهم يعيشون عالما يبنونه هم ولا تدعمه الأرقام والوقائع، التي يتجاهلها – مثلا - رئيس نادي برشلونة الاسباني يوهان كرويف.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|