|
Re: هولندا خسرت سمعتها .. ولم تربح الكأس (أجمل تحليل ليوهان كرويف) (Re: محمد ادم الحسن)
|
كم كان كرويف محقاً!
عمود: يوسي كوتيلايرو / إذاعة هولندا العالمية: لم يسبق أن حصل أي فريق على تسع بطاقات صفراء وواحدة حمراء خلال المباراة النهائية لبطولة كأس العالم لكرة القدم. خلال زمن ليس بالبعيد، كان الفريق الهولندي معروفاً بلعبه المبهج لعشاق اللعبة؛ وأما يوم الأحد الماضي فقد لحق بهم العار. وسيتم تكريمهم في أمستردام على انجازاتهم. قد يتساءل أحدهم: لماذا؟ عند سؤاله قبل المباراة النهائية ضد أسبانيا حول أفضل اللاعبين في المنتخب الهولندي الحالي، أجاب اللاعب الأسطورة يوهان كرايف: حارس المرمى مارتن ستيكيلينبورخ والمهاجم ديرك كاوت. كم كان محقاً. صدق أو لا تصدق، من اللاعبين الهولنديين الأحد عشر في المباراة النهائية، كان ستيكيلينبورخ وكاوت الوحيدين اللذين لم يحصلا على بطاقة صفراء. وجميع الآخرين عوقبوا، وأغلبهم لضربات على ساقي الخصم تهدد مستقبله المهني. وبعضهم كانوا محظوظين بعدم طردهم في الشوط الأول. وبشكل خاص ركلة الكاراتيه التي سددها نايجل دو يونغ من أجل إلحاق الأذى الشديد باللاعب زابي ألونسو والتي كانت تستحق بطاقة حمراء، أو إحالة إلى قسم المساعدة النفسية. لم يحصل الفريق الهولندي مطلقاً على تعاطف المشجعين بسبب كرة القديم الجميلة أو الروح الرياضية. فقد وصلوا إلى المباراة النهائية بخليط من الخشونة أو بلحظات تألق عرضية قليلة جداً، أو بقدر كبير من الانعطافات المحظوظة، وأخيراً بتصميم قوي. ولكن عند وصولهم إلى المباراة الأكثر أهمية في البطولة، أثبت منتخب الأورانج أمراً واحداً: إنهم لا يتعلمون الدرس أبداً. منذ أربع سنوات غادرت هولندا البطولة من الدور الثاني، بعد مباراة مخزية مع البرتغال. كلا الفريقين تجاوزا الحدود حينها، فكان أول من بدأ العدوانية اللاعبين الهولنديين فان بومل وخالد بولحروز، مما أسفر عن ابعاد نجم البرتغال كريستيانو رونالدو من المباراة خلال اقل من ربع ساعة. وقد تم رفع رقم قياسي من البطاقات الصفراء والحمراء، وفاق الفريق البرتغالي المنتخب الهولندي بعدد البطاقات الصفراء؛ إذ حصلوا على تسع بطاقات. وها هم الهولنديون يحصلون على نفس الرقم القياسي الرديء السمعة. فقد لعب الكثير من لاعبي 2006 مرة ثانية في هذه البطولة، وللمرة الثانية أثبتوا أن لعبة كرة القدم لا يمكن الفوز بها عن طريق كسر سيقان الخصم. قد يعتقد المرء أن أحدهم ربما أخبر الشباب بأن كرة القدم تدور حول ركل الكرة في الاتجاه الصحيح، وليس حول التسبب بالأذى للخصوم بينما يحاولون إظهار الأمر وكأنهم في موقع المعتدى عليهم. لهذا السبب وحده استحق الأسبان الفوز. وظهر ذلك بشكل سافر بعد استلام الميداليات. العديد من اللاعبين الهولنديين – بمن فيهم مدربهم بيرت فان مارفايك – أظهروا احتراما اقل للعبة، وذلك بنزع الميداليات بعد استلامها بثوان معدودة فقط. وخلال لقاءات معهم بعد المباراة، تجرأ أغلب اللاعبين بإلقاء اللوم على الحكم، بينما كان ينبغي أن يعتبروا أنفسهم محظوظين جداً لطرد لاعب واحد فقط (تلقى جون هاتينخا بطاقة صفراء ثانية خلال الوقت الإضافي). لو كان الحكم صارماً بما يكفي، لكان الفريق الهولندي لعب بتسعة لاعبين فقط بعد الاستراحة. وأود أن أؤكد أنني كنت دائماً مشجعاً للكرة الهولندية وشاهدت مباراة يوم الأحد وأنا أرتدي قميصاً برتقالي اللون. ولكني اعتقد أن مشجعي كرة القدم حول العالم فرحوا لفوز أسبانيا في النهائية. وأيضاً الفيفا – الاتحاد العالمي لكرة القدم – والتي كان عليها الاعتراف بأن القبح يؤتي ثماره. وأنا أيضاً، وإلا لكنت شاركت كل هذه الملاحظات معك، إذا ما علمت بأن أولئك الأوغاد من أبناء وطني (الفريق الهولندي) فازوا بالكأس! فقط لاعبان هولنديان لم يتسببا بخيبة أمل عميقة في المباراة النهائية. وعلى المرء أن يعطي المزيد من المصداقية ليوهان كرويف لإخبارنا عن ستيكيلينبورخ وكاوت مقدّماً.
|
|
|
|
|
|
|
|
|